عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01 May 2010, 01:36 PM
أبو سفيان
Banned
أبو سفيان غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2349
 تاريخ التسجيل : Jan 2008
 فترة الأقامة : 5979 يوم
 أخر زيارة : 24 Jan 2012 (09:58 PM)
 المشاركات : 5,855 [ + ]
 التقييم : 14
 معدل التقييم : أبو سفيان is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
لماذا كانت قصة إغواء إبليس لآدم وقد خلقه الله لخلافة الأرض ؟



لماذا كانت قصة إغواء إبليس لآدم وقد خلقه الله لخلافة الأرض ؟
السؤال: يقول الله تعالى : ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) البقرة/30، نفهم من ذلك أن الله سبحانه وتعالى خلق سيدنا آدم لخلافة الأرض ، إذن لماذا كانت قصة الشجرة والإغواء ؟




الجواب :
الحمد لله

لا تعارض بين قضاء الله تعالى بخلق آدم عليه السلام لخلافة الأرض ، وبين قضائه عز وجل قصة الشجرة والإغواء ، فقد كانت حادثة أكله عليه السلام من الشجرة ونزوله إلى الأرض بعدها سببا مباشرا لتحقيق القضاء الأول بخلق آدم عليه السلام لعبادة الله وخلافة الأرض في طاعة الله تعالى ؛ فإن الله تعالى إذا قضى الشيء ، قضى له أسبابه الموصلة إليه ؛ فلا تعارض بين القضاء السابق ، وبين الأسباب الحسية أو الشرعية .

وقد كان لهذا السبب – قصة الأكل من الشجرة – حكم عظيمة جليلة الله أعلم بها ، ولكن يمكننا تلمس بعضها فيما يبدو لنا ، فمن ذلك :

1-بداية التكليف : وذلك حين نهى الله عز وجل آدم عليه السلام من الأكل من الشجرة ، فابتدأ التكليف من حينئذ ، ليكون ذلك مقدمة للتكليف الذي يريده الله لبني البشر كلهم من خلال الشرائع التي أرسل الرسل بها .

2- معرفة العدو الحقيقي : الذي هو الشيطان الرجيم ، فقد كان سببا في خسارة نعيم الجنة لبني البشر في الدنيا ، وتأجيل ذلك للمؤمنين منهم إلى الآخرة ، فإذا رأى بنو آدم ما بلغه الشيطان بأبيهم عليه السلام بسبب أكلة واحدة من الشجرة ، أدركوا أن ذلك هو عدوهم الذي يستحق العداوة ، وأن الله تعالى هو وليهم الذي يستحق الطاعة والعبادة . قال الله تعالى : ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ) سورة يس/60-62، وقال تعالى : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) فاطر/6 .



3- تقرير مفهوم التوبة : ففي مسارعة آدم عليه السلام إلى التوبة والإنابة والاستغفار تعليم لجميع بني البشر بما ينبغي أن يكونوا عليه إذا زلوا أثناء ممارستهم خلافة الأرض ، فباب التوبة مفتوح ، والله سبحانه وتعالى يحب من عباده إذا أذنبوا أن يستغفروا ويتوبوا ، ولولا قصة الشجرة والغواية لما استقر مفهوم التوبة في قلوب البشر تقررا تاما .

يقول القرطبي رحمه الله:

" لم يكن إخراج الله تعالى آدمَ من الجنة وإهباطه منها عقوبة له ؛ لأنه أهبطه بعد أن تاب عليه وقبل توبته , وإنما أهبطه إما تأديباً , وإما تغليظاً للمحنة .

والصحيح في إهباطه وسكناه في الأرض ما قد ظهر من الحكمة الأزلية في ذلك , وهي نشر نسله فيها ليكلفهم ويمتحنهم ويترتب على ذلك ثوابهم وعقابهم الأخروي , إذ الجنة والنار ليستا بدار تكليف , فكانت تلك الأكلة سبب إهباطه من الجنة ، ولله أن يفعل ما يشاء , وقد قال : (إني جاعل في الأرض خليفة)، وهذه منقبة عظيمة , وفضيلة كريمة شريفة , وقد تقدمت الإشارة إليها مع أنه خلق من الأرض ، وإنما أهبطه بعد أن تاب عليه ، لقوله ثانية : ( وقلنا اهبطوا ) " انتهى.

" الجامع لأحكام القرآن " (1/321)

والله أعلم.



الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/139088





رد مع اقتباس