عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 26 Mar 2013, 06:19 PM
أبو موهبة
من السودان الغالية - جزاه الله تعالى خيرا
أبو موهبة غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 9685
 تاريخ التسجيل : Sep 2010
 فترة الأقامة : 5025 يوم
 أخر زيارة : 22 Aug 2022 (11:23 AM)
 المشاركات : 1,653 [ + ]
 التقييم : 13
 معدل التقييم : أبو موهبة is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
قصــة المجادلــة



قصة المجادلـــــــــــة
المدخل إلى القصــة
كانت المرأة في الجاهلية تلاقي ألوانا من العنت والشقاء ومن ذلمك مالن وأد البنات وعضل النساء ظلما وعدوانا وتعليقهن بالط ق الذي لم يكن له حد وغير ذلك ..
ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أنزل الله عليه القرآن ليفرق بين الحق والباطل وينصف المظلوم ولما كانت المرأة مظلومة في الجاهلية انتصر لها العليم الخبير الرؤوف فجعل لها فرجا ومخرجا ومن ذلك مانزل في شأن أمرأة أوس بن الصامت رضي الله عنهما ..
وقد وردت قصتها في موضع واحد من كتاب الله العزيز :
قال تعالى :( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)
التعريف بالمرأة :
ثبت أسمها في سبب النزول ، فهي ( خولة بنت ثعلبة بن اصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف الانصارية ) وهي أمرأة ( أوس بن الصامت الانصاري ) وقد كان لمعرفة أسمها مزية لآن القرآن الكريم سطر لنا قضيتها وسميت السورة (سورة المجادلة ) لمجادلتها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي إيراد فصتها في القرآن شرف لها فرضي الله عنها ..
عــرض القصـــة :
يقص لنا القرآن الكريم خبر خولة الانصارية رضي الله عنها ومجيئها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترفع أمرها إليه عندما ظاهر منها زوجها على كبر سنها وطول عشرتها وانجابها له الولد ، وتشكو حالها إلى الله جل جلاله ، وقد جاء بيان ذلك في سبب نزول الاية النازلة في شأنها ..
فعن عائشى رضي الله عنها قالت ؛ تبارك الذي وسع سمعه كل شئ ، إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى عليه وسلم ، وهي تقول : ( يا رسول الله أكل شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبرت سني وأنقطع له ولدي ظاهر مني ، اللهم إني أشكو إليك ) قالت عائشة فما برحت حتى نزل جبريل عليه السلام بهؤلاء الايات (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا )
فاستحاب الله تعالى شكواها ، وجعل لها فرجا بما شرعه للزوج من كفارة لاظهار لتعود إلى عشرة زوجها كما كانت معه ..
الاحكام المستفادة من القصة
1) جواز المجادلة في طلب قصد الحق وإظهاره لقوله (تُجَادِلُكَ ) ,
2) جواز شكاية المرأة زوجها إلى الحاكم إذا أضر بها وظلمها في حقها لقوله (تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا).
3) جواز خروج المرأة من بيتها للحاجة , فقد خرجت خولة لعرض أمرها على النبي صلى الله عليه وسلم وأقرها على ذلك بسكوته عن خروجها .
4) جواز مخاطبة المرأة للرجل الاجنبي للحاجة ويؤخذ من قوله تعالى (تُجَادِلُكَ) ولم يوجه إليها لوم في مخاطبتها النبي صلى الله عليه وسلم .
5) الترغيب في الشكوى إلى الله تعالى ويؤخذ من قوله (وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ) وختم الآية بقوله (إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) فهو يعني سميع لما تناجيه وتتضرع إليه بصير بمن يشكو إليه وفي ذلك الإشارة بأن الله سيزيل شكواها و بلواها ، وكما قال تعالى عن يعقوب عليه السلام (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) - يوسف .
6) وجوب الكفارة على من ظاهر من زوجته قبل المسيس وهو الحكم الذي بينه الله تعالى في قضية خوله رضي الله عنها في الاية الثالثة من السورة نفسها وهي قوله تعالى (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) )
الــدروس والعبــــر
1- ينبغي للمؤمن أن يبحث عن مخرج إذا وقع في أمر لا يعرف كيفية الخلاص منه ، وذلك بسؤال أهل العلم كما صنعت خولة رضي الله عنها وقوله تعالى ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) ) النحل
2- رعاية الله تعالى وتربيته للجماعة المسلمة في مختلف أمور الحياة والاية مثال على ذلك ..
3- إجابة الله تعالى لأوليائه وتفري كروبه وقضاء حوائجهم كما استجاب لخولة رضي الله عنها ..
4- ‘ن من توكل على الله وشكى همه إليه تعالى كفاه الله ذلك الهم كما فرج عن خولة رضي الله عنها.
5- إحاطة علم الله تعاى بخلقه وسمعه لأقوالهم ورؤيته لأعمالهم ويؤخذ من قوله (إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
القران الكريم .. اسباب النزول - أضواء البيان - تفسير أبن كثير – صحيح البخاري ومسلم –
( وبأختصار من قصص القرآن للدكتور محمدبن ناصر الحميد)




 توقيع : أبو موهبة


رد مع اقتباس