موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

بسم الله الرحمن الرحيم

أحوال الناس يوم القيامة

تختلف أحوال الناس في ذلك اليوم اختلافاً بيناً بين الكفار ,وعصاة الموحدين,والأتقياء من الصالحين.

حال الكفار يوم القيامة
ذكر الله تعالى الذلة والهوان والحسرة واليأس الذي عليه الكفار يوم القيامه في آيات عدة,فيبين الله تعالى حال الكفار عند خروجهم من القبور,لقوله تعالى{يَومَ يَخرُجون مِنَ الأجداث سِراعاً كأنهم إلى نُصُبٍ يُفوضون *خاشعة أبصارهم تَرهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كَانوا يُوعدون} سورة المعارج
ولقوله تعالى{خُشعاً أبصارهم يَخْرُجون مِن الأجداثِ كأنهم جَرادٌ منتشر*مهطعين إلى الدَّاع يقول الكافرون هذا يوم عسِر} سورة القمر
وفي ذلك اليوم يندم الكافر أن حاد عن شرع الله تعالى ,لقوله تعالى{ إنَّا أنذرناكم عذاباً قريباً يومَ ينظر المرء ماقدمت يداه ويَقول الكافر ياليتني كُنت تُراباً} سورة النبأ

حال عصاة المؤمنين
ممن يعاجل لهم العذاب يوم القيامة عصاة المؤمنين ,وهم أحوال ودرجات ,فالذي لايؤدي الزكاة يمثل له ماله يوم القيامة شجاعاً أقرع ,ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مُثل له يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ,ثم يقول :أنا مالك ,أنا كنزك.ثم تلا:{ولايَحسبَنَّ الذين يَبخَلونَ بما آتاهم الله من فضله هُوَ خَيراً لهم بَل هُوَ شَرٌّ لهم سَيُطوَّقون ما بَخِلوا به يوم القيامة}سورة آل عمران
أما المتكبرون فإنهم يحشرون أمثال الذر يوم القيامة ,ففي الترمذي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال"يحشر المتكبرون أمثال الذر يوم القيامة في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان"
ومن الناس من لايكلمهم الله يوم القيامة ,ففي مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"ثلاثة لايكلمهم الله ,ولاينظر إليهم يوم القيامة ,ولايزكيهم ولهم عذاب أليم"قلت:يارسول الله ,من هم؟؟خسروا وخابوا,قال"المسبل والمنفق سلعته بالحلف الكاذب والمنان"
وهناك اصناف أخرى لا يكلمهم الله يوم القيامة ,في الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه ,كما ورد في صحيح مسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"ثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة ,ولايزكيهم ولاينظر إليهم ولهم عذاب أليم :شيخ زان ,وملك كذاب,وعائل مستكبر"

حال الأتقياء يوم القيامة
يصف الله تعالى حال أولياء الرحمن يوم القيامة ,لقوله تعالى{ ألا إن أولياء الله لاخَوفٌ عليهم ولاهم يحزنون *الذين آمنوا وكانوا يتقون*لهم البُشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} سورة يونس
وسبعة يظلهم الله فيظله يوم القيامة,ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله :إمام عادل ,وشاب نشأفي عبادة ربه, ورجل قلبه معلق في المساجد,ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ,ورجل تصدق بصدقة أخفاها حتى لاتعلم شماله ماأنفقت يمينه,ورجل ذكرالله خالياً ففاضت عيناه,ورجل دعته إمرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله "
وأيضا الشهيد والمرابط يأمن الفزع الأكبر يوم القيامة.
والكاظمون الغيظ ,فقد بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه البشرى "ومن كظم غيظاً وهو يقدر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره في أي الحور العين شاء"

_نسأل الله أن نكون منهم_

(من كتب العلم الشرعي)