عرض مشاركة واحدة
قديم 24 Mar 2013, 10:59 PM   #139
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 24 Apr 2024 (02:36 PM)
 المشاركات : 3,116 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue
Re: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories



تابع الباب التاسع والثلاثون بعد المائة في بيان حضور الشيطان وقعة بدر


قال السهيلي كان العدو قد أحرزوا الماء دون المسلمين وحفروا القلب لأنفسهم وكان المسلمون قد أحدثوا واجنب بعضهم وهم لا يصلون إلى الماء فوسوس الشيطان لهم أو لبعضهم وقال تزعمون أنكم على الحق وقد سبقكم أعداؤكم إلى الماء وأنتم عطاش وتصلون بلا وضوء وما ينتظر أعداؤكم إلا أن يقطع العطش رقابكم وتذهب قواكم فيتحكموا فيكم كيف شاءوا فأرسل الله السماء فحلت عزاليها فتطهروا ورووا وتلبدت الأرض لأقدامهم وكانت رمالا وسبخات فتثبتت فيها أقدامهم وذهب عنهم رجز الشيطان ثم نهضوا إلى أعدائهم وحازوا القلب التي كانت للعدو فعطش الكفار وجاء النصر من عند الله وقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبضة من البطحاء ورماهم بها فملأ عيون جميع العسكر فذلك قوله تعالى “ وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى “ والله الهادي للحق الباب الموفي اربعين بعد المائة في بيان صراخ الشيطان يوم أحد

قال محمد بن سعد لما رجع من حضر بدرا من المشركين إلى مكة وجدوا العير التي قدم بها أبو سفيان بن حرب موقوفة في دار الندوة فمشت اشراف قريش إلى أبي سفيان وقالوا نحن طيبو الأنفس أن تجهزوا بربح هذه العير جيشا إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال أبو سفيان فأنا أول من أجاب إلى ذلك وبنو عبد مناف فباعوها فصارت ذهبا وكانت الف بعير وخمسين ألف دينار فسلم إلى أهل العير رؤوس أموالهم وأخرجوا أرباحهم وكانوا يربحون في تجارتهم لكل دينار دينارا قال ابن اسحاق ففيهم كما ذكر لي أنزل الله تعالى “ إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله “ إلى قوله “ يحشرون “ فاجتمعت قريش لحرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأحابيشها ومن اطاعها من قبائل كنانة وأهل تهامة

قال ابن سعد وكتب العباس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخبرهم كله فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعد بن الربيع بكتاب العباس قال ابن اسحاق وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ألف من أصحابه حتى إذا كانوا بالسوط بين المدينة وأحد انخذل عنه عبد الله بن أبي بثلث الناس وتعبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للقتال وهو في سبعمائة رجل وتعبأت قريش وهي في ثلاثة آلاف رجل ومعهم مائتا فرس قال ابن عقبة وليس في المسلمين فرس واحد وقال الواقدي لم يكن مع المسلمين يوم أحد من الخيل إلا فرس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفرس لأبي بردة قال ابن اسحاق وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من يأخذ هذا السيف بحقه فقام إليه رجال فأمسكه عنهم ثم قام أبو دجانة سماك بن حرب فقال وما حقه يا رسول الله قال أن تضرب به حتى ينحني قال أنا آخذه بحقه فأعطاه إياه وكان أبو دجانة رجلا شجاعا يختال عند الحرب إذا كانت وحين رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتبختر قال إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا اليوم وقال ابن هشام حدثني غير واحد أن الزبير بن العوام قال وجدت في نفسي حين سألت السيف فمنعته واعطاه أبا دجانة فقلت والله لأنظرن ما يصنع فاتبعته فأخذ عصابة له حمراء فعصب رأسه فقالت الأنصار أخرج أبو دجانة عصابة الموت وهكذا كان يقول إذا عصب بها فجعل لا يلقى أحدا إلا قتله قال ابن اسحاق وقاتل مصعب بن عمير دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قتل وكان الذي قتله ابن قميئة الليثي وهو يظنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرجع إلى قريش فقال قتلت محمدا - صلى الله عليه وسلم - فلما قتل مصعب أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الراية عليا وقال ابن سعد قتل مصعب فأخذ اللواء ملك في صورة مصعب وحضرت الملائكة الهزيمة لا شك فيها قال وصرخ صارخ يعني لما قتل مصعب بن عمير ألا إن محمدا - صلى الله عليه وسلم – قد قتل قال الراوي فانكفأنا وانكفأ القوم علينا بعد أن أصبنا أصحاب اللواء حتى ما يدنوا منه أحد من القوم قال ابن سعد فلما قتل أصحاب اللواء انكشف المشركون منهزمين لا يلوون ونساؤهم يدعون بالويل وتبعهم المسلمون يضعون السلاح فيهم حيث ساروا وثبت أمير الرماة عبد الله بن جبير في نفر يسير دون العشرة مكانه وانطلق باقي الرماة يتبعون العسكر وحمل خالد بن الوليد وتبعة عكرمة بن أبي جهل وحملوا على من بقي من الرماة فقتلوهم وقتلوا أميرهم عبد الله بن جبير وانتفضت صفوف المسلمين ونادى إبليس أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - قد قتل واختلط المسلمون فصاروا يقتلون على غير شعار وثبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرمي عن قوسه حتى صار شظايا ويرمي بالحجر وثبت معه عصابة من أصحابه أربعة عشر رجلا سبعة من المهاجرين فيهم أبو بكر الصديق وسبعة من الأنصار حتى تحاجزوا وروى البخاري لم يبق مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا اثني عشر رجلا قال أبو طلحة وكان يوم بلاء وتمحيص أكرم الله فيه من أكرم بالشهادة من المسلمين حتى خلص العدو إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ابن اسحاق فحدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك قال كسرت رباعية النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد وشج وجهه فجعل الدم يسيل على وجهه فجعل يمسح الدم ويقول كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم فأنزل الله تعالى “ ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون “ وذكر ابن اسحاق قول النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سمع الصارخ يصرخ بقتله هو إزب العقبة هكذا قيد في هذا الموضوع بكسر الهمزة وإسكان الزاي وقد تقدم الكلام عليه

قال السهيلي ويقال للموضوع الذي صرخ منه الشيطان جبل عينين ولذلك قيل لعثمان أفررت يوم عينين وعينان أيضا بلد عند الجيزة وبه عرف خليد بن عينين الشاعر قال ابن هشام ووقع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أصيب في حفرة من الحفر التي عملها أبو عامر فأخذ علي ابن أبي طالب بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورفعه طلحة بن عبيد الله حتى استوى قائما ومص مالك بن سنان الخدري والد أبي سعيد الدم من وجهه ثم أزدرد دمه - صلى الله عليه وسلم - وعن عيسى بن صلحة عن عائشة رضي الله عنها عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن أبا عبيدة بن الجراح نزع إحدى الحلقتين من وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسقطت ثنيته ثم نزع الأخرى فسقطت ثنيته الأخرى فكان ساقط الثنيتين قال ابن اسحاق وكان أول من عرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد الهزيمة وقول الناس قتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما ذكر ابن شهاب الزهري كعب بن مالك قال عرفت عينيه يزهران من تحت المغفر فناديت بأعلى صوتي يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأشار إليه - صلى الله عليه وسلم - أن اسكت فلما عرف المسلمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهضوا به ونهض معهم نحو الشعب ومعه أبو بكر وعمر وعلي وطلحة والزبير والحارث بن الصمة فلما انتهوا إلى فم الشعب خرج علي حتى ملأ درقته من المهراس فجاء به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليشرب مه فوجد له ريحا فعافه ولم يشرب منه وغسل عن وجهه الدم وصب على رأسه وهو يقول اشتد غضب الله على من أدمى على وجه نبيه وذكر عمر مولى غفرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر يوم أحد قاعدا من الجراح التي أصابته وصلى المسلمون خلفه قعودا ولما أنصرف أبو سفيان وأصحابه نادى أن موعدكم بدر للعام القابل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل من أصحابه نعم هو بيننا وبينكم موعد

تعليق وبيان
قلت غزوة أحد في شوال في السنة الثالثة من الهجرة النبوية وأما غزوة بدر الموعد ففي ذي القعدة في السنة الرابعة وهي الغزوة الصغرى من غزوات بدر وهي ثلاث
الأولى في ربيع الأول في السنة الثانية وتعرف بغزوة طلب كرز ابن جابر وكان أغار على سرح النبي - صلى الله عليه وسلم -
والثانية وهي العظمى في شهر رمضان في السنة الثانية أيضا
والثالثة هي الصغرى المذكورة نقل ذلك شيخنا العلامة أبو الحسن المارديني الحنفي في مختصر السيرة رضي الله عنه

من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي



 
 توقيع : طالب علم



رد مع اقتباس