الرسل والأنبياء في القرآن والسنة ـ دراسات وأبحاث . الإدارة العلمية والبحوث The prophets and apostle عليهم صلوات ربى وسلامه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
قصة عائشة وحفصة رضي الله عنهما
المدخـــل إلى القصة الغيرة بين الزوجات طبع في نفوس النساء فإن كل واحدة منهن تطمع إلى أن تكون اقرب إلى زوجها من الاخرى وأكرم به منها ، فتجدهن يتتبعن الاحداث و يتقصين الاخبار فيما يجري بين ضراتهن وزوجهن وقد ذكر القران الكريم لنا قصة تحكي هنا الامر عند النساء وذلك هو ما حصل في بيوت النبي صلى الله عليه وسلم بين نسائه .. وقد وردت هذه القصة في موضع واحد من كتاب الله العزيز :- يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5) ( التحريم ) التعريف بنساء القصة كانت هذه القصة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبعض ازواجه ( عائشة وحفصة – وزينب بنت جحش وأم ولده مارية رضي الله عنهن ) فأما عاشة وزينب بنت جحش رضي الله عنهما فقد تقدم الكلام عليهما ، وأما حفصة فهي أبنة عمر بن الخطاب كانت قبل أن يتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم عندخنيس بن حذافة السهمي , فهاجر بها إلى المدينة وكان ممن شهد بدرا ومات بالمدينة فتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم على رأس ثلاثين شهرا من مهاجره , توفيت حفصة رضي الله عنها في شعبان سنة خمس وأربعين وقيل سنة إحدي واربعين بالمدينة وصلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة أنذاك , وأما مارية القبطية فهي أم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم أهداها إليـــه المقوقـــص صـــاحب الاسكندرية في سنة سبع من الهجرة وتوفيت في محرم سنة ستة عشرة من الهجرة صلى عليها عمر بن الخطاب رضى الله عنه وعنها ودفنـــت بالبقيع . عـــــرض القصـــــــة كانت تلك القصة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبعض ازواجه فإن المراد بالازواج في قوله تعالى(تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ) جنس النساء والمعنى بذلك عائشة وحفصة وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم على نفسه العســـــــل أو مارية مبتغيا بذلك رضا زوجاته كما جاءت بذلك السنة .. فعن عائشة رضي الله عنها ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب أبنة جحش ويشرب عندها عســلا فتواصيت أناوحفصة أن أيتتنا دخل عليها النبي صلى الله عيه وسلم فلتقل إني لاجد منك ريح مغافير ، أكلت مغافير - فدخل على إحداهما فقالت له ذلك –فقال لابأس شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له – فنزلت (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ – إلى -- إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ ) لعائشة وحفصة - وعن أنس ( أن رسول الله كانت له أمة يطؤها . فلم تزل به عائشة وحفصة حتى حرمها على نفسه فأنزل الله (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ -..) وقد رجع الشوكاني في تفسيره القول بأن الايـــة نزلت في السببين كليهما وهما تحريمه صلى الله عليه وسلم العسل وتحريمه مارية وقد أسر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الامر بينه وبين حفصة ولكنها أباحت به إلى عائشة رضي الله عنها فلما فعلت ذلك أعلم العليم الخبير نبيه بإفشائها ذلك السر فعرف النبي صلى الله عليه وسلم حفصه بعضه بمعني أعلم إعلام معاتبة وأعرض عن بعض غض عنه إحسانا وتكرما فلم يخبرها أنه علم بإخبارها عائشة بما أسره إليها . وقد أخبر الله تعالى أن ما حصل من حفصة وعائشة من التظاهر والتعاون على إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم ميل عن الحق ودعاهما إلى التوبةمن ذلك وأنه إن تكرر منهما مثل ذلك فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير . وفي هذا من التحذير العظيم لهما مالايخفى،ثم خوفهما أيضا بحالة تشق على النساء غاية المشقة وهو الطلاق الذي هو أكبر شئ عليهن فقال الله تعالى (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ ..) الاحكام المستفادة من القصــة 1- إن من حرم على نفسه أمة أو طعاما او زوجة لم تحرم عليه وتلزمه كفارة يمين أخذا من قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ -) وقال بعدها -(قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ..).. وعن أبن عباس رضي الله عنـــه قال إذا حرم عليه أمرأته فهي يمين يكفرها وقال (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ..) (الاحزاب 21 ) 2- وجوب كتم السر أخذا من عتاب النبي صلى الله عليه وسلم لحفصة رضي الله عنها على إفشائها السر . 3- لا بأس باسرار الحديث إلى من يركن إليه زوجة أو صديق أخذا من قوله تعالى (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا ...) 4- تغليظ حرمة ايذائه صلى الله عليه وسلم اخذا من قوله تعالى (وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ) وقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57 الاحزاب ) الــدروس والعــــبر 1) إن التشريع الاسلامي لا مدخل فيه للاغراض الشخصية اخذا من قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ) 2) إن الغيرة بين الزوجات ليست مما تجب مراعالته في المعاشرة إن كانت فيما لا هضم فيه لحقوقهن ولا هي إكرام إحداهن لزوجها إن كانت الاخرى لم تتمكن من إكرامه في بعض الايام وهذا يومئ إلى ضبط مايراعى من الغيرة وما لايراعى . 3) قد يقع في بيت النبي صلى الله عليه وسلم أمور تعكر صفو الحياة الزوجية وتكون سببا في تشريع عام للامة . مثل مشروعية كفارة اليمين بسبب التحريم الذي وقع منه صلى الله عليه وسلسم .. 4) حسن العشرة بين الزوجات والتلطف في عتابهن والاعراض عن استفصاء الذنب اخذا من قوله تعالى (عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ..) وقال سفيان : مازال التغافل من فعل الكرام وقال الحسن ما استقصى كريم قط .. 5) خطورة إفشاء أحد الزوجين سر صاحبه على الحياة الزوجية اخذا من تحريم النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه ما يجب وعرض الله تعالى على حفصة وعائشة التوبة لكونهما سببا في ذلك التحريم . 6) عظم كيد النساء وضعف الرجال أمامهن أخذا من قوله تعالى (وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ) و قد أشار إلى ذلك قوله تعالى (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (يوسف ) 7) التثبت من الامور وعدم الاخذ بالظن اخذا من قوله تعالى (قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا ..) ـــــــــــــــ المرجع : قصص النساء في القران الكريم –د.محمدبن الحميد
|
01 May 2013, 12:55 AM | #2 |
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
** أم عمـــر **
|
رد: قصة عائشة وحفصة رضي الله عنهما
|
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: 🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،، فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨ فهذا هو الخير ،،، 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87 🦋🍃 |
01 May 2013, 10:51 AM | #3 |
باحث جزاه الله تعالى خيرا
|
رد: قصة عائشة وحفصة رضي الله عنهما
جزاك الله خير ولاحرمك اجرنا
|
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ» الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - خلاصة حكم المحدث: صحيح فلاتحرمونا دعائكم |
02 May 2013, 06:22 PM | #5 |
من السودان الغالية - جزاه الله تعالى خيرا
|
رد: قصة عائشة وحفصة رضي الله عنهما
شاكرا للجميع حسن المرور ..
ألا نستفيد و نتعظ من تلك القصص !!! و قد أورد القرآن الكريم عناية بالمرأة حيث بين لنا من القصص لنستفيد منها أحكاما و دروسا وعبرا تعيننا على السير في هذه الحياة وذلك علي نور وبصيرة .. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|