عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 30 Jun 2012, 11:23 PM
أبو موهبة
من السودان الغالية - جزاه الله تعالى خيرا
أبو موهبة غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 9685
 تاريخ التسجيل : Sep 2010
 فترة الأقامة : 5006 يوم
 أخر زيارة : 22 Aug 2022 (11:23 AM)
 المشاركات : 1,653 [ + ]
 التقييم : 13
 معدل التقييم : أبو موهبة is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
تصحيح مفهوم الولي



تصحيح مفهوم الولي *
وأذا كان العبد لا يكون وليا الا أذا كان مؤمنا تقيا لقوله تعاله : ( الا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنو وكانو يتقون ) ،
وفي صحيح البخاري الحديث المشهور ـــ وقد تقدم ـــ يقول الله تبارك وتعالى فيه : (( ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى أحبه )) ولا يكون مؤمنا تقيا حتى يتقرب الى الله بالفرائض فيكون من الابرار أهل اليمين ثم بعد ذلك لا يزال يتقرب بالنوافل حتى يكون من السابقين المقربين ، فمعلوم أن أحدا من الكفار و المنافقن لا يكون وليا لله .
وكالك من لايصح ايمانه وعبادته وأن قدر أنه لا اثم عليه مثل أطفال الكفار ومن لم تبلغه الدعوه ـــ وان قيل : انهم لا يعذبون حتى يرسل اليهم رسول ـــ فلا يكونون من أولياء الله الا أذا كانو من المؤمنين المتقين .
فمن لم يتقرب الى الله لا بفعل الحسنات ولا بترك السيئات لم يكن من أولياء الله ، وكذالك المجانين ولاطفال : فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( قال رفع القلم عن ثلاث : المجنون حتى يفيق ، وعن الصبي حتى يحتلم ، وعن النائم حتى يستيقظ )) .
وهذا الحديث رواه أهل السنن من حديث علي وعائشه رضي الله عنهما وأتفق أهل المعرفه على تلقيه بالفبول ؛ ولكن الصبي المميز تصح عبادته ويثاب عليها عند جمهور العلماء .
دفع الولايه عن المجنون*
وأذا كان المجنون لا يصح منه الايمان ولا التقوى ولا التقرب الى الله بالفرائض والنوافل ، وأمتنع أن يكون وليا لله فلا يجوز لاأحد أن يعتقد انه ولي لله ؛ لا سيما أن تكون حجته على ذلك إما مكاشفه سمعها منه ، أو نوع من تصرف ، مثل أن يراه قد أشار الى واحد فمات أو صرع ، فأنه قد علم أن الكفار والمنافقين ـــ من المشركين وأهل الكتاب ــ لهم مكشفات وتصرفات شيطانيه كالكهان والسحره وعباد المشركين وأهل الكتاب ، فلا يجوز لأحد أن يستدل بمجرد علم منه ما يتاقض ولايه الله ؟! مثل أن يعلم أنه لا يعتقد وجوب أتيباع النبي صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا , بل بعتقد ألأنه يتبلع الشرع الظاهر دون الحقيقة الباطنة أو يعتقد أن لأولياء الله طريقا الى الله غير طريق الانبياء عليهم السلام ، أو يقول : ان الانبياء ضيقو الطريق ، أو هم على قدوه العامه دون الخاصه ونحو ذلك مما يقوله بعض من يدعى الولايه لله عز وجل ،فهؤلاء فيهم من الكفر مايناقض الايمان فضلا عن ولاية الله عز وجل فمن أحتج بما يصدر عن أحدهم من خرق عادة على ولايهتم كان اضل من اليهود و النصارى..
وكذالك المجنون فإن كونه مجنونا يناقض ان يصح منه الايمان والعبادات التي هي شرط في ولاية الله ، ومن كان يجن أحيانا ويفيق أحانا ؛ اذا كان في الحال افاقته مؤمنا بالله ورسوله ويؤدي الفرائض ويجتنب المحارم ، فهذا اذا جن لم يكن جنونه مانعا من ان يثيبه الله على أيمانه وتقواه الذي اتى به الحال إفاقته ، ويكون له من ولاية الله بحسب ذلك ، وكذلك من طرأ عليه الجنون بعد إيمانه وتقواه ، فإن الله يثيبه واجره على ماتقدم من أيمانه وتقواه ، ولا يحبط بالجنون الذي ابتلى به من غير ذنب فعله ، والقلم مرفوع عنه في حال جنونه .
فعلى هذا فمن اظهر الولايه وهو لا يؤدي الفرائض ولا يجتنب المحارم بل قد يأتي بما يناقض ذالك ، ولم يكن لاحد أن يقول هذا ولي لله فإن هذا لم يكن مجنونا ؛ بل كان متولها من غير جنون ، أو كان يغيب عقله بالجنون تاره ويفيق اخرى ، وهو لا يقوم بالفرائض ؛ بل يعتدقد أنه لا يجب عليه أتباع الرسول صلى الله علىيه وسلم فهو كافر ، وأن كان مجنونا باطنا وظاهرا قد أرتفع عنه القلم فهذا ةان لم يكن معاقبا عقوبة الكافرين فليس هو مستتحق لما يستحقه أهل الايمان والتقوى من كرامة الله عز وجل فلا يجوز على التقدير من ان يعتقد فيه أحد أنه ولي الله ، ولكن ان كان له حالة في أفاقته كان فيها مؤمنا بالله متقيا كان له من ولاية الله بحسب ذلك .
وان كان له حال في أفاقته فيه كفر او نفاق أو كان كافر أو منافقا ثم طرأ عليه الجنون ، فهذا فيه من الكفر والنفاق مايعلقب عليه وجنونه لايحبط عنه ما يحصل منه حال أفاقته من كفر أو نفاق .
الاولياء لا يتميزون عن الناس بظاهر حالهم
وليس لاولياء الله شئ يتميزون به عن الناس في الظاهر من الامور المباحات ، فلا يتميزون بلباس دون لباس أذا كان كلاهما مباحا ولا بحلق شعر أو تقصيره أو ضفره اذا كان مباحا كما قيل (( كم من صديق في قباء وكم من زندق في عباء )) بل يوجدون في جميع اصناف أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، اذا لم يكونوا من أهل البدع الظاهره والفجور فيوجدون في اهل القران واهل العرلم ، ويوجدون في اهل الجهاد والسيف ويجدون في التجاره والصناع والزراعه وقد ذكر الله أصناف امة محمد صلى الله عليه وسلم في قوله : (إن ربك يعلم ً أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معـك .... الاية من سورة المزمل 20 .
( منقول من التصوف والصوفيه لشيخ الاسلام أبن تيمية )




 توقيع : أبو موهبة


رد مع اقتباس