عرض مشاركة واحدة
قديم 18 Jan 2013, 04:09 PM   #9
فراشة الربيع
وسام الشرف - قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله خيرا


الصورة الرمزية فراشة الربيع
فراشة الربيع غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 12360
 تاريخ التسجيل :  May 2012
 أخر زيارة : 28 Jul 2017 (08:48 PM)
 المشاركات : 3,189 [ + ]
 التقييم :  19
 الدولهـ
Egypt
 مزاجي
 وسائط MMS
وسائط MMS
 SMS ~

اللهم لا تصعب علينا أمرآ ، ولا تؤخر لنا دعوة ، وارضنا بجميل قدرك علينا..
لوني المفضل : Cadetblue
رد: بحث في فضل فاتحة الكتاب ...



* اهدنا الصراط المستقيم *
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



لما ذكرت الآية السابقة العبادة والإستعانة وأنهما يجب

أن يكونا خالصين لله ، ناسب ذلك أن يأتي بآية

الدعاء بعد العبادة والإستعانة ،



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ




فقال ( اهدنا الصراط المستقيم ) . فالدعاء مخ العبادة ،

وطلب الهداية من الله إنما هو استعانة به سبحانه أن يوفق إليها ،

فكان بين الآيتين تمام ارتباط . والصراط هو الطريق ،

والمستقيم هو الذي لا اعوجاج فيه ، أو كما

يقولون : هو أقرب صلة بين نقطتين .





ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وقد يطلق الصراط ويراد به الإسلام كما في قوله صلى

الله عليه وسلم : ( ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً ، وعلى جانبي

الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة ، وعلى الأبواب ستور مرخاة ،

وعلى باب الصراط داع يقول : يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً

ولا تعوجوا ، وداع يدعو من فوق الصراط . فإذا أراد الإنسان أن يفتح

شيئاً من تلك الأبواب ، قال : ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه .

فالصراط هو الإسلام ، والسوران حدود الله ، والأبواب المفتحة

محارم الله ، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله ،

والداعي من فوق الصراط واعظ

الله في قلب كل مسلم ) .

صحيح: رواه الترمذي في سننه (2859)، وأحمد في المسند (4/183)، والحاكم في المستدرك (245)، والنسائي في السنن الكبرى (11233)، والطبراني في مسند الشاميين (1147).

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وقال مجاهد : الصراط المستقيم هو الحق ،

وهذا أشمل ولا منافاة بينه وبين ما تقدم .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وقال ابن جرير في هذه الآية : ( اهدنا الصراط المستقيم )

أي وفقنا للثبات على ما ارتضيته ووفقت له من أنعمت

عليه من عبادك من قول وعمل ، وذلك هو الصراط

المستقيم ، لأن من وُفِّقَ لما وفق له من أنعم الله

عليهم من النبيين والصديقين والشهداء

والصالحين فقد وفق للإسلام .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



والمراد بالهداية قد يكون معنى خلق قدرة الطاعة في العبد

وهي هداية خاصة لا يقدر عليها إلا الله ، وفيها يقول جل شأنه :

( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين )



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ولا يحسبن أحد أن هذه الآية تسلب العبد كسبه واختياره ،

لأن مشيئة الله ليست عبثاً إنما تقوم على الحكمة والعلم

والإرادة والقدرة ، ومن ثم فقد جاء ختام الآية

( وهو أعلم بالمهتدين )



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



فالله سبحانه علم ما كان وعلم ما يكون

وعلم ما لا يكون لو كان

كيف كان يكون .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



والعلم صفة انكشاف وليس صفة إلزام ،

وعلى وجه المثال فهو كالمرآة إذا نظرت إليها

بوجه مبتسم بدت صورتك مبتسمة

فإذا نظرت فيها عابس الوجه

بدت صورتك كذلك .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وما أجمل قوله صلى الله عليه وسلم :

( مثل علم الله فيكم كمثل السماء التي أظلتكم والأرض

التي أقلتكم ، فكما لا تحملكم السماء والأرض على فعل

الذنوب كذا لا يحملكم علم الله ، وكما لا تستطيعون الخروج

من السماء والأرض كذا لا تستطيعون

الخروج من علم الله ) .

روي موقوفا على عمر رضي الله عنه من قوله إن صح عنه (ولم أقف عليه مسندا)


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ


وعلم الله مبني على حكمته وهو سبحانه وتعالى أعلم

حيث يجعل تلك الحكمة ، قال تعالى : ( لقد رضي الله عن

المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم

فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريبا ً ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ومن ثم فقد بين الله أن الهداية تأتي بمعنى الإرشاد ،

فهو سبحانه يرشد ويبين ويزود الإنسان بالوسائل التي تمكنه

من سلوك الطريق القويم . قال تعالى : ( إنا خلقنا الإنسان من

نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سمعياً بصيرا * إنا هديناه

السبيل إما شاكراً وإما كفورا ) .




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وقال سبحانه : ( ألم نجعل له عينين * ولساناً وشفتين ) .

ثم بين وظيفة العقل لأنها الأهم من ذكره ، فلم يقل ووهبنا

له عقلاً ، وإنما قال : ( وهديناه النجدين ) . وقال سبحانه :

( ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها *

قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



والإلهام نوع من أنواع الهدايات ، وكيف يكون

هناك جبر أو سلب لكسب العبد واخياره وقد قال تعالى :

( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



وكيف يكون هناك قهر للعبد وقد قال تعالى :

( فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى *

فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى *

وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى ) .




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



لقد قال جل شأنه : ( وما يضل به إلا الفاسقين )

( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين ) ..

وقال عظمت حكمته : ( ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب

وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



فأنت ترى أن الذين لا يهديهم الله هم الذين اختاروا لأنفسهم

طريق الفسق والظلم والضلال : ( إن الذين لا يؤمنون

بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم ) .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ألم تسمع إلى قوله جل شأنه : ( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا

فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه

بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل

عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا

فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ) .




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ومن نعم الله علينا أن هدانا ولطف بنا ، ويتمثل لطفه

في ثلاثة جوانب : فقد خلق لنا عقلاً وأرسل إلينا رسلاً وأنزل

إلينا كتباً ، وهو قبل ذلك وبعد ذلك يقبل التوبة عن عباده ويعفو

عن السيئات فلا يلومن الظالمون إلا أنفسهم . قال تعالى :

( فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم

من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من

أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) .




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



الخلاصة :

معنى :

( اهدنا الصراط المستقيم )

أي وفقنا وأعنّا على سلوكه .



ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ولسائل أن يقول :

كيف يطلب العبد من ربه الهداية في الصلاة ،

والصلاة في ذاتها هداية ؟




ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ونقول : إن المراد بطلب الهداية من المؤمن لربه أن يوفقه

للثبات عليها . فقد كان دعاء الصادق المعصوم صلى الله

عليه وسلم : ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) .

صحيح: رواه الترمذي في السن (2140 )، وابن ماجة (3834)، وأحمد في المسند (3/112)، والبخاري في الأدب الوفرد (683 )، والحاكم في المستدرك (1927)، وأبو يعلى في المسند (3687). من حديث أنس رضي الله عنه.

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



ومن دعائه : ( يا حي يا قيوم برحمتك استغيث .

أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ) .

صحيح: رواه الترمذي (3524)، والحاكم في المستدرك (2000)، والطبراني في المعجم الأوسط (3565)، ورواه النسائي في السنن الكبرى (10405) من حديث أنس رضي الله عنه؛ ورواه الحاكم في المستدرك (1875)، والبيهقي في شعب الإيمان (10231 )، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.


ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ



أوما قرأت قوله جل شأنه :

( يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالله ورسوله )

فأمرهم بالإيمان وخاطبهم بصفة الإيمان ،

أي اثبتوا على الإيمان بالله ورسوله .



يتبع ...



 
 توقيع : فراشة الربيع



مواضيع : فراشة الربيع


التعديل الأخير تم بواسطة الفاروق ; 15 Feb 2013 الساعة 07:14 PM

رد مع اقتباس