#1
|
||||||||
|
||||||||
مباحث في العقيدة
مباحث في العقيدة عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره ، وهذه الأصول تسمى أركان الإيمان ، وقد دلت عليها نصوص كثيرة من الكتاب والسنة ، وأجمعت عليها الأمة ، قال تعالى }ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين{ ، وقال تعالى }آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله{ ، وقال تعالى }ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً{، وقال صلى الله عليه وسلم ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ) ، وهذه الأصول العظيمة قد اتفقت عليها الرسل والشرائع ، ونزلت بها الكتب السماوية، ولم يجحدها أو شيئا منها إلا من خرج عن دائرة الإيمان وصار من الكافرين ، قال تعالى }إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا ، والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفوراً رحيما{ . التوحيد وأنواعه : التوحيد هو إفراد الله بالخلق والتدبير ، وإخلاص العبادة له وترك عبادة ما سواه ، وإثبات ماله من الأسماء الحسنى والصفات العليا ، وتنزيهه عن النقص والعيب ، وهو بهذا التعريف يشمل أنواع التوحيد الثلاثة وهي : 1-توحيد الربوبية : وهو الإقرار بأن الله وحده هو الخالق للعالم وهو المدبر والمحيي والمميت والرزاق ، والإقرار بهذا النوع مركوز في الفطرة لا يكاد ينازع فيه أحد من الأمم ، كما قال تعالى }ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله { . 2-توحيد الألوهية : وهو إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة ، فالألوهية معناها العبادة ، والإله معناه المعبود ، ولهذا يسمى هذا النوع من التوحيد بتوحيد العبادة ، والأدلة على هذا النوع كثيرة منها قوله تعالى }وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه { ، وتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية ، بمعنى أن الإقرار بتوحيد الربوبية يوجب الإقرار بتوحيد الألوهية والقيام به ، فمن عرف أن الله ربه وخالقه ومدبر أموره وجب عليه أن يعبده وحده لا شريك له ، وتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية ، بمعنى أن من عبد الله وحده لا شريك له فلابد أن يكون قد اعتقد أنه هو ربه وخالقه ، وتوحيد الألوهية هو أول ما يجب على المكلف ، فيؤمر كل من يريد الدخول في الإسلام بالنطق بالشهادتين ، وتوحيد الألوهية مقصود دعوة الرسل ، وهو الأساس الذي تبنى عليه جميع الأعمال وبدون تحققه لا تصح جميع الأعمال . 3-توحيد الأسماء والصفات : وهو إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه ، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات الكمال ، ونفي ما نفاه الله تعالى عن نفسه ، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات النقص ، قال تعالى }ليس كمثله شئ وهو السميع البصير { ، وقال تعالى }الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى{ . الشهادتان : معنى شهادة أن لا إله إلا الله هو الاعتقاد والإقرار أنه لا يستحق العبادة إلا الله ، والتزام ذلك والعمل به ، والتفسير الصحيح لهذه الشهادة أنه لا معبود بحق إلا الله . ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله هو الاعتراف باطناً وظاهراً أنه عبد الله ورسوله إلى الناس كافة ، والعمل بمقتضى ذلك من طاعته وتصديقه فيما أمر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وألا يعبد الله إلا بما شرع . ومقتضى شهادة أن لا إله إلا الله هو ترك عبادة ما سوى الله من جميع المعبودات ، المدلول عليه بالنفي وهو قولنا ( لا إله ) وعبادة الله وحده لا شريك له ، المدلول عليه بالإثبات وهو قولنا ( إلا الله ) ، فكثير ممن يقولها يخالف مقتضاها ، فيثبت الإلهية المنفية للمخلوقين والقبور والطواغيت والأشجار وغيرها . ومقتضى شهادة أن محمداً رسول الله هي طاعته وتصديقه ، وترك ما نهى عنه ، والاقتصار على العمل بسنته ، وترك ما عداها من البدع والمحدثات ، وتقديم قوله على قول كل أحد . نواقض الشهادتين هي نواقض الإسلام العشرة وهي : 1-الشرك في عبادة الله ، ومنه الذبح لغير الله . 2-من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم . 3-من لم يكفر المشركين ، أو شك في كفرهم ، أو صحح مذهبهم . 4-من اعتقد أن هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه ، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه . 5-من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم . 6-من استهزأ بشيء من دين الرسول أو ثوابه أو عقابه . 7-السحر ، ومنه العطف والصرف ، والعطف ما يحبب أحد الزوجين في الآخر ، والصرف ما يصرف أحد الزوجين عن الآخر . 8-مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين . 9-من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم . 10-الإعراض عن دين الله ، لا يتعلمه ولا يعمل به . قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب ( لا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف إلا المكره ، وكلها من أعظم ما يكون خطراً ، وأكثر ما يكون وقوعاً ، فينبغي للمسلم أن يحذرها ، ويخاف منها على نفسه ) . العبادة ( حقيقتها وشروطها ) : أصل معنى العبادة والعبودية في اللغة : الذل والخضوع ، والتعبيد : التذليل ، والعبادة : الطاعة والتعبد والتنسك ، وقد تنوعت عبارات العلماء في تعريفها ، ومن التعريفات الجيدة للعبادة : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة ، ولها أنواع كثيرة لا يمكن الإحاطة بها ، ومنها ما يكون بالقلب كالمحبة والخوف والرجاء ، ومنها ما يكون باللسان كالدعاء والاستعانة وقراءة القرآن ، ومنها ما يكون بالجوارح كالصلاة والركوع والسجود . ويشترط لقبول العبادة شرطان ، يترتبان بعد دخول العبد في الإسلام وهما : 1-أن لا يعبد إلا الله تعالى ، بأن تكون العبادة خالصة لله وحده . 2-أن لا يعبد تعالى إلا بما شرع ، بأن تكون العبادة موافقة لشرعه . الابتداع في الدين : البدعة مأخوذة من البدع وهو الاختراع على غير مثال سابق ، ومنه قوله تعالى }بديع السموات والأرض { أي مخترعها على غير مثال سابق ، والابتداع نوعين : 1-ابتداع في العادات كابتداع المخترعات الحديثة وهو مباح لأن الأصل في العادات الإباحة . 2-ابتداع في الدين، وهو محرم لأن الأصل فيه التوقيف ، كما قال صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) . و الأسباب التي أدت إلى ظهور البدع فكثيرة منها : 1-الجهل بأحكام الدين ، فكلما امتد الزمن بعد الناس عن أثر الرسالة ، قل العلم وفشا الجهل ، قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا ) ، فلا يقاوم البدع إلا العلم والعلماء ، وإذا فقدا أُتيحت الفرصة للبدع أن تظهر وتنتشر ، والاعتصام بالكتاب والسنة فيه نجاة من الوقوع في البدع والضلال ، قال تعالى }وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله{ . 2-اتباع الهوى ، فمن أعرض عن الكتاب والسنة اتبع هواه ، قال تعالى }فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله{ . 3-التعصب لآراء الرجال ، فهو يحول بين المرء واتباع الدليل ومعرفة الحق ، قال تعالى }وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا{ . 4-التشبه بالكفار ، وهو أشد ما يوقع في البدع ، قال صلى الله عليه وسلم ( لتركبن سنن من كان قبلكم ) . حكم البدعة في الدين : كل بدعة في الدين ضلالة ، قال صلى الله عليه وسلم ( إياكم محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) ، وقال صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) فدل الحديث على أن كل محدثة في الدين فهي بدعة ، وكل بدعة ضلالة مردودة ، والبدع في العبادات والاعتقادات محرمة ، ولكن التحريم يتفاوت بحسب نوعية البدعة ، فمنها ما هو كفر صراح كالطواف بالقبور تقرباً إلى أصحابها ، أو تقديم الذبائح والنذور لها ودعاء أصحابها والاستغاثة بهم ، ومنها ما هو فسق اعتقادي كبدع القدرية وبعض الخوارج ، ومنها ما هو معصية كبدع بعض الصوفية في تحريم الزواج والوصال في الصوم . الكفر : لغة : الستر والتغطية . شرعا : ضد الإيمان ، وهو عدم الإيمان بالله وبرسله سواء كان معه تكذيب أو مجرد شك وريب ، أو إعراض ، أو حسد ، أو كبر . والكفر نوعان : الأول : كفر أكبر مخرج عن الملة ، وهو خمسة أقسام : 1-كفر التكذيب ، قال تعالى }ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين{ . 2-كفر الإباء والاستكبار مع التصديق ، قال تعالى }وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين { . 3-كفر الشك وهو الظن ، قال تعالى عن صاحب الجنة }وما أظن الساعة قائمة { . 4-كفر الإعراض ، قال تعالى }والذين كفروا عما أنذروا معرضون { . 5-كفر النفاق ، قال تعالى }ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون{ . الثاني : كفر أصغر لا يخرج من الملة ، وهو الكفر العملي ، وهو الذنوب التي وردت تسميتها في الكتاب والسنة كفراً ، وهي لا تصل إلى حد الكفر الأكبر ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم ( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ) . الشرك : هو جعل شريك لله في ربوبيته وألوهيته ، وهو نوعان : الأول : شرك أكبر يخرج من الملة ، ويخلد صاحبه في النار إذا مات ولم يتب منه ، وهو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله كالدعاء والتقرب بالذبائح والنذور . الثاني : شرك أصغر لا يخرج من الملة ، لكنه ينقص التوحيد ، وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر ، وهو قسمان : 1-شرك ظاهر على اللسان ، كالحلف بغير الله ، قال صلى الله عليه وسلم ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) ، ومثل قول ( ما شاء الله وشئت ) ، ومنه شرك الأفعال ، مثل لبس الحلقة والخيط لرفع البلاء أو دفعه ، وتعليق التمائم خوفاً من العين . 2-شرك خفي ، وهو الشرك في الإرادات والنيات كالرياء ، قال صلى الله عليه وسلم ( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، قالوا : يا رسول الله وما الشرك الأصغر ؟ ، قال :الرياء ) . المرجع / مقرر العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
01 Sep 2010, 03:49 AM | #2 | |||||||||
الحسني
|
رد: مباحث في العقيدة
|
|||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بعض أنواع السحر!!(قراءة ممتعة لباحث ممتع!!) | نضال الدين اليمني | دراسات وأبحاث علم الرُقى والتمائم . الإدارة العلمية والبحوث Studies and science research spells and | 4 | 12 Oct 2011 05:41 PM |
أهمية العقيدة وتصحيحها | اللهم اشفني | منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum | 1 | 09 Sep 2010 01:40 AM |
مصطلحات في العقيدة | اللهم اشفني | منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum | 1 | 04 Sep 2010 11:53 AM |
كتب في العقيدة الصحيحة ... للشيخ بن باز | محمد الغماري | منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum | 7 | 25 Mar 2010 02:40 AM |
50 سؤالاً وجواباً في العقيدة | نورالهدى | منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum | 0 | 04 Jan 2007 01:55 PM |