عرض مشاركة واحدة
قديم 01 Jan 2010, 05:37 PM   #9
الباحث1
باحث فضي


الصورة الرمزية الباحث1
الباحث1 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8039
 تاريخ التسجيل :  Nov 2009
 أخر زيارة : 23 Dec 2012 (10:57 PM)
 المشاركات : 124 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue



بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير وشرح الآية : 56 . من سورة الذاريات مقارنة من كتب التفاسير الجزء 9.



روح المعاني ج27 ص20
الذاريات : ( 56 ) وما خلقت الجن . . . . .

( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
( استئناف مؤكد للأمر مقرر لمضمون تعليه فإن خلقهم لما ذكر سبحانه وتعالى مما يدعوه صلى الله تعالى عليه وسلم إلى تذكيرهم ويوجب عليه التذكر والأتعاظ ولعل تقديم الجن في الذكر لتقدم خلقهم على خلق الإنسان في الوجود والظاهر أن المراد م يقابلون بهم والملائكة عليهم السلام ولم يذكر هؤلاء قيل : لأن الأمر فيهم مسلم أو لأن الآية سيقت لبيان صنيع المكذبين حيث تركوا عبادة الله تعالى وقد خلقوا لها وهذا الترك مما لا يكون فيهم بل هم عباد نمرمون لا يستكبرون عن عبادته عز وجل وقيل : لأنه صلى الله تعالى عليه وسلم ليس مبعوثا إليهم فليس ذكرهم في هذا الحكم مما يدعوه عليه الصلاة والسلام إلى تذكيرهم وأنت تعلم أن الأصح عموم البعثة الأولة ما قيل بدله لاستغنائهم عن التذكير والموعظة وقيل : المراد بالجن ما يتناولهم لأنه من الأستتار وهم مستترون عن الأنس وقيل : لا يصح ذكرهم في حيز الخلق لأنهم كالأرواح من عالم المر المقابل لعالم الخلق وقد أشير إليهما بقوله تعالى : ( له الخلق والأمر ) ورد بقوله سبحانه : ( خالق كل شيء وله الخلق والأمر ) ليس كما ظن والعبادة غاية التذلل والظاهر أن المراد بها ما كانت بالأختيار دون التي بالتسخير الثابتة لجميع المخلوقات وهي الدلالة المنبهة على كونها مخلوقة وأنها خلق فاعل حكيم ويعبر عنها بالسجود كما في قوله تعالى : ( والنجم والشجر يسجدان ) وأل في الجن والأنس على المشهور للأستغراق واللام قيل : للغاية والعبادة وإن لمتكن غاية مطلوبة من الخلق لقيام الدليل على أنه عز وجل لم يخلق الجن والأنس لأجلها أي لأرادتها منهم إذ لو أرادوها سبحانه منهم لم يختلف ذلك لأستلزم
الإرادة الإلهية للمراد كما بين في الأصول مع أن التخلف محقق بالمشاهدة وأيضا ظاهر قوله تعالى : ) ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والأنس ( يدل على إرادة المعاصي من الكثير ليستحقوا بهم جهنم فينافي إرادة العبادة لكن لما كان خلقهم على حالة صالحة للعبادة مستعدة لها حيث ركب سبحانه فيهم عقولا وجعل لهم حواس ظاهرة وباطنة إلى غير ذلك من وجوه الأستعداد جعل خلقهم مغنيا بها مبالغة بتشديد المعد الشيء بالغاية ومثله شائع في العرف ألا تراهم يقولون للقوي جسمه للمصارعة وللبقر : هي مخلوقة للحرث
وفي الأكشف أن أفعاله تعالى تنساق إلى الغايات الكمالية واللام فيها موضوعها ذلك وأمأ الإرادة فليست مقتضى اللام إلا إذاعلم أن الباعث مطلوب في نفسه وعلى هذا لا يحتاج إلى تأويل فإنهم خلقوا بحيث يتأتى منهم العبادة وهدوا إليه وجعلت تلك غاية كمالية لخلقهم وتعوق بعضهم عن الوصول إليها لا يمنع كون الغاية غاية وهذا معنى مكشوف انتهى فتأمل وقيل : المراد بالعبادة التذلل والخضوع بالتسخير وظاهر أن الكل عابدون إياه تعالى بذلك المعنى لا فرق بين مؤمن وكافر وبر وفاجر ونحو ما قيل : المعنى ما خلقت الجن والإنس إلا ليذولوا لقضائي وقيل : المعنى ما خلقتهم إلا ليكونوا عبادا لي ويراد بالعبد العبد بالإيجاب وعموم الوصف عليه ظاهر لقوله تعالى : ) إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا ( لكن قيل عليه : إن عبد بمعنى صار عبدا ليس من اللغة في شيء وقيل : العبادة بمعنى التوحيد بناءا على ما روي عن ابن عباس أن كل عبادة في القرآن فهو توحيد فالكل يوحدونه تعالى في الآخرة أما توحيد المؤمن في الدنيا هناك فظاهر وأما توحيد المشرك فيدل عليه قوله تعالى : ) ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا كنا مشركين ( وعليه قول من قال : لا يدخل النار كافر أو المراد كما قال الكلبي : إن المؤمن يوحده في الشدة والرخاء والكافر يوحده سبحانه في الشدة والبلاء دون النعمة والرخاء كما قال عز وجل : ) فإذا ركبوا في الأفلك دعوا الله مخلصين له الدين ( ولا يخفى بعد ذلك عن الظاهر والسياق ونقل عن علي كرم الله تعالى وجهه وابن عباس رضي الله تعالى عنهما ما خلقتهم إلا لآمرهم وأدعوهم للعبادة فهو كقوله تعالى : ) وما أمروا إلا ليعبدوا الله ( فذكر العبادة المسببة شرعاعن الأمر أو اللازمة له وأريد سببها أو ملزومها مجاز وأنت تعلم أن أمر كل من أفراد الجن وكل من أفراد الإنس غير متحقق لا سيما إذاكان غير المكلفين كالأطفال الذين يموتون قبل زمان التكليف داخلين في العموم وقال مجاهد : إن معنى ) ليعبدون ( ليعرفون وهو مجاز مرسل أيضا من إطلاق اسم السبب على المسبب على ما في الإرشاد ولعل السرفيه التنبيه أن المعتبر هب المعرفة الحاصلة بعبادته تعالى لا ما يحصل بغيرها كمعرفة الفلاسفة قيل : وهو حسن لأنهم لو لم يخلقهم عز وجل لم يعرف وجوده وتوحيده سبحانه وتعالى وقد جاء كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لأعرف وتعقب بأن المعرفة الصحيحة لم تتحقق في كل بل بعض قد أنكر وجوده عز وجل كالطبيعيين اليوم فلا بد من القول السابق في توجيه التعليل ثم الخبر بهذا اللفظ ذكره سعد الدين سعيد الفرغاني في منتهى المدارك وذكر غيره كالشيخ الأكبر في الباب المائة والثامنية والتسعين من الفتوحات بلفظ آخر وتعقبه الحفاظ فقال ابن تيمية : إنه ليس من كلام النبي e ولا يعرف له سند صحيح ولا ضعيف وكذا قال الزركشي والحافظ ابن حجر وغيرهما : ومن
يرويه من الصوفية معترف بعدم ثبوته نقلا لكن يقول : إنه ثابت كشفا وقد نص على ذلك الشيخ الأكبر قدس سره في الباب المذكور والتصحيح الكشفي شنشنة لهم ومعذلك فيه إشكال معنى إلا أنه أجيب عنه ثلاث أجوبة ستأتي إن شاء الله تعالى وقيل : أل في ) الجن والإنس ( للعهد والمراد بهم المؤمنون لقوله تعالى : ) ولقد ذرأنا ( الآية أي بناءا على أن اللازم فيها ليست للعاقبة ونسب هذا القول لزيد بن أسلم وسفيان وأيد بقوله تعالى قبل : ) فإن الذكرى تنفع المؤمنين ( وأيده في البحر برواية ابن عباس عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وما خلقت الجن والإنس من المؤمنين ورواها بعضهم قراءة لابن عباس رضي الله عنهما ومن الناس من جعلها للجنس وقال يكفي في ثبوت الحكم له ثبوته لبعض أفراده وهو هنا المؤمنون الطائعون وهو في المآل متحد سابقه ولا إشكالأ على ذلك في جعل اللام للغاية المطلوبة حقيقة وكذا في جعلها للغرض عند من يجو تعليل أفعاله تعالى بالأغراض مع بقاء الغنى الذاتي وعدم الأستكمال بالغير كما ذهب إليه كثير من السلف والمحدثين وقد سمعت أن منهم من يقسم الإرادة إلى شرعية تتعلق بالطاعات وتكوينية تتعلق بالمعاصي وغيرها وعليه يجوزأن يبقى ) الجن والإنس ( على شمولها للعاصين ويقال : إن العبادة مرادة منهم أيضالكن بالأرادة الشرعية إلا أنه لا يتم إلا إذا كانت هذه الإرادة لا تستلزم وقوع المراد كالإرادة التفويضية القائل بها المعتزلة
هذا وإذا أحطت خبرا بالأقوال في تفسير هذه الآية هان عليك دفع ما يتراءى من المنافاة بينها وبين قوله تعالى : ) ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ( على تقدير كون الإشارة إلى الإختلاف بالتزام بعض هاتيك الأقوال فيها ودفعه بعضهم بكون اللام في تلك الآية للعاقبة والذي ينساق إلى الذهن أن الحصر إضافي أي خلقتهم للعبادة دون ضدها أو دون طلب الرزق والإطعام على ما يشير إليه كلام بعضهم
روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، اسم المؤلف: العلامة أبي الفضل شهاب الدين السيد محمود الألوسي البغدادي ، دار النشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا



 

رد مع اقتباس