عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 16 Aug 2009, 12:45 PM
القعقاع
باحث برونزي
القعقاع غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 6642
 تاريخ التسجيل : Aug 2009
 فترة الأقامة : 5408 يوم
 أخر زيارة : 14 Sep 2009 (10:25 AM)
 المشاركات : 7 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : القعقاع is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
الماء بـ 50 والزيت بـ 80.. والعسل سحر حسد عين



الماء بـ 50 والزيت بـ 80.. والعسل ومواد العطارة ضمن السلع الأساسية

تجارة الرقية.. زفير "الآدمي" ينقله إلى عالم الأثرياء!


المرض يجعل حامله واهنا وضعيفا، والوهن والضعف يجعلان التفكير منصبا على تجاوزهما بأي طريقة، فيستسلم المريض لأي حل يمكن أن يخرجه من دائرة العجز، ليكون عرضة للأطباء الذين قد يشخصون علاجا خطأ، أو الأصدقاء الذين ينصحونه مجتهدين وهم لا يفقهون حقيقة مرضه، وقد تودي نصائحهم به إلى التهلكة. وقراء الرقية الذين تعتقد شريحة كبيرة من مجتمعنا بقدرتهم على الشفاء لأن في الأمر جانبا دينيا، ولو كان هذا القارئ بعيدا كل البعد عن العلم الشرعي المعتد به في مثل هذه الحالات.
موضوعنا هذا الأسبوع عن الرقية وقرائها الكثر، هل كلهم معالجون شرعيون؟ لا يشك عاقل أن الرقية الشرعية موجودة ضمن نطاق علمي محدد، إلا أن العاقل أيضا يعلم أن الموجودين الآن ليسوا كلهم على قدر من العلم، بل إن بعضهم لا يحمل من العلم في هذا الجانب أكثر من المريض الذي حضر للاستشفاء برقيته! ليتحول الأمر إلى تجارة بأرواح الباحثين عن علاج، وأكبر دليل على ذلك كميات الماء والزيت التي تباع بأضعاف أسعارها الفعلية، وذلك لأنها مياه مقروء بها!
هل العلاج بالرقية أمر محسوس وفعلي فعلا؟ وإن كان كذلك ما المادة المضافة غير ما ينفخه القارئ من هواء على هذا الماء أو ذاك؟ ما الذي يقوله العلم في إن الأمراض تنتقل بالهواء وليس الشفاء؟ كل هذه أسئلة نطرحها في قضيتنا، أما الإجابات فنترك لكم قراءتها أو البحث عنها بطريقتكم.



طور أصحاب الرقية طرقا عديدة لجعل عملهم ضمن منافسات تجارية حادة فيما بينهم، حيث دخلت مواد أخرى ومنتجات مختلفة غير المتعارف عليها مثل بيع الماء والزيت والعسل المقروء عليه، وتمثل ذلك في الكريمات والمستحضرات الطبية التي تباع بعد قراءة القرآن الكريم عليها.
وقد تنوع كذلك طريقة التسويق لهذه المنتجات حيث كان البعض منهم يعمد
إلى بيع هذه المنتجات لدى محال العطارة لأنها مكانا مناسب لتصريف بضاعته، إلا أن منهم من اتخذ مكانا ومحلا تجارية متخصصا لبيع هذه المنتجات ليكون مشرفا عليها.
ويأتي هذا التوجه من قبل هؤلاء إلى جذب أكبر قدر ممكن من الناس لتقديم خدمة بيع القراءات على المياه أو الزيوت أو العسل ونحوه، وبأسعار متفاوتة من شيخ إلى آخر في محل واحد وذلك بحسب الاتفاق بين المحال والشيوخ الذين يتعاملون معهم ولحسابهم الخاص، حيث تبدأ أسعارهم من خمسة ريالات لعلبة الماء الصغيرة لتصل إلى 50 ريالا وأكثر بحسب الكمية وبفارق كبير عن سعره الأصلي قبل القراءة.

أسعار متفاوتة
وأكد لـ"الاقتصادية"محمد الصالح صاحب محل عطارة، أن أسعار بيع المياه والزيوت المقروء عليها تختلف من شيخ إلى آخر وخاصة لدى محالهم الخاصة بهم، في حين أن أسعارها في محال العطارة تكون في معظم الأحوال موحدة.
وأضاف أن هناك من المشايخ من يقوم بالقراءة على غير المياه والزيوت التي تعارف الناس عليها، مثل القراءة على الكريمات ومستحضرات طبية من دهانات وغيرها وهي تباع كعلاج لأمراض معينه، حيث إن أسعارها
في العادة تكون مرتفعة، فمثلا يبلغ سعر السلعة ذات العشرة ريالات في الصيدليات، مبلغ 50 ريالا في حال قام الشخص بشرائها من الشيخ مباشرة، أما في حال من جلب ذلك المستحضر فإن الشيخ يقوم بالقراءة عليها ويحصل على سعر رمزي يقدمه له صاحب العلاج، وهي تجد لدى الناس رواجا كبيرا. وقال الصالح:" لا يتعاملون إلا مع من يثقون به ومن هم معروفون في المنطقة الموجود فيها المحل ومشهود له، لان كثيرا من الزبائن لا يرغبون في شراء أي شيء إلا ممن يطمئنون له ومن هو معروف كذلك لديهم".
من جانبه، يرى عبد الرحمن الغامدي صاحب محل لبيع الأعشاب والعطارة، أن بيع الماء المقروء عليه أو الذي لم يقرأ عليه لا شيء فيه، وهذا لأن الذهاب والتداوي بالقرآن لا حرج منه مطلقا بل هو أفضل وأشرف أنواع التداوي ولا يقتصر التداوي بالقرآن على مداواة النفس أو الجن أو السحر فقط بل يشمل جميع الأمراض.
وأضاف الغامدي أنه من الضروري اختيار القارئ المشهود له بالعدالة في دينه وخلقه وقبل ذلك وأهمه التأكد من سلامة عقيدته وبعده عن البدع والخرافات، مشير إلى أن الظاهر على كثير من القراء قلة تحصيلهم العلم الشرعي لذلك يستلزم ضرورة المحافظة على هذه السنة وسد الذرائع على الجاهلين والانتهازيين من التلبيس بها.
ولفت الغامدي إلى انه لا يقر مبالغة البعض في أسعار المياه والزيوت المقروء عليها، وإنما يجب التعامل معها كأي سلعة أخرى يتم تحدد سعر بيعها بعد إضافة المصاريف مع هامش ربح معقول فيها فمثلا إذا كان ماء الصحة "المقروء فيه" بمبلغ 40 ريالا يتم بيعة بـ 50 ريالا.

جداول للزيارات
من جهته، أوضح ناصر الحمد أحد مرتادي محال العطارة أن هناك من المشايخ الذين يمارسون القراءة على المرضى فقط لكسب المال والتجارة ولا يبتغي من وراء عمله رضا الله، مبينا أن هناك من يقوم بكتابة اسم السورة التي تمت قراءتها في الماء أو الزيت مع كتابة أنواع الأمراض التي تعالجها هذه المياه مثل سورة آل عمران لإنجاب العاقر وغيرها.
وأشار الحمد إلى أن الوضع غير مطمئن إذا استمر وضع هؤلاء بهذه الطريقة في البلد، حيث يجب وضع حد لهم ومراقبة من يمتهن هذه المهنة، كما يجب مراقبة أصحاب بيع العطارة والأعشاب لأن بعضهم يمتلك أساليب متنوعة مبتكرة ومتجددة في جذب الزبائن وإقناعهم بان ما لديهم يشفي من الأمراض.
وفي السياق ذاته، أوضح خالد القحطاني أحد الذين يترددون على القراء، أن أسعار المياه والزيوت المقروء عليها مبالغ فيه، رغم أنهم لم يضيفوا أي شيء على الماء أو الزيت غير قراءة الآيات والنفث فقط، مما يدل على أن الأمر تجاوز حق الأجرة التي أقرها الشرع، لكنها تعد بالنسبة لهم من أفضل أنواع المهن، لأنها تجارة تجلب لهم الربح السريع، وعد المبالغة في ذلك قد تلحق الضرر بالناس.
وأضاف أن هناك من الشباب الذين يمتهنون هذه المهنة قد خصص شقة معينة في أحد المباني وقد وضع جدولا على واجهة المبنى موضحا فيه مواعيد القراءة للرجال وأخرى للنساء، كما يوجد محل متخصص لبيع الماء والزيت المقروء عليه تحت المبنى وكأنها صيدلية بجوار مستوصف، حيث يطالب كل من جاء عنده بأهمية وضرورة شراء ماء أو زيت مقروء عليه لضمان تحقيق الشفاء لذلك الشخص وغيرهم كثير، مشيرا إلى أن مثل هؤلاء انتشروا بشكل كبير فلا نعلم من كثرتهم من الصادق ومن الكاذب منهم.

الحكم الشرعي
لا تدخل قراءة القرآن والرقية الشرعية ضمن ممارسات الطب الشعبي، فالقراءة والرقية لها نظام خاص وتصريح من هيئة كبار العلماء الذين يزكون من يرون أن لديه الكفاءة في القراءة والرقية ويمنح تصريحا بذلك وهناك قرار بمنع غير السعوديين من القراءة والرقية.
وحول حكم أخذ الأجرة على الرقى الشرعية فقد اتفق الأئمة الأربعة وغيرهم من العلماء على جواز أخذ الأجرة على الرقية الشرعية، وقد سئل الشيخ عبد الله الجبرين عن جواز أخذ الأجرة على الرقية الشرعية من الكتاب والسنة من دون طلب أجر أو اشتراط؟ في كتاب (فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين).
فأجاب الشيخ لا مانع من أخذ الأجرة على الرقية الشرعية بشرط البراءة من المرض وزوال أثره، والدليل على ذلك حديث أبي سعيد أن بعض الصحابة نزلوا بقوم فلم يقروهم، فلدغ سيد القوم، فسعوا له بكل شيء ولم يغن عنه شيئا، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء النازلين فأتوهم، فقال بعضهم: والله إني لأرقي ولكن قد نزلنا بكم فلم تُقْروُنا، فما أنا بقارئ إلا بشيء، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فجعل يتفل عليه ويقرأ سورة "الحمد لله رب العالمين" فقام وكأنما نشط من عقال، فأوفوا لهم جعلهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اقسموا واضربوا لي معكم سهماً" فأقرهم على الاشتراط وأسهموا له ليدل على إباحته، ولكن بشرط أن يرقي رقية شرعية، فإن كانت غير شرعية فلا تجوز، ولا يشترط إلا بعد السلامة من المرض وزواله. والأولى بالقراء عدم الاشتراط، وأن تكون الرقية لتنفع المسلمين وإزالة الضرر والمرض، فإن دفعوا له شيئاً من دون اشتراط أخذه حيث لا يكون هو قصده، وإن دفعوا له شيئاً أكثر مما يستحق رد الزائد إليهم، وإن اشترط فلا يشدد في الاشتراط، بل بقدر الحاجة الضرورية.








..:::: صائد الجن::::..





رد مع اقتباس