اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ : عَنْ أَبِي رُقَيَّةَ تَمِيمِ بْنِ أَوْسٍ الدّارِيِّ (رضي الله عنه) أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنا: لِمَنْ؟ قالَ لِلَّهِ، وَلِكِتابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلِأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعامَّتِهِمْ». رَواهُ مُسْلِمٌ.

يُروى أنَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عنه كتَبَ إلى ابنِه مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفيَّةِ: (لا يكُنْ أخوك على قَطيعَتِك أقوى مِنك على صِلتِه، وعلى الإساءةِ أقوى مِنك على الإحسانِ) .


           :: 5:04 / 9:22 خطير ..عبد السلام دخانة يشرب ويستحم بالاسيد / الماء القاطع . (آخر رد :ابن الورد)       :: هَدْيِه النبي صلى الله فِي الْعِلَاجِ بِشُرْبِ الْعَسَلِ، وَالْحِجَامَةِ، وَالْكَيِّ. (آخر رد :ابن الورد)       :: استكشاف قرية الجن الفروثي وتجربة جهاز كاشف الجن والأشباح بالموجات الكهرومغناطيسية . (آخر رد :ابن الورد)       :: محمود صلاح بتصريح صادم: الجن يتعامل معنا والمنظومة التي تدير العالم تستجلب الشياطين ! (آخر رد :ابن الورد)       :: محمود صلاح يتحدث عن أسرار عبدة الشيطان :" التاروت هو أمر شيطاني "! (آخر رد :ابن الورد)       :: محمود صلاح يتحدى المنجمين : 2024 فيها لقاء مع الفضائيين وظهور وباء الزومبي ! (آخر رد :ابن الورد)       :: ماهي حقيقة مثلث برمودا ؟ ولماذا تختفي الطائرات والسفن به ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: د. محمود صلاح يفجر مفاجآة في استوديو القاهرة اليوم بأجهزة اكتشاف الجن والأرواح . (آخر رد :ابن الورد)       :: دخول دار جربة المسكونة بجهاز تعقب الجن ووضع القرآن في البيت لن تصدقوا محل بي . (آخر رد :ابن الورد)       :: تل الجن .. فريق عمل للكشف عن حقيقة تل الجن . (آخر رد :ابن الورد)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 25 Feb 2018, 09:30 AM
أبو خالد
باحث جزاه الله تعالى خيرا
أبو خالد غير متصل
Saudi Arabia     Male
SMS ~ [ + ]
اللهم إني ظلمت نفسي
ظلـمآ كثيرآ
ولا يفغر الذنوب
الا أنت
فاغفر لي مفغرة من عندك
وأرحمني
إنك أنت الغفور الرحيم
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 25
 تاريخ التسجيل : Jun 2005
 فترة الأقامة : 6918 يوم
 أخر زيارة : 15 Jul 2018 (03:04 PM)
 المشاركات : 13,860 [ + ]
 التقييم : 21
 معدل التقييم : أبو خالد is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
آكام المرجان في أحكام الجان 5




الْبَاب الْخَامِس عشر

فِي أَن الْجِنّ مكلفون بِإِجْمَاع أهل النّظر



قَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر الْجِنّ عِنْد الْجَمَاعَة مكلفون مخاطبون لقَوْله تَعَالَى {فَبِأَي آلَاء رَبكُمَا تُكَذِّبَانِ} وَقَالَ الرَّازِيّ فِي تَفْسِيره أطبق الْكل على أَن الْجِنّ كلهم مكلفون
فصل قَالَ القَاضِي عبد الْجَبَّار لَا نعلم خلافًا بَين أهل النّظر فِي الْجِنّ مكلفون وَقد حكى زرقان وغسان فِيمَا ذكرَاهُ من المقالات عَن الحشوية أَنهم مضطرون إِلَى أفعالهم وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا مكلفين قَالَ وَالدَّلِيل على أَنهم مكلفون مَا فِي الْقُرْآن من ذمّ الشَّيَاطِين ولعنهم والتحرز من غوائلهم وشرهم وَذكر مَا أعد الله لَهُم من الْعَذَاب وَهَذِه الْخِصَال لَا يَفْعَلهَا الله تَعَالَى إِلَّا لمن خَالف الامر وَالنَّهْي وارتكب الْكَبَائِر وهتك الْمَحَارِم مَعَ تمكنه من أَن لَا يفعل ذَلِك وَقدرته على فعل خِلَافه وَيدل على ذَلِك أَيْضا بِأَنَّهُ كَانَ من دين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعن الشَّيَاطِين وَالْبَيَان عَن حَالهم وَأَنَّهُمْ يدعونَ إِلَى الشَّرّ والمعاصي ويوسوسون بذلك وَهَذَا كُله يدل على أَنهم مكلفون وَقَوله تَعَالَى {قل أُوحِي إِلَيّ أَنه اسْتمع نفر من الْجِنّ} إِلَى قَوْله {فَآمَنا بِهِ وَلنْ نشْرك بربنا أحدا} إِلَى غير ذَلِك من الْآيَات الدَّالَّة على تكليفهم وَأَنَّهُمْ مأمورون منهيون انْتهى


الْبَاب السَّادِس عشر
فِي أَنه هَل كَانَ فِي الْجِنّ أَنْبيَاء قبل بعثة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم


جُمْهُور الْعلمَاء سلفا وخلفا على أَنه لم يكن من الْجِنّ قطّ رَسُول وَلم تكن الرُّسُل إِلَّا من الْإِنْس وَنقل معي هَذَا عَن ابْن عَبَّاس وَابْن جريح وَمُجاهد والكلبي وَأبي عبيد والواحدي وَقد قدمنَا فِي أَوَاخِر الْبَاب الثَّانِي مَا ذكره اسحاق بن بشر فِي الْمُبْتَدَأ عَن ابْن عَبَّاس أَن الْجِنّ قتلوا نَبيا لَهُم قبل آدم اسْمه يُوسُف وَأَن الله تَعَالَى بعث إِلَيْهِم رَسُولا وَأمرهمْ بِطَاعَتِهِ وَقَالَ ابْن جرير حَدثنَا ابْن حميد حَدثنَا يحيى بن وَاضح حَدثنَا عبيد بن سُلَيْمَان قَالَ سُئِلَ الضَّحَّاك عَن الْجِنّ هَل كَانَ فيهم من نَبِي قبل أَن يبْعَث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ ألم تسمع إِلَى قَوْله تَعَالَى {يَا معشر الْجِنّ وَالْإِنْس ألم يأتكم رسل مِنْكُم يقصون عَلَيْكُم} يَأْتِي يَعْنِي بذلك أَن رسلًا من الْإِنْس ورسلا من الْجِنّ قَالُوا بلَى ثمَّ قَالَ ابْن جرين أما الَّذين قَالُوا بقول الضَّحَّاك فَإِنَّهُم قَالُوا إِن الله أخبر أَن من الْجِنّ رسلًا أرْسلُوا اليهم قَالُوا وَلَو جَازَ أَن يكون خَبره عَن رسل الْجِنّ بِمَعْنى أَنهم رسل الْإِنْس جَازَ أَن يكون خَبره عَن رسل الْإِنْس بِمَعْنى أَنهم رسل الْجِنّ قَالُوا وَفِي فَسَاد هَذَا الْمَعْنى مَا يدل على أَن الْخَبَرَيْنِ جَمِيعًا بِمَعْنى الْخَبَر عَنْهُم أَنهم رسل الله تَعَالَى لِأَن ذَلِك هُوَ الْمَعْرُوف فِي الْخطاب دون غَيره وَقَالَ ابْن حزم لم يبْعَث إِلَى الْجِنّ نَبِي من الْإِنْس الْبَتَّةَ قبل مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِأَنَّهُ لَيْسَ الْجِنّ من قوم الْإِنْس وَقد قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد كَانَ النَّبِي يبْعَث إِلَى قومه خَاصَّة وَقَالَ ابْن حزم وباليقين ندرى أَنهم قد أنذروا وأفصح أَنهم جَاءَهُم أَنْبيَاء مِنْهُم قَالَ الله تَعَالَى {يَا معشر الْجِنّ وَالْإِنْس ألم يأتكم رسل مِنْكُم يقصون عَلَيْكُم آياتي وينذرونكم لِقَاء يومكم هَذَا}
قلت وَيدل على مَا قَالَه الضَّحَّاك مَا رَوَاهُ الْحَاكِم فَقَالَ حَدثنَا أَحْمد بن يَعْقُوب الثَّقَفِيّ حَدثنَا عبيد بن عنام حَدثنَا عَليّ بن حَكِيم حَدثنَا شريك عَن عَطاء بن السَّائِب عَن أبي الضُّحَى عَن ابْن عَبَّاس قَالَ وَمن الأَرْض مِثْلهنَّ قَالَ سبع أَرضين فِي كل نَبِي كنبيكم وآدَم كآدمكم ونوح كنوح وَإِبْرَاهِيم كإبراهيم وَعِيسَى كعيسى قَالَ شَيخنَا الذَّهَبِيّ إِسْنَاده حسن
قلت وَله شَاهد قَالَ الْحَاكِم حَدثنَا عبد الله بن الْحسن حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن حَدثنَا شُعْبَة عَن عَمْرو بن مرّة عَن أبي الضُّحَى عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {خلق سبع سماوات وَمن الأَرْض مِثْلهنَّ} قَالَ فِي كل أَرض نَحْو إِبْرَاهِيم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ شَيخنَا الذَّهَبِيّ هَذَا حَدِيث على شَرط البُخَارِيّ وَمُسلم رِجَاله أَئِمَّة وَتَأَول الْجُمْهُور الْآيَة على مَا نقل عَن ابْن عَبَّاس وَمُجاهد وَابْن جريج وَأبي عبيد بِمَا مَعْنَاهُ رسل الْإِنْس رسل من الله تَعَالَى إِلَيْهِم ورسل إِلَى قوم من الْجِنّ لَيْسُوا رسلًا عَن الله تَعَالَى بَعثهمْ الله تَعَالَى فِي الأَرْض فَسَمِعُوا كَلَام رسل الله تَعَالَى الَّذين هم من آدم وعادوا إِلَى قَومهمْ من الْجِنّ فأنذرهم وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعلَى


الْبَاب السَّابِع عشر
فِي بَيَان أَن الْجِنّ داخلين فِي عُمُوم بعثة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم


لم يُخَالف أحد من طوائف الْمُسلمين فِي أَن الله تَعَالَى أرسل مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْجِنّ وَالْإِنْس وَثَبت فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث جَابر بن عبد الله أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَعْطَيْت خمْسا لم يُعْطهنَّ أحد من الْأَنْبِيَاء قبلي إِلَى أَن قَالَ وَكَانَ النَّبِي يبْعَث إِلَى قومه خَاصَّة وَبعثت إِلَى النَّاس عَامَّة قَالَ ابْن عقيل الْجِنّ داخلون فِي مُسَمّى النَّاس لُغَة وَقَالَ الرَّاغِب النَّاس جمَاعَة حَيَوَان ذِي كفر وروية وَالْجِنّ لَهُم فكر وروية وَالنَّاس من نَاس يقوس إِذا تحرّك وَقَالَ الْجَوْهَرِي النَّاس قد يكون من الْإِنْس وَمن الْجِنّ وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعثت إِلَى الْأَحْمَر وَالْأسود وَاخْتلفت الْعلمَاء فِي الْمَعْنى المُرَاد من الْأَحْمَر وَالْأسود هُنَا فَقيل هم الْعَرَب الْعَجم لِأَن الْغَالِب على الْعَجم الْحمرَة وَالْبَيَاض وعَلى الْعَرَب الآدمة والسواد وَقيل أَرَادَ الْإِنْس وَالْجِنّ وَقيل أَرَادَ الْأَحْمَر والأبيض مُطلقًا فَإِن الْعَرَب تَقول إمرأة حَمْرَاء أَي بَيْضَاء وَيُؤَيّد قَول من قَالَ إِنَّهُم الْجِنّ إِن إِطْلَاق السوَاد على الْجِنّ صَحِيح بِاعْتِبَار مشابهتهم للأرواح والأرواح يُقَال لَهَا اسودة كَمَا فِي حَدِيث الْإِسْرَاء أَنه رأى آدم وَعَن يَمِينه اسودة وَعَن شِمَاله اسودة وانها نسم بنيه وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود لَيْلَة الْجِنّ فَغَشِيتهُ أَسْوِدَة حَالَتْ بيني وَبَينه وروى شمة بن مُوسَى من حَدِيث ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ أرْسلت إِلَى الْجِنّ وَالْإِنْس وَإِلَى كل أَحْمَر وأسود قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا يَخْتَلِفُونَ أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْإِنْس وَالْجِنّ بشيرا وَنَذِيرا وَهَذَا مِمَّا فضل بِهِ على الْأَنْبِيَاء أَنه بعث إِلَى الْخلق كَافَّة الْجِنّ وَالْإِنْس وَغَيره وَلم يُرْسل إِلَّا لمَكَان قومه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى سَائِر الْأَنْبِيَاء وَكَذَلِكَ نقل ابْن حزم وَكَثِيرًا مَا تذكر الْعلمَاء فِي تصانيفهم كَونه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَبْعُوثًا إِلَى الثقلَيْن وَقَالَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ فِي الْإِرْشَاد فِي الرَّد على العيسوية وَقد علمنَا ضَرُورَة انه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أدعى كَونه مَبْعُوثًا إِلَى الثقلَيْن وَقَالَ الشَّيْخ ابو الْعَبَّاس بن تَيْمِية أرسل الله مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى جَمِيع الثقلَيْن الْإِنْس وَالْجِنّ وَأوجب عَلَيْهِم الْإِيمَان بِهِ وَبِمَا جَاءَ بِهِ وطاعته وَأَن يحللون مَا حلل الله وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويحرمون مَا حرم الله وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَن يوجبوا مَا أوجب الله وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويحبوا مَا أحب الله وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيَكْرَهُوا مَا كره الله وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَن كل مَا مَا قَامَت عَلَيْهِ الْحجَّة برسالة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْإِنْس وَالْجِنّ فَلم يُؤمن بِهِ اسْتحق عِقَاب الله تَعَالَى كَمَا يسْتَحق أَمْثَاله من الْكَافرين الَّذين بعث اليهم الرُّسُل وَهَذَا أصل مُتَّفق عَلَيْهِ بَين الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وأئمة الْمُسلمين وَسَائِر الطوائف الْمُسلمين أهل السّنة وَالْجَمَاعَات وَغَيرهم قلت وَقد اخبر الله تَعَالَى فِي الْقُرْآن أَن الْجِنّ اسْتَمعُوا الْقُرْآن وَأَنَّهُمْ آمنُوا بِهِ كَمَا قَالَ الله تَعَالَى {وَإِذ صرفنَا إِلَيْك نَفرا من الْجِنّ} إِلَى قَوْله تَعَالَى {أُولَئِكَ فِي ضلال مُبين} ثمَّ أمره أَن يخبر النَّاس بذلك فَقَالَ {قل أُوحِي إِلَيّ أَنه اسْتمع نفر من الْجِنّ} السُّورَة بكمالها فَأمره بقول ذَلِك ليعلم الْإِنْس بأحوال الْجِنّ وَأَنه مَبْعُوث إِلَى الْأنس وَالْجِنّ وَلما فِي ذَلِك من هدى الْإِنْس وَالْجِنّ إِلَى مَا يجب عَلَيْهِم من الْإِيمَان بِاللَّه تَعَالَى وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْيَوْم الآخر وَمَا يجب من طَاعَة الله وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمن تَحْرِيم الشّرك بالجن وَغَيرهم كَمَا قَالَ فِي السُّورَة {وَأَنه كَانَ رجال من الْإِنْس يعوذون بِرِجَال من الْجِنّ فزادوهم رهقا} فَإِنَّهُ كَانَ الرجل من الْإِنْس ينزل بالوادي والأودية مظان الْجِنّ فَإِنَّهُم يكونُونَ بالأودية أَكثر مِمَّا يكونُونَ بأعالي الأَرْض فَكَانَ الْإِنْسِي يَقُول أعوذ بعظيم هَذَا الْوَادي من سفهائه روى أَن حجاج بن علاظ السّلمِيّ وَالِد نصر بن حجاج الَّذِي قيل فِيهِ
(أم من سَبِيل إِلَى نصر بن حجاج ... )
قدم مَكَّة فِي ركب فأجنهم اللَّيْل بواد مخوف موحش فَقَالَ لَهُ الركب قُم فَخذ لنَفسك أَمَانًا ولأصحابك فَجعل يطوف بالركب وَيَقُول ... أعيذ نَفسِي وأعيذ صحبي ... من كل جني بِهَذَا القب
حَتَّى أؤوب سالما وركبي ...
فَسمع قَارِئًا يقرا {يَا معشر الْجِنّ وَالْإِنْس إِن اسْتَطَعْتُم أَن تنفذوا من أقطار السَّمَاوَات وَالْأَرْض فانفذوا} الْآيَة فَلَمَّا قدم مَكَّة خبر كفار قُرَيْش بِمَا سمع فَقَالُوا صَبَأت يَا أَبَا كلاب إِن هَذَا يزْعم أَن مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنزل عَلَيْهِ قَالَ وَالله لقد سمعته وسَمعه هَؤُلَاءِ معي ثمَّ أسلم وَحسن إِسْلَامه وَهَاجَر إِلَى الْمَدِينَة وَبنى بهَا مَسْجِدا يعرف بِهِ وَلما رَأَتْ الْجِنّ أَن الْإِنْس تستعيذ بهم زَاد طغيانهم وعتوهم وَبِهَذَا يجيبون المعزم والراقي بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاء مُلُوكهمْ فَإِنَّهُ يقسم عَلَيْهِم بأسماء من يعظمونه فَيحصل لَهُم ذَلِك من الرِّئَاسَة والشرف على الْإِنْس مَا يحملهم على أَن يعطوهم بعض سؤلهم وهم يعلمُونَ أَن الْإِنْس اشرف مِنْهُم وَأعظم قدرا فَإِذا خضعت الْإِنْس لَهُم واستعاذتهم كَانَ بِمَنْزِلَة أكَابِر النَّاس إِذا خضع لأصاغرهم ليقضى لَهُم حَاجته قلت قَول النَّفر الَّذِي اسْتَمعُوا الْقُرْآن لقومهم {يَا قَومنَا أجِيبُوا دَاعِي الله وآمنوا بِهِ يغْفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عَذَاب أَلِيم} صَرِيح ظَاهر فِي بعثته إِلَيْهِم وانقيادهم للْإيمَان بِهِ وَقَول النَّفر {وَمن لَا يجب دَاعِي الله فَلَيْسَ بمعجز فِي الأَرْض وَلَيْسَ لَهُ من دونه أَوْلِيَاء أُولَئِكَ فِي ضلال مُبين} صَرِيح فِي أَن من لم يُؤمن بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْجِنّ فَهُوَ كَافِر وَبِاللَّهِ الْعِصْمَة والتوفيق



الْبَاب الثَّامِن عشر
فى بَيَان انصراف الْجِنّ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واستماعهم الْقُرْآن


قَالَ ابْن إِسْحَاق لما إيس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من خبر ثَقِيف انْصَرف عَن الطَّائِف رَاجعا رَاجعا إِلَى مَكَّة حَتَّى إِذا كَانَ بنخلة قَامَ من جَوف اللَّيْل يُصَلِّي فَمر بِهِ النَّفر من الْجِنّ ذكر الله تَعَالَى وهم فِيمَا ذكر لي سَبْعَة نفر من أهل نَصِيبين فَاسْتَمعُوا لَهُ فَلَمَّا فرغ من صلَاته ولوا إِلَى قَومهمْ منذرين قد آمنُوا وَأَجَابُوا إِلَى مَا سمعُوا فَقص الله تَعَالَى خبرهم عَلَيْهِ فَقَالَ تَعَالَى {وَإِذ صرفنَا إِلَيْك نَفرا من الْجِنّ} إِلَى قَوْله {أَلِيم} ثمَّ قَالَ تَعَالَى {قل أُوحِي إِلَيّ أَنه اسْتمع نفر من الْجِنّ} إِلَى آخر الْقِصَّة من خبرهم فِي هَذِه السُّورَة وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث ابْن عَبَّاس قَالَ مَا قَرَأَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْجِنّ وَلَا رَآهُمْ أنطق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي طَائِفَة من أَصْحَابه عَامِدين إِلَى سوق عكاظ وَقد حيل بَين الشَّيَاطِين وَبَين خبر السَّمَاء وَأرْسل عَلَيْهِم الشهب فَرَجَعت الشَّيَاطِين إِلَى قَومهمْ فَقَالُوا مَا لكم قَالُوا حيل بَيْننَا وَبَين خبر السَّمَاء وَأرْسلت علينا الشهب قَالُوا مَا ذَاك إِلَّا من شَيْء حدث فاضربوا مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا فَمر النَّفر الَّذين أخذُوا نَحْو تهَامَة بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بنخلة عَامِدين إِلَى سوق عكاظ وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاة الْفجْر فَلَمَّا سمعُوا الْقُرْآن اسْتَمعُوا لَهُ وَقَالُوا هَذَا الَّذِي حَال بَيْننَا وَبَين خبر السَّمَاء فَرَجَعُوا إِلَى قَومهمْ فَقَالُوا يَا قَومنَا الْآيَة فَأنْزل الله تَعَالَى على نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {قل أُوحِي إِلَيّ أَنه اسْتمع نفر من الْجِنّ} قلت وَهَذَا النَّفْي من عبد الله بن عَبَّاس إِنَّمَا هُوَ حَيْثُ اسْتَمعُوا التِّلَاوَة فِي صَلَاة الْفجْر وَلم يرد بِهِ نفي الرُّؤْيَة والتلاوة مُطلقًا وَيدل عَلَيْهِ أَن ابْن عَبَّاس قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى {وَإِذ صرفنَا إِلَيْك نَفرا من الْجِنّ} الأية قَالَ كَانُوا سَبْعَة من جن نَصِيبين فجعلهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رسلًا إِلَى قَومهمْ فَعلم أَن ابْن عَبَّاس لم ينف كَلَامه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا حَيْثُ استمعوه فِي صَلَاة الْفجْر وَلم يرد نفي الْكَلَام بعد ذَلِك وَقَوله فجعلهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رسلًا إِلَى قَومهمْ دلّ على أَنه كَلمهمْ بعد ذَلِك وَلِهَذَا قَالُوا {يَا قَومنَا أجِيبُوا دَاعِي الله} فَدلَّ على أَنه دعاهم لما اجْتَمعُوا بِهِ قبل عودهم إِلَى قَومهمْ وَلم يرد النَّفْي أَيْضا اجْتِمَاع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي اللَّيْلَة الَّتِي خطّ على عبد الله بن مَسْعُود خطا وَقَالَ لَهُ لَا تَبْرَح حَتَّى آتِيك وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا الَّذِي حَكَاهُ عبد الله بن عَبَّاس إِنَّمَا هُوَ فِي أول مَا سَمِعت الْجِنّ قِرَاءَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعلمت حَاله وَفِي ذَلِك الْوَقْت لم يقْرَأ عَلَيْهِم وَلم يرهم كَمَا حَكَاهُ ثمَّ أَتَاهُم دَاعِي الْجِنّ مرّة أُخْرَى فَذهب مَعَه وَقَرَأَ عَلَيْهِم الْقُرْآن كَمَا حَكَاهُ عبد الله بن مَسْعُود وَقَالَ وَأرَانِي آثَارهم وآثار نيرانهم وَالله أعلم وَعبد الله بن مَسْعُود حفظ الْقصَّتَيْنِ جَمِيعًا فرواهما ثمَّ سَاق الْبَيْهَقِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى أبي بكر بن أبي شيبَة حَدثنَا أَحْمد الزبيرِي حَدثنَا سُفْيَان بن عَاصِم عَن زر عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ هَبَطُوا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يقْرَأ الْقُرْآن بِبَطن نَخْلَة فَلَمَّا سمعُوا قَالُوا انصتوا قَالُوا صه وَكَانُوا تِسْعَة أحدهم زَوْبَعَة فَأنْزل الله {وَإِذ صرفنَا إِلَيْك نَفرا من الْجِنّ} إِلَى قَوْله {مُبين} وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث ابْن مَسْعُود أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم آذنته شَجَرَة ثمَّ سَاق الْقِصَّة الْأُخْرَى عَن عَلْقَمَة قلت لِابْنِ مَسْعُود هَل صحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة الْجِنّ مِنْكُم أحد الحَدِيث وَسَيَأْتِي وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ حَدِيث ابْن عَبَّاس هَذَا مَعْنَاهُ لم يقصدهم بِالْقِرَاءَةِ وعَلى هَذَا فَلم يعلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِاسْتِمَاعِهِمْ وَلَا كَلمهمْ وَإِنَّمَا أعلمهُ الله تَعَالَى بقوله {قل أُوحِي إِلَيّ أَنه اسْتمع نفر من الْجِنّ}
وَقَالَ الشَّيْخ ابو الْعَبَّاس بن تَيْمِية بن عَبَّاس كَانَ قد علم مَا دلّ عَلَيْهِ الْقُرْآن من ذَلِك وَلم يعلم مَا علمه ابْن مَسْعُود وابو هُرَيْرَة وَغَيرهمَا من إتْيَان الْجِنّ إِلَيْهِ ومخاطبته إيَّاهُم وَأَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اخبره وَبِه بذلك وَأمره أَن يخبر بِهِ وَكَانَ ذَلِك فِي أول الْأَمر لما حرست السَّمَاء وحيل بَينهم وَبَين خبر السَّمَاء وملئت حرسا شَدِيدا وَكَانَ فِي ذَلِك من دَلَائِل النُّبُوَّة مَا فِيهِ عِبْرَة وَبعد هَذَا أَتَوْهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِم وروى أَنه قَرَأَ عَلَيْهِم سُورَة الرَّحْمَن وَصَارَ كلما قَالَ {فَبِأَي آلَاء رَبكُمَا تُكَذِّبَانِ} قَالُوا وَلَا بِشَيْء من آلَاء رَبنَا نكذب فلك الْحَمد قَالَ عبد الله بن مَسْعُود أعلم بِقصَّة الْجِنّ من عبد الله بن عَبَّاس فَإِنَّهُ حضرها وحفظها وَابْن عَبَّاس كَانَ إِذْ ذَاك طفْلا رضيعا فقد قيل إِن قصَّة الْجِنّ كَانَ قبل الْهِجْرَة بِثَلَاث سِنِين وَقَالَ الْوَاقِدِيّ كَانَت سنة إِحْدَى عشرَة من النُّبُوَّة وَابْن عَبَّاس فِي حجَّة الْوَدَاع كَانَ ناهز الِاحْتِلَام وَالله أعلم قَالَ السُّهيْلي وَفِي التَّفْسِير أَنهم كَانُوا يهودا وَلذَلِك قَالُوا {من بعد مُوسَى} وَلم يَقُولُوا من بعد عِيسَى ذكره ابْن سَلام وَكَانَ صرف الله تَعَالَى الْجِنّ قبل الْهِجْرَة بِنَحْوِ ثَلَاث سِنِين وَقيل الْإِسْرَاء وَذكر الْوَاقِدِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج إِلَى الطَّائِف لثلاث بَقينَ من شَوَّال وَأقَام خمْسا وَعشْرين لَيْلَة وَقدم مَكَّة لثلاث وَعشْرين خلت من ذِي الْقعدَة يَوْم الثُّلَاثَاء وَأقَام بِمَكَّة ثَلَاثَة أشهر وَقدم عَلَيْهِ جن الْحجُون فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى عشرَة من النُّبُوَّة فصل وَاخْتلف فِي عَددهمْ فَقَالَ ابْن إِسْحَاق كَانُوا سَبْعَة وَحكى ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره عَن مُجَاهِد قَالَ كَانُوا سَبْعَة ثَلَاثَة من أهل حران واربعة من أهل نصيبن وَحكى الثَّوْريّ عَن عَاصِم عَن زر كَانُوا تِسْعَة وَعَن عِكْرِمَة قَالَ كَانُوا اثنى عشر ألفا قَالَ السُّهيْلي وَقد ذكرُوا بِأَسْمَائِهِمْ فِي التفاسير والمسندات وهم شاصر وماصر ومنشى وماشي والأحقب وَهَؤُلَاء الْخَمْسَة ذكرهم ابْن درير قَالَ وَوجدت فِي خبر حَدثنِي بِهِ أَبُو بكر بن طَاهِر الأشبيلي الْقَيْسِي عَن أبي عَليّ الغساني فِي فَضَائِل عمر بن عبد الْعَزِيز قَالَ بَيْنَمَا عمر بن عبد الْعَزِيز يمشي بِأَرْض فلاة فَإِذا حَيَّة ميتَة فكفنها من بفضله من رِدَائه ودفنها فَإِذا قَائِل يَقُول يَا سرق أشهد لسمعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لَك سَتَمُوتُ بِأَرْض فلاة فيكفنك ويدفنك رجل صَالح فَقَالَ من أَنْت يَرْحَمك الله فَقَالَ رجل من النَّفر الَّذين سمعُوا الْقُرْآن من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يبْق مِنْهُم إِلَّا أَنا وسرق وَهَذَا سرق قد مَاتَ وروى أَبُو بكر بن أبي الدُّنْيَا فَقَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن حَدثنَا يُوسُف بن الحكم الرقي حَدثنِي فياض بن مُحَمَّد الرقي أَن عمر بن عبد الْعَزِيز بَينا هُوَ يسير على بغلة وَمَعَهُ نَاس من أصحابة إِذا هُوَ بحان ميت على قَارِعَة الطَّرِيق فَنزل عَن بغلته فَأمر بِهِ فَعدل بِهِ عَن الطَّرِيق ثمَّ حفر لَهُ فدفنه وواراه ثمَّ مضى فَإِذا بِصَوْت عَال يسمعونه وَلَا يرونه لِيَهنك الْبشَارَة من الله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنا وصاحبي هَذَا الَّذِي دَفَنته آنِفا من النَّفر من الْجِنّ قَالَ الله تَعَالَى {وَإِذ صرفنَا إِلَيْك نَفرا من الْجِنّ يَسْتَمِعُون الْقُرْآن} فَلَمَّا أسلمنَا وآمنا بِاللَّه وبرسوله قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لصاحبي المدفون سَتَمُوتُ فِي أَرض غربَة يدفنك فِيهَا يَوْمئِذٍ خير أهل الأَرْض وَذكر ابْن سَلام من طَرِيق أبي إِسْحَاق السبيعِي عَن أشياخه عَن ابْن مَسْعُود أَنه كَانَ فِي نفر من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَمْشُونَ فَرفع لَهُم إعصار ثمَّ جَاءَ إعصار أعظم مِنْهُ ثمَّ انقشع فَإِذا حَيَّة قَتِيل فَعمد رجل منا إِلَى رِدَائه فشقه وكفن الْحَيَّة بِبَعْضِه ودفنها فَلَمَّا جن اللَّيْل إِذْ امْرَأَتَانِ تَسْأَلَانِ أَيّكُم دفن عَمْرو بن جَابر فَقُلْنَا مَا نَدْرِي من عَمْرو بن جَابر فَقَالَت إِن كُنْتُم ابتغيتم الْأجر فقد وجدتموه إِن فسقة الْجِنّ اقْتَتَلُوا مَعَ الْمُؤمنِينَ فَقتل عَمْرو وَهُوَ الْحَيَّة الَّتِي رَأَيْتُمْ وَهُوَ من الَّذين اسْتَمعُوا الْقُرْآن من مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ ولوا إِلَى قَومهمْ منذرين وَقَالَ ابْن أبي الدُّنْيَا حَدثنَا مُحَمَّد بن عباد بن مُوسَى العكلي حَدثنَا مطلب ابْن زِيَاد الثَّقَفِيّ حَدثنَا أَبُو اسحاق أَن نَاسا من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانُوا فِي سفر لَهُم وَأَن حيتين اقتتلتا فقتلت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى فعجبوا من طيب رِيحهَا وحسنها فَقَامَ بَعضهم فلفها فِي خرقَة ثمَّ دَفنهَا فَإِذا قوم يَقُولُونَ السَّلَام عَلَيْكُم السَّلَام عَلَيْكُم لَا يرونهم إِنَّكُم دفنتم عمرا إِن مسلمينا وكفارنا اقْتَتَلُوا فَقتل الْمُسلم الَّذِي دفنتم وَهُوَ من الرَّهْط الَّذين أَسْلمُوا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدثنَا مُحَمَّد بن عياد حَدثنِي مُحَمَّد بن زِيَاد حَدثنِي أَبُو مصبح الْأَسدي حَدثنِي يحيى بن صَالح عَن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم عَن حُذَيْفَة بن غَانِم الْعَدوي قَالَ خرج حَاطِب بن أبي بلتعة من حَائِط يُقَال لَهُ قرَان يُرِيد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى إِذا كَانَ بالمسحاء الْتفت عَلَيْهِ عجاجتان ثمَّ أنجلتا عَن حَيَّة لين الحوران يَعْنِي الْجلد فَنزل ففحص لَهُ نِسْبَة قوسه ثمَّ واراه فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل إِذا هَاتِف يَهْتِف بِهِ ... يَا أَيهَا الرَّاكِب المزجى مطيته ... أَربع عَلَيْك سَلام الْوَاحِد الصَّمد
واريت عمرا وَقد ألْقى كلا كُله ... دون الْعَشِيرَة كالضرغامة الْأسد
وَأَشْجَع حاذر فِي الركب منزله ... وَفِي الْحيَاء من الْعَذْرَاء فِي الْخلد ...
فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ فَقَالَ ذَاك عَمْرو بن الجومانة وَافد نَصِيبين الشامية لقِيه مُحصن بن جوشن النَّصْرَانِي فَقتله أما أَنِّي قد رَأَيْتهَا يَعْنِي نَصِيبين فَرَفعهَا إِلَى جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَسَأَلت الله تَعَالَى أَن يعذب نهرها ويطيب ثَمَرهَا وَيكثر مطرها وَقَالَ ابْن أبي الدُّنْيَا حَدثنَا الْحسن بن جهور حَدثنِي ابْن أبي إلْيَاس عَن عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة الْمَاجشون عَن عَمه عَن معَاذ بن عبد الله بن معمر قَالَ كنت جَالِسا عِنْد عُثْمَان بن عَفَّان فجَاء رجل فَقَالَ أَلا أخْبرك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ عجبا بَينا أَنا بفلاة كَذَا وَكَذَا إِذا إعصاران قد أَقبلَا أَحدهمَا من هَهُنَا وَالْآخر من هَهُنَا فَالْتَقَيَا فتعاركا ثمَّ تفَرقا وَإِذا أَحدهمَا أكبر من الآخر فَجئْت معتركهما فَإِذا من الْحَيَّات شَيْء مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مثله قطّ كَثْرَة وَإِذا ريح الْمسك من بَعْضهَا وَإِذا حَيَّة دقيقة صفراء ميتَة فَقُمْت فَقبلت الْحَيَّات كَيْمَا أنظر من أَيهَا هُوَ فَإِذا ذَلِك من حَيَّة صفراء دقيقة فَظَنَنْت أَن ذَلِك الْخَيْر فِيهَا فلففتها فِي عمامتي ودفنتها فَبينا أَنا أَمْشِي فناداني مُنَاد وَلَا أرَاهُ فَقَالَ يَا عبد الله مَا هَذَا الَّذِي صنعت فَأَخْبَرته بِالَّذِي رَأَيْت وَوجدت فَقَالَ إِنَّك قد هديت ذَانك حَيَّان من الْجِنّ بَنو الشَّيْطَان وَبَنُو قيس الْتَقَوْا فَاقْتَتلُوا فَكَانَ بَينهم من الْقَتْلَى مَا قد رَأَيْت وَاسْتشْهدَ الَّذِي دفنت وَكَانَ أحد الَّذين سمعُوا الْوَحْي من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرِيّ عَن مطلب بن شُعَيْب حَدثنَا عبد الله بن صَالح حَدثنِي عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة الْمَاجشون عَن معَاذ وَسَاقه الْحَافِظ أَبُو نعيم عَن اللَّيْث بن سعد عَن عبد الْعَزِيز عَن عَمه عَن معَاذ كَمَا رَوَاهُ ابْن أبي الدُّنْيَا حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن حَدثنِي أَبُو الْوَلِيد الْكِنْدِيّ حَدثنَا كثير بن عبد الله أَبُو هَاشم التاحي قَالَ دَخَلنَا على أبي رَجَاء العطاردي فَسَأَلْنَاهُ هَل عنْدك علم من الْجِنّ مِمَّن بَايع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَتَبَسَّمَ وَقَالَ أخْبركُم بِالَّذِي رَأَيْت وَبِالَّذِي سَمِعت كُنَّا فِي سفر حَتَّى إِذا نزلنَا على المَاء وضربنا أخبيتنا وَذَهَبت أقيل فَإِذا أَنا بحية دخلت الخباء وَهِي تضطرب فعمدت إِلَى إداوتي فنضحت عَلَيْهَا من المَاء فسكنت حَتَّى أذن مُؤذن بالرحيل فَقلت لِأَصْحَابِي انتظروني أعلم حَال هَذِه الْحَيَّة إِلَى مَا تصير فَلَمَّا صلينَا الْعَصْر مَاتَت فعمدت إِلَى عيبتي فأخرجت مِنْهَا خرقَة بَيْضَاء فلففتها وحفرت لَهَا ودفنتها وسرنا بَقِيَّة يَوْمنَا وليلتنا حَتَّى إِذا أَصْبَحْنَا ونزلنا على المَاء وضربنا أفنيتنا وَذَهَبت أقيل واذا أَنا بِأَصْوَات سَلام عَلَيْكُم مرَّتَيْنِ لَا وَاحِد وَلَا عشرَة وَلَا مائَة وَلَا ألف أَكثر من ذَلِك فَقلت من أَنْتُم قَالُوا نَحن الْجِنّ بَارك الله عَلَيْك فِيمَا اصطنعت إِلَيْنَا مَا نستطيع أَن نجازيك قلت مَا اصطنعت إِلَيْكُم قَالُوا إِن الْحَيَّة الَّتِي مَاتَت عنْدك كَانَ ذَلِك آخر من بَاقِي مِمَّن بَايع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْجِنّ قلت وَرَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو نعيم فَقَالَ حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر أَنبأَنَا أَحْمد بن الْحُسَيْن ابْن عبد الْجَبَّار حَدثنَا بشر بن الْوَلِيد الْكِنْدِيّ وَقَالَ فبه لَا وَاحِد وَلَا عشرَة وَلَا مائَة وَلَا ألفا أَكثر من ذَلِك قلت وَقد تقدم من أسمائهم مَا ذكره ابْن دُرَيْد شاصر وماصر ومنشنى وماشى والاحقب وسَاق الْحَافِظ أَبُو نعيم بِسَنَدِهِ عَن أبن إِسْحَاق قَالَ وأسماؤهم فِيمَا ذكر لي حسا ومساو شاصر وماصر وَابْن الأزب وأنين والأخصم وَاخْبَرْ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِعَمْرو بن الحومانة الَّذِي دَفنه حاصب بن أبي بلتعة وَمِنْهُم سرق الَّذِي دَفنه عمر بن عبد الْعَزِيز وَمِنْهُم زَوْبَعَة وَعَمْرو بن جَابر المذكورون فِي حَدِيث ابْن مَسْعُود فَهَؤُلَاءِ تِسْعَة مذكورون بِأَسْمَائِهِمْ وَالله اعْلَم




الكتاب: آكام المرجان في أحكام الجان
المؤلف: محمد بن عبد الله الشبلي الدمشقيّ الحنفي، أبو عبد الله، بدر الدين ابن تقي الدين (المتوفى: 769هـ)
المحقق: إبراهيم محمد الجمل
الناشر: مكتبة القرآن - مصر - القاهرة




 توقيع : أبو خالد



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ»

الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلاتحرمونا دعائكم

رد مع اقتباس
قديم 25 Feb 2018, 04:05 PM   #2
سلطانه
وسام الشرف
SULTANA


الصورة الرمزية سلطانه
سلطانه غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 19311
 تاريخ التسجيل :  Jan 2018
 أخر زيارة : 06 Nov 2023 (09:05 PM)
 المشاركات : 1,395 [ + ]
 التقييم :  20
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Black
رد: آكام المرجان في أحكام الجان 5



يعطيك العافيه على هذا الاختيار المميز والطرح المُفيد
جزاكك الله خيرا ..


 

رد مع اقتباس
قديم 25 Feb 2018, 06:01 PM   #3
نور الشمس
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
** أم عمـــر **


الصورة الرمزية نور الشمس
نور الشمس غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 13417
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 21 Aug 2023 (03:12 PM)
 المشاركات : 11,240 [ + ]
 التقييم :  35
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 مزاجي
لوني المفضل : Olivedrab
رد: آكام المرجان في أحكام الجان 5



جزاك الله خير ..


 
 توقيع : نور الشمس



قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

‏🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون

‏ وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،،

‏فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨

‏فهذا هو الخير ،،،

‏ 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87

🦋🍃


رد مع اقتباس
قديم 26 Feb 2018, 09:02 AM   #4
أبو خالد
باحث جزاه الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية أبو خالد
أبو خالد غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 25
 تاريخ التسجيل :  Jun 2005
 أخر زيارة : 15 Jul 2018 (03:04 PM)
 المشاركات : 13,860 [ + ]
 التقييم :  21
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 مزاجي
 وسائط MMS
وسائط MMS
 SMS ~
اللهم إني ظلمت نفسي
ظلـمآ كثيرآ
ولا يفغر الذنوب
الا أنت
فاغفر لي مفغرة من عندك
وأرحمني
إنك أنت الغفور الرحيم
لوني المفضل : Cadetblue
رد: آكام المرجان في أحكام الجان 5



جزاكم الله خير شاكر مروركم


 
 توقيع : أبو خالد



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ»

الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلاتحرمونا دعائكم


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 10:24 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي