#1
|
||||||||
|
||||||||
تحقيق معنى قوله عليه وسلم { إنه ليغان على قلبي
وفي مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم وسنن أبي داود وغيرهم عن الأغر المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة } هذا لفظ أبي داود ولفظ الإمام أحمد ومسلم { إنه ليغان على قلبي حتى أستغفر الله في اليوم مائة مرة } قال : وسمعته يقول { : توبوا إلى ربكم فوالله إني لأتوب إلى ربي - تبارك وتعالى - مائة مرة في اليوم } . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدا . قال أهل اللغة : هو بالغين المعجمة ، والغيم بمعنى واحد ، والمراد هنا الذي يغشى القلب . وقيل الغين لغة الغيم . وفي معنى الغين خلاف بين العلماء رضي الله عنهم . فقال بعضهم قد يكون هذا الغين السكينة التي تغشى قلبه لقوله تعالى { فأنزل الله سكينته على رسوله } والسكينة فعيلة من السكون الذي هو الوقار الذي هو فقد الحركة ويكون الاستغفار إظهارا للعبودية والافتقار وملازمة الخضوع وشكرا لما أولاه مولاه . وقال القاضي عياض : ويحتمل أن هذا الغين حال خشية وإعظام يغشى القلب ويكون استغفاره شكرا . وقيل : كان عليه الصلاة والسلام في ترق من مقام إلى مقام . فإذا ارتقى من المقام الذي كان فيه إلى مقام أعلى استغفر من المقام الذي كان فيه . وقيل : الغين شيء يغشى القلب ولا يغطيه كالغيم الذي يعرض في الهواء فلا يمنع ضوء الشمس . [ ص: 378 ] وقيل : هو همه بسبب أمته وما اطلع عليه من أحوالها بعده فيستغفر لهم . وقيل : المراد الفترات والغفلات عن الذكر الذي كان شأنه الدوام عليه ، فإذا فتر عنه أو غفل عد ذلك ذنبا فاستغفر منه . وقيل : غين أنوار لا غين أغيار والعدد المذكور في الحديث عدد للاستغفار لا للغين ، والله الموفق . وروى ابن السني من حديث أبي أمامة مرفوعا { ما جلس قوم في مجلس فخاضوا في حديث واستغفروا الله - عز وجل - قبل أن يتفرقوا إلا غفر لهم ما خاضوا فيه } . وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال { الغيبة تخرق الصوم والاستغفار يرقعه فمن استطاع منكم أن يجيء بصوم مرقع فليفعل } . وقيل لبعض السلف : كيف أنت في دينك ؟ قال : أمزقه بالمعاصي وأرقعه بالاستغفار . وقيل : إنه للذنوب كالصابون لإزالة الوسخ . قال الإمام المحقق ابن القيم : قلت لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله يوما - : سئل بعض أهل العلم أيما أنفع للعبد التسبيح أو الاستغفار ؟ فقال : إذا كان الثوب نقيا فالبخور وماء الورد أنفع له . وإن كان دنسا فالصابون والماء أنفع له . ثم قال لي : فكيف والثياب لا تزال دنسة . انتهى . قلت : والمسئول عن ذلك والمجيب هو الإمام الحافظ ابن الجوزي كما في طبقات الحافظ ابن رجب وغيره . وليس قصدنا الاستقصاء للمأثور ، وإنما قصدنا التنبيه وعدم الإخلال بالفائدة . والله الموفق . المصدر :http://www.islamweb.net/newlibrary/d...k_no=44&ID=452 |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
معنى قوله تعالى: (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)؟؟ | نبراس الكلمة | منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum | 2 | 24 Jun 2009 03:05 AM |
معنى قوله صلى الله عليه وسلم ((قد كان نبي من الانبياء يخط فمن وافق )) | سياط الجلاد | السحر وخطره على المجتمعات قديما وحديثا . الإدارة العلمية والبحوث Research studies and the risk | 5 | 13 Sep 2008 11:49 PM |
ما معنى قول النبي ، صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان يئس أن يعبد في هذه الجزيرة" ؟ | أبو سفيان | منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum | 4 | 27 Apr 2008 02:33 AM |
ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: {عليكم بالسنا والسنوت}؟ | أبو سفيان | طب الأعشاب . علمها وطبها وفوائدها Department of Herbal Medicine. Flag and Dobaa and benefits | 4 | 06 Mar 2008 07:01 AM |