عرض مشاركة واحدة
قديم 17 Jul 2011, 02:44 PM   #19
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 24 Apr 2024 (02:36 PM)
 المشاركات : 3,116 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue
رد: البيان في أحكام وأخبار الجان . Albayan in Jinns Stories



الباب الثامن عشر :
فى بيان انصراف الجن إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - واستماعهم القرآن
قال ابن إسحاق لما إيس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خبر ثقيف انصرف عن الطائف راجعا راجعا إلى مكة حتى إذا كان بنخلة قام من جوف الليل يصلي فمر به النفر من الجن ذكر الله تعالى وهم فيما ذكر لي سبعة نفر من أهل نصيبين فاستمعوا له فلما فرغ من صلاته ولوا إلى قومهم منذرين قد آمنوا وأجابوا إلى ما سمعوا فقص الله تعالى خبرهم عليه فقال تعالى ) وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن ( إلى قوله ) أليم ( ثم قال تعالى ) قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ( إلى آخر القصة من خبرهم في هذه السورة وفي الصحيحين من حديث ابن عباس قال ما قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الجن ولا رآهم أنطق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسل عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا ما لكم قالوا حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب قالوا ما ذاك إلا من شيء حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء فرجعوا إلى قومهم فقالوا يا قومنا الآية فأنزل الله تعالى على نبيه - صلى الله عليه وسلم - ) قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن )
قلت وهذا النفي من عبد الله بن عباس إنما هو حيث استمعوا التلاوة في صلاة الفجر ولم يرد به نفي الرؤية والتلاوة مطلقا ويدل عليه أن ابن عباس قال في قوله تعالى ) وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن ( الأية قال كانوا سبعة من جن نصيبين فجعلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسلا إلى قومهم فعلم أن ابن عباس لم ينف كلامه - صلى الله عليه وسلم - إلا حيث استمعوه في صلاة الفجر ولم يرد نفي الكلام بعد ذلك وقوله فجعلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسلا إلى قومهم دل على أنه كلمهم بعد ذلك ولهذا قالوا ) يا قومنا أجيبوا داعي الله ( فدل على أنه دعاهم لما اجتمعوا به قبل عودهم إلى قومهم ولم يرد النفي أيضا اجتماع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الليلة التي خط على عبد الله بن مسعود خطا وقال له لا تبرح حتى آتيك وقال البيهقي هذا الذي حكاه عبد الله بن عباس إنما هو في أول ما سمعت الجن قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلمت حاله وفي ذلك الوقت لم يقرأ عليهم ولم يرهم كما حكاه ثم أتاهم داعي الجن مرة أخرى فذهب معه وقرأ عليهم القرآن كما حكاه عبد الله بن مسعود وقال وأراني آثارهم وآثار نيرانهم والله أعلم وعبد الله بن مسعود حفظ القصتين جميعا فرواهما ثم ساق البيهقي بسنده إلى أبي بكر بن أبي شيبة حدثنا أحمد الزبيري حدثنا سفيان بن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود قال هبطوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة فلما سمعوا قالوا انصتوا قالوا صه وكانوا تسعة أحدهم زوبعة فأنزل الله ) وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن ( إلى قوله ) مبين ( وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود أنه - صلى الله عليه وسلم - آذنته شجرة ثم ساق القصة الأخرى عن علقمة قلت لابن مسعود هل صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الجن منكم أحد الحديث وسيأتي وقال القرطبي حديث ابن عباس هذا معناه لم يقصدهم بالقراءة وعلى هذا فلم يعلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باستماعهم ولا كلمهم وإنما أعلمه الله تعالى بقوله ) قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن (
وقال الشيخ ابو العباس بن تيمية بن عباس كان قد علم ما دل عليه القرآن من ذلك ولم يعلم ما علمه ابن مسعود وابو هريرة وغيرهما من إتيان الجن إليه ومخاطبته إياهم وأنه - صلى الله عليه وسلم - اخبره وبه بذلك وأمره أن يخبر به وكان ذلك في أول الأمر لما حرست السماء وحيل بينهم وبين خبر السماء وملئت حرسا شديدا وكان في ذلك من دلائل النبوة ما فيه عبرة وبعد هذا أتوه وقرأ عليهم وروى أنه قرأ عليهم سورة الرحمن وصار كلما قال ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) قالوا ولا بشيء من آلاء ربنا نكذب فلك الحمد قال عبد الله بن مسعود أعلم بقصة الجن من عبد الله بن عباس فإنه حضرها وحفظها وابن عباس كان إذ ذاك طفلا رضيعا فقد قيل إن قصة الجن كان قبل الهجرة بثلاث سنين وقال الواقدي كانت سنة إحدى عشرة من النبوة وابن عباس في حجة الوداع كان ناهز الاحتلام والله أعلم قال السهيلي وفي التفسير أنهم كانوا يهودا ولذلك قالوا ) من بعد موسى ( ولم يقولوا من بعد عيسى ذكره ابن سلام وكان صرف الله تعالى الجن قبل الهجرة بنحو ثلاث سنين وقيل الإسراء وذكر الواقدي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى الطائف لثلاث بقين من شوال وأقام خمسا وعشرين ليلة وقدم مكة لثلاث وعشرين خلت من ذي القعدة يوم الثلاثاء وأقام بمكة ثلاثة أشهر وقدم عليه جن الحجون في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من النبوة

فصل واختلف في عددهم فقال ابن إسحاق كانوا سبعة وحكى ابن أبي حاتم في تفسيره عن مجاهد قال كانوا سبعة ثلاثة من أهل حران واربعة من أهل نصيبن وحكى الثوري عن عاصم عن زر كانوا تسعة وعن عكرمة قال كانوا اثنى عشر ألفا قال السهيلي وقد ذكروا بأسمائهم في التفاسير والمسندات وهم شاصر وماصر ومنشى وماشي والأحقب وهؤلاء الخمسة ذكرهم ابن درير قال ووجدت في خبر حدثني به أبو بكر بن طاهر الأشبيلي القيسي عن أبي علي الغساني في فضائل عمر بن عبد العزيز قال بينما عمر بن عبد العزيز يمشي بأرض فلاة فإذا حية ميتة فكفنها من بفضله من ردائه ودفنها فإذا قائل يقول يا سرق أشهد لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لك ستموت بأرض فلاة فيكفنك ويدفنك رجل صالح فقال من أنت يرحمك الله فقال رجل من النفر الذين سمعوا القرآن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يبق منهم إلا أنا وسرق وهذا سرق قد مات وروى أبو بكر بن أبي الدنيا فقال حدثنا محمد بن الحسين حدثنا يوسف بن الحكم الرقي حدثني فياض بن محمد الرقي أن عمر بن عبد العزيز بينا هو يسير على بغلة ومعه ناس من أصحابة إذا هو بحان ميت على قارعة الطريق فنزل عن بغلته فأمر به فعدل به عن الطريق ثم حفر له فدفنه وواراه ثم مضى فإذا بصوت عال يسمعونه ولا يرونه ليهنك البشارة من الله يا أمير المؤمنين أنا وصاحبي هذا الذي دفنته آنفا من النفر من الجن قال الله تعالى ) وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن ( فلما أسلمنا وآمنا بالله وبرسوله قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصاحبي المدفون ستموت في أرض غربة يدفنك فيها يومئذ خير أهل الأرض وذكر ابن سلام من طريق أبي إسحاق السبيعي عن أشياخه عن ابن مسعود أنه كان في نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشون فرفع لهم إعصار ثم جاء إعصار أعظم منه ثم انقشع فإذا حية قتيل فعمد رجل منا إلى ردائه فشقه وكفن الحية ببعضه ودفنها فلما جن الليل إذ امرأتان تسألان أيكم دفن عمرو بن جابر فقلنا ما ندري من عمرو بن جابر فقالت إن كنتم ابتغيتم الأجر فقد وجدتموه إن فسقة الجن اقتتلوا مع المؤمنين فقتل عمرو وهو الحية التي رأيتم وهو من الذين استمعوا القرآن من محمد - صلى الله عليه وسلم - ثم ولوا إلى قومهم منذرين وقال ابن أبي الدنيا حدثنا محمد بن عباد بن موسى العكلي حدثنا مطلب ابن زياد الثقفي حدثنا أبو اسحاق أن ناسا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا في سفر لهم وأن حيتين اقتتلتا فقتلت إحداهما الأخرى فعجبوا من طيب ريحها وحسنها فقام بعضهم فلفها في خرقة ثم دفنها فإذا قوم يقولون السلام عليكم السلام عليكم لا يرونهم إنكم دفنتم عمرا إن مسلمينا وكفارنا اقتتلوا فقتل المسلم الذي دفنتم وهو من الرهط الذين أسلموا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حدثنا محمد بن عياد حدثني محمد بن زياد حدثني أبو مصبح الأسدي حدثني يحيى بن صالح عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم عن حذيفة بن غانم العدوي قال خرج حاطب بن أبي بلتعة من حائط يقال له قران يريد النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان بالمسحاء التفت عليه عجاجتان ثم أنجلتا عن حية لين الحوران يعني الجلد فنزل ففحص له نسبة قوسه ثم واراه فلما كان الليل إذا هاتف يهتف به
يا أيها الراكب المزجى مطيته
أربع عليك سلام الواحد الصمد
واريت عمرا وقد ألقى كلا كله
دون العشيرة كالضرغامة الأسد
وأشجع حاذر في الركب منزله
وفي الحياء من العذراء في الخلد
فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال ذاك عمرو بن الجومانة وافد نصيبين الشامية لقيه محصن بن جوشن النصراني فقتله أما أني قد رأيتها يعني نصيبين فرفعها إلى جبريل عليه السلام فسألت الله تعالى أن يعذب نهرها ويطيب ثمرها ويكثر مطرها وقال ابن أبي الدنيا حدثنا الحسن بن جهور حدثني ابن أبي إلياس عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن عمه عن معاذ بن عبد الله بن معمر قال كنت جالسا عند عثمان بن عفان فجاء رجل فقال ألا أخبرك يا أمير المؤمنين عجبا بينا أنا بفلاة كذا وكذا إذا إعصاران قد أقبلا أحدهما من ههنا والآخر من ههنا فالتقيا فتعاركا ثم تفرقا وإذا أحدهما أكبر من الآخر فجئت معتركهما فإذا من الحيات شيء ما رأت عيناي مثله قط كثرة وإذا ريح المسك من بعضها وإذا حية دقيقة صفراء ميتة فقمت فقبلت الحيات كيما أنظر من أيها هو فإذا ذلك من حية صفراء دقيقة فظننت أن ذلك الخير فيها فلففتها في عمامتي ودفنتها فبينا أنا أمشي فناداني مناد ولا أراه فقال يا عبد الله ما هذا الذي صنعت فأخبرته بالذي رأيت ووجدت فقال إنك قد هديت ذانك حيان من الجن بنو الشيطان وبنو قيس التقوا فاقتتلوا فكان بينهم من القتلى ما قد رأيت واستشهد الذي دفنت وكان أحد الذين سمعوا الوحي من النبي - صلى الله عليه وسلم - ورواه الحافظ أبو القاسم الطبري عن مطلب بن شعيب حدثنا عبد الله بن صالح حدثني عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن معاذ وساقه الحافظ أبو نعيم عن الليث بن سعد عن عبد العزيز عن عمه عن معاذ كما رواه ابن أبي الدنيا حدثنا محمد بن الحسين حدثني أبو الوليد الكندي حدثنا كثير بن عبد الله أبو هاشم التاحي قال دخلنا على أبي رجاء العطاردي فسألناه هل عندك علم من الجن ممن بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - فتبسم وقال أخبركم بالذي رأيت وبالذي سمعت كنا في سفر حتى إذا نزلنا على الماء وضربنا أخبيتنا وذهبت أقيل فإذا أنا بحية دخلت الخباء وهي
تضطرب فعمدت إلى إداوتي فنضحت عليها من الماء فسكنت حتى أذن مؤذن بالرحيل فقلت لأصحابي انتظروني أعلم حال هذه الحية إلى ما تصير فلما صلينا العصر ماتت فعمدت إلى عيبتي فأخرجت منها خرقة بيضاء فلففتها وحفرت لها ودفنتها وسرنا بقية يومنا وليلتنا حتى إذا أصبحنا ونزلنا على الماء وضربنا أفنيتنا وذهبت أقيل واذا أنا بأصوات سلام عليكم مرتين لا واحد ولا عشرة ولا مائة ولا ألف أكثر من ذلك فقلت من أنتم قالوا نحن الجن بارك الله عليك فيما اصطنعت إلينا ما نستطيع أن نجازيك قلت ما اصطنعت إليكم قالوا إن الحية التي ماتت عندك كان ذلك آخر من باقي ممن بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الجن قلت ورواه الحافظ أبو نعيم فقال حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر أنبأنا أحمد بن الحسين ابن عبد الجبار حدثنا بشر بن الوليد الكندي وقال فبه لا واحد ولا عشرة ولا مائة ولا ألفا أكثر من ذلك قلت وقد تقدم من أسمائهم ما ذكره ابن دريد شاصر وماصر ومنشنى وماشى والاحقب وساق الحافظ أبو نعيم بسنده عن أبن إسحاق قال وأسماؤهم فيما ذكر لي حسا ومساو شاصر وماصر وابن الأزب وأنين والأخصم واخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بعمرو بن الحومانة الذي دفنه حاصب بن أبي بلتعة ومنهم سرق الذي دفنه عمر بن عبد العزيز ومنهم زوبعة وعمرو بن جابر المذكورون في حديث ابن مسعود فهؤلاء تسعة مذكورون بأسمائهم والله اعلم . (1/51)
من كتاب : آكام المرجان فى احكام الجان للشبلي





 

رد مع اقتباس