عالم الملائكـة الكرام الأبرار . الإدارة العلمية والبحوث World of the angels of the righteous. Scient ماأثبته الله تعالى فى كتابه أو ماجاءت به السنة الصحيحة أو مانقل عن الأثر |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
هل القول بأن الملائكة لا تأكل ولا تشرب هو تشبيه بالله عز وجل
الجواب : الحمد لله أولا : أشار القرآن الكريم إلى أن الملائكة من شأنها ألا تأكل ولا تشرب ، وذلك في قول الله تعالى – في حكاية ضيف إبراهيم عليه السلام - : ( فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ ) هود/70. قال ابن جرير الطبري رحمه الله : " كفّوا عن أكله لأنهم لم يكونوا ممن يأكله " انتهى من " جامع البيان " (15/387) وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله : " الملائكة لا همة لهم إلى الطعام ولا يشتهونه ولا يأكلونه " انتهى من " تفسير القرآن العظيم " (4/333) وقد نقل الفخر الرازي اتفاق العلماء على هذا المعنى السابق ، فقال رحمه الله : " اتفقوا على أن الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون ، يسبحون الليل والنهار لا يفترون . وأما الجن والشياطين فإنهم يأكلون ويشربون " انتهى من " مفاتيح الغيب " (1/76) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... وهم لا يأكلون ولا يشربون ، بل هم صُمْدٌ ، ليسوا جُوْفا كالإنسان ، وهم يتكلمون ويسمعون ويبصرون ويصعدون وينزلون - كما ثبت ذلك بالنصوص الصحيحة - وهم مع ذلك لا تماثل صفاتهم وأفعالهم صفات الإنسان وفعله ؛ فالخالق تعالى أعظم مباينة لمخلوقاته من مباينة الملائكة للآدميين ؛ فإن كليهما مخلوق ، والمخلوق أقرب إلى مشابهة المخلوق من المخلوق إلى الخالق سبحانه وتعالى " انتهى من " مجموع الفتاوى " (5/354) ثانيا : ليس في القول بأن الملائكة لا تأكل ولا تشرب تشبيه لها بالله عز وجل ، وذلك من أوجه عدة دقيقة تتعلق بفهم مسألة التشبيه نفسها : الوجه الأول : أن استغناء الملائكة عن الطعام والشراب ليس على وجه الغنى التام عن كل شيء ، الثابت لله جل جلاله ؛ وإنما على وجه الهيئة الخَلقية التي خلقهم الله عليها ، فاستغناء الملائكة ناقص لأنه استغناء جائز قام بخَلق الخالق سبحانه وتعالى ، وليس وصفا ذاتيا واجبا كما هو في حق الرب عز وجل . الوجه الثاني : أن كثيرا من المخلوقات لا تحتاج إلى الطعام والشراب ، كالجمادات مثلا ، وظاهر أنه لا يقال إن في ذلك تشبيها لها بالله عز وجل ، لأن استغناء الجمادات عن الطعام والشراب استغناء نقص وليس استغناء كمال ، إذ لا شك أنها لنقصها عن المخلوقات الأعلى درجة منها - وهي النبات والحيوان والإنسان - لم تحتج إلى الطعام والشراب ، وفي هذا دليل على أن مجرد الاستغناء عن الطعام والشراب ليس دليلا على التشبه بالخالق سبحانه وتعالى . الوجه الثالث : - وهو الوجه الأهم والأدق - أن نفي المثيل عن الله عز وجل ، الوارد في قوله تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى/11، لا يلزم منه نفي كل قدر ذهني مشترك بين الخالق والمخلوق ، وإنما يعني : 1- نفي اشتراك الخالق والمخلوق في أوصاف الربوبية الخاصة ، كالإلهية ، والأحدية ، والخالقية ، وغيرها . 2- ويعني نفي اشتراكهما في أوصاف المخلوق الخاصة ، كالموت والحدوث . 3- وتعني نفي مماثلة الخالق والمخلوق في الصفات الكاملة . 4- وتعني نفي مشابهة الخالق والمخلوق في حقيقة هذه الصفات ، وهو " الوجود الخارجي لها" . أما أن يستلزم ذلك نفي كل قدر ذهني مشترك في أصل بعض الصفات : فهذا غير صحيح ، وهذا هو الأصل الذي بنى عليه المعطلة نفي الصفات عن الله جل جلاله . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " التشبيه الممتنع إنما هو مشابهة الخالق للمخلوق في : 1- شيء من خصائص المخلوق . 2- أو أن يماثله في شيء من صفات الخالق ، فإن الرب تعالى منزه عن أن يوصف بشيء من خصائص المخلوق . 3- أو أن يكون له مماثل في شيء من صفات كماله . 4- وكذلك يمتنع أن يشاركه غيره في شيء من أموره بوجه من الوجوه ، بل يمتنع أن يشترك مخلوقان في شيء موجود في الخارج ، بل كل موجود في الخارج فإنه مختص بذاته وصفاته القائمة به ، لا يشاركه غيره فيها ألبتة ، وإذا قيل هذان يشتركان في كذا ، كان حقيقته أن هذا يشابه هذا في ذلك المعنى ، كما إذا قيل هذا الإنسان يشارك هذا في الإنسانية ، أو يشارك هذا الحيوان في الحيوانية ، فمعناه أنهما يتشابهان في ذلك المعنى ، وإلا فنفس الإنسانية التي لزيد لا يشاركه فيها غيره ، وإنما يشتركان في نوع الإنسانية المطلقة ، لا في الإنسانية القائمة به . والإنسانيةُ المشتركةُ المطلقة هي في الأذهان ، لا تكون في الأعيان مشتركة مطلقة ، فما هو موجود في الخارج لا اشتراك فيه ، وما وقع فيه الاشتراك هو الكلي المطلق الذي لا يكون كليا مطلقا إلا في الذهن ، فإذا كان المخلوق لا يشاركه غيره فيما له من ذاته وصفاته وأفعاله ، فالخالق أولى أن لا يشاركه غيره في شيء مما هو له تعالى . لكن المخلوق قد يماثل المخلوق ويكافئه ويساميه ، والله سبحانه وتعالى ليس له كفؤ ولا مثيل ولا سمي " انتهى من " الصفدية " (1/100-101) وبمثال يسير نقول : الله عز وجل وصف نفسه بأنه ( سميع بصير )، ووصف الإنسانَ أيضا بأنه سميع بصير في قوله سبحانه : ( إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ) الإنسان/2. وذلك لا يستلزم تماثل صفتي السمع والبصر ما بين الخالق والمخلوق ، وإنما يعني أن ذهن الإنسان يفهم من معنى السمع قدرا يتصوره في حق الخالق والمخلوق ، وإن كان يجهل حقيقة ما يناسب الخالق من هذا السمع ، كما أنه يجهل ما يناسب كل مخلوق من السمع ، حتى يرى هذا المخلوق ، أو يوصف له . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ليس مطلق الموافقة في بعض الأسماء والصفات الموجبة نوعا من المشابهة تكون مقتضية للتماثل والتكافؤ ، بل ذلك لازم لكل موجودين ، فإنهما لا بد أن يتفقا في بعض الأسماء والصفات ويشتبها من هذا الوجه ، فمن نفى ما لا بد منه كان معطلا ، ومن جعل شيئا من صفات الله مماثلا لشيء من صفات المخلوقين كان ممثلا . والحق هو نفي التمثيل ونفي التعطيل ، فلا بد من إثبات صفات الكمال المستلزمة نفى التعطيل ، ولا بد من إثبات اختصاصه بما له على وجه ينفي التمثيل . ولكن طائفة من الناس يجعلون التمثيل والتشبيه واحدا ويقولون يمتنع أن يكون الشيء يشبه غيره من وجه ويخالفه من وجه ، بل عندهم كل مختلفين كالسواد والبياض فإنهما لم يشتبها من وجه ، وكل مشتبهين كالأجسام عندهم يقولون بتماثلها فإنها مماثلة عندهم من كل وجه لا اختلاف بينهما إلا في أمور عارضة لها ، وهؤلاء يقولون كل من أثبت ما يستلزم التجسيم في اصطلاحهم فهو مشبه ممثل ، وهذه طريقة كثير من أهل الكلام من المعتزلة والأشعرية ومن وافقهم كالقاضي أبي يعلى في المعتمد وغيره ، وأما جمهور الناس فيقولون إن الشيء قد يشبه غيره من وجه دون وجه ، وهذا القول هو المنقول عن السلف والأئمة كالإمام أحمد وغيره " انتهى باختصار يسير من " الصفدية " (1/101-102) والله أعلم . موقع الاسلام سؤال وجواب
|
20 Nov 2012, 01:34 PM | #2 |
جزاه الله خيراً
|
رد: هل القول بأن الملائكة لا تأكل ولا تشرب هو تشبيه بالله عز وجل
شكرا لكم على هذا الجهد جزاك الله خيراً 0
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كوبرا تأكل حية | زكي | عجائب وغرائب . الإدارة العلمية والبحوث Wonders and Strange Things. Scientific management and resear | 1 | 26 Mar 2016 11:01 PM |
القول في تأويل قوله تعالى: {وترى الملائكة حافين من حول العرش} | سهاااد | عالم الملائكـة الكرام الأبرار . الإدارة العلمية والبحوث World of the angels of the righteous. Scient | 1 | 24 Feb 2009 10:54 PM |
جسمك وعقلك وما تأكل | سهاااد | منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum | 1 | 09 Jan 2009 01:19 AM |
حكم تشبيه النساء بالملائكة | أبو سفيان | عالم الملائكـة الكرام الأبرار . الإدارة العلمية والبحوث World of the angels of the righteous. Scient | 3 | 17 Oct 2008 12:15 AM |