وكل هذا مشاهد بالتجربة , ومثل واحد من هذا النوع إذا تدبرته ونزلته على أحوال الناس , رأيت الفرق العظيم بين المؤمن العامل بمقتضى إيمانه , وبين من لم يكن كذلك ..
* ** * ** * ** * ** *
وهو أن الدين يحث غاية الحث على القناعة برزق الله , وبما أتى العباد من فضله وكرمه المتنوع .
* ** * ** * ** * ** *
فالمؤمن إذا ابتلي بمرض أو فقر , أو نحوه من الأغراض التي كل انسان معرض لها , فإنه بإيمانه وبما عنده من القناعة والرضى بما قسم الله له , تجده قرير العين , لا يتطلب بقلبه أمرا لم يقدر له , ينظر الى من هو دونه , ولا ينظر الى من هو فوقه ..
* ** * ** * ** * ** *
وربما زادت بهجته وسروره وراحته على من هو متحصل على جميع المطالب الدنيوية إذا لم يؤت القناعة .
* ** * ** * ** * ** *
كما تجد هذا الذي ليس عنده عمل بمقتضى الإيمان , إذا ابتلي بشيء من الفقر , أو فقد بعض المطالب الدنيوية , تجده في غاية التعاسة والشقاء .