اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ : عَنْ أَبِي رُقَيَّةَ تَمِيمِ بْنِ أَوْسٍ الدّارِيِّ (رضي الله عنه) أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنا: لِمَنْ؟ قالَ لِلَّهِ، وَلِكِتابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلِأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعامَّتِهِمْ». رَواهُ مُسْلِمٌ.

يُروى أنَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عنه كتَبَ إلى ابنِه مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفيَّةِ: (لا يكُنْ أخوك على قَطيعَتِك أقوى مِنك على صِلتِه، وعلى الإساءةِ أقوى مِنك على الإحسانِ) .


           :: وادي الجن شمال المدينة والبئر . (آخر رد :ابن الورد)       :: زعماعندو قدرة خارقة "بوهالي" خارج يداوي الناس من أمراض فالشارع العام فيها حارالأطباء (آخر رد :ابن الورد)       :: الشريف بهلول كيداوي وكيدير عمليات مستعصية وكيتحدى أطباء جميع دول العالم (آخر رد :ابن الورد)       :: 5:04 / 9:22 خطير ..عبد السلام دخانة يشرب ويستحم بالاسيد / الماء القاطع . (آخر رد :ابن الورد)       :: هَدْيِه النبي صلى الله فِي الْعِلَاجِ بِشُرْبِ الْعَسَلِ، وَالْحِجَامَةِ، وَالْكَيِّ. (آخر رد :ابن الورد)       :: استكشاف قرية الجن الفروثي وتجربة جهاز كاشف الجن والأشباح بالموجات الكهرومغناطيسية . (آخر رد :ابن الورد)       :: محمود صلاح بتصريح صادم: الجن يتعامل معنا والمنظومة التي تدير العالم تستجلب الشياطين ! (آخر رد :ابن الورد)       :: محمود صلاح يتحدث عن أسرار عبدة الشيطان :" التاروت هو أمر شيطاني "! (آخر رد :ابن الورد)       :: محمود صلاح يتحدى المنجمين : 2024 فيها لقاء مع الفضائيين وظهور وباء الزومبي ! (آخر رد :ابن الورد)       :: ماهي حقيقة مثلث برمودا ؟ ولماذا تختفي الطائرات والسفن به ؟ (آخر رد :ابن الورد)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum عقيدة وفقه ومعاملات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12 Nov 2006, 06:47 PM
بيرق السعدي
باحث ذهبي
بيرق السعدي غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل : Jul 2005
 فترة الأقامة : 6877 يوم
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : بيرق السعدي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]


البشارة الحادية عشرة


(إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96) مريم)

ماذا تقول لعبد جعل الله تعالى له ودا؟ إذا وده الله تعالى ودّه جبريل عليه السلام وإذا وده جبريل ودّته الملائكة ثم وده الصالحون من الناس. وفي الحديث القدسي: إذا أحبّ الله عبداً نادى جبريل إني أحبّ فلاناً فأحِبّه ثم ينادي جبريل في الملائكة إن الله يحب فلاناً فأحبوه فتحبه الملائكة ثم يوضع له القبول في الأرض.

مودة الله تعالى أولاً ثم مودة جبريل ثانياً ثم مودة الملائكة ثالثاً ثم مودة الناس. كل من آمن بالله وعمل الصالحات وصار بطلاً في هذا وهناك فرق بين أن يكون عمل الصالحات وأن يكون دخل في الصالحين (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (9) العنكبوت) هؤلاء متخصصون في الصلاح وانتقلوا من عمل الصالحات الى أن صار الصلاح ديدنهم فهؤلاء يحبهم الله تعالى. وهناك فرق بين الحب والودّ فالحب يكون لعمل ما مثلاً تحب شخصاً لشجاعته أو كرمه أو دينه هذا الحب يترقّى ويتعمق في قلبك حتى يصبح حباً لذات هذا الانسان وليس لأجل عمله يصبح وداً مثلاً رجل صنع لك معروفاً فأحببته بهذا المعروف ثم زاد الحب في قلبك يوماً يعد يوم فأصبحت تحبه لذاته ونسيت معروفه ومهما فعل فإنك تحبه حتى لو أساء إليك فانقلب الحب ودّاً. قال تعالى في أهل بدر بعد أن امتدحهم لصبرهم وبلائهم : اعملوا ما شئتك فقد غفرت لكم. انقلب حب الله تعالى ودّاً. وهذا ينطبق على كل الذين جاء في القرآن ذكر أن الله تعالى رضي عنهم ورضوا عنه وهم الأنصار والمهاجرون والرضوانيون الذين اتّبعوه باحسان.

هذا هو الحب وكل من عمل الصالحات حتى صار صالحاً هذا الانسان يحبه الله تعالى لصلاحه ثم ينقلب هذا الحب إلى أن يودّه الله تعالى لذاته. وفي الحديث: إن من عباد الله عز وجل من رزقهم ويعافيهم ولا يبتليهم وإذا ماتوا أدخلهم الجنة. هؤلاء أحبهم الله تعالى لذواتهم لأمر ما وهو أعلم بهم ولا يُسأل عمّا يفعل . فكما يحب هذا العبد لصلاحه إذا أحبّه لذاته صار ودّاً (سيجعل لهم الرحمن ودا) والجعل هو تغيير الصيرورة شيئ لم يكن ثم صار إذن هكذا هي مودة الله عز وجل (اعمل ما شئت فقد غفرت لك) وفي الحديث القدسي: إن عبدي أذنب ذنباً فقال يا رب اغفر لي فيقول الله عز وجل علم عبدي أن له رباً يغفر الذنوب قد غفرت لعبدي. وفي حديث آخر: من استغفرني وهو يعلم أني قادر على أن أغفر له غفرت له كل ذنوبه. فليفعل عبدي ما شاء إذا كلما أذنب ذكرني واستغفر.

أما حب جبريل عليه السلام والملائكة: حملة العرش مولعون بالصالحين (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) غافر) هذه الآية تدل على حب الملائكة لعباد الله . أصحاب المساجد وأأصحاب الأعمال الصالحة تعشقهم الملائكة ويتفقدونهم إذا غابوا ويستبشرون إذا عادوا. " إن للمساجد أوتاداً الملائكة خُلّتهم" هؤلاء يصبحون حديث الملائكة إذا مانوا من زوار المسجد الذين تعودوا على المساجد (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ (11) الرعد) (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) الطارق).

حينئذ إن كنت صالحاً تستغفر لك الملائكة ليل نهار حتى وأنت نائم تدخل بين ثوبك وجسدك. فإا اكتمل حب الله تعالى وحب جبريل عليه السلام والملائكة وهذا من السهولة فما عليك إلا أن تكون من أصحاب الأعمال الصالحة مهما أذنبت ومن العمال الصالحة أن تستغفر كلما أذنبت وتنوي التوبة حتى وإن عدت تجدد التوبة والاستغفار. إذا أحبك الله تعالى وجبريل عليه السلام والملائكة يجعل الله تعالى لك القبول في الأرض بين الناس فيحبونك ويقتدون بك ويسرون برؤيتك ويتشرفون بزيارتك ويصبح ذكرك على ألسنتهم ثم كما قال صلى الله عليه وسلم : يوضع له القبول في الأرض" ويقول تعالى في الحديث القدسي: ما أقبل علي عبد بقلبه إلا أقبلت عليه بقلوب المؤمنين. فإذا أقبلت على الله تعالى بقلبك وفرّغته من هموم الدنيا ومشاغلها يُقبل عليك الله تعالى ومعه جميع قلوب المؤمنين. وفي الحديث: تفرّغوا من هموم الدنيا ما استطعتم وما أقبل عبد بقلبه الى الله عز وجل إلا جعل الله قلوب المؤمنين تفِد اليه بالود والرحمة وكان الله بكل خير أسرع إليه.

وهذه خاتمة العبادات العظيمة ولو قرأنا النصوص تعلمنا كيف تكون محباً ومحبوباً بين الناس ويقول تعالى في الحديث القدسي: وجبت محبتي للمتحابين فيّ. ويقول تعالى : يوم القيامة أين المتحابين في جلالي اليوم أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي. أن تحب عبداً لله لا لمصلحة دنيوية وإنما فقط لاعجابك بصلاحه وكرمه وأخلاقه ليس لك عنده مصلحة ولا حاجة فهذه عبادة لا تسبقها عبادة يوم القيامة.

جاء أعرابي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله: متى الساعة؟ فقال صلى الله عليه وسلم ماذا أعددت لها؟ فقال ما أعددت لها لا كثير صلاة ولا كثير صيام إلا إني أحبك فقال صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحبّ. فما فرح الصحابة بحيث كما فرحوا بهذا الحديث. وفي الحديث: أقرب الناس مجلساً من الله يوم القيامة المتحابون في الله.



 توقيع : بيرق السعدي


رد مع اقتباس
قديم 13 Nov 2006, 09:51 PM   #2
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


البشارة الثانية عشرة


الغربة موجعة والغربة موحشة ولو كنت ملكاً وأنت غريب فإن أُنسك بهذا الملك لا يكتمل إلا إذا كان معك أهلك فإذا بقيت فرداً فإن اغتباطك يكون ناقصاً مهما كان معك من اسباب السرور وهكذا هو الأمر يوم القيامة إن من عباد الله تعالى من يتم عليه نعمته ويجمع له أهله مهما كانوا أقل منه في الدرجة إكراماً له. فالسفير مثلاً الذي يمثل بلده في دولة أخرى يكون له من الامتيازات ما يعطى أهله مثلها فقط لأنهم أهله ومعه لا لأنهم في مستواه الوظيفي فمن أجله يكرمون زوجته وأولاده وعائلته التي ترافقه. هكذا يوم القيامة (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) الرعد) هذه حالة خاصة وبشارة عظيمة يستطيع كل مسلم ذو همّة أن يكون من هذا النوع. أن تكون أنت صالحاً والله تعالى يدخل أهلك المقصرين في مرتبتك من الصلاح إذا كانوا موحدين فيمكن أن تكون أنت تستحق الفردوس الأعلى وأهلك في درجات أخرى في الجنة وقلنا أن الجنان مئة كوكب وبين كل كوكبين ما بين السماء والأرض لكن الله تعالى لصلاحك يجمع معك أهلك في نفس مرتبتك اكراماً لك. هذه طبقة أو شريحة من المؤمنين يجمع الله تعالى لهم كل أهلهم ما داموا صالحين لدخول الجنة أي أن يكونوا موحدين ويضعهم في نفس الدرجة التي أنت فيها (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ). شخص واحد في العائلة صالحاً قد يكون أباً أو أماً أو ابناً أو بنتاً أو زوجاً أو زوجة إذا كان صالحاً يجمع الله تعالى أهله معه في مكانه في الجنة.

ما هي الشروط التي تجعلك من هؤلاء الصالحين؟

أن تكون موحداً يصل الرحم ويوصل الأمانة ويشكر النعمة باستخدامها في طاعة الله تعالى وأن تخشى الله تعالى هيبة ويؤدي العبادات بهيبة عالية من خشية الله تعالى وأن يخاف سوء الحساب فالذي يخشى الله تعالى يُحسّن عباداته والذي يخافه يبتعد عن المعاصي فالخوف يمنعك عن المعاصي والخشية تحسّن العبادات. وأن تصبر على الطاعات (صيام في يوم حار قتال، انفاق،) وتصبر على البلاء والمرض وتصبر على الشهوات فتصبر على النعمة إذا طغت وعلى البلاء إذا استشرى وعلى العبادات إذا صعبت. وأن تقيم الصلاة وأن تنفق مما رزقك الله تعالى سراً (صدقات) وعلانية (زكاة), إن كانت فيك هذه الصفات تكون من الذين قال تعالى فيهم (أولئك لهم عقبى الدار) وهذه الصفات التسع تضمنتها آيات سورة الرعد التي ذكرناها (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)).

عليك أن تحاول أن تكون من هؤلاء فإن لم تستطع فعليك أن تحرص على أن يكون أحد من أولادك أو أهلك يتصف بصفات أولو الألباب الذين لهم عقبى الدار. وقلنا في لقاء سابق أن الملائكة تبقى مع الذين تحبهم الى ساعة الاحتضار وفي القبر وعند المحشر وعند الصراط وعند دخولهم الجنة ويدخلون معهم يخدمونهم في الجنة. هذا فضل عظيم من الله تعالى أن تسعى لهذه الآيات وتحاول تطبيقها وتطبيقها سهل لمن سهلها الله تعالى عليه ورحمته وسعت كل شيء ودليل أن تسعك رحمة الله تعالى أن تكون منهؤلاء. ويبقى الأمل والأمنية والطموح أن تأنس بأهلك جميعاً وهم في جوارك وكما دعوت لهم في الدنيا تجدهم أمامك فليكن واحد من العائلة على هذا النسق لعله يكون هو السبب في أن يجمع الله تعالى كل عائلته في منزلته اكراماً له هذا إذا كانوا صالحين للجنة أي موحدين وهذه منة من منن الله تعالى على عباده الصالحين وأسأل الله تعالى أن يجعل في كل عائلة من المسلمين سبباً في دخول الفردوس الأعلى.


 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
قديم 16 Nov 2006, 01:06 PM   #3
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


البشارة الثالثة عشرة


(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) فاطر)

آية تجعلنا نطمئن قليلاً ولا نأمن من مكر الله تعالى أننا سننجو يوم القيامة. النظام أن نأتي يوم القيامة ازواجاً ثلاثة كما جاء في سورة الواقعة (السابقون، أصحاب اليمين، أصحاب الشمال). أما السابقون فهم الأنبياء والصدّيقن والشهداء والصالحين وهؤلاء لا يحاسبون أبداً وأصحاب الشمال هم الكافرون. نحن في هذا العصر لسنا بالتأكيد من السابقين ولسنا بحمد الله من أصحاب الشمال نحن وسط من أصحاب اليمين. وأصحاب اليمين ينقسمون الى ثلاثة أقسام فيما بينهم كما جاء في آية سورة فاطر: هناك من يأتي يوم القيامة وقد زادت حسناته على سيئاته ومنهم من تساوت حسناته وسيئاته ومنهم من زادت سيئاته على حسناته. من أصحاب اليمين من تزيد حسناته على سيئاته فهؤلاء سابقون في أصحاب اليمين وهؤلاء سابقون بالخيرات بإذن الله ويدخلون الجنة بغير حساب ولا يأتون لساحة العرض كما قال صلى الله عليه وسلم . كل من يأتي يوم القيامة وقد رجحت كفة حسناته على سيئاته يدخل الجنة بغير حساب. أما من تساوت حسناته وسيئاته فيقول صلى الله عليه وسلم فيهم : فذاك الذي يحاسب حساباً يسيراً وينقلب الى أهله مسرورا، قالت عائشة رضي الله عنها: ما الحساب اليسير يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم : العرض. (وعرضوا على ربك صفاً) فينظر الله تعالى في صحيفتهم يوم القيامة ثم يقول اذهبوا بعبدي الى الجنة لأنه اذا تساوت حسنات وسيئات العبد، رحمة الله سبقت غضبه فيدخله الجنة برحمته لكنه يُعرض على الله تعالى وهذا يسبب له شيء من الحزن لأنه سيكون بين يدي الله تعالى إن شاء رحمه وإن شاء عذّبع. أما النوع الثالث فهم الذين زادت سيئاتهم على حسناتهم كما قال صلى الله عليه وسلم : " وذاك الذي أثقل ظهره وأوبق كاهله وذاك الذي أشفع له" وقال صلى الله عليه وسلم: شفاعتي حق لأهل الكبائر من أمتي. وأصحاب الكبائر ما زالوا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم إذا كانوا مصلّين. فإذا كان أحد هؤىء يصلي ولكنه مات وهو عاق لوالديه أو أكل ربا أو قذف امرأة أو فرّ من الزحف (ونحن جميعاً فارون من الزحف من بعد ان احتلّت فلسطين) فهذا الذي يشفع له الرسول صلى الله عليه وسلم أما من زادت سيئاته على حسناته ولم يكن من المصلين فلا يشفع له النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ليس من أمته (قالوا ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين) وهو مفصول منها كما أن الخائن لوطنه مفصول من الرعيّة. فعلى كل مسلم أن يعلم أن الحدّ الأدنى بينه وبين نجاته يوم القيامة أن يكون من المصلين فإن كان صالحاً فبها وإن لم يكن صالحاً فبصلاته ينتمي لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا يجعله مؤهلاً لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.

نحن إذن إما ظالم لنفسه وهو من زادت سيئاته على حسناته وإما مقتصد حسناته تساوت مع سيئاته وسابق بالخيرات وهم من زادت حسناتهم على سيئاتهم فإما أن تكون من أصحاب الفضل الكبير بأن تكون حسناتك أكثر من سيئاتك وإما إن كنت ممن كثرت سيئاته على حسناته لا بد أن تحرص على أن تكون مصليّاً لأنك بها تدخل في نظام السفاعة والتي هي لأهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم . وأسأله تعالى أن نكون من السابقين بالخيرات.


 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
قديم 16 Nov 2006, 01:09 PM   #4
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


البشارة الرابعة عشرة


(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136))

آية تتيح للعصاة المغالين في عصيانهم باباً من أبواب الفوز والرحمة والمغفرة بل جعلهم الله تعالى من ضمن المتقين ومن هؤلاء المتقين الذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم. فلم يبق لأحد عذر بعد هذه الآية فقد أعذر الله تعالى لعباده ما دام فتح لهم باباً للتوبة.

فإذا فعلت فاحشة اي ذنباً من الذنوب العظام التي توفر لك مصلحة او شهوة كالزنا والسرقة واكل الربا وشرب الخمر كل ما تستفيد منه في الدنيا ويحقق لك شهوة من الشهوات وهي حرام حرمة مطلقة وكل ذنب تفعله من أجل غيرك وليس لك فيه مصلحة فهذا ظلم للنفس كأن تشهد زوراً لشخص ما هذه كبيرة من الكبائر العظام لكنك فعلتها من أجل غيرك أو أن تُعين حاكماً ظالماً يقتل شعبه ويفرّق بين الناس فأنت تكون قد بعت دينك بدنيا الآخرين والشقي من باع دينه يدنيا الآخرين. فإذا ظلمت نفسك من أجل غيرك فقد أثقلت كاهلك وأوبقت ظهرك بالذنوب وذهبت النار من أجل الآخرين. وسواء من فعل فاحشة او ظلم نفسه فهم من العصاة الذين يفعلون الفاحشة او يذنبون ذنوباً عظيمة من أجل الآخرين إذا ذكروا الله تعالى على الذنب واستغفروه ولم يصرّوا على الذنب يغفر الله تعالى لهم. بعد أن زنى أحدهم مثلاً تذكر الله تعالى وهو على الذنب وأن الله تعالى يراه ويراقبه فحدّث نفسه بهذا الأمر ثم لام نفسه ثم ندم ثم شعر بالخزي ثم استغفر يغفر الله تعالى له مهما كان ذنبه عظيماً لأنه (ومن يغفر الذنوب الا الله). يقول صلى الله عليه وسلم عن ربه: من استغفرني وهو يعلم اني ذو قدرة ان اغفر له غفرت له ذنوبه ولا أبالي. ابليس يقول (فبعزتك لأغوينهم أجميعن الا عبادك منهم المخلصين) ويقول تعالى (وعزّتي وجلالي لأغفرنّ لهم ما استغفروني). فالله تعالى يهيب بنا أن نستغفره ولشد حبه للمستغفرين جعل مكافأتهم ان الاستغفار ليس لأجل المغفرة فقط وإنما يُصلح لهم دينهم ودنياهم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال صلى الله عليه وسلم : من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب. ويقول صلى الله عليه وسلم : من سرّه أن يرى صحيفته يوم القيامة فليُكثر من الاستغفار. وهناك صيغة للاستغفار علّمنا إياها الرسول صلى الله عليه وسلم وعن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سيّد الاستغفار ان يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من قالها في النهار موقناً بها فمات من يومه قبل ان يمسي فهو من اهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فملت قبل ان يصبح فهو من اهل الجنة (رواه البخاري).

افتح الله تعالى هذا الباب فما عُذرك إن لم تدخل الجنة؟ وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ما معناه أنه ما من عبد أذنب ذنباً ثم قام فتوضأ وصلى ركعتين ثم استغفر الله الا غفر له.

رب العلمين من رحمته يمهل المذنب فيطلب من الملائكة أن تمهل العاصي ساعات فإن تاب واستغفر لا تكتب الذنب فهذه بشارة عظيمة أن كل الخطائين والمذنبين مفتوح لهم الباب ليتوبوا. ويقول تعالى في الحديث القدسي: إن العبد ليعصيني يتذكرني على المعصية لا يستغفرني أغفر له.


 
 توقيع : بيرق السعدي


التعديل الأخير تم بواسطة بيرق السعدي ; 16 Nov 2006 الساعة 01:15 PM

رد مع اقتباس
قديم 21 Nov 2006, 09:19 AM   #5
ابن الورد
الحسني


الصورة الرمزية ابن الورد
ابن الورد متصل الآن

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 1
 تاريخ التسجيل :  Feb 2005
 أخر زيارة : اليوم (12:53 PM)
 المشاركات : 17,420 [ + ]
 التقييم :  24
 الدولهـ
Saudi Arabia
 وسائط MMS
وسائط MMS
لوني المفضل : Cadetblue


الحمد لله أهل الحمد ومستحقه والصلاة والسلام على من لانبي بعده
وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ودربه إلى يوم الدين

أخي الحبيب بيرق مازلت علما يرفف فوق رؤسنا
فلا حرمك الله أجرنا
وجعل المبشرات نورك في الدنيا والآخرة

وجزاك الله عن الجميع خير الجزاء

وكل البوارق خير من آل سعدي
لاعدمناك يحفظك لنا ربي


 
 توقيع : ابن الورد



رد مع اقتباس
قديم 21 Nov 2006, 07:45 PM   #6
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


اخي في الله
ابو فهد
الله يرفع من قدرك دوماً بك تعلو الهمم
اشكر لك متابعتك النيّره


 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
قديم 21 Nov 2006, 07:47 PM   #7
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue






















البشارة التاسعة عشرة


بشارة أخرى من بشائر هذا القرآن العظيم الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم وهي قوله تعالى (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) النساء) نتوقف عند كلمة (يجد) فما الفرق بينها وبين قوله تعالى (فإن الله غفور رحيم) هذا اللسان العربي فيه تعبيرات وجمل تدل على معنى اضافي بمجرد ترتيب لكلمات. يقول الشاعر:

يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل

فما الفرق بين لوجدتنا نحن الضيوف وبين نحن الضيوف؟ (لوجدتنا) تعطي انطباعاً أن هذا الشاعر كريم يفرح بالضيف ويأنس به ويتمنى لو جاءه كل يوم وابراهيم u مثلاً كان لا يأكل إلا إاذ آكله ضيف . فكلام الشاعر موجه للضيف يغريه بالقدوم لأنه يفرح بالضيافة وهو مستعد لها. ولذها كلمة يجد إغراء وتوكيد وإظهار للهفة الشاعر على ضيفه وهكذا كلمة (يجد) في الآية الكريمة فالله تعالى يغري المذنبين والخطّائين مهما عظمت ذنوبهم وخطاياهم أن يعودوا اليه ويستغفروه لأن الله عز وجل أفرح بتوبة عبده من صاحب الراحلة كما جاء في الحديث المشهور. ولهذا قال تعالى (إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل) وينزل سبحانه في الثلث الأخير من الليل وينادي هل من مستغفر فأغفر له؟ والله تعالى يهيب بكل المذنبين أن تفرّ إليه والعادة جرت في الدنيا أنك إذا عصيت ملكاً من ملوك الأرض فانت تفرّ منه لشدة بطشه أما ملك الملوك فيقول إذا عصيتني ففِرّ إليّ لأني أغفر لك ذنوبك جميعاً. (تجد الله غفوراً رحيما) إغراء للمذنبين بالتوبة (وسارعوا الى مغفرة من ربكم) ثم أراد أن يحدد هذه السرعة فقال انها سرعة المتسابقين (وسابقوا الى مغفرة من ربكم).

هكذت كلمة (يجد) توحي بكل هذه المعاني وإن الله تعالى بهذا الكرم والجود يحب المغفرة كما علّمنا صلى الله عليه وسلم في دعاء ليلة القدر : اللهم إنك عفو قدير تحب العفو فاعفو عني. وهو سبحانه يحب التوابين كالكريم الذي يحب الضيوف يأتون بيته. وكذلك الله تعالى يقول لعباده المذنبين والخطائين (يقول صلى الله عليه وسلم فيما يحدث به عن ربه" يا عبادي كلكم ضالّ الا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أُطعمكم، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من ****وته فاست****وني أ****كم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم) فما عذر من يدخل النار بعد هذا الكرم وما عذر من يتهاون بالتوبة والاستغفار والله تعالى باسط يديه بالليل والنهار كالأب الحاني الذي يتمنى أن يُقبل عليه ابنه العاصي ويقول تعالى في الحديث القدسي: عبدي لو جئتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً جئتك بمثل قرابها مغفرة. وكذلك يقول تعالى في حديث قدسي: وإن تقرب اليّ شبراً تقربت اليه ذراعاً وإن تقرب مني ذراعاً تقربت اليه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة.

وما شدة فرح الله تعالى بتوبة عبده الخطّاء يقول يا عبدي أنني أحب التوابين وأحب المستغفرين فإذا استغفرتني وتبت اليّ فسوف تجدني قد قبلت عذرك وفي الحديث إن العبد ليعصيني ليذكني على المعصية يستغفرني فأغفر له.

في مثل هذا الشهر المبارك ينبغي على كل خطّاء مهما كانت أخطاؤه عظسمة وهناك الفواحش والشهوات ومن ظلم نفسه وهناك العاصي الذي تمرد على الأداء وهناك المذنب الذي يخلّ بواجب فالمعاصي منقسمة شرائح ومنظومات ولكي لا يبقى للعبد حجة إذا لم يتقرب من ربه تائباً مسغفراً من أجل هذا لا يدخل النار إلا شقي لأنه ما كان عليه إلا أن يستغفر الله والله تعالى جعلها قانوناً (يجد الله غفوراً رحيما) ويجد تعني أنه لا يمكن لعبد أن يستغفر الله إلا وغفر تعالى له مهما كان ذنبه عظيماً وكثير من المذنبين بلغت ذنوبهم حداً لم يتصور أحد أنه يمكن أن تقبل توبتهم لكن الله عز وجل غفرها لهم بمجرد نية التوبة لأنه سبحانه غافر الذنب وقابل التوب فهو سبحانه يغفر الذنب قبل أن يتوب صاحبه بمجرد أنه عزم النية على التوبة فيغفر الله تعالى له مسبقاً وهذا معنى قوله تعالى (يجد الله غفوراً رحيماً).


 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
قديم 22 Nov 2006, 04:13 PM   #8
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue























البشارة العشرون


من الباشئر قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) المائدة) من هؤلاء الذين يحبهم الله تعالى قبل أن يحبو وقدّم محبته لهم قبل أن يقدموا محبتهم له؟ هؤلاء قوم (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) فالتذلل للمؤمنين عبادة يحبها الله عز وجل ويحبها المؤمنون وإذا أحبها الله تعالى وأحبها المؤمنون فاز العبد فوزاً عظيماً فإذا أحب الله تعالى عبداً نظر إليه وإذا نظر إليه لا يعذبه أبداً. والذل نوعان : ذل فيه منقصة ومهانة عندما تذل نفسك في مقام يجب أن تعزّها فيه وهناك ذل عبقري أفضل من العِزة كالذل للأبوين (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) كلما تذللت لهما كما ارتفعت عند الله تعالى في سُلّم المجد والعزة والكرامة. هكذا التذلل للمؤمنين هما آيتان مرة تهيب بالمؤمنين أن يكونوا أذلة فيما بينهم (أن يذل بعضهم نفسه لبعض) وآية أخرى (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) والفرق بين الحالتين أن المؤمنين رحماء بينهم في كل حال بعضهم يرحم بعضهم وهذه قضية ليس فيها عنت ولا مشقة لكن العنت والمشقة أن تذل نفسك (أذلة على المؤمنين) وهذه الذلة هي التي يُعنون لها على منظومة التواضع والتراحم التي ينبغي أن تصادف فيك كظماً عظيماً للغيظ (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) حينئذ لا ينبغي لمؤمن أن يكون فظاً غليظ القلب مع مؤمن آخر مهما بدا منه من تقصير في حق نفسه أو حق أخيه أو حق الله تعالى. رجل صالح رأى أخاً له وكان طالحاً فقال والله ليدخلّنك الله النار قالها له بغلظة وقسوة وكان عليه أن يبتسم في وجهه وينصحه بأن يُنجي نفسه وأن يُحبب له التوبة ويترفق به كما ترفق الرسول صلى الله عليه وسلم بالخطائين والمذنين فقال تعالى من هذا الذي يتألّى علي وعزتي وجلالي لأدخلنه الجنة ولأدخلنك النار لا لشي إلا لغلظ قوله وقسوته على أخيه. وهذا ما نسمعه كثيراً اليوم نسمع من يقول فلان مشرك وفلان كافر وفلان مبتدع وغيره ونسمع كثيراً من غليظ القول والقسوة وهذا يدخل في ما رويناه سابقاً في الحديث. وحديث آخر: قال صالح والله لا يغفر الله لفلان وكان هذا الفلان خطاء يملأ الدنيا خطايا فيقول تعالى من هذا الذي يتألى ألا أغفر له لقد غفرت له وأحبطت عملك لا لشيء الا لقسوته وغلظته على أخيه.

عن انس رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان عليه بُردٌ نجراني غليظ الحاشية فجاء أعرابي فجبذه جبذة قوية فرأيت أثرها على صفحة عنقه وقال: مُر لي من مال الله الذي عندك فالتفت اليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يضحك وأمر له بعطاء والكل يعرف قصة الأعرابي الذي بال في ناحية من المسجد فقام الناس ليأخذوا عليه فقال صلى الله عليه وسلم اهدأوا إنمابُعثتم ميسرين لا معسرين وأمرهم أن يهرقوا الماء على البول.

فإذا رأيت رجلاً يتكبر على الناس ويقسو عليهم ويرى نفسه خيراً منهم فهو هالك كما جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: إذا قال الرجل هلك القوم فهو أهلكهم. رجل صالح ملتزم رأى فساد الناس فصرخ لقد هلك الناس كأنه يبرّي نفسه من فسادهم ويرى نفسهم خيراً منهم وفي يومنا هذا أفراد وجماعات تعتقد أنها في الوحيدة على الحق والباقي هالكون فمن يقول هذا فهو اشدهم هلاكاً وقد يكون الباقون هالكون فعلاً وكأن قولك يدل على أنك ترفع نفسك وتنظر اليهم بازدراء واحتقار فأنت أشدهم هلاكاً فلا يقول الرجل الصالح هلك الناس أو فسدوا وإنما يدعو الى الله بالحسنى واللطف والكلمة الطيبة. من أجل ذلك فإن لغة التخاطب بين المؤمنين ولغة التعامل بين الخطائين وغير الخطائين يجب أن تكون بغاية الرقة كما يفعل الطبيب مع مريضه. فإذا رأيت رجلاً يُعنّف ويفسّق ويكفّر فاعلم أن الله تعالى لا يحبه وهو بعيد عن الله وهو لا يحب الله تعالى ولو أحب الله تعالى لأحب عباده. قال موسى لربه: أراك يا رب تحب بني اسرائيل وأنا لا أحبهم فقال لأنك لم تخلقهم. حينئذ رب العالمين رب الناس طلب منا أن ندعو اليه بالحكمة والموعظة الحسنة كما قال عبد الله بن مسعود: لا تحاسبوا الناس وكأنكم أرباب. فأنت لست رباً يحاسب الناس فرب العالمين هو وحده سبحانه الذي يحاسب الناس لكن عليك أن تحاول أن تنقذ أخاك بالكلمة الطيبة ووجهك باسم ولهذا يحبك الله تعالى وتحبه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يتمثل الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار ومن أجل هذا حُرّمت الخيلاء والكِبر وامتدح الله تعالى كظم الغيظ (والكاظمين الغيظ) ووعدهم أن يملأ نفوسهم رضى يوم القيامة لأنهم ذلّوا وأذلوا أنفسهم. قال صلى الله عليه وسلم: ألا أدلكم على ما يُشرف البناء ويرفع الدرجات قال أن تحلم مع من جهل عليك وأن تصل من قطعك وأن تعطي من حرمك.

كل ذلك من ذل المؤمن العبقري الذي يحبه الله تعالى ورسوله ذلك الذل يجعل المؤمنين متراحمين متوادين فعليكم أن تكونوا مع المؤمنين أذلة لأنه ذلة يحبها الله ويحبها بكم وتجعلون رب العالمين يضفي عليكم من الرحمات فإذا أحب الله تعالى أعطى عطاء غير محدود.


 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
قديم 23 Nov 2006, 09:34 PM   #9
بيرق السعدي
باحث ذهبي


الصورة الرمزية بيرق السعدي
بيرق السعدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 37
 تاريخ التسجيل :  Jul 2005
 أخر زيارة : 24 Sep 2007 (03:31 PM)
 المشاركات : 369 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


البشارة الحادية والعشرون


من البشائر التي يبشر الله تعالى بها المتقين قوله تعالى (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الاعراف) فالرحمة الواسعة إنما هي للمتقين وهناك فرق بين الرأفة والرحمة فالرأفة هي للمؤمنين فلا يعذبهم أما الرحمة فهي للصالحين فيضاعف لهم الأجر أضعافاً لا يمكن للعقل البشري أن يحيط بها من قريب أو بعيد ولذا جاء في الحديث: ليرحمنّ الله الناس رحمة يوم القيامة يتطاول لها ابليس. ونحن نعلم أن لله تعالة مئة رحمة أنزل الى الأرض منها رحمة واحدة وبقي تسع وتسعون رحمة فتأمل ما هو حجم هذه الرحمات يوم القيامة؟

قال تعالى (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الاعراف) التقوى أنواع منها التقوى الشخصية وهي ما بينك وبين ربك كالصلاة والصيام والعبادات وهناك التقوى العسكرية كتقوى الجيوش المقاتلة والثبات والصمود وتقوى سياسية وهي تقوى الحُكّام وأهمها وأوسعها التقوى الاجتماعية وهي التقوى التي تتحكم في سلوك الناس مع بعضهم أي التوقى في مدى تعاملك مع الآخر أياً كان هذا الآخر حيوانياً كتلك التي سقت كلباً يلهث فغفر الله تعالى له أو شجراً أو طريقاً "رأيت رجلاً في ريض الجنة بشوكة نحّاها عن طريق المسلمين"

وهناك أصناف من الناس يحبهم الله تعالى لتقواهم الاجتماعية أي بسلوكهم مع الآخر فيسبغ عليهم من النِعم ما لا يمكن تصوره (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الاعراف)

ومن المتقين في باب التقوى الاجتماعية: الذين يزورون المرضى وكلكم تعلمون كيف أنهم يُغفر لهم كل ذنوبهم بحيث يخرجون من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم، وإكرام الجار "إذا مات الرجل وشهد له سبعة من جيرانه بخير إلا شفّعهم الله فيه" ، والفقير المتعفف ذو العيال لا يسأل الناس فسلوكه مع الناس (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف لا يسألون الناس إلحافا) نظرته للمجتمع من حيث أنه لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه بالسؤال فيعطيه الله عطاء عظيماً هذا الذي يموت وحاجته في صدره، كذلك الرفق بالحيوان وبالمرضى والمراجعين إذا كنت موظفاً وقِس على ذلك مما لا حصر له ولكن من الشرائح العظيمة المكرّمة من المتقين منهم البارّ بولديه والبر بالوالدين أعجوبة "ثلاث لا يضر معها ذنب من ضمنها البر بالوالدين" كذلك الاحسان الى البنات إذا كان لك بنت أو بنات وأحسنت لهن احساناً متميزاً وأدّبتهن فأحسنت تأديبهن إلا كُنّ وجاء لك من النار وصبّ عليك الرحمات حباً يوم القيامة بحسن تربيتك لهن وحفظك لهن.

كذلك حفظة القرآن الكريم وهذه شريحة مقدسة يوم القيامة"إن لله أهلين من الناس قالوا من هم يا رسول الله؟ قال أهل القرآن أهل الله وخاصته" وكذلك أصحاب البلاء الصابرين "إن الله يكره مساءة عبده المؤمن فإذا أصابك سوء أو بلاء فصبرت فإنك تكون من شريحة عظيمة من المتقين تسعك رحمة الله تعالى يوم القيامة التي تسع كل شيء. كذلك الراحمون إذا كان قلبك رقيقاً "أكثر أهل الجنة رقاق القلوب" أما قسوة القلوب فهو أمر يبغضه الله تعالى بغضاً عظيماً ويحاسب عليه قاسي القلب كما كلن هو يحاسب الناس من قسوة قلبه ولذلك الراحمون يرحمهم الله عز وجل. كذلك من الشرائح التي يحبها الله تعالى المتحابون في الله والمتحابون في الله في ظل الله تعالى يوم القيامة، كثير من هذه الشرائح التي تُحسن التعامل الاجتماعي مع الآخر كالكاظمين الغيظ وأهل الكرم والسخاء والضيافة حتى ان الله تعالى أوحى الى موسى أن لا يقتل السامري مع أنه جعل قومه يرتدون واستحق القتل قال تعالى لموسى لا تقتله فإنه سخيّ.

رب العالمين ادّخر تسعاً وتسعين رحمة الى يوم القيامة ورحمة واحدة هي التي شملت هذه البشرية كلها فماذا ستفعل هذه الرحمات التسع والتسعون لا تبقي على ذي سلوك حسن مع الآخر ذنباً ويكفي أن تعلم أن امرأة كانت تصوم النهار وتقوم الليل إلا أنها كانت تؤذي جيرانها فقال هي في النار لمجرد ان سلوكها مع الآخر كان سيئاً.

إذن التقوى الاجتماعية هي موقفك مع الآخر بائع ومشتري، حاكم ومحكوم، عالم ومتعلم، جار وجار، ابن وأب، أخ وأخت وكل علاقة مع الآخر هي التي تجعلك من شريحة التقوى الاجتماعية العظيمة تلك التي قال فيها صلى الله عليه وسلم "خياركم خياركم لأهله" وقال صلى الله عليه وسلم "خير الناس أنفعهم للناس" الى آخر هذه النصوص التي تبين أن التقوى القاسية الصعبة التي تخالف النفس وتخالف الشيطان والعِزّة الجاهلية والكبرياء هذه هي التي تجعلك من المتقين المتقدمين يوم القيامة من حيث ما بلغت فيها من مخالفة النفس (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) فصلت) فإذا كنت من هؤلاء أصحاب هذا الحظ العظيم فأبشر بسعة رحمة الله تعالى التي لايمكن أن تتصور مدى سعتها.


 
 توقيع : بيرق السعدي



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بشروني الله يبشركم بالجنه ؟ معاناة ‎تعطير الأنام في تأويل الرؤى والأحلام - تفسير ابن الورد الحسني 3 26 Mar 2007 10:22 AM

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 02:01 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي