#1
|
|||||||||
|
|||||||||
الأذان يطرد الشيطان ويهرب منه الشطان سِتَّةٌ وَثَلاَثُونَ مِيلاً.
حديث: إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان روى الإمام البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ لَهُ ضُرَاطٌ «وفي رواية: وَلَهُ حُصَاصٌ» حَتَّى لاَ يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإِذَا قُضِيَ التَّأْذِينُ أَقْبَلَ، حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلاَةِ أَدْبَرَ. حَتَّى إِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ، حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ. يَقُولُ لَهُ: اذْكُرْ كَذَا، وَاذْكُرْ كَذَا، لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ مِنْ قَبْلُ. حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ مَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى». وفي رواية: «فَإِذَا لَمْ يَدْرِ أَحَدُكُمْ كَمْ صَلَّى فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ. وَهُوَ جَالِسٌ». ولمسلم من حديث جَابِرٍ مرفوعاً: «إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ بِالصَّلاَةِ، ذَهَبَ حَتَّى يَكُونَ مَكَانَ الرَّوْحَاءِ». قَالَ سُلَيْمَانُ: فَسَأَلْتُهُ عَنِ الرَّوْحَاءِ؟ فَقَالَ: هِيَ مِنَ الْمَدِينَةِ سِتَّةٌ وَثَلاَثُونَ مِيلاً. تخريج الحديثين: حديث أبي هريرة أخرجه مسلم " 389 "، وأخرجه البخاري في " كتاب الأذان" " باب فضل التأذين " " 603". وأما حديث جابر رضي الله عنه فأخرجه مسلم " 388 "، وانفرد به عن البخاري. شرح ألفاظ الحديثين: " لَهُ ضُرَاطٌ ": الضراط بضم الضاد خروج الريح من الدبر بصوت، وهل هو حقيقة؟ قيل: يحمل على ظاهره وأنه ضراط حقيقة. وقيل: ليس حقيقة وإنما كناية عن شدة هربه وخوفه عند إدباره. قال ابن رجب رحمه الله:" وضراط الشيطان محمول على ظاهره عند كثير من العلماء، ومنهم من تأوله، ولا حاجة لذلك" [فتح الباري لابن رجب (5 /215)]. " وَلَهُ حُصَاصٌ ": قيل: هو الضراط، وقيل: هو شدة العدو والفرار. " حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلاَةِ أَدْبَرَ ": ثوب بضم الثاء، وتشديد الواو المكسورة، من ثاب إلى الشيء أي رجع إليه، والمراد إقامة الصلاة، لأن مقيم الصلاة رجع إلى الدعاء إليها بعد أن نادى لها بالأذان، وجاء في الرواية الأخرى عند مسلم التصريح بأن المراد بالتثويب الإقامة حيث قال صلى الله عليه وسلم:" فإذا سمع الإقامة ذهب". " حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ ": أي يوسوس له. " اذْكُرْ كَذَا، وَاذْكُرْ كَذَا ": قال ابن حجر رحمه الله:" زاد مسلم من رواية عبد ربه عن الأعرج " فهنَّاه ومنَّاه وذكّره من حاجاته ما لم يكن يذكر، قوله " ما لم يكن يذكر " أي لشيء لم يكن على ذكره قبل دخوله في الصلاة" [الفتح (2 /86)] وهذا مشاهد فالشيطان يحول بينه وبين خشوعه وصلاته بتذكيره مالم يذكر بل ما لا يمكن له فعله أحياناً. " فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ. وَهُوَ جَالِسٌ": المقصود سجود السهو. " إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ بِالصَّلاَةِ ": أي إذا سمع الأذان لأجل الصلاة. " حَتَّى يَكُونَ مَكَانَ الرَّوْحَاءِ": بفتح الراء وبالحاء والمد، وهو مكان -كما أخبر الراوي - يبعد عن المدينة ستة وثلاثون ميلاً، فالمسافة طويلة للغاية كل ذلك لئلا يسمع التأذين ولشدة وقعه عليه. من فوائد الحديثين: الفائدة الأولى: الحديثان يدلان على فضل الأذان وعلو قدره، وعظيم أثره حتى أن الشيطان يلحقه منه هول كبير في حاله حين يفر وله ضراط وفي مدى بعده عن المدينة بنحو ستة وثلاثين ميلاً، وذلك لشدة كلمة التوحيد عليه وإظهار شعائر الإسلام فيدبر بعيداً. [انظر عمدة القاري (5 /112)]. ولذا فهم بعض السلف الإتيان بالأذان ولو بدون صلاة عند الخوف من الجن والشياطين، وليس في الحديث ما يدل صراحة على ذلك. الفائدة الثانية: استدل بحديث معاوية رضي الله عنه على أن من أسباب السهو في الصلاة، وسوسة الشيطان للعبد، وفي الحديث مشروعية سجود السهو عند الشك في عدد ركعات الصلاة، وسيأتي مزيد تفصيل لسجود السهو عند الكلام على أحاديثه. الفائدة الثالثة: في حديث أبي هريرة رضي الله عنه دلالة على حرص الشيطان على الإخلال بصلاة العبد وذهاب خشوعه بتذكيره مالم يذكر وبالتلبيس عليه حتى لا يدري كم صلى. الفائدة الرابعة: استدل بحديث أبي هريرة رضي الله عنه على أن بين الأذان والإقامة فاصل من الوقت، وأن هذا الفاصل اليسير لا يؤثر على أداء الصلاة في أول وقتها، خلافاً لمن اشترط في إدراك فضيلة الوقت أداء الصلاة بعد دخول وقتها مباشرة. الفائدة الخامسة: أخذ بعض أهل العلم من حديث معاوية رضي الله عنه الزجر عن خروج المرء من المسجد حال الأذان وبعده لئلا يشابه الشيطان الذي يفر عند سماع الأذان، وأما النهي عن الخروج من المسجد بعد الأذان لغير حاجة فقد جاء النهي فيه صريحاً في صحيح مسلم من حديث أبي الشعثاء قال: كنا قعوداً في المسجد مع أبي هريرة رضي الله عنه فأذن المؤذن، فقام رجل من المسجد يمشي فأتبعه أبو هريرة رضي الله عنه بصره حتى خرج من المسجد، فقال أبو هريرة رضي الله عنه:" أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ". الفائدة السادسة: أخذ من قوله صلى الله عليه وسلم:" أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ لَهُ ضُرَاطٌ" جواز التصريح وعدم الكناية عن ألفاظ المعايب المستقبح سماعها إذا دعت الحاجة أو الضرورة إلى التصريح بها. رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/125301/#ixzz6EPMfw3xb
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|