عرض مشاركة واحدة
قديم 24 Mar 2013, 03:49 PM   #132
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 24 Apr 2024 (02:36 PM)
 المشاركات : 3,116 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue
Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories





الباب الثالث والثلاثون بعد المائة في تعرضه للنبي - صلى الله عليه وسلم -

ثبت في صحيح مسلم عن أبي الدرداء قال قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي فسمعناه يقول أعوذ بالله منك ثم قال ألعنك بلعنة الله وبسط يده ثلاثا كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك قال إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله ثلاث مرات ثم قلت ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات ثم أردت أن آخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا فلعب به ولدان أهل المدينة وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه فذعته ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه فذكرت قول سليمان “ وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي “ فرده الله خاسئا وقد روى النسائي على شرط البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى وجدت برد لسانه على يدي ولولا دعوة سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس ورواه أحمد وأبو داود من حديث ابي سعيد وفيه فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى برد لعابه أصبعي هاتين الإبهام والتي تليها قال الحسن بن شادان أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا يحيى ابن جعفر أنبأنا ثابت حدثنا اسحاق بن منصور أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بي الشيطان فأخذته فخنقته حتى أنى لأجد برد لسانه على يدي فقال أوجعتني أوجعتني فتركته وقال أحمد بن الحسن بن الجعد حدثنا محمد ابن بكار حدثنا خديج حدثنا أبو اسحاق عن أبي عبيدة بن عبد الله عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لقد مر علي الخبيث فأخذته فخنقته خنقا شديدا حتى قال أوجعتني وقال ابن أبي الدنيا حدثنا بشر بن الوليد حدثنا عثمان بن مطر عن ثابت عن أنس قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساجدا بمكة فجاء إبليس فأراد أن يطأ عنقه فلفحه جبريل عليه الصلاة والسلام بجناحه لفحة فما استقرت قدماه حتى بلغ الأردن

وروى مالك في الموطأ من حديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال رأيت ليلة أسرى بي عفريتا من الجن يطلبني بشعلة نار كلما التفت رأيته فقال جبريل ألا أعلمك كلمات تقولهن فتطفئ شعلته ويخر لفيه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلى فقال جبريل قل أعوذ بوجه الله الكريم وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا طارق يطرق بخير يا رحمن بين في الحديث الأول الاستعاذة من الشيطان ولعنه بلعنة الله ولم يستأخر بذلك فمد يده إليه وبين في الحديث الثاني أن مد اليد كان لخنقه لقوله عليه الصلاة والسلام دفعته وهذا دفع لعداوته بالفعل وفيه الخنق وبه اندفعت عداوته فرده الله خاسئا وأما الزيادة وهو ربطه إلى السارية وهو من باب التصرف الملكي الذي تركه لسليمان فإن نبينا - صلى الله عليه وسلم - كان يتصرف في الجن كتصرفه في الإنس التصرف عبد رسول الله يأمرهم بعبادة الله تعالى وطاعته لا يتصرف لأمر يرجع إليه وهو التصرف الملكي فإنه كان عبدا رسولا وسليمان نبي ملك والعبد الرسول أفضل من النبي الملك كما أن السابقين المقربين أفضل من عموم الأبرار أصحاب اليمين والدليل على أن العبد الرسول أفضل من النبي الملك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عرض عليه أن يكون نبيا ملكا أو عبدا رسولا فاختار أن يكون عبدا رسولا ولا يختار لنفسه إلا ما هو الأفضل في نفس الأمر وقوله فما زلت اخنقه حتى برد لعابه وقوله حتى وجدت برد لسانه على يدي فهذا فعله في الصلاة وهو مما احتج به العلماء على جواز مثل هذا في الصلاة وهو كدفع المار وقتل الأسودين والصلاة حالة المسابقة وقد تنازع العلماء في شيطان الجن إذا مر بين يدي المصلي هل يقطع الصلاة على قولين هما قولان في مذهب أحمد وقد تقدم هذا في الباب الذي عقدناه
لهذه المسألة وبالله التوفيق

من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي



 
 توقيع : طالب علم



رد مع اقتباس