عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10 Jun 2008, 06:59 PM
أبو هريرة
Banned
أبو هريرة غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 831
 تاريخ التسجيل : Apr 2007
 فترة الأقامة : 6237 يوم
 أخر زيارة : 03 Jan 2012 (08:42 PM)
 المشاركات : 2,100 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : أبو هريرة is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
الملائكــة لا تستحضر ..!!!



الحمد الله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ..
يزعم بعض الناس بأن الملائكــة تُستحضر بواسطة قرآءات معينة , فيخاطبونها وتخاطبهم كما يزعمون , وتوجد كتب ممتلئة بمثل هذه الأقوال , والمتأمل لنصوص القرآن يجد عكس ذلك , فأقول وبالله التوفيق : لقد سخر الله لنا ما في السماوات والأرض , والتسخير نوعان :

الأول : تسخير للأشياء من الله ولكن بتصريف وأمر من الله .

الثاني : تسخير للأشياء من الله ولكن بتصريف وأمر من الإنسان .

مثال الأول :

فالشمس مُسخرة للإنسان والقمر مُسخر للإنسان ولكن لا يدخلان ضمن دائرة التصرف الإنساني القائم على العلم والإرادة والقدرة , وهي شروط التصريف , فالنجوم وما حوت خارج دائرة التُصرف الإنساني { كلٌّ في فلكٍ يسبحون } { وسخر لكم الليلَ والنهار والشمس والقمر } 21 النحل .

فالليل تسخير من الله لنا ولكنه واقع ضمن التصرف الإلهي فلا يستطيع الإنسان أن يسيطر على حركة الليل والنهار أو حركة الشمس , والقمر ومع ذلك فهـي مسخرة لنا .{.. والشمـسَ والقمرَ والنجـومَ مسخراتٍ بأمرِه ..} الأعراف : 54 .

وكذلك الملائكة " ملائكة السماوات " مسخرة للإنسان , فهي لا تتنرل إلا بأمر الله - تعالى - ولكن لا تدخل ضمن دائرة تصرف الإنسان أ وسلطته , بل هي مسخرة بتصريف من الله لخدمة الإنسان والحفاظ عليه وتدبير أمور خلافته ,,, فما هو مسخر للإنسان وليس للإنسان فيه تصريف فهـو لا يدخل ضمن طاعة الإنسان ,,, فالملاك يخضع لإمرة الخالق ولا يخضع للأمر الإنساني بأي حال من الأحوال { لايعصونَ اللهََ ما أمرَهم } والملائكة إن أطاعت الإنسان فالإنسان لا يمكنه التجرد عن الهوى فحينئذٍ تكون طاعتهم لنا عبادة

{ شَهِدَ اللهُ أنهُ لا إلهَ إلا هو والملائكةُ وأولو العلمِ قائماً بالقسطِ , لا إله إلا هو العزيز الحكيم } أل عمران : 18 .

فحاشا لله أن تتبع الملائكة أهوائنا , فالملائكة لا تفهم لغة الخيارات لأنها لغة الإنسان , فهـو الذي أُعطي خاصية تخصيص خيار من الخيارت , أما الملائكة فلا يكون أمامها إلا خيار واحد , وهو الأمر الإلهي , فهو - تعالى يختار لها ويأمر , وكثير ممن يدعي تحضير الملائكة , وإذا ما نظرت إلى أحوالهم وإيمانهم وإخبارهم للأمور لوجدت الهوى متبعاً , فالملائكة لا تتنرل إلا بأمر الله { وما نتزلُ إلا بأمرِ ربِّك } فهذا كلام جبريل عليه السلام لمحمد صلى الله عليه وسلم فهم لا يستطيعون أن ينزلوا لرغبة محمد ولا لرغبة أحـد , وقوله {.... ولو أنزلنا ملكاً لقضى الأمر ثم لا يُنظرون } 8:الأنعام { ولو جعلناهُ مَلكاً لجعلنَاهُ رجـلاً وللَبسنَا عليهم ما يَلبِسُون } 9: الأنعام .

فلو كان الرسول إلى الإنس ملكاً لجعله اللهُ رجـلاً يلبس الصفات البشرية , فيخضع لقانون البشرية , فالملاك لا يخضع لقانوننا وبالتالي لا يمكن أن يكون ضمن سيطرتنا عليه , بل الملائكة جنود الله تعالى وهي تعمل بأمره هــو , أما نزول الملكين ببابل لتعليم الناس السحر فهو بتخسير إلهي دون أن يكون للبشر عليهم سلطان , وكان الملكان يقولان للناس إنما نحن فتنة فلا تكفر.فالملائكة مسخرةٌ من الله لخدمتنا بأمره وكقوله { فنادتهُ الملائكةُ وهو قائمٌ يصلي في المحرابِ ..... } آل عمران : 39 . { إذ تَقولُ للمؤمين ألن يكفيَكم أن يُمِدَكم ربُّكم بثلاثةِ آلافٍ من الملائكةِ مُنزَلين } آل عمران . 134

المثال الثاني :

وهو التسخير من الله لنا مع التصرف منا فيما سخره الله لنا , يقول تعالى { وسَخرَ لكم الفُلكَ لتجريَ في البحرِ بأمرِهِ } إبراهيم : 32 . فالفلك تسخير إلهي وهو صناعة بتصريف إنساني في عالم الشهادة , أما الجريان في البحر فقانون صناعة الفُلك يسمح له بالسير في البحر حسب القانون الذي سخره الله لنا , فالقانون تسخير الهي من وضع الرب - جل وعلا - فلا سيطرة للإنسان على القانون أو تغيره .

( وسخرَ لكمُ الأنهارَ ) فالأنهار تسخير إلهي, ولكن الأنهار تقع ضمن دائرة التصرف الإنساني باستغلال مياهها أو تحويل مجري الأنهار وغير ذلك .. { ألم ترَ أنَّ اللهََ سخرَ لكمُ ما في الأرضِ والفلكَ تجري في البحرِ بأمرِه ... } الحج : 65 . . فهو تسخير من الله واقع تحت سيطرة التصرف الإنساني باستخلاف من الله , فالتصرف الإنساني حاصل بسر الخلافة الإنسانية للأرض .


أخوكم في لله:

أبو هريرة منير الراقي





رد مع اقتباس