ومثل آخر : إذا حدثت أسباب الخوف وألمت بالانسان المزعجات .. تجد صحيح الايمان ثابت القلب , مطمئن النفس , متمكنا من تدبيره وتسييره لهذا الأمر الذي دهمه بما هو في وسعه من فكر وقول وعمل , وقد وطن نفسه لهذا المزعج الملم , وهذه أحوال تريح الإنسان وتثبت فؤاده .
* ** * ** * ** * ** *
كما تجد فاقد الايمان بعكس هذه الحال .. اذا وقعت المخاوف انزعج منها ضميره , وتوترت اعصابه , وتشتتت أفكاره , وداخله الخوف والرعب , واجتمع عليه الخوف الخارجي , والقلق الباطني الذي لا يمكن التعبير عن كنهه !!
* ** * ** * ** * ** *
وهذا النوع من الناس ; إن لم يحصل لهم بعض الأسباب الطبيعية التي تحتاج إلى تمرين كثير , انهارت قواهم وتوترت أعصابهم وذلك لفقد الإيمان الذي يحمل على الصبر خصوصا في المحال الحرجة , والأحوال المحزنة المزعجة .
* ** * ** * ** * ** *
فالبر والفاجر , والمؤمن والكافر يشتركان في جلب الشجاعة الإكتسابية , وفي الغريزة التي تلطف المخاوف وتهونها ولكن يتميز المؤمن بقوة ايمانه وصبره وتوكله على الله واعتماده عليه , واحتسابه لثوابه -
* ** * ** * ** * ** *
أمورا تزداد بها شجاعته , وتخفف عنه وطأة الخوف , وتهون عليه المصاعب , كما قال تعالى : " إن تكونوا تآلمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون " النساء
* ** * ** * ** * ** *
ويحصل لهم من معونة الله ومعينه الخاص ومدده ما يبعثر المخاوف , قال تعالى : " واصبروا ان الله مع الصابرين " الانفال .