موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   نهاية العالم - علامات الساعة وأماراتها (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=174)
-   -   المسيح الدجال موجود في جزيرة من الجزر من جهة المشرق . (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=43682)

ابن الورد 10 Feb 2021 03:09 AM

المسيح الدجال موجود في جزيرة من الجزر من جهة المشرق .
 
لدجال موجود في جزيرة من الجزر
نأتي إلى القضية التي وردت في حديث تميم الداري، وهي: هل كان المسيح الدجال موجوداً في عهد النبي ﷺ؟ المسيح الدجال هل هو الآن موجود أو هو سيخلق فيما بعد؟

حديث تميم الداري يدل على أن المسيح الدجال موجود من زمان، وأنه في وقت النبي ﷺ كان موجوداً، موثقاً، مربوطاً في جزيرة من جزائر البحر، ينتظر متى يؤمر بالخروج، ويأذن الله بالخروج فيخرج.

وبناءً عليه فإنه الآن موجود، المسيح الدجال الآن موجود في مكان ما، في جزيرة من الجزر، في بحر ما من البحار، وأنه في جهة المشرق كما سنعرف من حديث تميم الداري، وهو أيضاً حديث من العجائب.

روى حديث تميم الإمام مسلم -رحمه الله- من طريق الشعبي أنه سأل فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس وكانت من المهاجرات الأول، فقال: حدثيني حديثاً سمعتيه من رسول الله ﷺ لا تسنديه إلى أحد غيره، فقالت: لئن شئت لأفعلن، فقال لها: أجل حدثيني؟ فقالت: سمعت نداء المنادي -ينادي رسول الله ﷺ ينادي-: الصلاة جامعة، فخرجت إلى المسجد، فصليت مع رسول الله ﷺ، فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم، يعني الرجال، فلما قضى رسول الله ﷺ صلاته جلس على المنبر وهو يضحك، فقال: ليلزم كل إنسان مصلاه، ثم قال: أتدرون لم جمعتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم لأن تميماً الداري كان رجلاً نصرانياً فجاء وبايع وأسلم، وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام [رواه مسلم: 2942].

إذن، خرجوا من اليمن عن طريق البحر يريدون الحجاز لكي يأتوا للنبي ﷺ، فلعب بهم الموج شهراً في البحرالموج غير الاتجاه، ولعب بهم شهراً كاملاً في البحر، ثم أرفؤوا إلى جزيرة في البحر، حتى مغرب الشمس فجلسوا في أقْرُب السفينة، هذا قارب في السفينة الكبيرة، قارب صغير في السفينة الكبيرة، يجعلونه أحياناً لأغراض خاصة، فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب، كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقالوا: ويلك ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة؛ لأنها تتجسس للدجال فسميت جساسة؛ لأنها تتجسس الأخبار للدجال، قالوا: وما الجساسة؟ قالت: أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق، قال: لما سمّت لنا رجلاً فرقنا منها أن تكون شيطانة، قال: فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير، في الجزيرة، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقاً، وأشده وثاقاً، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، كله مسلسل مقيد يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، فقلنا: ويلك ما أنت؟ قال: قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم؟ قالوا: نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم، يعني هاج، فلعب بنا الموج شهراً ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه، فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر، لا يدرى ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقلنا: ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة. قلنا: وما الجساسة؟ قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق، فأقبلنا إليك سراعاً وفزعنا منها، ولم نأمن أن تكون شيطانة. فقال: أخبروني عن نخل بيسان الرجل الموثق يسأل: أخبروني عن نخل بيسان اسم موضع، قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها هل يثمر؟ قلنا له: نعم، قال: أما إنه يوشك أن لا تثمر، قال: أخبروني عن بحيرة طبرية؟ قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قالوا: هي كثيرة الماء، قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب، قال: أخبروني عن عين زغر؟ قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ وهي بلدة معروفة في الجانب القبلي من الشام، يسأل عن عين زغر، قال: هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم، هي كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من مائها، قال: أخبروني عن نبي الأميين ما فعل؟ قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب، قال: أقاتله العرب؟ قلنا: نعم، قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على منْ يليه من العرب وأطاعوه، قال: قد كان ذلك؟ قلنا: نعم، قال: أما إن ذلك خير لهم أن يطيعوه، وإني مخبركم عني، إني أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة يمسح العالم في أربعين ليلة، غير مكة وطيبة فهما محرمتان عليّ كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحداً منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتاً مسلولاً يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكةً يحرسونها.

هنا في هذا الموضع النبي ﷺ غير في الحديث، قالت: قال رسول الله ﷺ، وطعن بمخصرته في المنبر: هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة يعني المدينة مفتخراً بها، ألا هل كنت حدثتكم ذلك؟ يعني أن الدجال لا يدخل المدينة، قبل خبر تميم هذا، وقبل أن يأتي تميم، ألم أكن حدثتكم أن الدجال لا يدخل المدينة؟ فقال الناس: نعم. قال: فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة.

ثم قالﷺ: ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق ما هو، من قبل المشرق ما هو، من قبل المشرق ما هو، وأومأ بيده إلى المشرق [رواه مسلم: 2942].

فإذن، أورد احتمالات، ثم عين جهة المشرق، الدجال يعني فيها، وأكد ذلك ثلاث مرات أن مكان الدجال في جهة المشرق، قالت الصحابية: "فحفظت هذا من رسول الله ﷺ" الحديث رواه مسلم -رحمه الله- في صحيحه[رواه مسلم: 2942].

وفيه عجائب، أشياء عجيبة في ذلك الحديث في هذه الدابة الأهلب كثيرة الشعر، غليظة الشعر، وأنها قادتهم إلى لقاء مع الدجال الموثق المربوط في جزيرة من جزائر البحر، وأنه سيكسر قيوده إذا أذِن الله ويخرج.

لم تنفرد برواية هذا الحديث فاطمة بنت قيس، بل له شاهد من حديث أبي هريرة وجابر عند أحمد من طريق عامر الشعبي عن فاطمة بنت قيس بنحو سياق مسلم، قال عامر الشعبي: فلقيت المحرز ابن أبي هريرة فحدثته حديث فاطمة بنت قيس قال: أشهد على أبي أنه حدثني كما حدثتك فاطمة غير أنه قال: قال رسول الله ﷺ: أنه نحو المشرق، ثم لقيت قاسم بن محمد فذكرت له حديث فاطمة، فقال: أشهد على عائشة أنها حدثتني كما حدثتك فاطمة غير أنها قالت: الحرمان عليه حرام: مكة والمدينة" [رواه أحمد: 27101]

وهذا الحديث قد رواه أبو يعلى أيضاً من وجه آخر عن أبي هريرة قال: "استوى النبي ﷺ على المنبر قال: "حدثني تميم فرأى تميماً في ناحية المسجد، فقال: يا تميم حدث الناس بما حدثتني" فذكر الحديث وفيه، يعني إضافة في رواية أبي يعلى: فإذا أحد منخريه ممدود، وإحدى عينيه مطموسة.

إذن، أحد منخريه، حتى الأنف فيه تشويه، أحد المنخرين ممدود.

وفيه أيضاً: لأطأن الأرض بقدمي هاتين إلا مكة وطابا يقصد طيبة وهي المدينة.

قال ابن حجر: وأما حديث جابر فأخرجه أبو داود بسند حسن قال: قال رسول الله ﷺ ذات يوم على المنبر: أنه بينما أناس يسيرون في البحر فنفد طعامهم فرفعت لهم جزيرة فخرجوا يريدون الخبر فلقيتهم الجساسة.. فذكر الحديث وفيه سؤالهم عن نخل بِيْسان أو بَيْسان [فتح الباري لابن حجر: 13/329]

فإذن، هذا حديث الجساسة، وفيه المزيد من وصف الدجال، وإنه موجود على عهد النبي ﷺ، وأن هذا معناه أنه حي الآن، وأنه سيؤذن له بالخروج، ولا غرابة في أن يعيش هذه المدة، فقد عاش نوح كثيراً ودعا قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، والله على كل شيء قدير، وهو قادر على إبقاءه حياً هذا الدجال حتى يأذن له بالخروج.
https://almunajjid.com/courses/lessons/349


الساعة الآن 07:16 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي