ومن اعظم الاسباب لذلك وأصلها ورأسها هو :
الإيمان والعمل الصالح .
* ** * ** * ** * ** *
قال تعالى : " من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " النحل
* ** * ** * ** * ** *
فأخبر تعالى ووعد من جمع بين الإيمان والعمل الصالح بالحياة الطيبة في هذه الدار , وبالجزاء الحسن في هذه الدار , وفي دار القرار .
* ** * ** * ** * ** *
وسبب ذلك واضح : فإن المؤمنين بالله الإيمان الصحيح , المثمر للعمل الصالح المصلح للقلوب والأخلاق والدنيا والآخره , معهم أصول وأسس يتلقون فيها جميع مايرد عليهم من أسباب السرور والابتهاج , واسباب القلق والهم والأحزان .
* ** * ** * ** * ** *
يتلقون المحاب والمسار بقبول لها , وشكر عليها , واستعمال لها فيما ينفع , فإذا استعملوها على هذا الوجه أحدث لهم من الابتهاج بها , والطمع في بقائها وبركتها , ورجاء ثواب الشاكرين , أمورا عظيمة تفوق بخيراتها وبركاتها هذه المسرات التي هي ثمراتها .
* ** * ** * ** * ** *
ويتلقون المكاره والمضار والهم والغم بالمقاومة لما يمكنهم مقاومته وتخفيف ما يمكنهم تخفيفه , والصبر الجميل لما ليس لهم عنه بد ..
* ** * ** * ** * ** *
وبذلك يحصل لهم من آثار المكاره من المقاومات النافعه , والتجارب والقوة , ومن الصبر واحتساب الأجر والثواب أمورا عظيمة تضمحل معها المكاره , وتحل محلها المسار والآمال الطيبة , والطمع في فضل الله وثوابه ...
* ** * ** * ** * ** *
كما عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا في الحديث الصحيح أنه قال : " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير , إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له , وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له , وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن " رواه مسلم
* ** * ** * ** * ** *
فأخبر صلى الله عليه وسلم أن المؤمن من يتضاعف غنمه وخيره وثمرات أعماله في كل ما يطرقه من السرور والمكاره .