لذالك تجد اثنين تطرقهما نائبة من نوائب الخير أو الشر , فيتفاوتان تفاوتا عظيما في تلقيها , وذلك بحسب تفاوتهما في الإيمان والعمل الصالح .
* ** * ** * ** * ** *
هذا الموصوف بهذين الوصفين يتلقى الخير والشر بما ذكرناه من الشكر والصبر وما يتبعهما فيحدث له السرور والابتهاج , وزوال الهم والغم , والقلق , وضيق الصدر , وشقاء الحياة , وتتم له الحياة الطيبة في هذه الدار .
* ** * ** * ** * ** *
والآخر يتلقى المحاب بأشر وبطر وطغيان , فتنحرف أخلاقه ويتلقاها كما تتلقاها البهائم بجشع وهلع , ومع ذلك فإنه غير مستريح القلب , بل مشتت من جهات عديدة ..
* ** * ** * ** * ** *
مشتت من جهة خوفه من زوال محبوباته , ومن كثرة المعارضات الناشئة عنها غالبا , ومن جهة أن النفوس لا تقف عند حد بل لا تزال متشوقة لأمور أخرى , قد تحصل وقد لا تحصل ..
* ** * ** * ** * ** *
وإن حصلت على الفرض والتقدير فهو ايضا قلق من الجهات المذكوره .. ويتلقى المكاره بقلق وجزع وخوف وضجر , فلا تسأل عن ما يحدث له من شقاء الحياة , ومن الأمراض الفكرية والعصبية , ومن الخوف الذي قد يصل به الى اسوأ الحالات وأفظع المزعجات ; لأنه لا يرجو ثوابا ولا صبر عنده يسليه ويهون عليه .