#1
|
||||||||
|
||||||||
هل يجوز مس المصحف لإنسان محدث حدثاً أصغر غير متوضئ؟
![]() السؤال: هل يجوز مس المصحف وقراءة القرآن منه ، وكذلك القراءة غيباً للإنسان محدث حدثاً أصغر غير متوضئ؟ الجواب الشيخ: أما قراءة القرآن بدون مس للمحدث حدث أصغر فلا بأس بها ولا يجب عليه أن يتطهر وإن كان التطهر أفضل وأكمل وأما مس المصحف بدون وضوء فالصحيح أنه جائز ولكنه لا ينبغي أن يمس المصحف إلا بوضوء، وقد ذهب بعض أهل العلم إلا أنه يحرم أن يمس المصحف بدون وضوء مستدلين بقوله تعالى: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ) وبقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عمرو بن حزم:"لا يمس القرآن إلا طاهر" ولكن ليس في الآية ما يدل إلى ماذهبوا إليه، وليس في الحديث ما يدل على ذلك صراحة أما الآية فإن الله يقول:(فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ) والقاعدة في اللغة العربية أن الضمير يعود إلى أقرب مذكور إلا إذا وجد دليل على أنه يعود لما سبق وهنا لا دليل على أن الضمير يعود للقرآن فهو يعود إلى الكتاب المكنون الذي هو اللوح المحفوظ ويدل لذلك أن الله قال:(لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ) الذين طهرهم الله ولم يقل إلا الطاهرون ولم يقل إلا المطِّهرون فدل هذا على أن المراد بالمطهرون الملائكة الذين طهرهم الله عز وجل مما ينبغي أن يكون طاهرين منه وأما، الحديث وقوله:"لا يمس القرآن إلا طاهر" فكلمة طاهر محتملة لأن يكونوا المراد بها طاهراً من الحدث أو طاهراً من الكفر وكلاهما معنى صحيح فالطهارة من الكفر مثل قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) فيكون الموحدون طهراً ومثل قوله صلى الله عليه وسلم:"إن المؤمن لا ينجس" فعلى هذا يكون معنى قوله صلى الله عليه وسلم إلا طاهر -أي إلا مؤمن- ولا يدل على اشتراط الطهارة من الحدث الأصغر ويحتمل أن يكون في الطاهر من الحدث الأصغر فيجب ، ومادام الاحتمال قائماً فإنه لا وجه لإلزام الناس بما ليس بظاهر في الوجوب فنقول الاحتياط والأفضل ألا يمس القرآن إلا على طهارة وإذا مسه وهو محدثاً حدثًا أصغر فلا حرج عليه.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_873.shtml ![]() ![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|