اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ : روى الإمام مسلم عن أبي أيُّوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مَن صام رمضان ثم أتبَعَه ستًّا من شوَّال، كان كصيام الدهر))؛ وروى الإمام الطبراني عن عبدالله ابن عمررضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضانَ وأتبعه ستًّا من شوَّالٍ خرج من ذنوبِه كيومِ ولدته أمُّه ) .

اللهم ربنا تقبل منا الصيام والصلاة والقرآن والقيام والدعاء وسائر صالح الأعمال ،وأجعلنا ممن قام ليلة القدر واجعلنا فيها من الفائزين المقبولين وكل عام ونحن وجميع المسلمين في خيرورخاء وصحة وعافية وسعادة وأمن وأمان .


           :: حلم (آخر رد :hoor)       :: أكثر شيء يحسدوننا اليهود عليه ثلاثة أشياء . (آخر رد :شبوه نت)       :: خطبة جمعة : أحب الأعمال إلى الله - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: بالصور: اكتشاف تاريخي لجيمس ويب.. العثور على المادة الأولى للحياة . (آخر رد :ابن الورد)       :: ناسا تكشف: أول دليل على احتمال وجود حياة فوق المريخ . (آخر رد :ابن الورد)       :: طاقية الإخفاء أصبحت حقيقة.. ابتكار أول درع للتخفي (آخر رد :ابن الورد)       :: أخطر جمعية سحر أسود بالعالم أعضاؤها أعظم سحرة الكون..في "الفجر الذهبي" (آخر رد :طالب علم)       :: وادي الجن: المكان الذي يتوقف فيه العلم ويبدأ الخيال . (آخر رد :طالب علم)       :: لماذا ارتبطت خرافات الجن بمواقع أثرية في السعودية ؟ (آخر رد :طالب علم)       :: هذا ما يأكله الجن وفقاً للاحاديث النبوية.. لن تصدق ماهو طعامهم ! (آخر رد :طالب علم)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03 Jul 2014, 02:29 PM
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا
طالب علم غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل : May 2008
 فترة الأقامة : 5816 يوم
 أخر زيارة : 24 Apr 2024 (02:36 PM)
 المشاركات : 3,116 [ + ]
 التقييم : 11
 معدل التقييم : طالب علم is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
الأمن والهداية مدى الحياة (1-10) .



قال الله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)
وبين الشيخ سفر الحوالي في هذه الآية روابط الأمن والهداية :-
1. الشرك الأصغر
2. أعظم الأمن إنما يتحقق بتوحيد الله
3. الفرق بين الأمن والأمن من مكر الله
4. التوحيد في الدنيا والآخرة
5. فضل التوحيد
6. تفسير آية الأمن والاهتداء
7. أنواع الظلم
8. العلماء والدعاة هم حملة لواء توطيد الأمن والاستقرار
9. أقوال المخالفين لمنهج السلف في حكم ترك العمل
10. أنواع الظلم وعقاب كل منها
الشرك الأصغر
وأما النوع الثاني من أنواع الشرك فهو: الشرك في عبادته وحقوقه ومعاملته، يقول رحمه الله: 'فهو أسهل من الذي قبله وأخفّ أمراً، فإنه يصدر ممن يعتقد أنه لا إله إلا الله, وأنه لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع إلا الله, وأنه لا إله غيره ولا رب سواه ولكن لا يخص الله في معاملته وعبوديته، بل يعمل لحظ نفسه تارة، ولطلب الدنيا تارة، ولطلب الرفعة والمنزلة والجاه عند الخلق تارة' فهذا أخف من حيث أن فاعله قد وقع في اللبس؛ كما قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ [الأنعام:82] أي بشرك العبادة، فهذا مقر أنه لا إله إلا هو، ولا خالق ولا نافع ولا ضار إلا هو سبحانه، بل هو مؤمن بأسمائه وصفاته, لكنه غير مخلص لله تعالى في معاملته وفي عبوديته.
قال: 'فلله من عمله وسعيه نصيب, ولنفسه وحظه وهواه نصيب, وللشيطان نصيب، وللخلق نصيب، وهذا حال كثير من الناس' وهذا هو الشرك الأصغر أجارنا الله منه.
قال: 'وهو الشرك الذي قال فيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما رواه ابن حبان في صحيحه : {الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة, قالوا: كيف ننجو منه يا رسول الله؟
قال: قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم }' لأنه لابد أن نقع فيه, فنستغفر مما لا نعلمه منه، ونستجير ونستعيذ مما نعلم.
ثم قال: 'فالرياء كله شرك، قال تعالى: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف:110] أي كما أنه إله واحد ولا إله سواه، فكذلك ينبغي أن تكون العبادة له وحده، فكما تفرد بالإلهية يجب أن يتفرد بالعبودية، فالعمل الصالح هو الخالي من الرياء المقيد بالسنة.
وكان من دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [اللهم اجعل عملي كله صالحاً، واجعله لوجهك خالصاً، ولا تجعل لأحد فيه شيئاً ].
وهذا الشرك في العبادة يبطل ثواب العمل' فلو صلى لغير الله أو حج أو زكى لغير الله، فهذا كافر مشرك لا شك فيه، لكن إذا صلى مراءاة من أجل الناس، ومن أجل أن يقال عنه: مصلٍ أو يُثْنَى عليه بخير فقد وقع في الرياء.
وبعض الناس -والعياذ بالله- ابتلوا بهذا الابتلاء، وقد ذكر العلماء أنَّ أعرابياً كان يصلي فدخل عليه بعض السلف فحسَّن صلاته، فقال هذا العالم: (أعرابيٌّ ويصلي هذه الصلاةَ الخاشعة؟! فلما سلم الأعرابي قال: (ومع ذلك أنا صائم)!! عافانا الله وإياكم من هذا البلاء!
وعلى الإنسان أن يخاف على نفسه الرياء، وعليه أن يكون من هؤلاء، ممن يحبون أن يُحْمَدوا بما لم يفعلوا، ويراءون الناس، ومن علاماتهم أنهم لا يذكرون الله إلا قليلاً.
والمؤمن في باطنه مع ربه خير منه في ظاهره.
أما أن يُذْكَرَ الإنسان بالخير, ويُثْنَى عليه بما هو فيه، فتلك عاجِل بشرى المؤمن، لكن لا يعمل من أجلها، فهناك فرق بين أن يعمل من أجل حصول هذه البشرى، وبين أن تقال عنه؛ ولا شك أن الإنسان لا يريدُ أنْ يقال عنه السوء, ويَأْلَمُ إذا قيلت عنه مقالة في عرضه أو دينه أو في إيمانه ولا يرضيه ذلك، لكن هذا أمر والرياء أمر آخر، فهو يحبط العمل؛ كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: {أنا أغنى الشركاء عن الشرك.. من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري، تركته وشركه، وأنا منه بريء }.
http://www.alhawali.com/index.cfm?me...25#Ayat6000870
موقع الشيخ الدكتور سفر الحوالي محاضرات عامّة الشــرك قديماً وحديثاً (1، 2) شرك من جعل مع الله إلهاً آخر
الشرك الأصغر
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: شرك من جعل مع الله إلهاً آخر




 توقيع : طالب علم



آخر تعديل طالب علم يوم 03 Jul 2014 في 03:18 PM.
رد مع اقتباس
قديم 03 Jul 2014, 02:43 PM   #2
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 24 Apr 2024 (02:36 PM)
 المشاركات : 3,116 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الأمن والهداية مدى الحياة (1-10) .



الأمن والهداية مدى الحياة (2-10) .
أعظم الأمن إنما يتحقق بتوحيد الله
خصال الإيمان وشعبه تتفق وتلتقي حول هذه النقطة وحول هذا المبدأ، وأعظم الأمن إنما يتحقق بتحقيق توحيد الله تبارك وتعالى، ولهذا قال جل شأنه: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82] والأمن بالألف واللام (أل) هكذا للاستغراق، أي: أن كل الأمن إنما يكون لمن لم يلبس إيمانه بظلم, والظلم هنا هو الشرك كما فسره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لما شق على أصحابه هذا عند نزول الآية السابقة، فقالوا: {وأينا لم يظلم نفسه }، فصحابة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أنه أفضل الناس بعد الأنبياء خافوا ألا يكون لهم هذا الأمن، لماذا؟ قالوا: {وأينا لم يظلم نفسه } وأينا لم يعص الله، ولم يرتكب خطيئةً أو ذنباً، ولكن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، طمأنهم فقال: {ليس ذلك، وإنما هو كما قال العبد الصالح :يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان: 13] } فمن ترك الشرك، ولم يلبس ولم يخلط توحيده بشرك فله الأمن: أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82]، فله الأمن في الدنيا وفي الآخرة، وله الهداية في الدنيا وفي الآخرة.
أما في الدنيا فهو يعيش على الصراط المستقيم فهو من أهل الهداية، وأيضاً من أهل الأمن؛ لأن من لا يخاف إلا من الله تبارك وتعالى فإنه آمن من كل شيء.
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: العلاقة بين الأمن والإيمان
http://www.alhawali.com/index.cfm?me...80#Ayat6000870


 
 توقيع : طالب علم



رد مع اقتباس
قديم 03 Jul 2014, 02:48 PM   #3
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 24 Apr 2024 (02:36 PM)
 المشاركات : 3,116 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الأمن والهداية مدى الحياة (1-10) .



الأمن والهداية مدى الحياة (3-10) .
الفرق بين الأمن والأمن من مكر الله
السؤال : ما هو الفرق بين الأمن، والأمن من مكر الله تبارك وتعالى؟
الجواب: الأمن بمفهومه العام هو كما ذكر الله تبارك وتعالى: أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82] هو: الطمأنينة والراحة والسكينة.
وأما الأمن من مكر الله تبارك وتعالى -نعوذ بالله من ذلك- فهذا لا يجوز: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:99] والأمن من مكره تبارك وتعالى قد يكون مناسباً للإدمان وللإصرار على المعاصي حتى يطبع على القلب فيأمن من مكر الله تبارك وتعالى ومن عقوبته، وينسى سنة الله تبارك وتعالى في عذاب الأمم، فهو إذاً من النقم ومما يعكر المجتمع ومما يعكر الأمن، فإذا أمن مكر الله تبارك وتعالى في أي مجتمع من المجتمعات، فاعلم أنه سيفقد أمنه وراحته، وأنه معرض للهلاك والدمار عافنا الله وإياكم من ذلك.
وكلما كان الفرد والمجتمع خائفاً من الله تبارك وتعالى غير آمن من مكر الله؛ فإنه أقرب إلى رحمة الله، وإلى رضا الله، وإلى الأمن والطمأنينة.

الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: الأسئلة
http://www.alhawali.com/index.cfm?me...91#Ayat6000870


 
 توقيع : طالب علم



رد مع اقتباس
قديم 03 Jul 2014, 02:53 PM   #4
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 24 Apr 2024 (02:36 PM)
 المشاركات : 3,116 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الأمن والهداية مدى الحياة (1-10) .



الأمن والهداية مدى الحياة (4-10) .
التوحيد في الدنيا والآخرة
التوحيد في الدنيا معلوم للجميع أنه سبيل النجاة، لأن الإنسـان إذا وحد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وأقر له بالربوبية والألوهية، وانقاد لشرعه ودينه؛ سلم بذلك ماله ودمه، كما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام } فهذا في الدنيا.
وفي الآخرة، تكون النجاة من عذاب الله عز وجل، إما ابتداءً -وهذا من فضل الله- وهؤلاء هم الذين حققوا التوحيد قولاً وعملاً، فكان لهم الاهتداء التام والأمن التام الذي ذكره الله تبارك وتعالى في قوله: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82]. وقد ثبت في البخاري وغيره أن هذه الآية لما نزلت شقّ ذلك على أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقالوا: {يا رسول الله أينا لم يظلم نفسه؟! } ظنوا أن ذلك في المعاصي والذنوب، ولا شك أنها من ظلم النفس، فبين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن المقصود هو الشرك، {قال: ألم تقرءوا قول العبد الصالح يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13] }.
فالمقصود من هذه الآية: أن الذين آمنوا ولم يخلطوا إيمانهم بشيء من الشرك: أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82] هؤلاء لهم الأمن التام يوم القيامة، وفي الدنيا أيضاً.
فمهما حصل لهم من ابتلاء أو محن فهم في الحقيقة في أمن، لأن الأمن الحقيقي هو الأمن على العقيدة والإيمان: وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82] فلهم أيضاً الاهتداء التام.
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: التوحيد وما يناقضه
http://www.alhawali.com/index.cfm?me...99#Ayat6000870


 
 توقيع : طالب علم



رد مع اقتباس
قديم 03 Jul 2014, 02:55 PM   #5
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 24 Apr 2024 (02:36 PM)
 المشاركات : 3,116 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الأمن والهداية مدى الحياة (1-10) .



الأمن والهداية مدى الحياة (5-10) .
فضل التوحيد
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: 'باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب، وقول الله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82].
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل أخرجاه } '.
قال الشارح: ' قول المصنف: باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب، باب خبر مبتدأ محذوف تقديره: هذا.
قلت: ويجوز أن يكون مبتدأً خبره محذوف، تقديره: هذا، و(ما) يجوز أن تكون موصولة والعائد محذوف، أي: وبيان الذي يكفره من الذنوب، ويجوز أن تكون مصدرية، أي: وتكفيره الذنوب، وهذا الثاني أظهر. '.
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: دروس رحلة فتح المجيد
http://www.alhawali.com/index.cfm?me...31#Ayat6000870


 
 توقيع : طالب علم



رد مع اقتباس
قديم 03 Jul 2014, 03:07 PM   #6
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 24 Apr 2024 (02:36 PM)
 المشاركات : 3,116 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الأمن والهداية مدى الحياة (1-10) .



الأمن والهداية مدى الحياة (6-10) .
تفسير آية الأمن والاهتداء
'قول المصنف: وقول الله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82] قال ابن جرير : حدثني المثنى -وساق بسنده- عن الربيع بن أنس قال: الإيمان: الإخلاص لله وحده.
وقال ابن كثير في الآية: أي: هؤلاء الذين اخلصوا العبادة لله وحده، ولم يشركوا به شيئاً هم الآمنون يوم القيامة، المهتدون في الدنيا والآخرة.
وقال ابن زيد ، وابن إسحاق : هذا من الله على فصل القضاء بين إبراهيم وقومه.
وعن ابن مسعود : { لما نزلت هذه الآية، قالوا: فأيُّنا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ليس بذلكم، ألم تسمعوا إلى قول لقمان : إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13] }.
وساقه البخاري بسنده فقال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال: { لما نزلت: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ [الأنعام:82] قلنا: يا رسول الله! أينا لا يظلم نفسه؟! قال: ليس كما تقولون، لم يلبسوا إيمانهم بظلم: بشرك، أولم تسمعوا إلى قول لقمان لابنه: يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13] }.
ولـأحمد بنحوه، عن عبد الله قال: { لما نزلت الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ [الأنعام:82] شق ذلك على أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالوا: يا رسول الله! فأيُّنا لا يظلم نفسه؟ قال: إنه ليس الذي تعنون، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح: يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]؟ إنما هو الشرك }.
وعن عمر أنه فسره بالذنب، فيكون المعنى: الأمن من كل عذاب، وقال الحسن والكلبي : أولئك لهم الأمن في الآخرة، وهم مهتدون في الدنيا '.
أقول: المقصود من قوله: باب فضل التوحيد، أي: يجب علينا وينبغي أن نعرف فضل التوحيد، وأن نعرف ما الذي يكفره التوحيد من الذنوب.
فالإمام محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه، جعل العنوان: ' باب فضل التوحيد وما يكفر به من الذنوب ' ثم ذكر قول الله تبارك وتعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82] فذكر هذه الآية في هذا الباب، والباب عنوانه: فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب، فكيف يأتي بهذه الآية وهي: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82].
فنقول: أنه جاء بها لمناسبة عظيمة واضحة، وهي ما ذكره في الشرح، من تفسير رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن تفسير ابن كثير رحمه الله، ثم ذكر الشارح قول ابن زيد ، وابن إسحاق : هذه من الله، فما معنى هذه من الله؟ ثم قال: على فصل القضاء بين إبراهيم وقومه.
معنى قوله: هذه من الله، يقصد بها قول الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82] فالله تبارك وتعالى فصل بهذه الآية بين إبراهيم وقومه.
قصة المجادلة بين إبراهيم وقومه
إذن نحتاج أن نعرف ما هي المشكلة التي كانت بين إبراهيم وقومه؟ وما هي علاقة الموضوع بالشرك والتوحيد؟ ولماذا فصل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بينهم بهذه الآية؟ ثم ما معنى هذا الفصل؟
فأما ما وقع بين إبراهيم عليه السلام وبين قومه، فقد ذكره الله تبارك وتعالى قبل هذه الآية في قصة في سورة الأنعام: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ [الأنعام:75] فكان قوم إبراهيم عليه السلام يعبدون الكواكب، ويبنون الهياكل لعبادتها، وينحتون التماثيل ويعبدونها من دون الله، كما بين الله تبارك وتعالى في كتابه.
فالله تبارك وتعالى أراد أن يجعل إبراهيم عليه السلام من الموقنين: وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي [الأنعام:75-76] فهو يسأل قومه الذين يعبدون الكواكب: هل هذا ربه؟ وهذا من المناظرة والمجادلة والمحاجة: فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ [الأنعام:76] ومعنى أفل، أي: غاب وغرب وذهب، فإله يعبد ويرجى ويخشى ويدعى ويستجار به ويستغاث به، وعند الهموم والمصائب والنوازل يكون الاضطرار إليه، والحاجة إليه، والافتقار إليه، وإذا بهذا الإله يغيب ويذهب ويأفل عن عبيده، هذا ليس إلهاً.
فقال: قَالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ [الأنعام:76].
فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعطاه العقل الراجح،والبيان والحجة على قومه.
ثم قال: فَلَمَّا رَأى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي [الأنعام:77] والقمر أكبر وأوضح وأجلى للناظرين من ذلك الكوكب: فَلَمَّا أَفَلَ حدث نفس الشيء للقمر أيضاً، فهو يغيب ويأفل ويذهب: قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ [الأنعام:77] وانتظر، فإذا بالشمس: فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ [الأنعام:78] فالشمس أكبر من القمر.
أي: إن كانت الألوهية بالنور أو كانت بالحجم، فإذا الشمس أولى بالعبادة من القمر ومن ذلك الكوكب، وهذا على سبيل المحاجة، لأن قومه لا يعبدون الشمس، وقد ذكر الله سبحانه تعالى أن أمة من الأمم كانت تعبد الشمس من دون الله، وهم قوم سبأ: وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ [النمل:24] لكن قوم إبراهيم عليه السلام لم يكونوا مثل قوم سبأ يعبدون الشمس -علماً أن عباد الشمس إلى الآن موجودين- ولكن أراد أن يجادلهم.
قال هذا أكبر: فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ [الأنعام:78] فالآن ليس هناك مجال للمجادلة، فهذا الكبير وهذا الذي قد يُعظَّم، وقد ينظر إليه على أنه هو المستحق للعبادة من دون الكواكب الأخرى غاب، فأنا بريء منه، وبريء منكم ومن شرككم: إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [الأنعام:79].
إذاً وجَّه إبراهيم الخليل وجهه لله الذي فطر السماوات والأرض، والذي خلق الشمس والقمر، والكواكب، وخلق العباد هؤلاء، وخلق المعبودات المنحوتات: أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ * وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [الصافات:95-96] كيف تنحته بيدك وتعبده، والله خلقك، وخلق هذا الصنم المنحوت المعبود؟!
إذاًَ أعلن إبراهيم عليه السلام عبوديته لله، فقال: إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ [الأنعام:79] فوجه وجهه، وتوجه بوجهه هو تعبير عن الاتجاه الكلي، فهو لا يلتفت إلى غير الله، فالشرك التفات إلى غير الله، وإنما يوجه وجهه إلى الله بالتوحيد الخالص.
إذن فالاتجاه إلى الله وتوحيد الله، هذا هو ما فطن إليه إبراهيم عليه السلام، وألزم به قومه: وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ [الأنعام:80] فلم يسلم له قومه، بل جادلوه فيما قاله، ولا بد من المحاجة والمجادلة: قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ [الأنعام:80] أي: أتحاجوني في الله، وهذه المجادلة والمحاجة في الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وقد هداني، وعرفت التوحيد! وعرفت أنه الواحد الأحد سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وأنه المستحق للعبادة: وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ * وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنعام:80-81] فوصل الجدال والنقاش بين إبراهيم وقومه إلى هذه النقطة، حيث خوفوه بالآلهة أنها سوف تنتقم منه، إذ كيف يكفر بمعبوداتهم.
والآن كثير من الناس إذا قلت: هذا القبر أو غيره -مما يعبد من دون الله- لا يذهب إليه ليستشفى به، وهو لا يشفي، فإنهم يقولون: لا تذكره بسوء، ولا تتكلم فيه، لأنك لو ذكرته في غير الخير فسينتقم منك، فهم يحاولون أن يخيفوا المؤمن الموحد، وهم على الشرك والعياذ بالله.
فإبراهيم عليه السلام يقول: أنا أخاف، وأنتم لا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل عليكم به سلطاناً؟ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنعام:81]؟
فهنا فريقان، كل منهما يدعي أنه على الحق، وأن الآخر يجب أن يخاف من معبوده: إبراهيم عليه السلام يقول: أنا على الحق وربي الله، ويجب أن تخافوا من الله تبارك وتعالى، لأنكم مشركون، وقومه يزعمون أنهم على الحق، وأن آلهتهم هي الآلهة المعبودة، ويخوفون إبراهيم عليه السلام بهذه الآلهة، فأي الفريقين أحق بالأمن؟
قال الله تبارك وتعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ * وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ [الأنعام:82-83] فهذه فصلٌ من الله تعالى بين الفريقين.
فمن هو الآمن إذن؟
الإجابة صريحة من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: أن الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم، أن لهم الأمن وهم مهتدون.
ولقد سمعنا -كما في الشرح- أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما نزلت هذه الآية وقرأها على الصحابة رضي الله عنهم شق عليهم ذلك، لأنهم يتدبرون كتاب الله، وإلا فنحن نقرأ هذه الآية، ولكن ربما لا نلقي لها بالاً أبداً -والله المستعان- لكن هم لما سمعوا الآية: { قالوا: يا رسول الله! أيُّنا لم يظلم نفسه؟! } وكيف ننال الأمن، وكيف ننال الهداية، ونحن ظالمون لأنفسنا؟ فخافوا وشق ذلك عليهم.


معنى الظلم في قوله تعالى : ( وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ )
فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الذي في الصحيح: {ليس بذاك } أي: ليس المقصود بالظلم في الآية الذنب.
وكلنا مذنبون وكل بني آدم خطاء، ولو لم نذنب فنستغفر الله لجاء الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بقوم غيرنا فيذنبون ويستغفرون، وهذا من فضل الله.
ثم قال: {ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح: يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13] } وهذا العبد الصالح هو لقمان الذي ذكره الله تعالى في سورة لقمان .
فتبين إذاً بهذا أن الصحابة الكرام رضي الله عنهم خافوا وظنوا أنه لا أمن ولا هداية إلا لمن يجتنب الذنوب.
وقالوا: لا يمكن لإنسان ألا تقع منه ذنوب، فطمأنهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن قال: إن هذا الظلم هو الشرك.
ولم يلبسوا معناها: لم يخلطوا، ولم يشوبوا إيمانهم -وتوحيدهم- وإخلاصهم بظلم.
إذاً المؤمنون الموحدون الذين لم يخلطوا هذا التوحيد والإيمان، والإخلاص لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بشرك: أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82] فلهم الأمن ولهم الاهتداء.
فاطمأنت نفوس الصحابة رضي الله عنهم بهذا.
لكن يضل هناك إشكال قائم، فلا بد أن يطرح سؤال وهو: الذي يرتكب الذنوب والمعاصي هل هو آمن ما لم يشرك؟


حكم الإنسان الموحد من أهل المعاصي
الإنسان الموحد الذي ليس عنده شائبة من شوائب الشرك لكن لديه معاصي وذنوب، فهل هذا آمن؟
الأمر فيه تفصيل، ولذلك شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية رحمه الله يفصل لنا شيئاً من هذا:
قال الشارح: ' ' قال شَيْخ الإِسْلامِ رحمه الله تعالى: والذي شق عليهم: أنهم ظنوا أن الظلم المشروط عدمه هو ظلم العبد نفسه، وأنه لا أمن ولا اهتداء إلا لمن لم يظلم نفسه، فبين لهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما دلهم على أن الشرك ظلمٌ في كتاب الله، فلا يحصل الأمن والاهتداء إلا لمن لم يلبس إيمانه بهذا الظلم، فإن من لم يلبس إيمانه بهذا الظلم كان من أهل الأمن والاهتداء، كما كان من أهل الاصطفاء في قوله: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ [فاطر:32].
وهذا لا ينفي أن يؤاخذ أحدهم بظلمه لنفسه، بذنب إذا لم يتب، كما قال تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة:7-8].
وقد سأل أبو بكر الصديق رضي الله عنه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: {يا رسول الله! أيّنا لم يعمل سوءاً؟ فقال: يا أبا بكر ! ألست تنصب؟ ألست تحزن؟ أليس يصيبك الَّأواء؟ فذلك ما تجزون به } فبين أن المؤمن الذي إذا مات دخل الجنة قد يجزى بسيئاته في الدنيا بالمصائب.
فمن سلم من أجناس الظلم الثلاثة: الشرك، وظلم العباد، وظلمه لنفسه بما دون الشرك، كان له الأمن التام والاهتداء التام، ومن لم يسلم من ظلمه لنفسه كان له الأمن والاهتداء مطلقاً.
بمعنى: أنه لا بد أن يدخل الجنة كما وعد بذلك في الآية الأخرى، وقد هداه الله إلى الصراط المستقيم الذي تكون عاقبته فيه إلى الجنة، ويحصل له من نقص الأمن والاهتداء، بحسب ما نقص من إيمانه بظلمه لنفسه.
وليس مراد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: {إنما هو الشرك } أن من لم يشرك الشرك الأكبر يكون له الأمن التام والاهتداء التام، فإن أحاديثه الكثيرة مع نصوص القرآن: تبين أن أهل الكبائر معرضون للخوف، لم يحصل لهم الأمن التام والاهتداء التام الذي يكونون بهما مهتدين إلى الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم، من غير عذاب يحصل لهم، بل معهم أصل الاهتداء إلى هذا الصراط، ومعهم أصل نعمة الله عليهم، ولا بد لهم من دخول الجنة.
وقوله: { إنما هو الشرك } إن أراد الأكبر فمقصوده: أن من لم يكن من أهله فهو آمن مما وُعد به المشركون، من عذاب الدنيا والآخرة، وإن كان مراده جنس الشرك، يقال: ظلم العبد نفسه، كبخله - لحب المال - ببعض الواجب، هو شرك أصغر، وحبه ما يبغضه الله تعالى، حتى يقدم هواه على محبة الله شرك أصغر، ونحو ذلك، فهذا فاته من الأمن والاهتداء بحسبه، ولهذا كان السلف يدخلون الذنوب في هذا الشرك بهذا الاعتبار، انتهى ملخصاً '.
أقول: كلام شَيْخ الإِسْلامِ عظيم جداً، وقد لا نستوعب فهمه كله، ولكن نلخص القضايا الأساسية.
أولاً: نفهم أن الإنسان الذي يحقق التوحيد، والذي وعده الله تبارك وتعالى بالأمن والاهتداء، هو الذي لم يلبس ولم يخلط إيمانه بظلم، ولا يعني ذلك أن يحصل الاهتداء التام والأمن التام له إذا كان لديه معاصي وذنوب وكبائر.
لأن الأمن التام والاهتداء التام لا يكون إلا لمن سلم من الشرك، ومن الذنوب والمعاصي.
وأما من حقق التوحيد وسلم من الشرك -والآن نأخذ الشرك على أنه الشرك الأكبر حتى لا تختلط الأفهام- ولكنه ارتكب الذنوب والمعاصي، فهل هذا آمن أم خائف؟
نقول: هذا له أمن ناقص، واهتداء ناقص، والذي أنقص أمنه وأنقص اهتداءه هو الذنوب والمعاصي، فهي تؤثر وإن كان محققاً ومستكملاً للتوحيد، لأن لها أثراً وعلاقة، كما سنوضح ذلك إن شاء الله تبارك وتعالى.
ومن الذي ليس له أمن ولا اهتداء بالإطلاق؟
هو المشرك الذي أشرك بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ [المائدة:72] فهذا ليس له أمن، ولا اهتداء لا في الدنيا ولا في الآخرة.
إذاً من حقق التوحيد، وقام بحقوق التوحيد، بأداء الفرائض وترك ما حرم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ له الأمن والاهتداء التامين بإذن الله.
http://www.alhawali.com/index.cfm?me...32#Ayat6000870


 
 توقيع : طالب علم



رد مع اقتباس
قديم 03 Jul 2014, 03:11 PM   #7
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 24 Apr 2024 (02:36 PM)
 المشاركات : 3,116 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الأمن والهداية مدى الحياة (1-10) .



الأمن والهداية مدى الحياة (7-10) .
أنواع الظلم :
النوع الأول: الظلم الأكبر، وهو: الشرك بالله، وهو الذي لا أمن معه ولا هداية.
النوع الثاني: ظلم العبد للناس وللعباد، وهذا ظلم عظيم، وهو الذي يقول الله تبارك وتعالى عنه، في الحديث القدسي: {يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا } ويقول عنه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {الظلم ظلمات يوم القيامة } فظلم الإنسان للإنسان مرتبته تقع بعد الظلم الأكبر.
النوع الثالث: أن يظلم العبد نفسه بالذنوب والمعاصي.
فإذاً: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ [الأنعام:82] فلم يشركوا بالله، ولم يظلموا عباد الله، ولم يظلموا أنفسهم بالمعاصي، هؤلاء لهم الأمن والاهتداء الكامل يوم القيامة.
وأما من شاب توحيده وإخلاصه وإيمانه بالشرك الأكبر، فليس له أمن ولا اهتداء، وأما من خلط إيمانه بظلم للعباد، أو بظلم لنفسه بالذنوب والمعاصي، فهذا حاله كما قد بينا في الظالم لنفسه.
قال المصنف: ' وقال ابن القيم رحمه الله قوله: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82] وقال الصحابة: {وأينا يا رسول الله! لم يلبس إيمانه بظلم؟ قال: ذلك الشرك، ألم تسمعوا قول العبد الصالح: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13] }.
فلما أشكل عليهم المراد بالظلم، وظنوا أن ظلم النفس داخل فيه، وأن من ظلم نفسه -أيَّ ظلم كان- لم يكن آمناً ولا مهتدياً.
فأجابهم صلوات الله وسلامه عليه: بأن الظلم الرافع للأمن والهداية على الإطلاق هو الشرك.
وهذا -والله- هو الجواب الذي يشفي العليل ويروي الغليل، فإن الظلم المطلق التام هو الشرك، الذي هو وضع العبادة في غير موضعها، والأمن والهدى المطلق: هما الأمن في الدنيا والآخرة، والهدى إلى الصراط المستقيم. فالظلم المطلق التام، رافع للأمن وللهدى المطلق التام، ولا يمنع ذلك أن يكون مطلق الظلم مانعاً من مطلق الأمن ومطلق الهدى فتأمله، فالمطلق للمطلق، والحصَّة للحصة. انتهى ملخصاً '
وأقول: هذا مثل ما تقدم، فقوله: المطلق للمطلق، أي الذي سلم مطلقاً من الشرك والذنوب، له الأمن المطلق، والحصَّة بالحصَّة، أي بقدر ما يكون الظلم يكون النقص في الأمن والاهتداء.
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: دروس رحلة فتح المجيد
http://www.alhawali.com/index.cfm?me...34#Ayat6000870


 
 توقيع : طالب علم



رد مع اقتباس
قديم 03 Jul 2014, 03:13 PM   #8
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 24 Apr 2024 (02:36 PM)
 المشاركات : 3,116 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الأمن والهداية مدى الحياة (1-10) .



الأمن والهداية مدى الحياة (8-10) .
العلماء والدعاة هم حملة لواء توطيد الأمن والاستقرار :-
المذيع: يقول أحدهم: سواء الغلو أو التكفير أو التفجير أو نحو ذلك حينما تظهر نجد أن العلماء أهل الحل والعقد، وكذلك الدعاة الذين يجتمعوا الناس حولهم - تجد أنهم بعيدون عن قضية إذكاء مثل هذه الأشياء أو الحث عليها، لماذا دائماً لدينا وراء هذه الأمور أناس قد لا يكونون بمرتبة هؤلاء؟
الشيخ: إذكاء الأحداث ...
المذيع: إذكاؤها أي تأييدها.
الشيخ: هذا شيء طيب، والحمد لله أن يكون العلماء والدعاة وأهل الفكر ومن يأخذ قوله في الأمة ممن لا يذكي هذه الأمور، بالعكس هم حملة لواء توطيد الأمن والاستقرار، نحن نقول هذا ولا فخر، ونقوله بكل صدق ووضوح، أنا أعتبر كل الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وكل من يبينون للناس أحكام الكفر والإيمان والإسلام والنفاق، لا على سبيل تكفير الناس، ولكن على سبيل التحذير من الوقوع فيها- هؤلاء هم الذين يحفظون الأمن، وهم الذين يحفظون أركانه، وهم أولى بأن يُسموا رجال الأمن من غيرهم، فالأمن حقيقة لا يقوم إلا بالإيمان، والله سبحانه وتعالى جعل الأمن في الدنيا والآخرة مرتبطاً بهذا الإيمان، بالخضوع لله تبارك وتعالى والعبودية له، والتزام أمره، ومعرفة الكفر فيجتنب، ومعرفة الإيمان والإسلام، فيعبد الله تبارك وتعالى على معرفة وبينة وبصيرة.
فهؤلاء: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82] وبهذا الأمن والإيمان: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ [الأعراف:96].. فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً [نوح:10-12].
إن كل الدعاة -وبالذات في هذه البلاد- هم من هذا النوع والحمد لله، والآخرون لا شك أن لديهم شبهات، فنحن لا نقول: إنهم ليسوا علماء، لا نطعن كما قد تطعن بعض وسائل الإعلام، نحن نقول: هذه أخطاء وشبهات وتأويلات، ونحن مسئولون جمعياً عن معالجتها وحلها، والوقوع في المفاسد والمنكرات، والتهجم أحياناً على الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، أو على مناهج التعليم في التوحيد وغيره هي مما يؤجج ذلك، ونحن نعلم ذلك عن يقين ومخالطة، فكلما قرءوا في جريدة مثل هذا الكلام أو سمعوه في الإعلام، أتوني وقالوا لي: انظر ماذا يقولون.
فالحق دائماً يجب أن يؤخذ -كما كررنا مراراً- بالعدل وبالقصد، وينبغي لطالب العلم -وهذه نصيحة أوجهها لعامة المسلمين ولطلبة العلم- أن يكون مع هذه الكثرة الكاثرة التي تقدر الأمور وتحسب حسابها، والتي لا تحث ولا تحرض أبداً على الإخلال بأمن بلد هو أوجب ما يكون في أرض الله تعالى أن يكون آمناً، أمن الكعبة المشرفة، وأمن الحاج والمعتمر، والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.
هذا البلد قارة أو شبه قارة، لو كانت لدينا مثل أمريكا أو أكثر من سلاح الحدود ومقاومة التهريب وغيره لا نستطيع أن نضبط الأمن فيه، فكيف ونحن في هذه الحالة، لا يمكن أن يقوم الأمن إلا على إيمان وتكاتف وتعاون وتناصر فيما بيننا .. لماذا يستنكف البعض عن سماع كلمة الحق؟ بل لماذا يسميك إذا قلت كلمة الحق أنك تحرض ضد الأمن؟ هذه مشكلة، يجب أن نكون صادقين وصرحاء مع أنفسنا، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الذي يوطد أركان الأمن والرخاء والاستقرار، والذين يعبثون ويخرقون السفينة لو يعلمون قدر هذا الذي يرفع يده لكي لا يخرقها لقدروه حق قدره، إنه حين يضبطهم لئلا يخرقوا السفينة فهو ليس ليحرمهم من شهواتهم أو متاعهم، بل لكي يعيشوا في هذه السفينة ما أمكن لها أن تعيش، وقد بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
المذيع: إذاً فضيلة الشيخ فتح باب الحوار مع الجميع وإزالة الشبه؛ حتى تتبين الحقائق ويعلم الناس كتاب الله وسنة رسوله.
فضيلة الشيخ! في ختام هذا اللقاء نشكركم على إجابة الدعوة، ونسأل الله عز وجل أن يجزيكم عنا خير الجزاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
------------
العلماء والدعاة هم حملة لواء توطيد الأمن والاستقرار
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: التكفير
http://www.alhawali.com/index.cfm?me...78#Ayat6000870


 
 توقيع : طالب علم



رد مع اقتباس
قديم 03 Jul 2014, 03:24 PM   #9
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 24 Apr 2024 (02:36 PM)
 المشاركات : 3,116 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الأمن والهداية مدى الحياة (1-10) .



الأمن والهداية مدى الحياة (9-10) .
أقوال المخالفين لمنهج السلف في حكم ترك العمل
1- يقول أبو منصور البغدادي : [652]
'الطاعات عندنا أقسام: أعلاها يصير بها المطيع عند الله مؤمناً، ويكون عاقبته لأجلها الجنة إن مات عليه، وهي: معرفة أصول الدين في العدل والتوحيد والوعد والوعيد والنبوات والكرامات، ومعرفة أركان شريعة الإسلام، وبهذه المعرفة يخرج عن الكفر.
والقسم الثاني: إظهار ما ذكرناه باللسان مرة واحدة، وبه يسلم من الجزية والقتال والسبي والاسترقاق، وبه تحل المناكحة، واستحلال الذبيحة، والموارثة، والدفن في مقابر المسلمين , والصلاة عليه وخلفه.
والقسم الثالث: إقامة الفرائض واجتناب الكبائر، وبه يسلم من دخول النار ويصير مقبول الشهادة.
والقسم الرابع منها: زيادة النوافل، وبها يكون له الزيادة في الكرامة والولاية ' .
قال: ' والمعاصي أيضاً قسمان:
قسم منها: كفر محض؛ كعقد القلب على ما يضاد القسم الأول من أقسام الطاعات، أو الشك فيها أو في بعضها، ومن مات على ذلك كان مخلداً في النار.
والقسم الثاني منها: ركوب الكبائر، أو ترك الفرائض من غير عذر، وذلك فسق تسقط به الشهادة، وفيه ما يوجب الحد أو القتل أو التعزير، وهو مع ذلك مؤمن إن صح له القسم الأول من الطاعات ' [653] .
فالطاعات عنده على ثلاث مراتب:
1- المعرفة.
2- الإقرار.
3- العمل.
والمعاصي مرتبتان:
1- ترك المعرفة.
2- ترك العمل.
ولم يذكر ترك الإقرار؛ لأنه مجرد علامة لإجراء الأحكام الدنيوية كما بين في كلامه، ولذلك كان إظهاره مرة واحدة كافياً.
فحقيقة الإيمان عنده هي المعرفة بأصول الدين معرفة قلبية، وحقيقة الكفر هي اعتقاد ضد تلك المعرفة بالقلب أيضاً.
وأما الإقرار وهو قول كلمة الشهادة، والعمل الذي هو فعل المأمورات وترك المنهيات، فليسا من الإيمان ولا يكون تاركهما كافراً؛ فإن كان تاركاً للإقرار كان مؤمناً عند الله فحسب، وإن كان تاركاً للعمل كان مؤمناً عند الله وفي أحكام الدنيا أيضاً، هذه خلاصة كلامه.
وهذا ظاهر الموافقة لمذهب جهم وبشر مع شيء من التفصيل، لكن ليس هذا هو العجيب فإن اتباعهم لمذهب جهم مشهور معلوم، ولكن العجيب أن كلامه فيه موافقة لمذهب الخوارج -شعر أو لم يشعر- وذلك في قوله: 'إن من اعتقد ما يضاد القسم الأول من أقسام الطاعات عنده - وهو [ معرفة أصول الدين في العدل والتوحيد والوعد والوعيد والنبوات والكرامات ومعرفة أركان شريعة الإسلام] - كافر! '
والذي أوقعه في ذلك هو القسمة العقلية التي لا مستند لها من النصوص، فهل يعتقد البغدادي أن من خالف الأشعرية في شيء من هذه العقائد أو جهلها كافر؟ الواقع أن الخلاف عندهم في تكفير أهل البدع قائم، وهم مضطربون في ذلك بما لا متسع لتفصيله. [654]
والأكثر مخالفة لمذهب السلف هو اعتقاد تكفير من جهل شيئاً من أركان الشريعة بإطلاق؛ فإن الإنسان قد يجهل حكماً هو عند غيره معلوم قطعي ويكون مع ذلك معذوراً - على تفصيل ليس هذا موضعه.
فـالبغدادي -لا ريب- قد جنح في مسألة المعرفة إلى الغلو، لكنه سرعان ما تناقض فجنح في مسألة العمل إلى التفريط.
فمع حكمه بأن من فاتته معرفة أحكام الشريعة كافر -بلا تفصيل- تجده يحكم بأن من لم يعمل شيئاً منها من غير عذر مؤمن إن كان صحيح المعرفة -كما قال- ومن هنا نفهم أن تلك المعرفة المشروطة إنما هي إدراك مجرد، فلا تستلزم لذاتها امتثالاً ولا عملاً.
والمهم أن هذه التوفيقية الواضحة التي انتهجها البغدادي بما فيها من تناقض وتذبذب ظلت هي منهج القوم المتبع ولا تزال -لا سيما في موضوع ترك العمل- والنصوص الآتية هنا توضح ذلك:
2- يقول التفتازاني : [655]
ضمن كلام معقد طويل عن مسألة النطق بالشهادة وحكمها :
' إن هاهنا مطلبين:
الأول: أن الإقرار ليس جزءاً من الإيمان.
والثاني: أنه -أي: الإيمان- التصديق لا غير.
أما الأول: فلدلالة النصوص على أن محل الإيمان هو القلب، [656] فلا يكون الإقرار الذي هو فعل اللسان داخلاً فيه.
أما الثاني: وهو أنه التصديق، لا سائر ما في القلب من المعرفة والقدرة والعفة والشجاعة...!! فلوجوه:
الأول: اتفاق الفريقين [657] على أنه ليس سوى التصديق.
الثاني: أن الإيمان في اللغة التصديق ولم يعين في الشرع لمعنى آخر. [658]
الثالث: أن النقل خلاف الأصل؛ فلا يصار إليه بلا دليل ' [659] .
والتفتازاني يقول هذا ترجيحاً للقول بأن النطق إنما هو شرط لإجراء الأحكام الظاهرة الدنيوية، وليس جزءاً من الإيمان ولا شطراً له -كما كان عليه مذهب الحنفية - ويستدل لذلك بحديث: { يخرج من النار من كان في قلبه ذرة من الإيمان } وهو من النصوص التي أساءوا فهمها، واستدلوا بها في غير موضعها، وأخذوا ببعض مدلولاتها وتركوا البعض الآخر، على ما سيأتي تفصيله. [660]
وهو ينقل عن شرح المواقف 'أن السجود للصنم بالاختيار يدل بظاهره على أنه ليس بمصدق، ونحن نحكم بالظاهر؛ فلذلك حكمنا بعدم إيمانه، حتى لو علم أنه لم يسجد له على سبيل التعظيم واعتقاد الألوهية، بل سجد له وقلبه مطمئن بالإيمان، لم يحكم بكفره فيما بينه وبين الله تعالى إن أجري عليه حكم الكافر في الظاهر' [661] .
3- وقال السنوسي : [662]
' وأما الكافر فذكره لهذه الكلمة -أي: كلمة الشهادة- واجب شرط في صحة إيمانه القلبي مع القدرة، وإن عجز عنها بعد حصول إيمانه القلبي لمفاجأة الموت ونحو ذلك سقط عنه الوجوب، وكان مؤمناً.
هذا هو المشهور من مذاهب علماء أهل السنة [663] .
وقيل: لا يصح الإيمان بدونها مطلقاً، ولا فرق في ذلك بين المختار والعاجز، وقيل: يصح الإيمان بدونها مطلقاً، وإن كان التارك لها اختياراً عاصياً، كما في حق المؤمن بالأصالة إذا نطق بها ولم ينو الوجوب!!
ومنشأ هذه الأقوال الثلاثة: الخلاف في هذه الكلمة؛ هل هي شرط في صحة الإيمان، أو جزء منه، أو ليست بشرط فيه ولا جزء منه، والأول هو المختار '.
وهنا قال شارح كلامه الدسوقي : 'حاصل ما ذكره الشارح أن الأقوال فيه ثلاثة:
فقيل: إن النطق بالشهادتين شرط في صحته خارج عن ماهيته.
وقيل: إنه شطر -أي: جزء من حقيقة الإيمان- فالإيمان مجموع التصديق القلبي والنطق بالشهادتين.
وقيل: ليس شرطاً في صحته ولا جزءاً من مفهومه، بل هو شرط لإجراء الأحكام الدنيوية، وهو المعتمد!
وعليه فمن صدق بقلبه ولم ينطق بالشهادتين سواء كان قادراً على النطق أو عاجزاً عنه فهو مؤمن عند الله يدخل الجنة، وإن كانت لا تجري عليه الأحكام الدنيوية من غسل وصلاة عليه ودفن في مقابر المسلمين ولا ترثه ورثته المسلمون، فقول الشارح هذا هو المشهور -أي: وجوب النطق وأنه شرط- غير مسلم، بل هذا ضعيف' .
'...قوله: وقيل: لا يصح الإيمان بدونها مطلقاً؛ أي: سواء كان قادراً على النطق أو كان عاجزاً.
وهذا القول منكر!! وليس مبنياً على القول بأن النطق شطر من الإيمان؛ لأن من قال بذلك شرط القدرة.
وأما العاجز عن النطق لخرس ونحوه فيكفيه في صحة إيمانه عند الله التصديق القلبي ' [664] .
4- ويقول صاحب المسايرة على المسامرة في ذكر الخلاف في الإيمان:
' وأقوال الناس:
1- القول بأن مسمى الإيمان هو[665] التصديق فقط، هو المختار عند جمهور الأشاعرة ، وبه قال الماتريدي .
2- أن مسمى الإيمان: تصديق القلب والإقرار باللسان وعمل سائر الجوارح، فماهيته على هذا مركبة من أمور ثلاثة: إقرار باللسان , وتصديق بالجنان، وعمل بالأركان، فمن أخل بشيء منها فهو كافر، وهذا هو قول الخوارج ، ولذا كفروا بالذنب لانتفاء جزء الماهية [666] .
3- أن الإيمان: التصديق باللسان فقط، أي: الإقرار بحقية ما جاء به الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن يأتي بكلمتي الشهادة، وهذا هو قول الكرامية ، قالوا: فإن طابق تصديق اللسان تصديق القلب فهو مؤمن ناج، وإلا فهو مؤمن مخلد في النار.
4- أن الإيمان: تصديق بالقلب واللسان...، وهو منقول عن أبي حنيفة ومشهور عن أصحابه وعن بعض المحققين من الأشاعرة .
وذكر أنهم فرقوا بين التصديق والإقرار بأن التصديق ركن لا يحتمل السقوط أصلاً، والإقرار قد يحتمل - وذلك في حق العاجز عن النطق والمكره ' [667] .
ثم ذكر لهم دليلين:
'أ- أن هذا: هو الاحتياط بالنسبة إلى جعله شرطاً خارجاً عن حقيقة الإيمان.
ب- أن النصوص الدالة عليه من نحو قوله عليه الصلاة والسلام.
{أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله، فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقها وحسابه على الله } 'أخرجه الشيخان.
قال: 'ويجاب من طرف جمهور الأشاعرة عن الحديث بأن معناه أن قول: لا إله إلا الله شرط لإجراء أحكام الإسلام، حيث رتب فيه على القول الكف عن الدم والمال، لا النجاة في الآخرة الذي هو محل النزاع' [668] .
قال: 'على أن مِن محققي الحنفية من وافق الأشاعرة كما نبه عليه المصنف بقوله: [ إلا أن قول صاحب العمدة ] هو كما مر أبو البركات عبد الله بن محمد بن محمود النسفي ، [ منهم ] أي: من الحنفية: [ الإيمان: التصديق، فمن صدق الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما جاء به ] عن الله فهو مؤمن فيما بينه وبين الله تعالى، والإقرار شرط إجراء الأحكام، [ هو ] أي: قول صاحب العمدة : [ بعينه القول المختار عند الأشاعرة ] تبع فيه صاحب العمدة أبا منصور الماتريدي ' [669] .
أي: فالحنفية المرجئة الفقهاء فريقان:
فريق وافق الأشاعرة ؛ وهم الماتريدي الذي ينتسب إليه من جاء بعده منهم.
فريق ظل على المذهب القديم -ولو شكلاً- حيث أوله بعضهم بما يوافق مذهب الأشاعرة .
ومذهب الفريق الأول هو الذي ساد أخيراً.
5- ويجمع الشعراني أقوال كثير منهم في موضع واحد:
حيث ينقل في كتابه اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر ' أن السبكي أورد سؤالاً وهو: أنه هل التلفظ بالإيمان الذي هو الشهادة شرط للإيمان أو شطر منه؟ فيه تردد للعلماء ' [670] .
قال الشعراني : 'قال الجلال المحلي : وكلام الغزالي يقتضي أنه ليس بشرط ولا شطر، وإنما هو واجب من واجباته' [671] .
قال الكمال في حاشية جمع الجوامع : "وإيضاح ذلك أن يقال في التلفظ: هل هو شرط لإجراء أحكام المؤمنين في الدنيا من التوارث والمناكحة وغيرهما، فيكون غير داخل في مسمى الإيمان، أو شطر منه أو جزء من مسماه؟
قال: والذي عليه جمهور المحققين الأول، وعليه فمن صدق بقلبه ولم يقر بلسانه مع تمكنه من الإقرار كان مؤمناً عند الله تعالى.
قال: وهذا أوفق باللغة والعرف!!
وذهب شمس الأئمة السرخسي وفخر الإسلام البزدوي من الحنفية، وكثير من الفقهاء إلى الثاني.
وألزمهم القائلون بالأول بأن من صدّق بقلبه فاخترمته المنية قبل اتساع وقت الإقرار كان كافراً [672] وهو خلاف الإجماع - على ما نقله الإمام الرازي وغيره" [673] .
6- وقال البيجوري في شرح الجوهرة شرحاً لقوله: '
وفسر الإيمـان بالتصـديقِ والنطق فيه الخلف بالتحقيقِ
فقيل شرط كالعمل وقيل بل شطر والإسلام اشرحن بالعمل
قوله: والنطق فيه الخلف: أي: والنطق بالشهادتين للمتمكن منه، وخرج بالمتمكن -الذي هو القادر- الأخرس، فلا يطالب بالنطق، كمن اخترمته المنية قبل النطق من غير تراخٍ، فهو مؤمن عند الله، حتى على القول بأن النطق شرط صحة أو شطر، بخلاف من تمكن وفرط.
وموضوع هذا الخلاف كافر أصلي يريد الدخول في الإسلام، وأما أولاد المسلمين فمؤمنون قطعاً، وتجري عليهم الأحكام الدنيوية، ولو لم ينطقوا بالشهادتين طول عمرهم'.
قال: 'وقوله: شرط: أي: خارج عن ماهيته، وهذا القول لمحققي الأشاعرة والماتريدية ولغيرهم.
وقد فهم الجمهور أن مرادهم أنه شرط لإجراء أحكام المؤمنين عليهم من التوارث، والتناكح، والصلاة خلفه وعليه، والدفن في مقابر المسلمين، ومطالبته بالصلوات والزكوات وغير ذلك؛ لأن التصديق القلبي -وإن كان إيماناً- [674] إلا أنه باطن خفي، فلا بد له من علامة ظاهرة تدل عليه لتناط- أي: تعلق- به تلك الأحكام، فمن صدق بقلبه ولم يقر بلسانه لا لعذر منعه ولا لإباء، بل اتفق له ذلك، فهو مؤمن عند الله غير مؤمن في الأحكام الدنيوية'.
'ومحل كونه مؤمناً في الأحكام الدنيوية ما لم يطلع على كفره بعلامة كالسجود لصنم، وإلا جرت عليه أحكام الكفر' .
قال: 'وفهم الأقل أن مرادهم أنه شرط لصحة الإيمان، وهذا القول كالشطرية في الحكم، وإنما الخلاف بينهما في العبارة، والقول الأول هو الراجح، والنصوص بحسب المتبادر منها مقوية للقول بالشرطية دون الشطرية.... '.
قال: 'قوله: وقيل بل شطر: أي وقال قوم محققون كالإمام أبي حنيفة وجماعة من الأشاعرة : ليس الإقرار بالشهادتين شرطاً بل هو شطر، فيكون الإيمان عند هؤلاء اسماً لعملي القلب واللسان جميعاً؛ وهما التصديق والإقرار.
واعترض على هذا القول بأن الإيمان يوجد في المعذور كالأخرس، والشيء لا يوجد بدون شطره.
وأجيب عن ذلك: بأنه ركن يحتمل السقوط كما فيمن ذكر، وأما التصديق فإنه ركن لا يحتمل السقوط.
وعلى هذا القول -كالقول بأنه شرط صحة- فمن صدق بقلبه ولم يتفق له الإقرار في عمره لا مرة ولا أكثر من مرة، مع القدرة على ذلك، لا يكون مؤمناً عندنا ولا عند الله تعالى ' .
قال: 'وكل من القولين المذكورين ضعيف، والمعتمد أنه شرط لإجراء الأحكام الدنيوية فقط، وإلا فهو مؤمن عند الله كما مر ' [675] .
ويقول ملا علي القاري الحنفي : 'الإقرار شرط إجراء الأحكام وهو مختار الأشاعرة ' .
ثم قال: 'وذهب جمهور المحققين إلى أن الإيمان هو التصديق بالقلب، وإنما الإقرار شرط لإجراء الأحكام في الدنيا؛ لما أن تصديق القلب أمر باطني لا بد له من علامة، فمن صدق بقلبه ولم يقر بلسانه فهو مؤمن عند الله تعالى - وإن لم يكن مؤمناً في أحكام الدنيا. ومن أقر بلسانه ولم يصدق بقلبه كالمنافق، فهو بالعكس، وهذا اختيار الشيخ أبي منصور الماتريدي رحمه الله' [676] .
7- ويقول اللقاني الشارح: 'وفسر الإيمان -أي حده- جمهور الأشاعرة والماتريدية وغيرهم بالتصديق المعهود شرعاً، وهو تصديق نبينا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كل ما علم مجيئه به من الدين بالضرورة؛ أي فيما اشتهر بين أهل الإسلام وصار العلم به يشابه العلم الحاصل بالضرورة، بحيث يعلمه العامة من غير افتقار إلى نظر واستدلال [677]
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من كتاب: النتيجة: حكم ترك العمل في الطور النهائي للظاهرة
http://www.alhawali.com/index.cfm?me...13#Ayat6000870


 
 توقيع : طالب علم



رد مع اقتباس
قديم 03 Jul 2014, 03:32 PM   #10
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 24 Apr 2024 (02:36 PM)
 المشاركات : 3,116 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الأمن والهداية مدى الحياة (1-10) .



الأمن والهداية مدى الحياة (10-10) .
أنواع الظلم وعقاب كل منها :
السؤال: ما الظلم؟ وما أنواعه؟ وما عقابه؟
الجواب: الظلم ثلاثة أنواع:-
النوع الأول: ظلم العبد مع ربه، بأن يشرك مع الله إلهاً آخر، فأعظم الظلم أن يجعل العبد لله نداً وهو خلقه، كما قال تعالى: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]، ولهذا قال: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82].
النوع الثاني: ظلم العبد لأخيه، فظلم العباد مما حرمه الله؛ وكما في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الصحيح: { الظلم ظلمات يوم القيامة }، فنهى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ظلم الإنسان في نفسه أو في ماله، فلا يظلم مسلم مسلماً أبداً.
النوع الثالث: هو أن يظلم العبد نفسه بالمعاصي التي يرتكبها، وهي دون الظلم الأكبر الذي هو الشرك بالله تعالى.
أما عقابه فيختلف: فعقاب الشرك الخلود في النار -عافانا الله وإياكم منها- قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ [المائدة:72].
وأما ظلم العبد للعبد، فعقوبته هي النار، إلا أن يعفو ذلك المظلوم، ويتفاوت ذلك فإن كان الظلم قتلاً فهو أشد مما لو كان ضرباً مثلاً، وإن نهبه ماله، فهو أشد وأعظم مما لو نهبه بعضه.. وهكذا.
وأما ظلم العبد نفسه: فهو بحسب ما يذنب من الذنوب، فإن كانت من الكبائر دون الشرك فعقوبتها بمثل قدرها، وإن كانت أقل فعقوبتها كذلك ودواؤها الاستغفار؛ وليست العقوبة هي النار فقط، بل للذنوب عقوبات كثيرة جداً، كما ذكر الحافظ الإمام ابن القيم -رحمه الله تبارك وتعالى- في الجواب الكافي كثيراً من أضرار الذنوب وعقوباتها، عافانا الله وإياكم منها!
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: الأسئلة
http://www.alhawali.com/index.cfm?me...62#Ayat6000870


 
 توقيع : طالب علم



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أمن،هداية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 02:32 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي