كورونا و مدرسة السلوك.

1. مع أجواء كورونا ومحنته , فرصة لك ممتازة ومناسبة للقضاء على غرورك وحِدَّة طباعك، راجع تصرُّفاتك جيدًا وبحياد تامٍّ، وأنصف من نفسك لنفسك ومن نفسك للناس و راجع علاقاتك من جديد أين كانت البوصلة و أين وصلت اليه الآن .

2- كورونا , وباء كبير يدعوك أن تحافظ على من كنت تجده بجانبك، يُساندك بحبٍّ، يسأل عنك بشغف، يمنحك الكثير، يُعطيك دون أن تطلب وقبل أن تفكِّر، يدعو لك دون أن تعلم ثم قابلت ذلك كله بالجحود و التخلى والتجاهل .

3- كورونا , مدرسة ربانية جائتك لتدفعك إلى الاعتذار أو يجب أن تدفعك إلى الإعتذار , لا تتكبر ,,, اعتذر لمن أخطأت في حقه، ولا تستكبر في اعتذارك له؛ فالجنة لا يدخلها من كان في قلبه ولو مثقال ذرة من كِبْر.

4- كورونا , فرصتك النهاردة لجبر خاطر من كسرتهم , أجبر خاطر من أهنته يومًا أو أحزنته وكسرته، أو تبرَّأت أمام الناس من معرفتك به، ومن قربك منه، وعلاقتك به، وقربه منك.

5- كورونا , جاءك ليقول لك كافىء ِ بالخير من فرحت يومًا بمعرفته وبتعرُّفك عليه، ومن كنت تعتبر ارتباطك به ما هو إلا سعادة لا تريد من الدنيا بعدها سعادة، وتذكَّر منظومة القيم المترجمة في ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60]، ((وكما تُدين تُدان)).

6- كورونا , جاءك ليحذرك من الجحود الذى قد تكون غارقا فيه دون شعور , يدعوك ألا تكون جاحدًا بل ويحذرك من ذلك ، فتنسى إحسان الناس إليك وروعة تعاملاتهم معك ، ولا تتذكر لهم إلا ما ترى من وجهة نظرك أنه إساءة في حقك في وقت أنك تكون أنت مَنْ أسأت إلى نفسك ولهم ، وليس هم المسيئين اليك

7- كورونا , جاءك لتمسح دموع نزلت من عيون أحدهم بسبب تصرُّف غير مقبول منك نحوهم كان سببًا في أن أتعست به حالهم وزدت به همومهم و دمّرت ثقتهم.

بقلم المستشار: نبيل جلهوم