اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ : روى الإمام مسلم عن أبي أيُّوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مَن صام رمضان ثم أتبَعَه ستًّا من شوَّال، كان كصيام الدهر))؛ وروى الإمام الطبراني عن عبدالله ابن عمررضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضانَ وأتبعه ستًّا من شوَّالٍ خرج من ذنوبِه كيومِ ولدته أمُّه ) .

اللهم ربنا تقبل منا الصيام والصلاة والقرآن والقيام والدعاء وسائر صالح الأعمال ،وأجعلنا ممن قام ليلة القدر واجعلنا فيها من الفائزين المقبولين وكل عام ونحن وجميع المسلمين في خيرورخاء وصحة وعافية وسعادة وأمن وأمان .


           :: الغرب ينتقل إلى مرحلة الحَيونة رسميًا!! | المختصر المفيد | حسن الحسيني (آخر رد :شبوه نت)       :: القيم في القرآن الكريم - القيم في الفرد المسلم والمسلمة - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: خطبة جمعة : آداب الصلاة - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: جن متشكل يخرج من بطن متلبس بشكل ثعبان #عالم_الجن . (آخر رد :ابن الورد)       :: ظهور امرأة في البر شاهد العجب #عالم_الجن . (آخر رد :ابن الورد)       :: 1:04 / 25:50 طفل الجن ينقلنا إلى قريه من الجن شاهد . (آخر رد :ابن الورد)       :: مايقرأ على المعتوه والملدوغ . (آخر رد :ابن الورد)       :: الحصول على كتاب وحشر الجن في بئر . (آخر رد :ابن الورد)       :: رجل فاضل من الجن يخرج شاهد . (آخر رد :ابن الورد)       :: خطبة جمعة : أحب الأعمال إلى الله - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 28 May 2017, 06:58 AM
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا
بالقرآن نرتقي غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 فترة الأقامة : 5207 يوم
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 3,065 [ + ]
 التقييم : 18
 معدل التقييم : بالقرآن نرتقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
عقيدة أهل السنة في الصحابة وآل البيت



:


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


بسم الله
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

في هذا المتصفح سيكون بإذن الله الحديث في مسألة عقدية مهمة
وهي " عقيدة أهل السنة في الصحابة وآل البيت " رضي الله عنهم
فلعل فيها منارًا لدروب السائرين ،، ونفعًا لمن أراد الاستزادة
ومن هنا سيكون المتصفح في فصلين أول وثاني.. يندرج تحتهما مباحث ومتطلبات
كما أدناه .. حفظكم الله تعالى
الفصل الأول : عقيدة أهل السنة في الصحابة .
الفصل الثاني : عقيدة أهل السنة في آل البيت .

اسأل الله أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم وأن ينفع به ويتقبله
وثمة أمرٍ مهمٍ لجمال المسير وهو المصدر
المصدر : نقلاً عن موقع الدرر السنية

:


المبحث : عقيدة أهل السنة في الصحابة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

في هذا المبحث سيكون بإذن الله الحديث عن المطلبات التالية
المطلب الأول: وجوب محبتهم.
المطلب الثاني: إثبات عدالتهم.
المطلب الثالث: سلامة ألسنتهم وقلوبهم للصحابة.
المطلب الرابع: أهل السنة يمسكون عما شجر بين الصحابة.
المطلب الخامس: الدعاء والاستغفار لهم.
المطلب السادس: الشهادة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة منهم.
المطلب السابع: إثبات الخلافة للخلفاء الراشدين حسب ترتيبهم في الفضل.


حفظكم ربي سنتناول كل مطلب على حدا حسب تسلسلها




 توقيع : بالقرآن نرتقي





بالقرآن نرتقي

رد مع اقتباس
قديم 28 May 2017, 06:59 AM   #2
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية بالقرآن نرتقي
بالقرآن نرتقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 3,065 [ + ]
 التقييم :  18
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: عقيدة أهل السنة في الصحابة وآل البيت



المطلب الأول : وجوب محبتهم


:
المطلب الأول : وجوب محبتهم

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

من عقائد أهل السنة والجماعة وجوب محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمهم وتوقيرهم وتكريمهم
والاحتجاج بإجماعهم والاقتداء بهم، والأخذ بآثارهم، وحرمة بغض أحد منهم لما شرفهم الله به
من صحبة رسوله صلى الله عليه وسلم والجهاد معه لنصرة دين الإسلام، وصبرهم على أذى المشركين والمنافقين،
والهجرة عن أوطانهم وأموالهم وتقديم حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على ذلك كله،
وقد دلت النصوص الكثيرة على وجوب حب الصحابة رضي الله عنهم جميعاً، وقد فهم أهل السنة والجماعة ما دلت عليه
النصوص في هذا واعتقدوا ما تضمنته مما يجب لهم من المحبة على وجه العموم رضي الله عنهم وأرضاهم، ومن تلك النصوص:

(1) قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ في قُلُوبِنَا غِلًّا
لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )
[الحشر: 10].
هذه الآية دليل على وجوب محبة الصحابة لأنه جعل لمن بعدهم حظاً في الفيء ما أقاموا على محبتهم
وموالاتهم والاستغفار لهم، وأن من سبهم أو واحداً منهم أو اعتقد فيه شراً أنه لا حق له في الفيء، روي ذلك عن مالك وغيره،
قال مالك: (من كان يبغض أحداً من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أو كان في قلبه عليهم غل
فليس له حق في فيء المسلمين، ثم قرأ
( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ الآية) (1) .
(2) روى الترمذي بإسناده إلى عبد الله بن مغفل المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم،
ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه))
رواه الترمذي وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي2) .
هذا الحديث تضمن الحث لكل إنسان يأتي بعد الصحابة في أن يحفظ حقهم، والمعنى: لا تنقصوا من حقهم ولا تسبوهم،
بل عظموهم ووقروهم، ولا تتخذوهم هدفاً ترمونهم بقبيح الكلام، كما يرمى الهدف بالسهم،
وبين عليه الصلاة والسلام أن حبهم ما استقر في قلب إنسان إلا بسبب حبه للنبي صلى الله عليه وسلم،
أو بسبب حب النبي صلى الله عليه وسلم إياهم وما وجد بغضهم في قلب إنسان إلا بسبب ما فيه من البغض
للنبي صلى الله عليه وسلم، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم:
((يوشك أن يأخذه))، أي: يعاقبه في الدنيا أو في الآخرة (3) .
فالحديث دل على وجوب حب الصحابة رضي الله عنهم وخطورة بغضهم.

قال المناوي في قوله صلى الله عليه وسلم: ((الله الله في أصحابي))
(أي: اتقوا الله فيهم ولا تلمزوهم بسوء أو اذكروا الله فيهم، وفي تعظيمهم وتوقيرهم، وكرره إيذاناً
بمزيد الحث على الكف عن التعرض لهم بمنقص
((فمن أحبهم فبحبي أحبهم)) أي: فبسبب حبهم إياي، أو حبي إياهم،
أي: إنما أحبهم لحبهم إياي، أو لحبي إياهم.
((ومن أبغضهم فببغضي)). أي: فبسبب بغضه إياي،
((أبغضهم)) يعني: إنما أبغضهم لبغضه إياي... وخص الوعيد بها لما اطلع عليه مما سيكون بعده من ظهور البدع وإيذاء بعضهم
زعماً منهم الحب لبعض آخر، وهذا من باهر معجزاته، وقد كان في حياته حريصاً على حفظهم والشفقة عليهم.
أخرج البيهقي عن ابن مسعود: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
((لا يبلغني أحد منكم عن أحد من أصحابي شيئاً فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر)) رواه البيقهي(4) ،
وإن تعرض إليهم ملحد وكفر نعمة قد أنعم الله بها عليهم، فجهل منه وحرمان، وسوء فهم، وقلة إيمان،
إذ لو لحقهم نقص لم يبق في الدين ساق قائمة لأنهم النقلة إلينا، فإذا جرح النقلة دخل من الآيات والأحاديث
التي بها ذهاب الأنام، وخراب الإسلام إذ لا وحي بعد المصطفى صلى الله عليه وسلم وعدالة المبلغ شرط لصحة التبليغ)
(5) .
(3) وروى الإمام البخاري في (صحيحه) من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
((آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار)) (6) .
ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم هذا: (أن علامات كمال إيمان الإنسان، أو نفس إيمانه حب مؤمني الأوس والخزرج
لحسن وفائهم بما عاهدوا الله عليه من إيواء نبيه صلى الله عليه وسلم ونصره على أعدائه زمن الضعف والعسرة
وحسن جواره ورسوخ صداقتهم وخلوص مودتهم ولا يلزم منه ترجيحهم على المهاجرين الذين فارقوا أوطانهم وأهليهم
وحرموا أموالهم حباً له وروماً لرضاه...
(وآية النفاق) بالمعنى الخاص (بغض الأنصار)، صرح به مع فهمه مما قبله
لاقتضاء المقام التأكيد، ولم يقابل الإيمان بالكفر الذي هو ضده، لأن الكلام فيمن ظاهره الإيمان،
وباطنه الكفر فميزه عن ذوي الإيمان الحقيقي، فلم يقل آية الكفر لكونه غير كافر ظاهراً، وخص الأنصار بهذه المنقبة العظمى،
لما امتازوا به من الفضائل، فكان اختصاصهم بها مظنة الحسد الموجب للبغض، فوجب التحذير من بغضهم والترغيب في حبهم،
وأبرز ذلك في هذين التركيبين المفيدين للحصر لأن المبتدأ والخبر فيهما معرفتان، فجعل ذلك آية الإيمان والنفاق
على منهج القصر الادعائي، حتى كأنه: لا علامة للإيمان إلا حبهم، وليس حبهم إلا علامته،
ولا علامة للنفاق إلا بغضهم، وليس بغضهم إلا علامته، تنويهاً بعظيم فضلهم، وتنبيهاً على كريم فعلهم،
وإن كان من شاركهم في المعنى مشاركاً لهم في الفضل كل بقسطه)
(7) .
(4) وروى مسلم بإسناده إلى عدي بن ثابت، قال: سمعت البراء يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الأنصار:
((لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق، من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله)).
قال شعبة: (قلت لعدي: سمعته من البراء؟ قال: إياي حدث) رواه مسلم / 75(8) .
(5) وروى أيضاً: بإسناده إلى أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر)) رواه مسلم / 76(9) .
(6) وروى الإمام أحمد بإسناده إلى أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من أحب الأنصار أحبه الله، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله)) السلسلة الصحيحة قال الشيخ الألباني أسناده صحيح على شرط الشيخين(10) .
(7) وروى الحافظ الطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:
((من أحب الأنصار فبحبي أحبهم، ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم)) (11) .
(8) وروى الإمام أحمد بإسناده إلى البراء بن عازب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا يحب الأنصار إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله)) الألباني /صحيح الجامع (12) .

:
؛,
يتبع لهذا المطلب


تابع المطلب الأول : وجوب محبتهم

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

(9) وروى الإمام أحمد بإسناده إلى سعد بن عبادة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن هذا الحي من الأنصار محنة حبهم إيمان وبغضهم نفاق)) (13)
(10) وروى أيضاً: بإسناده إلى الحارث بن زياد الساعدي ((أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق
وهو يبايع الناس على الهجرة فقال: يا رسول الله بايع هذا، قال: ومن هذا، قال: ابن عمي حوط بن يزيد أو يزيد بن حوط،
قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أبايعك إن الناس يهاجرون إليكم ولا تهاجرون إليهم،
والذي نفس محمد صلى الله عليه وسلم بيده لا يحب رجل الأنصار حتى يلقى الله تبارك وتعالى
إلا لقي الله – تبارك وتعالى – وهو يحبه، ولا يبغض رجل الأنصار حتى يلقى الله – تبارك وتعالى – إلا
لقي الله – تبارك وتعالى – وهو يبغضه))
رواه أحمد ( 429 / 3 ) (14)
(11) وروى الإمام مسلم بإسناده إلى علي رضي الله عنه أنه قال: ((والذي فلق الحبة وبرأ النسمة
إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق))
رواه مسلم / 78
(15)

فهذه الأحاديث كلها دلت على وجوب حب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً مهاجرين وأنصار،
ولا يقال إن ظاهر لفظها في الأنصار فلا يدخل فيها المهاجرون، بل الصحيح أنه يدخل فيها كل فرد من أفراد
الصحابة لتحقق مشترك الإكرام، لما لهم من حسن الغناء في الدين رضي الله عنهم أجمعين.

كما اشتملت على ذكر الجزاء الذي ينتظر من يكن لهم المحبة في قلبه ومن يكن لهم البغض، فمن أحبهم
فاز بحب الله له، ومن أبغضهم أبغضه الله، وشتان بين الجزائين، كما دلت على أن القلب الذي امتلأ ببغضهم
إنما هو قلب ينضح بالنفاق، خذل صاحبه بعدم الإيمان والعياذ بالله.

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى مبيناً المراد في قوله صلى الله عليه وسلم:
((آية المنافق بغض الأنصار، وآية المؤمن حب الأنصار)) رواه البخاري / 17 ومسلم / 74(16)
، وفي الرواية الأخرى:
((لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، ومن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله))
رواه مسلم / 75(17)
، وفي الأخرى:
((لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر)) رواه مسلم 76(18)
، وفي حديث علي رضي الله عنه:
(والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم إلي أن لا يحبني إلا مؤمن،
ولا يبغضني إلا منافق)(19)
رواه مسلم / 78.

(الآية: هي العلامة، ومعنى هذه الأحاديث أن من عرف مرتبة الأنصار وما كان منهم في نصرة دين الإسلام
والسعي في إظهاره وإيواء المسلمين وقيامهم في مهمات دين الإسلام حق القيام، وحبهم النبي صلى الله عليه وسلم،
وحبه إياهم، وبذلهم أموالهم وأنفسهم بين يديه، وقتالهم ومعاداتهم سائر الناس إيثاراً للإسلام،
وعرف من علي بن أبي طالب رضي الله عنه قربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب النبي صلى الله عليه وسلم له،
وما كان منه في نصرة الإسلام، وسوابقه فيه، ثم أحب الأنصار وعلياً لهذا كان ذلك من دلائل صحة إيمانه،
وصدقه في إسلامه لسروره بظهور الإسلام والقيام بما يرضي الله – سبحانه وتعالى – ورسوله صلى الله عليه وسلم،
ومن أبغضهم كان بضد ذلك، واستدل به على نفاقه وفساد سريرته والله أعلم)
شرح النووي على صحيح مسلم ( 63 / 2 - 64 )(20)
وقال الذهبي رحمه الله تعالى مبيناً العلة من جعله صلى الله عليه وسلم حب الأنصار علامة الإيمان
وبغضهم علامة النفاق حيث قال: (وما ذاك إلا لسابقتهم ومجاهدتهم أعداء الله بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وكذلك حب علي رضي الله عنه من الإيمان وبغضه من النفاق، وإنما يعرف فضائل الصحابة رضي الله عنهم من
تدبر أحوالهم وسيرهم وآثارهم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد موته من المسابقة إلى الإيمان،
والمجاهدة للكفار ونشر الدين وإظهار شعائر الإسلام وإعلاء كلمة الله ورسوله وتعليم فرائضه وسننه ولولاهم ما وصل إلينا
من الدين أصل ولا فرع ولا علمنا من الفرائض والسنن سنة ولا فرضاً، ولا علمنا من الأحاديث والأخبار شيئاً)
كتاب الكبائر ( ص 234-235 )(21)
وقال العيني رحمه الله تعالى شارحاً لقوله صلى الله عليه وسلم:
((آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار)) رواه البخاري / 17 (22)
: (المقصود من الحديث الحث علىى حب الأنصار وبيان فضلهم، لما كان منهم من إعزاز الدين وبذل الأموال والأنفس
والإيثار على أنفسهم والإيواء والنصر وغير ذلك، قالوا: وهذا جار في أعيانن الصحابة كالخلفاء وبقية العشرة والمهاجرين
بل في كل الصحابة إذ كل واحد منهم له سابقة وسالفة وغناء في الدين وأثر حسن فيه،
فحبهم لذلك المعنى محض الإيمان وبغضهم محض النفاق ويدل عليه ما روي مرفوعاً في فضل أصحابه كلهم:
((من أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم))
رواه الترمذي وقال غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي(23)
وقال القرطبي: (وأما من أبغض والعياذ بالله أحداً منهم من غير تلك الجهة لأمر طارئ من حدث وقع لمخالفة غرض
أو لضرر ونحوه لم يصر بذلك منافقاً ولا كافراً، فقد وقع بينهم حروب ومخالفات، ومع ذلك لم يحكم بعضهم
على بعض بالنفاق، وإنما كان حالهم في ذلك حال المجتهدين في الأحكام، فإما أن يقال كلهم مصيب،
أو المصيب واحد والمخطئ معذور، مع أنه مخاطب بما يراه ويظنه، فمن وقع له في أحد منهم والعياذ بالله لشيء من ذلك،
فهو عاص يجب عليه التوبة، ومجاهدة نفسه بذكر سوابقهم، وفضائلهم، وما لهم على كل من بعدهم من الحقوق
إذا لم يصل أحد من بعدهم لشيء من الدين والدنيا إلا بهم وبسببهم قال الله تعالى:
( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ ) الآية اهـ) انظر عمدة القاري 406 / 1(24)

وقد وفق الله الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة
لاعتقاد ما دلت عليه النصوص المتقدم ذكرها من أن حب الصحابة واجب على كل مسلم،
(فقد سئل الحسن البصري رحمه الله تعالى: حب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما سنة؟ قال: لا، فريضة)
الرقائق والحكايات ص 171(25)

وقال الطحاوي رحمه الله تعالى مبيناً ما يجب على المسلم اعتقاده في محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم
وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان)
شرح الطحاوية / ص 467 (26)

وقال أبو عبد الله بن بطة في صدد عرضه لعقيدة أهل السنة:
(ونحب جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على مراتبهم ومنازلهم أولاً فأولاً: من أهل بدر والحديبية
وبيعة الرضوان وأحد فهؤلاء أهل الفضائل الشريفة والمنازل المنيفة الذين سبقت لهم السوابق رحمهم الله أجمعين)
الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة / ص 271 (27)

فعلى المسلم أن يسلك في حب الصحابة مسلك أهل الحق من أهل السنة والجماعة بحيث يحبهم جميعاً،
ولا يفرط في حب أحد منهم وأن يتبرأ من طريقة الشيعة الرافضة الذين يتدينون ببغضهم وسبهم،
ومن طريقة النواصب والخوارج الذين ابتلوا بإيذاء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليعلم كل مسلم
أن أهل السنة والجماعة يتبرؤون من طريقة هذه الفرق فيهم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (ويتبرؤون من طريقة الروافض والشيعة الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم،
وطريقة النواصب والخوارج الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل)
العقيدة الواسطية مع شرحها / ص 173 (28)


(فمن أراد السلامة لدينه وأن يسلم له إيمانه فليحبهم جميعاً، وأن يحتم ذلك على نفسه، وعلى كل أبناء جنسه
لأن ذلك واجب على جميع الأمة واتفق على ذلك الأئمة، فلا يزوغ عن حبهم إلا هالك، ولا يزوغ عن وجوب ذلك إلا آفك)

:
،,
انتهى المطلب الأول بحمد الله تعالى


 
 توقيع : بالقرآن نرتقي





بالقرآن نرتقي


رد مع اقتباس
قديم 28 May 2017, 07:01 AM   #3
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية بالقرآن نرتقي
بالقرآن نرتقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 3,065 [ + ]
 التقييم :  18
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: عقيدة أهل السنة في الصحابة وآل البيت



المطلب الثاني (2) : إثبات عدالتهم


:
المطلب الثاني : إثبات عدالتهم

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الفرع الأول: معنى العدالة في اللغة والاصطلاح.
الفرع الثاني: مذهب أهل السنة في عدالة الصحابة.


سنتناول الفرع الثاني فقط
الفرع الثاني:مذهب أهل السنة في عدالة الصحابة

تمهيد


يعتقد أهل السنة والجماعة أن للصحبة شرفاً عظيماً، يمنح صاحبها ميزة خاصة، بل يرون أن فضيلة الصحبة
لا يعدلها عمل، لمشاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا لمن رآه، أما من اتفق له الذب عنه، والسبق إليه بالهجرة،
أو النصرة، أو ضبط الشرع المتلقى عنه وتبليغه لمن بعده، فإنه لا يعدله أحد ممن يأتي بعده،
لأنه ما من خصلة إلا والذي سبق بها له مثل أجر من عمل بها من بعده، فظهر بذلك فضلهم ( فتح الباري لابن حجر 7/8 ) .
قال ابن عمر رضي الله عنه وهو يتحدث عن فضائل الصحابة:
(فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم أربعين سنة) حسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه .
وعن الإمام أحمد أنه قال:
(فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه ولو لقوا الله بجميع الأعمال) شرح أصول اعتقاد أهل السنة 160 / 1 .
وقال الإمام النووي:
(وفضيلة الصحبة، ولو لحظة، لا يوازيها عمل، ولا تنال درجتها بشيء، والفضائل لا تؤخذ بالقياس، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) (4) .
فمذهب أهل السنة والجماعة أن الله تعالى حين: ( أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ )[الصف: 9]
اختار لصحبته وتلقي الشريعة عنه قوماً هم أفضل هذه الأمة التي هي خير الأمم، فشرفهم بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم،
وخصهم في الحياة الدنيا بشرف رؤيته والنظر إليه، وسماع حديثه، وقد بلغوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما بعثه الله به من النور والهدى على أكمل الوجوه وأتمها، فكان لهم الأجر العظيم لصحبتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
والجهاد معه في سبيل الله، وأعمالهم الجليلة في نشر الإسلام، ولهم مثل أجور من بعدهم لأنهم الواسطة بينهم
وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً.
ومعتقدهم في الصحابة (وسط بين طرفي الإفراط والتفريط، وسط بين المفرطين الغالين الذين يرفعون من يعظمون منهم
إلى ما لا يليق إلا بالله أو برسله، وبين المفرطين الجافين الذين ينتقصونهم ويسبونهم، فهم وسط بين الغلاة والجفاة،
يحبونهم جميعاً وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف، فلا يرفعونهم إلى ما لا يستحقون ولا يقصرون بهم
عما يليق بهم، فألسنتهم رطبة بذكرهم الجميل اللائق بهم وقلوبهم عامرة بحبهم، وما صح فيما جرى بينهم من خلاف
فهم فيه مجتهدون، إما مصيبون ولهم أجر الاجتهاد، وأجر الإصابة، وإما مخطئون ولهم أجر الاجتهاد وخطؤهم مغفور،
وليسوا بمعصومين، بل هم بشر يصيبون ويخطئون، ولكن ما أكثر صوابهم بالنسبة لصواب غيرهم، وما أقل خطأهم،
إذا نسب إلى خطأ غيرهم، ولهم من الله المغفرة والرضوان)عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة محاضرة للشيخ عبدالمحسن العباد .

ولأهمية هذه المسألة فإن أهل السنة والجماعة يذكرون معتقدهم في الصحابة في كتب العقيدة،
وكأنهم يجعلون منها علامة فارقة بينهم وبين غيرهم.
أما كتب مصطلح الحديث والأصول، فقد تكفلت بذكر عدالتهم وأدلة العلماء عليها، في حين ذكرت كتب السنة جملة كبيرة
من الأحاديث التي ثبتت في فضلهم والثناء عليهم، ونوهت كتب التفسير بفضلهم عند تفسير الآيات التي تخص الصحابة.
لذلك فإن أهل السنة والجماعة يرون أن شرف الصحبة يضيف على صاحبه إطلاق مفهوم العدالة عليه،
وهذا قول كل من يعتد به منهم، فإنهم يقولون بتعديل جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
من أسلم منهم قبل الفتح، ومن أسلم بعده، ومن لابس الفتن أو لم يلابس.
قال ابن الصلاح: (الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة، ولا يعتد بخلاف من خالفهم)المقدمة ص 146 -147 .
وقال الشيخ تقي الدين:
(الذي عليه سلف الأمة وجمهور الخلف أن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين عدول بتعديل الله تعالى لهم) المسودة ص292 .
وحكى ابن عبد البر في (الاستيعاب) إجماع أهل السنة والجماعة على تعديل الصحابة،
وحكاه إمام الحرمين أيضا على ما ذكره الشوكاني في (إرشاد الفحول)للشوكاني .
وقال شارح مسلم الثبوت: (إن عدالة الصحابة مقطوعة ولا سيما أصحاب بدر، وبيعة الرضوان، كيف لا وقد أثنى عليهم الله تعالى
في مواضع عديد من كتابه، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فضائلهم غير مرة) 401 /2 .
وقال الحافظ الذهبي: (فأما الصحابة رضي الله عنهم فبساطهم مطوي وإن جرى ما جرى – إلى أن قال – إذ على عدالتهم
وقبول ما نقلوه العمل وبه ندين الله تعالى)الرواة الثقاة المتكلم فيهم بما لايجب ردهم للذهبي ص4 .
وذكر ابن كثير أن (الصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة) اختصار علوم الحديث لابن كثير / ص220 .
وبناء على ذلك، يرى أهل السنة والجماعة أن جهالة الصحابي لا تضر، فإذا قال التابعي عن رجل
ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤثر ذلك في المروي، لأن الجهالة في الصحابة لا تضر.
قال الخطيب: (كل حديث اتصل إسناده بين من رواه وبين النبي صلى الله عليه وسلم لم يلزم العمل به إلا بعد
ثبوت عدالة رجاله، ويجب النظر في أحوالهم، سوى الصحابي الذي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم، وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم في نص القرآن الكريم) الكفاية للخطيب ص93 .
ويعتقد أهل السنة والجماعة أن الصحابة رضي الله عنهم اكتسبوا هذا التعديل بتعديل الله تعالى لهم وثنائه عليهم،
وثناء رسوله صلى الله عليه وسلم وأن الحال التي كانوا عليها شاهدة على ذلك. (14)



:

؛,
يتبع لهذا المطلب


تابع المطلب الثاني : إثبات عدالتهم

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


تابع الفرع الثاني: مذهب أهل السنة في عدالة الصحابة.


سنتناول الآن
أولا: أدلة أهل السنة والجماعة على عدالة الصحابة من القرآن الكريم

من المسلَّم به لدى المسلمين أن الله سبحانه وتعالى أرسل رسوله ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم وجعله خاتم الأنبياء،
ومن ثم فقد أنزل عليه القرآن الكريم الذي يعد أساساً لدينه، ومصدراً لتعاليمه ودعوته، ووسيلة دائمة لربط الخلق بخالقهم
وتوثيق علاقته بهم، وسبباً قوياً لتحقيق الربانية الصادقة في أتباعه.

وقد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ هذا الكتاب: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)[الحجر: 9]،
وصانه من كل تحريف أو تغيير؛ بل تولى الله تبارك وتعالى نشره وإذاعته في العالم، وجعله ميسراً جديراً بالفهم:
(
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ)[القمر: 17]، وهيأ الله سبحانه وتعالى الجو المناسب والفرص المواتية لقراءته
وكثرة تلاوته وحفظه واستظهاره واستحضاره وبذلك كان بعيداً كل البعد عن كل تصرف بشري من حذف، أو زيادة، أو تحريف، أو تبديل.

وإذا كانت هذه المسألة من المسلمات عندنا فإنه ثمة مسلمة أخرى لا تقبل الجدل وهي:
أن القرآن الكريم الذي أُنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إنما نزل ليخاطب بداءة تلك الأمة التي عاصرت الرسول الكريم
في أمره ونهيه ومدحه وقدحه وغير ذلك. وإن كانت هذه الخطابات تتعدى إلى الناس أجمعين، حيث إن العبرة بعموم اللفظ
لا بخصوص السبب كما يقول الأصوليون. إلا أن المخاطب الأول هم القوم الذين عاشوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونزل الوحي بين ظهرانيهم مؤمنهم وكافرهم ومنافقهم، وهذا ما فهمه الصحابة الكرام رضي الله عنهم حينما كانوا يقرؤون القرآن
ويتدبرون آياته ويتفهمون معانيه.

ومن خلال هاتين المسلمتين: حفظ القرآن، وصيانته، وأن خطابه موجه ابتداء إلى الأمة المعاصرة للرسول صلى الله عليه وسلم
فإننا نستطيع أن نحمل بل نجزم أن كل مدح وثناء، وعد لصفات الخير، وذكر لمحاسن الرجال،
إنما عني به ربنا تبارك وتعالى أولئك الرجال الذين آمنوا برسوله وعزروه ونصروه وهم الصحب الكرام
الذين يمثلون الجيل الأول الذي تربى في كنف القرآن وهدي السنة المطهرة.

ومقابل ذلك فإن كل قدح وذم وعد للمساوئ وذكر لصفات السوء إنما أراد به تبارك وتعالى أولئك القوم الذين
وقفوا بوجه دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وحاربوه وآذوه، أو أولئك المنافقين الذين أبطنوا الكفر وأظهروا الإيمان
ففضح الله سرائرهم وكشف نواياهم.
وعليه إن عدالة الصحابة في الكتاب لا تمثلها آيات محددة مخصوصة،
إنما القرآن كله شاهد على عدالتهم واستقامتهم من حيث إنهم الأمة التي حملته ورفعت لواءه وجاهدت من أجله؛
فكل الآيات التي أثنت بالخير أو بينت طبيعة المجتمع المسلم وسبل بنائه وتكوينه أو أظهرت صفات المجاهدين
وما أعد الله لهم أو بينت سمات المتقين ومآلهم، أو أبرزت محاسن المفلحين الفائزين،
يمكننا أن نعدها بجملته أدلة قرآنية على تعديل الصحابة الكرام رضي الله عنهم.

ومع ذلك فإنني سأورد بعض هذه الآيات التي صرحت تصريحاً يفهمه الجميع دون شك أو ريب؛ أثنى الله فيها
وعدل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم مع بيان المعنى المراد منها ليتسنى من خلاله فهم وجه الدلالة وبيانه.

فإن قيل هذه الآيات دلت على فضلهم دون التصريح بعدالتهم؟ فالجواب أن يقال:
أن من أثنى الله سبحانه وتعالى عليه بهذا الثناء كيف لا يكون عدلاً؟
فإذا كان التعديل يثبت بقول اثنين من الناس، فكيف لا تثبت العدالة بهذا الثناء العظيم من الله سبحانه وتعالى،
ومن رسوله صلى الله عليه وسلم
( شرح الكوكب المنير لابن النجار 475 / 2) (1) ؟
1- قال تعالى: ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا )[البقرة: 143].
في الآية بيان أفضلية هذه الأمة، وأن الله جعلها أمة وسطاً، والوسط هو العدل ( تفسير الزمخشري 317 / 1 )(2)؛
وفي التنزيل
( قَالَ أَوْسَطُهُمْ )[القلم: 28] أي أعدلهم وخيرهم ( تفسير القرطبي 104 /2(3) . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ) قال: (عدلاً) رواه البخاري 7349 (4) .
وقال زهير
:
هم وسط يرضى الأنام بحكمهم ** إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم
ووجه الاستدلال بالآية:
أنه أخبر أنه جعلهم أمة خياراً عدولاً فهم خير الأمم وأعدلها في أقوالهم، وأعمالهم، وإرادتهم، ونياتهم؛ وبهذا استحقوا أن يكونوا
شهداء للرسل على أممهم يوم القيامة والله تعالى يقبل شهادتهم عليهم، فهو شهداؤه، ولهذا نوه بهم ورفع ذكرهم وأثنى عليهم،
لأنه تعالى لما اتخذهم شهداء فإنه أعلم خلقه من الملائكة وغيرهم بحال هؤلاء الشهداء،
والشاهد المقبول عند الله الذي يشهد بعلم وصدق فيخبر بالحق مستنداً إلى علمه به.



:

؛,
يتبع له


 
 توقيع : بالقرآن نرتقي





بالقرآن نرتقي


رد مع اقتباس
قديم 28 May 2017, 07:02 AM   #4
بالقرآن نرتقي
مشرفة قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية بالقرآن نرتقي
بالقرآن نرتقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8317
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Dec 2023 (11:50 PM)
 المشاركات : 3,065 [ + ]
 التقييم :  18
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: عقيدة أهل السنة في الصحابة وآل البيت



:
تابع المطلب الثاني : إثبات عدالتهم

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تابع أدلة أهل السنة والجماعة على عدالة الصحابة رضوان الله عليهم من القرآن.


2- قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) [البقرة: 218].
تفيد هذه الآية: إن الذين صدقوا بالله وبرسوله وبما جاء به هجروا مساكنة المشركين في أمصارهم ومجاورتهم في ديارهم
فاستجابوا لنداء الهجرة وتحولوا عنهم وعن جوارهم فارين بدينهم وإيمانهم كراهة منهم النزول بين أظهر المشركين وفي سلطانهم
ومن ثم حاربوهم في دين الله ليدخلوهم فيه وفيما يرضي الله، وقد بذلوا الغالي والنفيس، والأرواح والمهج؛ من أجل ذلك،
أولئك يرجون رحمة الله ويطمعون في فضله.وهذا الوصف بلا شك
(ينطبق انطباقاً كاملاً على المهاجرين المجاهدين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم آمنوا بالله ورسوله إيماناً راسخاً،
وتحملوا الأذى العظيم في سبيل ذلك الإيمان من مشركي مكة ثم أنهم استجابوا لنداء نبيهم بالهجرة من مكة إلى يثرب
وتركوا أهليهم وأموالهم ومصالح دنياهم، مع كل ذلك فإخلاصهم العميق لربهم ونبيهم ودينهم لم يدفعهم إلى الاتكال على ما صنعوا،
وإنما كانوا يرجون رحمة ربهم أذلاء خاشعين، يحاولون بكل الطرق نصرة دينهم، وتقديم أموالهم ودمائهم في سبيل الله،
علهم ينالوا الفوز بالجنة التي وعدهم الله تعالى إياها)
صحابة رسول الله في القرآن / الدكتور حسن عبدالحميد (7) (6) .
قال قتادة: (أثنى الله على أصحاب نبيه أحسن الثناء فقال:
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )[البقرة: 218]
هؤلاء خيار هذه الأمة ثم جعلهم الله أهل رجاء كما تسمعون وأنه من رجا طلب، ومن خاف هرب) تفسير الطبري 356 /2(7) .
والناظر في سبب نزول هذه الآية الكريمة لا يمكن له البتة أن يصرف المراد منها إلا إلى المهاجرين من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ثبت عند المفسرين وأهل السير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرسل سرية عدتها ثمانية رجال
كلهم من المهاجرين يرأسها عبد الله بن جحش وأعطاها كتاباً مختوماً لا يفضه إلا بعد أن يسير يومين ثم ينظر فيه،
فسار عبد الله يومين ثم فتح الكتاب فإذا فيه: (إذا نظرت كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة فترصد بها قريشاً وتعلم لنا من أخبارهم)،
فسار القوم حتى وصلوا إلى نخلة فمرت بهم عير قرشية تريد مكة فيها عمرو بن الحضرمي وآخرون
فأجمع المسلمون أمرهم على أن يحملوا عليهم ويأخذوا ما معهم، فحملوا عليهم في آخر يوم من رجب فقتلوا عمرو بن الحضرمي
وأسروا رجلين واستاقوا العير ورجعوا به إلى المدينة، فلما قدموها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام))
فوقف العير والأسيرين، وأبى أن يأخذ من ذلك شيئاً؛ فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، سقط في أيدي القوم،
وظنوا أنهم قد هلكوا، وعنفهم إخوانهم من المسلمين، وقالت قريش: قد استعمل محمد وأصحابه الشهر الحرام،
وسفكوا فيه الدم، وأخذوا فيه الأموال، وأسروا فيه الرجال، فلما أكثر الناس في ذلك أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ )
[البقرة: 217]. فلما نزل القرآن بهذا وفرج الله عن المسلمين
ما كانوا فيه من الخوف وتجلى عن عبد الله بن جحش وأصحابه ما كانوا فيه طمعوا في الأجر – وقد كان المسلمون يقولون لهم
إن لم يكن عليكم في ذلك وزر، فليس لكم فيه أجر – فقالوا: يا رسول الله أنطمع أن تكون لنا غزوة نعطى فيها أجر المجاهدين؟
فأنزل الله جل جلاله فيهم: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ ) الآية ( يُنظر سيرة ابن هشام 290 / 2 - 292 )(8) .
مما تقدم يتبين لنا وجه الدلالة من الآية:
وهو أن الله عز وجل شهد للمهاجرين والمجاهدين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدق نياتهم، وطهارة بواطنهم،
وأنهم كانوا يرجون رحمة الله لأفعالهم وهذا دليل إخلاصهم، ومن شهد له الله سبحانه وتعالى بذلك، وأثنى عليه قلنا بعدالته.
3- قال تعالى: ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ )[آل عمران: 110].
تثبت الآية الكريمة صفة الأفضلية والخيرية للأمة المحمدية على العموم، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخصوص،
وإنما قلنا بشمول الآية أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم -بل أنهم أول من عني بها- لما يأتي:
1- إن الصحابة هم الذين شهدوا نزول الوحي، لذلك فإن الخطاب يقع لهم مشافهة ( اليمانيات المسلولة ص 61) (9) .
2- أن الآية تتحدث عن خير الأمم، والرسول صلى الله عليه وسلم قد قال: ((خير القرون قرني)) رواه البخاري 2652 ومسلم 2533 (10) ؛
وقرن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هم أصحابه.
3- إذا عنت الآية أمة محمد صلى الله عليه وسلم على العموم، فإن الصحابة داخلون في ذلك العموم حيث إنهم جزء من كل.
4- أنهم أولى بالدخول من غيرهم إذ الأوصاف التي وصفوا بها لم يتصف بها على الكمال إلا هم،
فمطابقة الوصف للاتصاف شاهد على أنهم أحق من غيرهم بالمدح.
لذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية:
هم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة وشهدوا بدراً والحديبية (تفسير القرطبي 109 / 4)(11) .
وقال الضحاك: هي في أصحاب رسول الله خاصة ( تفسير الألوسي 27 /4 )(12) . وقال الزجاج: هذا الخطاب أصله أنه
خوطب به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعم سائر أمة محمد صلى الله عليه وسلم (معاني القرآن وإعرابه للزجاج 456 /1)(13) .
من ذلك يتبين وجه الدلالة من الآية: وهو أن الله سبحانه وتعالى أثبت الخيرية للصحابة الكرام رضي الله عنهم،
ومن كان خير الناس وأفضلهم لابد أن يكون أعدلهم وأوثقهم.
:

؛,
يتبع له بإذن ربي





 
 توقيع : بالقرآن نرتقي





بالقرآن نرتقي


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 01:25 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي