اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


﴿ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ ) نبارك لكم عيد الأضحى المبارك فكل عام وأنتم وجميع أمة الإسلام في صحة وعافية وسلامة وأمن وامان .

اللهم ربنا تقبل من أهل الصيام صيامهم وسائر صالح أعمالهم وتقبل من أهل الحج حجهم وسائر صالح أعمالهم وردهم لبلدهم وردهم لأهلهم سالمين غانمين بسعي مشكور وذنب مغفور وعمل متقبل مبرور ياعزيز ياغفور .


           :: الإنابة في الدعاء والحروز والتحصين . (آخر رد :ابن الورد)       :: هل أحاديث العين منسوخة ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: هل يرى الأطفال الرضع الملائكة والجن ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: ما هو السحر المرشوش ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: القول المعتمد في الاستعانة بالجن في الرقية والعلاج ومعرفة المفقودات . (آخر رد :ابن الورد)       :: حكم من يتعامل مع الجن ويدعي مصاحبتهم . (آخر رد :ابن الورد)       :: تحصين صباح مساء .بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السماء (آخر رد :ابن الورد)       :: تحصين صباحا ومساءا .مَن قال إذا أمْسى ثلاثَ مَرَّاتٍ: أعوذُ بكَلِماتِ اللهِ التامات (آخر رد :ابن الورد)       :: أجر من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . (آخر رد :ابن الورد)       :: تصرف الأولياء في الكون ومكاشفات الصالحين عند الصوفية ورد الشيخ السعيدان لا يفوتك! #ا (آخر رد :ابن الورد)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum عقيدة وفقه ومعاملات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15 Mar 2010, 03:12 AM   #31
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


أشهد أن محمداً يا رسول الله، وهل عبارة يا رسول الله صحيحة أم لا؟ وهل توقع الإنسان في الشرك؟ والبعض أيضاً يقولون عليك بالنبي، هل تعتبر حلف؟


أشهد أن محمداً يا رسول الله، وهل عبارة يا رسول الله صحيحة أم لا؟ وهل توقع الإنسان في الشرك؟ والبعض أيضاً يقولون عليك بالنبي، هل تعتبر حلف؟



 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
قديم 15 Mar 2010, 03:13 AM   #32
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


لقد أجبت يا سماحة الشيخ على أحد الأسئلة المطروحة من أحد السائلين فيما يتعلق بالعذر بالجهل، متى يُعذر ومتى لا يُعذر، وذكرت بأن الأمر فيه تفصيل، ومما ذكرته بأنه لا يُعذر أحدٌ بالجهل في أمور العقيدة، أقول يا سماحة الشيخ: إذا مات رجل وهو لا يستغيث بالأموات ولا يفعل مثل هذه الأمور المنهية عنها إلا أنه فعل ذلك مرة واحدة -فيما أعلم-، حيث استغاث بالرسول - صلى الله عليه وسلم- في زيارته لمسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو لا يعلم أن ذلك حرام وشرك، ثم حج بعد ذلك دون أن ينبهه أحد على ذلك، ودون أن يعرف الحكم -فيما أظن- حتى توفاه الله، وكان هذا الرجل يصلي ويستغفر الله لكنه لا يعرف أن تلك المرة التي فعلها حرام، فيا ترى هل من فعل ذلك ولو مرة واحدة إذا مات وهو يجهل مثل ذلك، هل يعتبر مشركاً؟ نرجو التوجيه والتوضيح جزاكم الله خيراً.


إن كان من ذكرته تاب إلى الله بعد المرة التي ذكرت، ورجع إليه سبحانه وتعالى واستغفر من ذلك، زال حكم ذلك وثبت إسلامه، أما إذا استمر على العقيدة التي هي الاستغاثة بغير الله ولم يتب إلى الله من ذلك، فإنه يبقى على شركه ولو صلى وصام، حتى يتوب إلى الله مما هو فيه من الشرك، وهكذا لو أن إنساناً يسب الله ورسوله أو يسب دين الله، أو يستهزأ بدين الله أو بالجنة أو بالنار، فإنه لا ينفعه كونه يصلي ويصوم، إذا وجد الناقض من نواقض الإسلام بطلت الأعمال، حتى يتوب إلى الله من ذلك، هذه القاعدة، قال تعالى: ولو أ شركوا لحبط عنهم كانوا يعملون، وقال سبحانه: ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين، وكانت أم النبي- صلى الله عليه وسلم- ماتت في الجاهلية واستأذن - صلى الله عليه وسلم- ليستغفر لها فلم يؤذن له، لأنها ماتت في الجاهلية، وقال: (إن أبي وأباك في النار)، لمن سأله عن أبيه، وأبوه مات في الجاهلية، فالمقصود أن الذي مات على الشرك لا يستغفر له ولا يدعى له ولا يتصدق عنه، إلا إذا علم أنه تاب إلى الله من ذلك، هذه القاعدة المعروفة عند أهل العلم، أما الأشياء التي قد تخفى على الناس مثلما يرى للشخص الذي قال لأولاده إذا مت فاحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في البحر في يوم عاصف، فإن قدر الله علي ليعذبني أو كما قال، ـــ أن سأله عن ذلك بعدما مات، فقال: حملني على هذا مخافتك، فغفر الله له، قال العلماء: إن هذا خشي عليه كمال القدرة، كمال قدرة الله سبحانه وتعالى، وجهل هذا الأمر وظن أنه بهذا الحرق والسحق والذر في البحر أنه يفوت الله ويضيع، فهذا الجهل الذي في هذا الشيء الدقيق عفا الله عنه سبحانه وتعالى، لأنه حمله عليه خوف الله، والحذر من عقابه سبحانه وتعالى، أما إنسان يستغيث بالأموات وقد جاءت الرسل بالنهي عنه، وبعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالنهي عنه، والله يقول سبحانه وتعالى:ولا تدع من دون ما لا ينفعك و لا يضرك، ولا تدعو مع الله أحداً، ويقول:ادعوني أستجب لكم، هذا أمور معلومة من الدين بالضرورة، مشهورة بين المسلمين فلا يعذر، من قال إني أجهله بين المسلمين، لو كان في بلاد بعيدة عن المسلمين في أطراف الدنيا بين أهل الكفر بالله ما عندهم من يعلمهم هذا يكون حكمه حكم أهل الفترة، أمرهم إلى الله يوم القيامة، إن شاء عذبهم وإن شاء رحمهم، فهو سبحانه يمتحنهم يوم القيامة فمن أجاب دخل الجنة ومن عصا دخل النار، هذا هو الصواب فيهم أنهم يمتحنون ويكلفون يؤمرون بشيء، فإن أجابوا وأطاعوا دخلوا الجنة وإن عصوا دخلوا النار.


http://www.binbaz.org.sa/mat/17729


 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
قديم 15 Mar 2010, 03:14 AM   #33
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


ما حكم ذهاب الداعية المسلم إلى بلدٍ تكثير فيه البدع، والخرافات، والشركيات، وذلك من أجل الدعوة إلى الله، وتصحيح المفاهيم؟


إذا كان عنده علم وذهب إلى بلاد الكفر أو البدع للدعوة إلى الله فهو مأجور يقول الله- جل وعلا-: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً(فصلت: من الآية33)، فإذا ذهب إلى بلاد الكفر ودعاهم إلى الله وبلاد أهل البدع, وهو لا يخاف على نفسه من ذلك فهو مأجور إن شاء الله وعلى خير عظيم. أما إذا كان فيه خطر لا يروح لهم.


http://www.binbaz.org.sa/mat/18285


 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
قديم 15 Mar 2010, 03:15 AM   #34
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


ما حكم الشرع -في نظركم- في رجل مسلم ارتكب الشرك الأكبر, فهل يعذر بجهله أم لا، ومتى يعذر الإنسان بالجهل، وما الدليل في كلا الحالتين؟


من ارتكب الشرك الأكبر فقد أتى أعظم الذنوب, فالواجب عليه البدار بالتوبة إلى الله-سبحانه وتعالى-؛ لأن الله يقول:وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(النور: من الآية31), و-سبحانه-يقول:قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ-يعني بالشرك والمعاصي-لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53), هذه الآية أجمع العلماء على أنها في التائبين, فالواجب على من فعل شي من الشرك أو المعاصي أن يبادر بالتوبة, وأن لا يقنط ولا ييئس؛ لأن الله-سبحانه-وعد من تاب إليه بالتوبة علية وهو الجواد الكريم-سبحانه وتعالى-والرحيم والرؤف الرحيم -سبحانه وتعالى-, وكل من كان بين المسلمين وبلغه القرآن أو السنة فقد قامت عليه الحجة, فالواجب عليه التفقه والسؤال و التعلم حتى يبرئ ذمته, وحتى يكون على بصيرة, أما من كان في بلاد بعيدة لم يبلغه القرآن ولا السنة فهذا يقال له من أهل الفترة حكمه حكم أهل الفترة ليس بمسلم ولا كافر بل هو من أهل الفترة موقوف أمره إلى يوم القيامة, يمتحن يوم القيامة, فإن أجاب دخل الجنة وإن عصى دخل النار؛ لأنه لم تبلغه الدعوة, أما من كان بين المسلمين, وسمع القرآن, وسمع السنة وعند أهل العلماء ثم يعرض ولا يسأل ولا يتبصر فهذا غير معذور نسأل الله العافية.


http://www.binbaz.org.sa/mat/20473


 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
قديم 15 Mar 2010, 03:15 AM   #35
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


ما الفرق بين الشرك والكفر؟


كل شرك يسمى كفرا, كل شرك دعوة غير الله, والاستغاثة بغير الله, وصرف العبادة لغير الله يسمى شركاً, ويسمى كفراً, وقد يسمى الكفر شركاً أيضاً, كمن جحد وجوب الصلاة, أو قال الزنا حلال يسمى كافر, ويسمى مشرك, ولكن الغالب على من كان جحداً لوجب أو جحداًً للمحرم يسمى كفرا, والغالب على من كان دعوة لغير الله, استغاثة بغير الله, نذر لغير الله يسمى شركاً, وإلا فكل شرك يسمى كفرا, وكل كفر أكبر يسمى شركا.



http://www.binbaz.org.sa/mat/20496


 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
قديم 15 Mar 2010, 03:18 AM   #36
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


أقسام التوحيد وأقسام الشرك


http://www.binbaz.org.sa/mat/21492


 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
قديم 15 Mar 2010, 03:19 AM   #37
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


مفهوم الشرك ومعنى الوسيلة
يقول السائل: يسألون عم مفهوم الشرك، ويطلبون تفسير هذه الآية قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[1]، أفيدونا بالصواب.


الشرك على اسمه هو تشريك غير الله مع الله في العبادة، كأن يدعو الأصنام، ويستغيث بهم، وينذر لهم، ويصلي لهم، ويصوم لهم، ويذبح لهم، يذبح للبدوي، يذبح للعيدروسي، يذبح لفلان، يصلي لفلان، يطلب المدد من الشيخ عبد القادر، من الرسول صلى الله عليه وسلم من العيدروسي في اليمن أو أشباههم من سائر المعبودين من دون الله، فهذا يُقال له الشرك، وهكذا إذا دعا الكواكب أو الجن أو استغاث بهم، أو طلب منهم المدد أو ما أشبه ذلك، فإذا فعل شيئاً من هذه العبادات مع المخلوقين أو مع الأموات صار مشركاً بالله عزَّ وجلَّ.
قال الله جل وعلا: ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ[2]، وقال سبحانه: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ[3].
ومن الشرك أيضاً: أن يعبد غير الله عبادة كاملة، فإنه يسمى شركاً ويسمى كفراً، فمن أعرض عن الله بالكلية، وجعل عبادته لغير الله، للأشجار أو الأحجار، أو الأصنام، أو الجن، أو بعض الأموات ممن يسمونهم بالأولياء؛ يعبدهم، يصلي لهم، يصوم لهم، وينسى الله بالكلية، هذا أعظم كفراً وأشد كفراً، وأشد شركاً. نسأل الله العافية.
وهكذا من ينكر وجود الله ويقول: إنه ليس هناك إله والحياة مادة، كالشيوعيين والملاحدة المنكرين لوجود الله، فهؤلاء أكفر الناس وأضلهم، وأعظمهم شركاً وضلالاً. نسأل الله العافية.
فالمقصود أن هذه الاعتقادات وأشباهها كلها تسمى شركاً وتسمى كفراً بالله عزَّ وجلَّ، وقد يغلط بعض الناس لجهله فيسمي دعوة الأموات والاستغاثة بهم وسيلة وهذا غلط، هذه وسيلة للكفر ليست وسيلة مباحة، فالله جل وعلا يقول: اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ[4]، الوسيلة: التقرب إليه بطاعته، هذه هي الوسيلة عند أهل العلم جميعاً.
الصلاة قربة إلى الله فهي وسيلة، الذبح لله وسيلة كالضحايا والهدايا والصوم، والصدقات وسيلة، ذكر الله وقراءة القرآن وسيلة، هذا معنى قوله جل وعلا: اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ أي: ابتغوا إليه القربى بطاعته، هكذا قال ابن جرير وابن كثير والبغوي وغيرهم من أئمة التفسير، والمعنى: التمسوا إليه القربى بطاعته وابتغوها واطلبوها أينما كنتم فيما شرع الله لكم، من صلاة وصوم وصدقات وغير ذلك.
وهكذا قوله في الآية الأخرى: أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ[5]، يبتغون إلى ربهم القربى بطاعته، وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ[6]، هكذا الرسل وأتباعهم. فالتقرب إلى الله يكون بالوسائل التي شرعها، من جهاد، ومن صوم، ومن صلاة، ومن ذكر، ومن قراءة قرآن إلى غير هذا من وجوه الوسيلة.
أما ظن بعض الناس أن الوسيلة هي التعلق بالأموات، والاستغاثة بالأولياء، والنذر لهم، فهذا خطأ وظن باطل، وهذا اعتقاد المشركين، وهم الذين قال الله سبحانه فيهم: وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ[7].
هذا عمل المشركين، يدعون الأموات، ويستغيثون الجن، ويستغيثون بالملائكة، ويجعلونهم وسائلهم إلى الله، وقال تعالى في كتابه الكريم: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى[8]، قال الله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ[9]، فسماهم كذبة، كفرة،كذبة في قولهم: تقربنا إلى الله. وكذبة في قولهم: إن الله أمرهم بهذا. وهو لم يأمرهم بذلك سبحانه وتعالى.
فهم كذبة في قولهم كفرة في فعلهم، ولهذا قال جل وعلا: إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ.
فهي لا تقربهم ولا تدنيهم إلى الله بل تبعدهم من الله سبحانه وتعالى، فهم كذبة في هذا القول كفرة في هذا الفعل الذي نسبوه إلى الله وجعلوه ديناً له سبحانه وتعالى، والله يقول: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ[10]، ويقول: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[11]، ويقول: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ[12]، وقال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء[13]، وقال سبحانه: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ[14].
[1] سورة المائدة الآية 35.

[2] سورة الأنعام الآية 88.

[3] سورة الزمر الآية 65.

[4] سورة المائدة الآية 35.

[5] سورة الإسراء الآية 57.

[6] سورة الإسراء الآية 57.

[7] سورة يونس الآية 18.

[8] سورة الزمر الآية 3.

[9] سورة الزمر الآية 3.

[10] سورة الزمر الآية 2.

[11] سورة الفاتحة الآية 5.

[12] سورة الإسراء الآية 23.

[13] سورة البينة الآية 5.

[14] سورة محمد الآية 19.


http://www.binbaz.org.sa/mat/21588


 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
قديم 15 Mar 2010, 03:27 AM   #38
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


ما حكم الفاتحة للميت، وذبح المواشي ودفع الفلوس إلى أهل الميت؟


تقدم في السؤال الأول الذي قبل هذا أن التقرب للأموات بالذبائح أو بالفلوس أو بالنذور أو بغير هذا أن هذا من الشرك الأكبر لا يجوز، هذه من العبادات التي لا تكون إلا لله وحده، فالذبح لله وحده وهكذا النذور وهكذا الصدقات كلها لله وحده، قال الله تعالى: قل إن صلاتي – قل يا محمد – قل إن صلاتي ونسكي – يعني ذبحي – ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وقال سبحانه: إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لعن الله من ذبح لغير الله)، رواه مسلم في صحيحه، من حديث علي رضي الله عنه، فالذبح لغير الله من الأولياء أو الكواكب أو الجن شرك بالله عز وجل، وهكذا الأصنام كله شرك بالله عز وجل، أما الذبح لله فهو عبادة فإذا تقرب إلى الله بالذبائح بالضحايا بالهدايا بالنذور كلها عبادة لله وحده سبحانه وتعالى، فهذه العبادة لا تصرف لغير الله لا للأولياء ولا للأنبياء ولا للأصنام ولا للكواكب ولا لغير هذا من المخلوقات، وكذلك كونه يقدم نقوداً لصاحب القبر فالنقود قربة مثلما يتقدم إلى الله بالصدقات التي يعطيها الفقراء، فإذا أعطى الفقراء نقوداً فهي صدقة يرجى ثوابها من الله عز وجل، فإذا قدمها للميت فقد عبده بهذه الصدقة، عبده بهذه النقود التي يتقرب بها للميت ويأخذها زيد وعمرو، هذا منكر عظيم وشرك فضيع، لا يجوز أبداً، فيجب على المؤمن أن يحذر هذه الشرور، وأن ينبه غيره على ذلك و الله المستعان. أنا فهمت من سؤاله إذا أذنتم لي سماحة الشيخ أنه يقول: ما حكم الفاتحة للميت، يعني لأبيه مثلاً، وذبح المواشي ودفع الفلوس إلى أهل الميت كنوع من المواساة؟ إذا كان أراد هذا فله معنى آخر، أما قراءة الفاتحة فهو بدعة، يقرأ الفاتحة على الأموات أو على قبورهم هذا من البدع، لم يفعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه رضي الله عنهم فلا يجوز أن يقرأ على الموتى الفاتحة ولا غيرها، أما كونه يعطى أهل الميت صدقة يساعدون فهذا لا بأس به، إذا مات ميتهم يدفع إليهم عشاء أو غداء لا بأس، فقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لما جاء خبر جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه لما قتل يوم مؤتة في الشام أمر النبي أهله أن يصنعوا لأهل جعفر طعاماً، قال: (اصنعوا لأهل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم)، فأمر أهله أن يصنعوا لأهل جعفر طعاماً ويبعث به إليهم لأنهم قد أتاهم ما يشغلهم عن الطعام، فإذا دفع إليهم جيرانهم طعاماً مصنوعاً أو ذبيحة ليستنفعوا بها وقت حزنهم ووقت مصيبتهم، أو يستعينوا بها على حاجاتهم فلا بأس فيما نرى، لكن ليس لهم أن يصنعوا طعام، أهل الميت، ليس لهم أن يصنعوا طعام يدعون الناس إليه ويكون عندهم ولائم في بيوتهم، هذه المآتم ممنوعة لا تجوز، قال جرير رضي الله عنه جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: (كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت، وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة)، فلا يجوز هذا، لكن الأفضل والسنة أن يصنعوا طعاماً يصنع الجيران أو الأقارب طعاماً ويقدم لهم مصنوع، أما تكليفهم بالذبيحة أو بالنقود فهذا خلاف المشروع، إلا إذا فعلوه من باب الصدقة عليهم من غير أن يقيموا وليمة عند أهل الميت، ومن غير أن يكون هناك اجتماع عليها، بل صدقة مجردة، أن ينتفعوا بها لفقرهم وحاجتهم لا بأس، لكن السنة أن يبعث إليهم طعام مصنوع خالص منتهي، يبعث إليهم ليكفوهم المؤونة حتى يأكلون منه من دون كلفة ولا تعب، لأنهم مشغولون عن الطبخ لمصيبة الموت، هذا هو الأفضل وهذا هو المشروع، أما الصدقة عليهم إذا كانوا فقراء بنقود أو ذبيحة أو طعام فلا بأس به، لكن بشرط ألا يكون هذا الشيء لإقامة المأتم في البيت وصنع طعام للناس، سواء كان من أموالهم أو مما يدفع إليهم من جيرانهم، لا يفعل هذا


http://www.binbaz.org.sa/mat/14167


 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
قديم 15 Mar 2010, 03:28 AM   #39
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


مرضت وأنا صغير فنذرت أمي إن شُفيت وكبرت أن تذبح ماعزاً عند قبر الولي ويجتمع عليها الناس، وعندما كبرت أهدرت ماعزاً لتفي بنذرها فأخذت الماعز وبعتها في السوق وقلت لها: إن هذا شركٌ بالله؟ هل ما قمت به صحيحٌ أم لا؟ أرجوا الإفادة جزاكم الله خيراً.


قد أحسنت، هذا هو الصواب، ليس لها أن تذبح عند قبر الولي، لا على النذر ولا عليها نذر، إذا كان الذبح للولي فهذا شركٌ أكبر، إذا كان الأصل التقرب للولي لفلان أو فلان عند قبر البدوي أو فلان أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو ابن عربي أو فلان أو فلان، كل هؤلاء لا يجوز التقرب إليهم بالذبائح ولا يدعى أحدٌ من دون الله ولا يستغاث به، ولا ينذر له كل ذلك من الشرك الأكبر وهكذا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. لا يجوز للمسلم أن يذبح للنبي يتقرب إليه، أو يسأله أن يغيثه أو ينصره أو يشفي مريضه، لا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم- ولا غيره، هذا حق الله - سبحانه وتعالى -، الله يقول: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم) (21) سورة البقرة. ويقول جل وعلا: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ (23) سورة الإسراء. ويقول - سبحانه وتعالى -: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ (5) سورة البينة. ويقول - عز وجل -: فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) سورة الجن، والنبي - عليه الصلاة والسلام-يقول: (الدعاء هو العبادة)، فلا يدعى أحدٌ مع الله لا نبي ولا ملك ولا جن ولا إنس ولا ولي ولا غير ذلك، وهكذا الذبح لا يذبح للأنبياء ولا للملائكة ولا للأولياء ولا يتقرب إليهم بالنذور، ولا غير هذا من العبادات، يقول الله - سبحانه -: (قل إن صلاتي –أي قل يا محمد للناس-إن صلاتي ونسكي–يعني ذبحي- وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (162) سورة الأنعام، ويقول - سبحانه وتعالى -: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ سورة الكوثر، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (لعن الله من ذبح لغير الله) فالتقرب للأولياء بالذبيحة من الشرك الأكبر، قد يذبح عند قبره، أو في غير قبره حتى ولو في المكان البعيد، ولو في بيت الإنسان، يذبح للولي فلان أو فلان هذا هو الشرك الأكبر، مثل لو صلّى له أو سجد له فهو شرك، وهكذا إذا ذبح له أو دعاه أو استغاث به أو نذر له أو قال يا سيدي اشف مريضي أو انصرني أو دلني على كذا، أو ما أشبه ذلك سواء عند قبره أو بعيد عن قبره هذا كله لا يجوز، هذا حق الله، هو الذي يدعى- سبحانه وتعالى -ويسأل، أما الحي الحاضر كونه يذبح له ذبيحة كرامة له لأنه ضيف جاء من سفر أو لأنه قريب له زاره فذبح له لإكرامه هذا لا بأس له، وهكذا لو قال لأخيه الذي عنده ساعدني على كذا الحي الحاضر، ساعدي على إصلاح سيارتي، على إصلاح مزرعتي يتعاون وإياه في المزرعة لا بأس، أما الأموات أو الغائبون أو الملائكة أو الأنبياء أو الذين يدعونهم مع الله أو يستغيثون بهم وينذرون فهذا لا يجوز، هذا من الشرك الأكبر، لا يدعى الأولياء ولا الموتى ولا الجمادات كالأشجار والأحجار والأصنام ولا الملائكة كلهم لا يدعون مع الله، ولا يستغاث بهم ولا يزار لهم بل هذا من الشرك الأكبر نعوذ بالله من ذلك. أما إذا كان بالطرق الحسية مع الأحياء مثل برقية يقول: افرض لي كذا أو يكلمه بالهاتف-التلفون-اقرض لي كذا، أو ساعدني على كذا يسأل الحي يكلمه أو يكتب له رسالة، هذا مثل الحي الحاضر مثل المشاهد لا حرج في ذلك. كما قال الله - عز وجل – في قصة موسى: (فاستغاثه من شيعته على الذي من عدوه)، فالناس يتعاونون، الأحياء يتعاونون، لا حرج في ذلك، لكن دعاء الميت أو الغائب لأنه يعتقد فيه الشرك، أنه يسمع ولو بعد أو دعاء الجمادات كالأصنام والكواكب هذا كله من الشرك الأكبر، أو دعاء الملائكة أو الجن هذا هو الشرك الأكبر لأنهم غائبون عنك مشغولون بشؤونهم، ليس من جنس الحاضر بين يديك لتخاطبه وتسأله أن يعينك على كذا أو كذا، وبهذا ينبغي للمؤمن أن يحتاط ويبتعد عن أسباب الشرك وعن ذرائعه وعن أعماله، وقد أحسنت أيها السائل في إخبار أمك وإيضاح الحق لها فقد أحسنت في ذلك بارك الله فيك.



http://www.binbaz.org.sa/mat/12232


 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
قديم 15 Mar 2010, 03:30 AM   #40
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


عندنا في القرية إذا حصل للإنسان مكروه يقول: إذا أزال الله عني هذا المكروه سوف أذبح ذبيحة على قبر الشيخ فلان!! هل يصح الأكل من هذه الذبيحة، وهل يصح الوفاء بهذا النذر إذا زال المكروه؟


النذر فيه تفصيل، فإذا كان النذر طاعة لله، كأن يقول لله علي إن شفى الله مريضي فلان أن أصلي كذا، وكذا، أو أصوم أيام كذا، وكذا، أو شهراً، أو ما أشبه ذلك، أو أتصدق بكذا، هذا له طاعة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من نذر أن يطيع الله فليطعه)، فإذا قال: إن شفى الله مريضي، أو رد غائبي، أو شفيت من كذا صمت لله خمسة أيام، أو عشرة أيام، تصدقت بألف درهم، صليت كذا وكذا، كل هذا نذر طاعة، متى حصل المطلوب وجب عليه الوفاء. أما إذا كان النذر معصية لله فإنه لا يوفي به، لقوله-صلى الله عليه وسلم-: (من نذر أن يعصي الله فلا يعصيه)، فلو قال لله علي إن شفى الله مريضي أن أذبح للشيخ فلان ذبيحة، للبدوي، أو للحسين، أو للشيخ عبد القادر، أو لغيرهم هذا شركٌ أكبر هذا ما يجوز، هذا لا يحل الوفاء به، وعليه التوبة إلى الله من ذلك؛ لأن هذا شركٌ أكبر، الذبح للأموات، والتقرب إليهم بالذبائح، أو النذور هذا شركٌ أكبر، العبادة حق الله وحده، يقول -سبحانه-: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ) (23) سورة الإسراء. ويقول -سبحانه-: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي..) . يعني قل يا محمد للناس (إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي) يعني ذبحي (وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (162-163) سورة الأنعام. ويقول سبحانه للنبي-صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (1-2) سورة الكوثر ) . ويقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (لعن الله من ذبح لغير الله)، فلا يجوز الذبح للجن، ولا للمشايخ أصحاب القبور، ولا لغيرهم من أصنام، أو أشجار، أو أحجار، أو ملائكة، أو أنبياء، لا، هذا يكون لله وحده، التقرب يكون لله بالذبح الضحايا، والهدايا لله وحده -سبحانه وتعالى-، فيقول لله علي إن شفى الله مريضي أن أذبح كذا وكذا لله وحده، ناقة، أو بقرة، أو ذبيحة من الغنم لله وحده هذا قربة طاعة عليه أن يوفي بذلك. أما أن يذبح للشيخ فلان يتقرب إليه حتى يشفع له، أو يشفي مريضه هذا شرك أكبر، وهكذا لو قال يا شيخ فلان اشف مريضي، أو انصرني، أو يا رسول الله اشفني، أو انصرني، أو يا شيخ عبد القادر انصرني، أو يا شيخ أحمد البدوي، أو يا سيدي الحسين، أو يا شيخ فلان انصرني، أو اشفي مريضي، أو رد غائبي كل هذا من الشرك الأكبر، يعني لا يجوز دعاء الأموات ولا الاستغاثة بالأموات ولا النذر لهم، ولا سؤال الجن، ولا النذر لهم، ولا التقرب إلى الأصنام من الحجارة، أو غيرها، كل هذا منكرٌ عظيم، وشرك أكبر، الله يقول سبحانه: (فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) (18) سورة الجن. ويقول سبحانه: (وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ) (106) سورة يونس. يعني المشركين، وقال -عز وجل-: (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) (2-3)الزمر.ويقول سبحانه: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء) (5) سورة البينة. فالواجب إخلاص العبادة لله وحده، ومن ذلك الدعاء، والخوف، والرجاء، والذبح، والنذر كله عبادة يجب أن تكون لله وحده، ولا يصرف منها شيء لا للأصنام، ولا للشيوخ، ولا للأنبياء، ولا للجن، ولا للأشجار، ولا للملائكة، ولا غيرهم، العبادة حق الله وحده -سبحانه وتعالى-، وهكذا لو قال لله علي إن شفى الله مريضي، أو رد غائبي أن أشرب الخمر، أو أزني هذه معصية لله لا يوفي بها، هذا منكرٌ عظيم يتقرب إلى الله بالمعاصي هذا منكر عظيم، لا يجوز له أن يوفي بذلك، وعليه كفارة يمين عن هذا النذر الباطل، عن هذا النذر بالمعصية. والخلاصة أن النذر أقسام، فما كان لله وحده إذا كان طاعة لله وجب الوفاء به، وما كان معصية، أو شركاً لا يوفى به، فالمعصية يجب التوبة منها، والشرك يجب التوبة منه، تجب التوبة منه، أما إذا كان لا، ليس شركاً، ولا معصية، ولا طاعة يقول لله علي أن أزور فلان، أو آكل طعام فلان، هذا مخير إن شاء زاره وإن شاء كفَّر عن نذره، ولم يزره، ولم يأكل طعامه، مخير، لأن هذا مباح، أو لله علي أن أعزم فلان، وأصنع له طعام، هو مخير إن شاء عزمه، ودعاه، وإن شاء تركه، لكن إذا لم يعزمه، ولم يوفي بنذره، فعليه كفارة يمين. وهي إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو عتق رقبة، فإن عجز صام ثلاثة أيام، هذه كفارة يمين كما نص على ذلك ربنا -عز وجل- في سورة المائدة. جزاكم الله خيراً



http://www.binbaz.org.sa/mat/12167


 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شبهة هل الشرك هو عبادة الأصنام فقط؟ أبو خالد التوحيد ـ الإدارة العلمية والبحوث Monotheism - Scientific management and research 2 22 Nov 2011 08:24 PM
أقسام التوحيد وأقسام الشرك ... للشيخ عبدالعزيز بن باز محمد الغماري منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum 2 04 Mar 2010 07:49 PM
فائدة ذكر السحر بعد الشرك وقبل القتل أبو سفيان السحر وخطره على المجتمعات قديما وحديثا . الإدارة العلمية والبحوث Research studies and the risk 2 26 Nov 2008 10:11 PM
الشرك الأكبر .. مكاوية منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum 1 22 Feb 2008 06:18 PM

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 12:30 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي