#1
|
||||||||
|
||||||||
قصه وعبره
ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في «البداية والنهاية» ما ملخصه. ( ج 6 صــ 323 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ مر عليه يومًا وهو جالس في رهط (جماعة ) من القوم فَقَالَ ﷺ : "إِنَّ فِيكُمْ لَرَجُلًا ضَرْسُهُ فِي النَّارِ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ" . كان إخبارًا من رسول الله ﷺ أن واحدًا منهم سيكون من أهل النار ، وياله من إخبار من الصادق المصدوق ﷺ ؛ فقد حقّــت النار على أحدهم ! . فمات القوم جُلُّهم على خير ، وعلى الإسلام والايمان ، ولم يبق منهم إلا أبا هريرة ، و رجلاً من بني حنيفة اسمه : « الرَّجَّال بن عنفوة » ، وكان من الذين وفدوا على رسول الله في وفد بني حنيفة ، وكانوا بضعة عشر رجلا فأسلموا ، فلزم الرَّجَّالُ بن عنفوة النبيَّ ﷺ ، وتعلم منه ، وحفظ القرآن و الأحكام ، وجدّ في العبادة. يقول رافع بن خديج : كان بالرَّجَّالِ من الخشوع ولزوم قراءة القرآن والخير شيء عجيب.. وقال عنه ابن عمر : كان من أفضل الوفد عندنا . ياسبحان الله !! كان حافظاً قوّاماً صوّاماً.. 📌ظل إخبارُ النبي صلى الله عليه وسلم عالقًا برأس أبي هريرة رضي الله عنه ، وكلما رأى"الرَّجَّال بن عنفوة " ومداومته على العبادة وزهده ، ظن أبو هريرة في نفسه أنه هو الهالك وأنه هو المقصود بحديث النبي ، وأنه هو صاحب النبوءة وأصابه الرعب والفزع . فلما ظهر مُسيلمة الكذاب في اليمامة وادّعى النبوة واتّــبعه خلقٌ من أهل اليمامة ! ؛ فبعث أبو بكر الصديق "الرَّجَّال بن عنفوة " لأهل اليمامة يدعوهم إلى الله ، ويثبّـــتهم على الإسلام ، فلما وصل " الرَّجَّال " اليمامة التقاه مسيلمة الكذاب ، وأكرمه ، وأغراه بالمال والذهب ، وعرض عليه نصف مُلكه إذا خرج إلى الناس وقال لهم إنه سمع محمداً يقول : إن مسيلمة شريك له في النبوة؟! 📌ولما رأى " الرَّجَّال " ما فيه مسيلمة من النعيم - وكان من فقراء العرب - ، ضعُـــف ونسي إيمانه وصلاته وصيامه وزهده ، وخرج إلى الناس الذين كانوا يعرفون أنه من رفقاء النبي ﷺ ، فشهد أنه سمع رسول الله يقول : إنه قد أشرك معه مُسيلمة بن حبيب في الأمر . فكانت فتنة " الرَّجَّال " أشد من فتنة مسيلمة الكذاب ، وضل خلقٌ كثير بسببه ، واتّـــبعوا مُسيلمة ، حتى تعدى جيشه أربعين ألفا . 📌 فجهّــز أبوبكر الصديق جيشاً لحرب مسيلمة فهُـــزِم في بادئ الأمر ، فأرسل مدداً ، وجعل على رأسه سيف الله خالد بن الوليد. 📌كان من ضمن الجيش : " وحشي بن حرب " الذي قتل أسد الله وسيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ، ثم أسلم و ذهب لرسول الله ﷺ . ولما ذهب في جيش خالد قرر أن يترصّـد مُسيلمة فيقتل شر خلق الله ؛ تكفيراً عن قتل حمزة عم النبي ﷺ ، و بدأت معركة لم يعرف العرب مثلها ، وكان يوماً شديد الهول ، وانكشف المسلمون في البداية مع كثرة عدوهم وكثرة عتاده . 🔘ولولا ثبات أصحاب رسول الله وأهل القرآن الذين نادوا في الناس ، فعادوا إليهم و حملوا على جيش مسيلمة حتى زحزحوه و تتبع "وحشي" مُسيلمةَ الكذاب حتى قتله بحصن تحصّــن فيه ، وانهزم بنو حنيفة ، وقُتل "الرَّجَّال بن عنفوة" مع مَن قُـــتل من أتباع مُسيلمة فمات على الكفر مذموماً مخذولاً ! 📌ولما علم أبوهريرة خرَّ ساجدًا شكرا لله ؛ بعد أن أدرك أخيرًا أنه قد نجا. تأمَّــل أخي الحبيب: ❗الرَّجَّال بن عنفوة = رافق النبي صلى الله عليه وسلم ولزم العبادة والقرآن والزهد، ولكنه خُــتم له بشرّ، فضَلَّ وأضل، ومات على الكفر . وحشي بن حرب = قتل حمزة أسد الله وأسد رسوله، ولكن هداه الله فخُتم له بخير وصار من خيرة المجاهدين. 📌فلا تغتر بعبادتك، وصلاتك، وصيامك، وزكواتك، وصدقاتك ولا تمنن، وادع الله بأن يثبِّــتك، ويـختم لك بخير. 📌ولاتحقرن أحدًا بذنبه أو لذنبه، وادع الله أن يتوب عليه. ولا تُظهر الشماتة بأخيك المسلم فيعافيه الله ويبتليك! فأنت لا تعلم ماذا كُتب في اللوح المحفوظ ! فالعبرة بالخواتيم! «اللهم يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ»!
|
27 Jun 2021, 02:11 AM | #2 |
الحسني
|
رد: قصه وعبره
حياك الله تعالى أخي الفاضل الكريم أبوموهبة
ونشكر لكم مشاركاتكم المباركة وجزاكم الله تعالى عن الجميع خير الجزاء |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|