#1
|
||||||||
|
||||||||
قواعد الإحسان في استقبال رمضان
قواعد الإحسان في استقبال رمضان أيام وتهب علينا نسمات الرحمات ، التي ينعم بها رب الأرض والسماوات على عباده المؤمنين .... أيام قليلات ويأتينا شهر رمضان المبارك الذي أُنزل فيه القرآن ، والذي يتعبد فيه المسلمون لربهم بأعظم العبادات وأجل الطاعات، عبادة الصوم، عبادة السر التي قال الله تعالى عنها كما في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به ، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي) أخرجه البخاري رقم (1904) ومسلم رقم (1151) . ومعلوم أن لهذا الشهر فضائل عظيمة جعلته يتميز عن سائر الشهور ولهذا كان له من الاهتمام والميزات في قلوب المسلمين والمؤمنين ما يجعلهم ينتظرون قدومه، ويستعدون للقائه، ويهيئون أنفسهم ويسألون الله أن يبلغهم رمضان ويعينهم على الإحسان فيه صياماً وقياماً وزكاةً واعتكافاً . وهذا هو حال المؤمنين الذين ينتظرون على شوق ولهفه قدوم هذا الشهر المبارك ليتوبوا إلى الله ويستغفروه ويتعرضوا لرحمته ويسألوه سبحانه أن يعتق رقابهم من النار فالصوم جنه أي حمايه ووقايه يتقى به المؤمن من نار ربه وعذابه يوم القيامه وقد ثبت عن الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله أجمعين أنه قال (الصوم جُنّة يستجن بها العبد من النار) أخرجه أحمد والبيهقي عن جابر وحسنه الألباني كما في صحيح الترغيب والترهيب رقم (966) وقال أيضاً : (من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً) . وللصالحين أحوال في استقبال شهر المغفره والرحمه والعتق من النار فتراهم قبل دخول هذا الشهر يعكفون على كتاب ربهم يتلونه ويتدارسونه ويقبلون عليه إقبالاً جميلاً ويكثرون من صيام النوافل مثل الأيام البيض من كل شهر ويومي الإثنين والخميس ، وكذلك يكثرون من صيام شعبان رجب ، فيأتيهم رمضان وهم بعد في اشتياق ولهفة وحنين إلى الصوم ومكابدة ساعات الليل في القيام والتهجد والوقوف بين يدي مولاهم ، عسى أن يغفر لهم، ويتوب عليهم، ويجاهدون النفس في لذائذها وفتورها ونومها، وكذلك يجاهدون شحها فيبذلون أنفس ما لديهم لإخوانهم الفقراء متقربين بذلك إلى ربهم ومولاهم العظيم . وهم في ذلك يقتدون بمعلمهم ومرشدهم صلى الله عليه وسلم الذي كان يفرح لقدوم هذا الشهر المبارك ويعظمه ويهتم به أيّما اهتمام، وكان يفرغ لعبادة ربه في ليل هذا الشهر ونهاره صائمً قائماً وخاصة في العشر الأواخر منه طمعاً في أن يصيب قيام ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر . كذلك من سمات الصالحين إنهم إذا بلغهم رمضان جدُّوا واجتهدوا في العبادة وأخلصوا لله وهم على وجل خشية أن لا يقبل منهم صومهم وقيامهم، فتراهم خاشعين كأنهم مرضى، وما هم بمرضى فإذا انقضى رمضان حزنوا عليه حزناً شديداً، كأن القوم فقدوا عزيزهم وحبيبهم الذي يبلغهم منازل الأبرار فتراهم مشفقين يسألون الله أن يتقبل منهم صلاتهم وصيامهم وصدقاتهم واعتكافهم، وتمر الأيام والليالي وقلوبهم شاخصة إلى رمضان القادم لما وجدوا في رمضان الماضي لذة الطاعة وحلاوة النجوى وأنس القربى فيصومون النوافل انتظاراً للغائب الحبيب ووصالاً لتلك الطاعة العظمى، وتمر السنون وهم ما بين مستقبل متلهف مشتاق يدنو بناظريه إلى قدوم هذا العزيز الغالي، وبين معانق لياليه يكابد السهر ويعالج النوم واقفاً يتلو آيات الله ويناجي ربه في جوف الليل، ويستشعر عظمة الله، ويوقن بأنه قريب إليه حيث ينزل ربنا إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الأخير ليغفر الذنوب ويتجاوز عن المسيء، وإذا انقضى الشهر المبارك، يلهجون بالذكر والدعاء أن يتقبل منهم فإنه سبحانه جواد كريم. أخي الكريم .... ها قد قربت أيام المصالحة ، ها قد أقبلت التجارة الرابحة .. وكأني برمضان قد جاء ليقول للعيون : صومي عن النظر الحرام ، ويقول للآذان صومي عن السمع الحرام ، ويقول للألسن صومي عن الكلام الحرام ، ويقول للأيدي صومي عن الأخذ الحرام ، والبطش الحرام ، واللمس الحرام ، ويقول للأرجل صومي عن المشي الحرام .. وكأني بكل مسلم مؤمن يقول لنفسه : يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب *** حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهمــــــا *** فلا تصيره أيضا شهر عصيــان واتل الكتاب وسبح فيه مجتهــــدا *** فإنه شــــــــهر تسبيـــح وقــــرآن واحمل على جسد ترجو النجاة له *** فـسوف تـضرم أجســـــاد بنيران كم كنت تعرف ممن صام في سلف *** من بين أهل وجيران وإخــــوان أفناهم الموت واستبقاك بعـــــدهم *** حيا فما أقرب القاصي من الداني ومعجب بثياب العـيـــــد يـقـطعها *** فأصبحت في غـد أثواب أكفــان حتى متى يعمر الإنسان مسكنه *** مصير مسكنه قـبر لإنســـــــان المصدر : مبرة الإحسان .
أسالكم الدعاء لأخى الحبيب بالرحمة والمغفرة حيث توفاه الله تعالى يوم الإثنين 27/10/2014 الموافق 3 محرم 1436 هجرية |
10 Aug 2010, 12:43 AM | #2 |
باحث جزاه الله تعالى خيرا
|
رد: قواعد الإحسان في استقبال رمضان
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
وجزاك الله خير |
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ» الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - خلاصة حكم المحدث: صحيح فلاتحرمونا دعائكم |
12 Aug 2010, 01:16 AM | #3 |
وسام الشرف
|
رد: قواعد الإحسان في استقبال رمضان
|
أسالكم الدعاء لأخى الحبيب بالرحمة والمغفرة حيث توفاه الله تعالى يوم الإثنين 27/10/2014 الموافق 3 محرم 1436 هجرية |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قواعد في أسماء الله | بالقرآن نرتقي | التوحيد ـ الإدارة العلمية والبحوث Monotheism - Scientific management and research | 3 | 08 Apr 2012 06:52 PM |
استقبال القبلة واستدبارها في الغائط | أبو خالد | منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum | 2 | 02 Oct 2010 09:26 AM |
قواعد بن رجب تحقيق الشيخ مشهور | أبو سفيان | المكتــــــبة العــــــــــــــامة ( Public Library ) | 2 | 24 Oct 2008 04:06 PM |
قواعد السعادة | أفق | منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum | 2 | 18 Mar 2008 05:54 PM |