اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ : عَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ عائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قالَتْ: قالَ: رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنا هَذا ما لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ». رَواهُ البُخارِيُّ، وَمُسْلِمٌ. وَفِي رِوايَةٍ لِمُسْلِمٍ:«مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنا فَهُوَ رَدٌّ».

قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : كان رأس عمر رضي الله عنه على فخذي في مرضه الذي مات فيه فقال لي ضع رأسي على الأرض قال فقلت وما عليك كان على فخذي أم على الأرض قال ضعه على الأرض قال فوضعته على الأرض فقال ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي .


           :: هَدْيِه النبي صلى الله فِي الْعِلَاجِ بِشُرْبِ الْعَسَلِ، وَالْحِجَامَةِ، وَالْكَيِّ. (آخر رد :ابن الورد)       :: استكشاف قرية الجن الفروثي وتجربة جهاز كاشف الجن والأشباح بالموجات الكهرومغناطيسية . (آخر رد :ابن الورد)       :: محمود صلاح بتصريح صادم: الجن يتعامل معنا والمنظومة التي تدير العالم تستجلب الشياطين ! (آخر رد :ابن الورد)       :: محمود صلاح يتحدث عن أسرار عبدة الشيطان :" التاروت هو أمر شيطاني "! (آخر رد :ابن الورد)       :: محمود صلاح يتحدى المنجمين : 2024 فيها لقاء مع الفضائيين وظهور وباء الزومبي ! (آخر رد :ابن الورد)       :: ماهي حقيقة مثلث برمودا ؟ ولماذا تختفي الطائرات والسفن به ؟ (آخر رد :ابن الورد)       :: د. محمود صلاح يفجر مفاجآة في استوديو القاهرة اليوم بأجهزة اكتشاف الجن والأرواح . (آخر رد :ابن الورد)       :: دخول دار جربة المسكونة بجهاز تعقب الجن ووضع القرآن في البيت لن تصدقوا محل بي . (آخر رد :ابن الورد)       :: تل الجن .. فريق عمل للكشف عن حقيقة تل الجن . (آخر رد :ابن الورد)       :: دخلت أخطر مدينة يسكنها الجن في العالم | أحمد الله أني خرجت منها حي ! (آخر رد :ابن الورد)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum عقيدة وفقه ومعاملات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06 Apr 2015, 06:46 PM
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا
بالقرآن نرتقي غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 فترة الأقامة : 5213 يوم
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 3,065 [ + ]
 التقييم : 18
 معدل التقييم : بالقرآن نرتقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
أختاه ...اين أنت من التاريخ ...





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه. أما بعد:
إن نظرة متفحصة في التاريخ، لتنبئ عن مدى الفرق الشاسع بين همة نساء السلف، وما عليه نساء هذا العصر إلا من رحم الله!
لقد ضرب نساء المسلمين في القرون الماضية أروع الأمثلة على علو الهمة وشموخها، وسجلنّ للأجيال بطولات رائعة، لا يبرح نساء هذا العصر إذا قرأنها أن يتخيلنها ضربًا من ضروب الخيال، لولا قواطع الأدلة التي تثبت وقوعها في التاريخ.
لقد جعلن من حياتهن قدوة للأجيال، في العبادة والجهاد، وفي الصيام والقيام وفي طلب العلم والتربية والدعوة والتضحية من أجل دين الله.
وفي هذا الكتاب -نستعرض نماذج قيمة، من أحوال نساء السلف، لعل الله يحيي بذلك الإيمان في قلوب نسائنا، فتذب، فيصن روح العودة إلى حنين الماضي، حيث العزة والتمكين.
أول من أسلم امرأة!
لما أوحى الله -جل وعلا- إلى نبيه -صلى الله عليه وسلم- بالدعوة والتبليغ، عرض أمره على زوجته الطاهرة أم القاسم خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، فما كان منها إلا أن خفق قلبها للدين واستجاب حسها وشعورها بصدق ويقين لسيد الأنبياء والمرسلين -صلى الله عليه وسلم-.
قال الإمام عز الدين بن الأثير -رحمه الله تعالى-: "خديجة أول من أسلم، بإجماع المسلمين" [1].
فلم تعبأ -رضي الله عنها- بما قد ينالها من المشركين، فكانت خير نصير وظهير للنبي -صلى الله عليه وسلم- فكانت تسانده وتؤيده بمالها ونفسها وما تملك، لذلك كانت لها مكانة في قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا تعدلها مكانة سائر أمهات المؤمنين، فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ذكر خديجة أثنى فأحسن الثناء، قالت: فغرت يومًا؛ فقلت: ما أكثر ما تذكر حمراء الشدقين، قد أبدلك الله خيرًا منها، قال: «أبدلني الله خيرا منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس» " [2]؛ فهذا الحديث يدل على مكانتها في قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعلى التضحية الكبيرة التي قدمتها إيمانًا بالله ورسوله فكان أن بشرها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب» [3] فرضي الله عنها وأرضاها.
أختي المؤمنة: لقد كانت خديجة -رضي الله عنها- خير نصير للإسلام، وبها وبأمثالها نصر الله الدين، وهزم جموع المشركين، ولقد كسبت بسبقها للإسلام والإيمان شرفًا عظيمًا في الدنيا والآخرة، وإننا لنأمل أن يعلق وسام هذا الشرف في أعناق المؤمنات، إنه شرف السبق للعودة إلى الدين، فخديجة -رضي الله عنها- كسبت شرف السبق في البدء، ونحن نريد منك كسب شرف السبق للعود!
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء» [الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: البخاري، إسناده حسن].
نعم؛ إنه لابد من دفع ضريبة العودة، كما دفعت ضريبة البدأ، وهي في الحالتين واحدة: إنها الغربة.
فكوني -حفظك الله- ناصرة لهذا الدين بالتزامك واستجابتك لله ورسوله، اجعلي نصب عينيك أم المؤمنين قدوة، وتحملي وحشة الطريق والغربة، فإن طريق الجنة محفوف بالمكاره وطريق النار محفوف بالشهوات!
أول شهيدة في الإسلام امرأة
ومن عجيب قدر الله أن تكون أول شهيدة في الإسلام امرأة، ليعلم بذلك المسلمات طوال التاريخ أن دور المرأة في نصرة الدين عظيم، فهي أول من خفق قلبها للدين، وأول من روت تربة الأرض بدمها نصرة لله رب العالمين.
إنها سمية بنت خُبَّاط أم عمار بن ياسر، كانت سابعة سبعة في الإسلام، وكان بنو مخزوم إذا اشتدت الظهيرة، والتهبت الرمضاء، خرجوا بها هي وابنها، وزوجها إلى الصحراء، وألبسوهم دروع الحديد وأهالوا عليهم الرمال المتقدة، وأخذوا يرضخونهم بالحجارة، ورسول اللله -صلى الله عليه وسلم- لا يفتأ إذا مر عليهم أن يقول: صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة! حتى تفادى الرجلان -ابنها وزوجها- ذلك العذاب المر بظاهرة من الكفر أجرياها على لسانهما، وقلبهما مطمئن بالإيمان، وقد أعذر الله أمثالها بقوله -تعالى-: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106]؛ فأما المرأة فاعتصمت بالصبر، وقرت على العذاب، وأبت أن تعطي القوم ما سألوا من الكفر بعد الإيمان، فذهبوا بروحها وأفظعوا قتلتها، فماتت -رضي الله عنها-، وكانت أول شهيدة في الإسلام!
فأين الأخوات من أمثال سمية في عصرنا! وأين من تصبر على الحجاب الشرعي دون انسياق وراء خزعبلات الموضة وأضوائها!
وأين من تلازم طاعة الله جل وعلا وطاعة زوجها ووالديها!
وأين من تضحي بوقتها في سبيل التعلم والتعليم والدعوة!
لقد كان شرفًا للمرأة أن تكون الشهادة في الإسلام منطلقة على يدها، فإذا كانت سمية بنت خُبَّاط -رضي الله عنها- قد شهدت على التزامها بالإسلام بدمها وجسدها وروحها، فلكي تترك لأجيال المسلمات من بعدها إرثًا من التاريخ يفخرن به ويقتدين بنهجه ما دامت السموات والأرض.
أختاه..
يا من هديتِ إلى الإسلام راضية *** وما ارتضيتِ سوى منهاج خير نبي
يا در حفظت بالأمس غالية *** واليوم يبغونها للهو واللعب
يا حرة قد أرادوا جعلها أمة *** غريبة العقل، لكن اسمها عربي
هل يستوي من رسول الله قائده *** دومًا، وآخر هاوية أبو لهب
وأين من كانت الزهراء أسوتها *** ممن تقفت خطا حمالة الحطب
أختاه لست ببنت لا جذور لها *** ولست مقطوعة مجهولة النسب
أنت ابنة العرب من الإسلام عشت به *** في حضن أطهر أم من أعز أب
فلا تبالي بما يلقون من شبه *** وعندكِ العقل إن تدعيه يستجب
سليه: من أنا؟ ما أهلي؟ لمن نسبي؟ *** للغرب أم أنا للإسلام والعرب؟! [4]
امرأة تصنع الأبطال
لقد كانت الخنساء من خيرة نساء العرب في الجاهلية، ويوم أن قتل أخوها، بكته بُكاء صار مثلًا في الجزع والنياحة، من شدة ما كانت تجد في نفسها من فقده!
ولكنها لما أسلمت وحسن إسلامها، أصبحت تصنع الأبطال، وتعطي الدروس والعبر للأجيال؛ إذ لما تأهب أبناؤها وأشطار كبدها إلى القتال، وعظتهم موعظة القائد الصارم الذي يشحذ همم الجنود، ويوقظ سبات الرقود، فقالت لهم: "يا بني إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين والله الذي لا إله إلا هو، إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما هجنتُ حسبكم، وما غيرت نسبكن، واعلموا أن الدار الآخرة خير من الدار الفانية.
اصبروا وصابروا، ورابطوا، واتقوا الله لعلكم تفلحون، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها وحللت نارًا على أوراقها، فيمموا وطيسها، وجالدوا رسيسها، تظفروا بالغنم والكرامة، في دار الخلد والمقامة".
ولما حمي وطيس القتال، تدافعوا على العدو، حتى ماتوا جميعًا -رحمهم الله-، فما كان منها إلا أن قالت: "الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من الله أن يجمعني بهم في مستقر الرحمة" [5].
فأين أمثال الخنساء في زماننا؟ وأين من يعلي همم البنات والأبناء للتضحية في سبيل الدين إن لم يكن بالقتال، فبالعلم، والعمل والدعوة والنصيحة وبذل المعروف وكف الأذى؟
أختي المسلمة: تذكري أن البيت هو مدرسة الأبناء، وأنك المعلمة فيه، فبمقتضى التوجيه والتربية التي ترعين بها أبناءك يكون نهجهم ونتاجهم في الحياة، ولذا فإن حسن التوجيه وأدب التربية شرط في صناعة الأبطال.
فالبنت مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعبًا طيبًا الأعراق
ومن تأمل واقع المسلمين اليوم وجد أن السبب في ظهور الانحطاط في جوانب كثيرة من حياتهم، هو غياب روح التربية والتوجيه، وغياب دور الأمومة الريادي في صناعة الرجال الذين يرفعون راية الدين. فكوني رعاك الله مهتمة بأبنائك، واجعلي منهم جندًا لله!
المرأة.. تهزم الروم!
في وقعة اليرموك شهد التاريخ للمرأة بالشجاعة والبطولة، والتضحية والبذل من أجل نصرة الإسلام والمسلمين، ولقد أصاب الروم من العجب والدهشة حين رأوا نساء المجاهدين يضربن بالأحجار والخشب والعصي، ويقفزن فوق فرسان الروم، ويقتلن كما يفعل الرجال بل أكثر!
وفي زماننا -انقلبت الأحوال- وأصبح في قلوب كثير من النساء تعظيم للروم -الغرب- وأحواله وأصبحنّ يقلدنه في كل صغيرة وكبيرة، إعجابًا بأسلوب معيشته وشخصيته رجاله ونسائه وأطفاله.
ذهب الذين يعاش في أكنافهم *** وبقيت في خلف كجلد الأجرب
ففي وقعة اليرموك، فر جموع من المسلمين لما تكاثرت عليهم جيوش الروم على الميمنة، وهنا تظهر شجاعة النساء ودورهن في التحريض على الجهاد، حيث نادت النساء: "يا بنات العرب! دونكم والرجال، ردوهم من الهزيمة حتى يعودوا إلى الحرب"، قالت سعيدة بنت عاصم الخولاني: "كنت في جملة النساء يومئذ على التل، فلما انكشفت ميمنة المسلمين صاحت بنا عقيرة بنت غفار وكانت من المترجلات الباذلات، ونادت: "يا نساء العرب! دونكم والرجال، واحملن أولادكن على أيديكن، واستقبلنهن بالتحريض" ". وجعلت ابنة العاصي بن منبه تنادي: "قبح الله وجه رجل يفرر عن حليلته"، وجعل النساء يقلن لأزواجهن: "لستم لنا ببعولة إن لم تمنعوا عنا هؤلاء الأعلاج [6]" [7].
وكانت خولة تقول هذه الأبيات:
يا هاربًا عن نسوة ثقاتْ *** لها حمال ولها ثباتْ
يسلموهن إلى الهناتْ *** تملك نواصينا مع البناتْ
أعْلاجُ سُوء فسق عتاةْ *** ينلن منا أعظمَ الشتاتْ
قال ابن جرير: "وقد قاتل نساء المسلمين في هذا اليوم، وقتلوا خلقًا كثيرًا من الروم، وكن يضربن من انهزم من المسلمين، ويقلن: "أين تذهبون وتدعوننا للعلوج؟ فإذا زجرنهم لا يملك أحد نفسه حتى يرجع إلى القتال" " [8].
وخرجت هند ابنة عتبة، وبيدها مزهر ومن خلفها نساء من المهاجرين، وهي تحرض المجاهدين، وتقول الشعر الذي قالته يوم أحد:
نحن بنات طارق *** نمشي على النمارق
مشي القطا الموافق *** قيدي مع المرافق
ومن أبى نفارق *** إن تغلبوا نعانق
أو تدبروا نفارق *** فراق غير واثق
هل من كريم عاشق *** يحمي عن العواتق
ثم استقبلت خيل ميمنة المسلمين، فرأتهم منهزمين، فصاحت بهم: "على أين تنهزمون؟ وإلى أين تفرون؟ من الله ومن جنته؟ هو مطلع عليكم". ونظرت إلى زوجها أبي سفيان منهزمًا فضربت وجه حصانه بعمودها، وقالت له: "إلى أين يا أبا صخر؟ ارجع إلى القتال، ابذل مهجتك حتى تمحص ما سلف من تحريضك على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، قال الزبير بن العوام: "فلما سمعت كلام هند لأبي سفيان، ذكرت يوم أحد ونحن بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فعطف أبو سفيان عندما سمع كلام هند، وعطف المسلمون معه، ونظرت إلى النساء وقد حملن معهم، وقد رأيتهن يسابقن الرجال.
ولقد رأيتُ منهن امرأة وقد أقبلت على علج [9] عظيم وهو على فرسه، فتعلقت به، وما زالت به حتى نكبته عن جواده، وقتلته، وهي تقول: "هذا بيان نصر الله للمسلمين!!" وفي هذه الوقعة قتلت أسماء بنت يزيد بن السكن بعمود خبائها تسعة من الروم" [10].
أختي المسلمة.. إن هذه المشاهد الجميلة النيرة في تاريخ المرأة المسلمة لتبعث في النفس الهمة والطموح وتقذف في القلب التطلع والشموخ، فالمرأة هي قوام المجتمع ونواة الأسرة، شأنها في كل الميادين الشرعية عظيم! فتأملي رعاكِ الله في صولات المجاهدات كيف أوقعن أعداء الله الروم في هزيمة نكراء سجلها التاريخ ولم يسجل مثلها بعد!
فشمري عن ساعد الجد، واصنعي الأبطال كما صنع السابقات، وكوني لزوجكِ محرضة على الخير والفضل.
نحن في ذي الحياة ركب سفار *** يصل اللاحقين بالماضينا
قد هدانا السبيل من سبقونا *** وعلينا هداية الآيتنا
امرأة عابدة
وأما في العبادة فقد كانت أمهات المؤمنين عابدات زاهدات، قانتات طائعات، صائمات قائمات.
ومن بينهنّ: أم المؤمنين زينب بنت جحش بن رئاب ابنة عمة النبي -صلى الله عليه وسلم- ورضي الله عنها امرأة صناعًا، وكانت تعمل بيدها، وتتصدق به في سبيل الله [11].
وكانت -رضي الله عنها- صالحة، صواحة، قوامة، بارة، ويُقال لها: "أم المساكين"، وقالت فيها أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- بعد موتها: "لقد ذهبت حميدة متعبدة، مفزع اليتامى والأرامل" [12]، وعن أنس -رضي الله عنه- قال: "
ودخل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ذاتَ يومٍ في المسجِد، فإذا حبلٌ مَمدودٌ بيْن سارِيَتَين، فقال: ((ما هذا الحبل؟)) قالوا: هذا حبلٌ لزينب، فإذا فترَتْ تعلَّقتْ، فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا، حلُّوه، ليُصَلِّ أحدُكم نشاطَه، فإذا فَتَر، فلْيَقْعُد)).

فالفُتور بعد النَّشاط أمرٌ طبيعيٌّ، ولكن مع التَّمسُّك بالواجبات وأصول الدين، والبُعد عن المُحرَّمات، أمَّا إذا وصل إلى تَرْكِ الواجبات وفِعْلِ المُحرَّمات فالأمر خطيرٌ، كما قال النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ لكل عملٍ شِرَّةً، ولكلِّ شِرَّةٍ فترة، فمَنْ كانتْ فترتُه إلى سُنَّتِي فقد اهتدى، ومن كانت إلى غيْرِ ذلك فقد هلك))؛ رواه البيهقيُّ، عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه - وهو صحيح


:وقالت عائشة -رضي الله عنها- أيضًا: "كانت زينب بنت جحش تساويني في المنزلة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم أر امرأة قط خيرًا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثًا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالًا لنفسها في العمل الذي تتصدق به، وتقرُّبا به إلى الله -تعالى- ما عدا سورةً من حدَّة، كانت فيها تسرعُ منها الفيئة" [14].
أختي المؤمنة: فاجتهدي -رعاكِ الله- في طاعة الله، واتخذي أمهات المؤمنين لكِ قدوة واقرئي أحوالهنّ في كتب التراجم والسير والمناقب، لتعرفي ما كنّ عليه من العبادة والزهد في الدنيا، والتقرب إلى الله بالطاعات وصالح الأعمال، وإياكِ والاغترار بما عليه نساء هذا الزمان؛ فإن الكثرة ليست دليلًا على الحق، قال -تعالى-: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13]، وقال -تعالى- عن نوح: {وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ} [هود: 40].
امرأة عالمة
ولقد كان للمرأة دور بارز في حفظ العلوم وتلقينها؛ فهذا الإمام أبو مسلم الفراهيدي المحدث يكتب عن سبعين امرأة [15]، وهذا الحافظ ابن عساكر الملقب بحافظ الأمة، كان له شيوخه وأساتذته بضع وثمانون من النساء!! [16].
ومن نماذج النساء العالمات في عصر السلف: حفصة بنت سيرين، أم الهذيل الفقيهة الأنصارية.
قال هشام بن حسان: "قرأت حفصة بنت سيرين القرآن وهي ابنة اثنتي عشرة سنة، وماتت وهي ابنة تسعين".
وعنه أن ابن سيرين كان إذا أشكل عليه شيء من القرآن قال: "اذهبوا فسلوا حفصة كيف تقرأ"، وعنه قال: "اشترت حفصة جارية أظنها سندية فقيل لها: كيف رأيت مولاتك؟ فذكر إبراهيم كلامًا بالفارسية تفسيره: إنها امرأة صالحة، إلا أنها أذنبت ذنبًا عظيمًا فهي الليل كله تبكي وتصلي" [17].
أخية: تأملي -حفظكِ الله- كيف جمعت هذه المرأة الصالحة بين جمال العلم والعبادة، فقد نورها الله بالقرآن علمًا وعملًا، وفي زماننا كثر العلم وانتشر، وملأ الشريط الإسلامي والكتاب الإسلامي أركان المكتبات في البيوت، ولكن الفقه والفهم يكاد ينعدم؛ فهو مبسوط في الرفوف مقبوض عن الصدور، ولقد كثرت جمعيات التحفيظ، ولكن القليلات ممن هداهن الله اللواتي يملأنها بالذكر والتلاوة والحفظ والله المستعان.
فأين نساؤنا من نساء السلف؟! وأين الثرى من الثريا! ولكننا لا نضرب صفحًا عن الأمل، فلا تزال في كل وقت وحين بوادر خير في الزوايا، تنشر الخير وتدل عليه، ولا يزال بصيص نور وضاء هنا وهناك يضئ لنساء الأمة الطريق، ويجنبها الزلل ويجدد فيها الطموح والأمل، وبالله التوفيق.
وصلى الله على محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.

منقول .............




 توقيع : بالقرآن نرتقي





بالقرآن نرتقي

رد مع اقتباس
قديم 17 Apr 2015, 05:13 PM   #2
نور الشمس
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
** أم عمـــر **


الصورة الرمزية نور الشمس
نور الشمس غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 13417
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : 21 Aug 2023 (03:12 PM)
 المشاركات : 11,240 [ + ]
 التقييم :  35
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 مزاجي
لوني المفضل : Olivedrab
رد: أختاه ...اين أنت من التاريخ ...



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 
 توقيع : نور الشمس



قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

‏🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون

‏ وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،،

‏فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨

‏فهذا هو الخير ،،،

‏ 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87

🦋🍃


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 12:30 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي