عرض مشاركة واحدة
قديم 24 Mar 2013, 10:45 PM   #137
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 24 Apr 2024 (02:36 PM)
 المشاركات : 3,116 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue
Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories





الباب الثامن والثلاثون بعد المائة في بيان صراخ الشيطان من رأس العقبة وقت البيعة بيعة الرضوان

قال ابن اسحاق بن عاصم حدثنا عمر بن قتادة أن القوم لما اجتمعوا لبيعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري أخو بني سالم بن عوف يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل قالوا نعم قال إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس فإن كنتم ترون إذا نهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم قتلا كذا استلمتموه فمن الآن فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة وإن كنتم ترون أنكم وافون له مما دعوتموه إليه على نهب الأموال وقتل الاشراف فخذوه فهو والله خير الدنيا والآخرة قالوا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا قال الجنة قالوا ابسط يدك فبسط يده فبايعوه قال ابن اسحاق فبنوا النجار يزعمون أن أبا أمامة أسعد ابن زرارة كان أول من ضرب على يده وبنو عبد الاشهل تقول بل الهيثم ابن النيهان قال ابن اسحاق وحدثني معبد بن كعب في حديثه عن أخيه عبد الله بن كعب عن أبيه كعب بن كعب بن مالك قال كان أول من ضرب على يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البراء بن معرور

تعليق وبيان
قلت وقد ذكرت ذلك في كتابي الموسوم بمحاسن الوسائل إلى معرفة الأوائل قال كعب فلما بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صرخ الشيطان من رأس العقبة بأنفذ صوت ما سمعته قط يا أهل الحباحب هل لكم في مذمم والصبا معه قد اجتمعوا على حربكم قال فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا أزب العقبة هذا ابن أزنب قال ابن هشام ويقال ابن أزيب أتسمع أي عدو الله لأفرغن لك قال ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ارفضوا إلى رحالكم قال فقال له العباس بن عبادة ابن نضلة والله الذي بعثك بالحق إن شئت لنميلن على أهل منى غدا بأسيافنا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم تؤمر بذلك ولكن ارجعوا إلى رحالكم فإن رجعنا إلى مضاجعنا فنمنا عليها حتى أصبحنا فلما أصبحنا غدت عليه جلة من قريش حتى جاءونا في منازلنا فقالوا يا معشر الخزرج إنه قد بلغنا أنكم جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا وتبايعونه على حربنا وإنه والله ما من حي من العرب أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم قال فانبعث من هناك من مشركي قومنا يحلفون بالله ما كان من هذا شيء وما علمناه قال وصدقوا لم يعلموا قال وبعضنا ينظر إلى بعض قال ثم قام القوم وفيهم الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي وعليه نعلان له جديدان قال فقلت له كلمة كأني أريد أن أشرك القوم بها فيما قالوا يا ابا جابر أما نستطيع أن نتخذ وأنت سيد من ساداتنا ثم نعلي هذا الفتى من قريش قال فسمعها الحارث فخلعهما من رجليه ثم رمى بهما إلى وقال والله لينتعلهما قال يقول جابر مه أحفظت والله الفتى فأردد إليه نعليه قال قلت والله لا أردهما فأل والله صالح والله لئن صدق الفأل لأسلبنه

قال ابن اسحاق وحدثني عبد الله بن أبي بكر انهم اتوا عبد الله ابن أبي بن ساول فقالوا له مثل ما ذكر كعب من القول فقال لهم والله ان هذا الأمر جسيم ما كان قومي ليفتاتوا على بمثل هذا وما علمته كان فانصرفوا عنه قال وتفرق الناس مني فتصنت القوم الخبر فوجدوه قد كان وخرجوا في طلب القوم فأدركوا سعد بن عبادة بإذاخر والمنذر بن عمر وأخا بني ساعدة وكلاهما قد كانا تغيبا فأما المنذر فأعجز القوم وأما سعد فأخذوه وربطوا يديه إلى عنقه بشسع رحله ثم أقبلوا به حتى أدخلوه مكة يضربونه ويجذبونه بحمته ولم يزل يعذب في الله حتى نما الخبر على يد ابي البختري بن هشام إلى جبر ابن مطعم والحارث بن حرب بن أمية وكان بينه وبينهما جوار وكان يجير لهما تجارتهما ويمنعهما أن يظلما ببلده قال فجاء فخلصا سعدا من أيديهم فانطلق وروى أبو الأشهب عن الحسن قال لما بويع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى صرخ الشيطان فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا أبو لبينى قد أنذر بكم فتفرقوا

تعليق وبيان
فصل
قوله بأنفذ صوت هذا هو الصحيح وقيده أبو بحر عن أبي الوليد بأبعد صوت والجباجب يعني منازل منى قال السهيلي وأصله أن الأوعية من الأدم كالزنبيل ونحوه يسمى جبجبة فجعل الخيام والمنازل لأهلها كالأوعية وأزب العقبة كذا تقيد في هذا الموضع وقال ابن ماكولا أم كرز بنت الأزب بن عمرو بن بكيل من همدان جدة أم العباس أمه عقيلة وقال لا يعرف الأزب في الأسماء إلا هذا وإزب العقبة وهو اسم شيطان قال السهيلي ووقع في غزوة أحد إزب العقبة بكسر الهمزة وسكون الزاي وفي حديث ابن الزبير ما يشهد له حين رأى رجلا على برذعة رحله طوله شبر فقال ما أنت قال إزب قال وما إزب قال رجل فضربه على رأسه بعود السوط حتى باض أي هرب وقال يعقوب في الألفاظ الإزب القصير وحديث ابن الزبير ذكره القتبي في الغريب فالله أعلم أي الضبطين أصح وقال السهيلي في يوم احد الله أعلم هل الأزب أو الإزب شيطان واحد أو اثنان وابن أزيب في رواية ابن هشام يجوز أن يكون فعيلا من الإزب والأزيب والبخيل وأزيب اسم ريح من الرياح الأربع والأزيب الفزع أيضا والأزيب الرجل المتقارب المشي وهو على وزن أفعل قاله صاحب العين ويحتمل أن يكون ابن أزيب من هذا أيضا وأما البخيل فأزيب على وزن فعيل لأن يعقوب حكى في الألفاظ أمرأ أزيبة ولو كان على وزن أفعل في المذكر لكان في المؤنث على وزن زيباء إلا أن فعيلا في أبنية الأسماء عزيز وقد قالوا في ضهياء وهي التي لا تحيض من النساء فعلى وجعلوا الهمزة زائدة قال السهيلي وهي عندي فعيل لأن الهمزة في قراءة عاصم لام الفعل في قوله عز وجل “ يضاهئون “ والضهيا من هذا لأنها تضاهي الرجل أي تشبهه ويقال فيه ضهياء بالمد فلا إشكال أنها للتأنيث على لغة من قال ضاهيت بالياء وقد يجوز أن تكون أزيب وأزيبة مثل أرمل وأرملة فلا يكون فعيلا وقوله وكان عليه نعلان جديدان النعل مؤنثة ولا يقال جديدة في الفصيح من الكلام وإنما يقال ملحفة جديد لأنها في معنى مجدودة أي مقطوعة فهي من باب كف خضيب وامرأة قتيل قال سيبويه ومن قال جديدة فإنما أراد معنى حديثة أي بمعنى حادثة وكل فعيل بمعنى فاعل تدخله التاء في المؤنث والله أعلم

من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي



 
 توقيع : طالب علم



رد مع اقتباس