|
#1
|
||||||||
|
||||||||
فتنة التصوير
الباب الواحد والستون ما جاء في المصورين أي من عظم عقوبة الله لهم وعذابه . وقد ذكر النبي صل الله عليه وسلم العله : وهي المضاهاة بخلق الله ، لأن الله تعالى له الخلق والأمر ، فهو رب كل شيء ومليكه ، وهو خالق كل شيء ، وهو الذي صور جميع المخلوقات ، وجعل فيها الأرواح التي تحصل بها الحياة . عن أبي هريرة t قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : [قال الله تعالى : ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ، فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة ] . رواه البخاري [ 5953 ] ومسلم [ 2111 ] ولهما عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: [أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله]. رواه البخاري [ 5954 ] ومسلم [ 2106 ] ولهما عن ابن عباس : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول : [ كل مصور في النار ، يُجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم ] .رواه البخاري [ 2225 ] ومسلم [ 2110 ] ولهما عنه مرفوعاً : [ من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح ، وليس بنافخ ] . رواه البخاري [ 5963 ] ومسلم [ 2110 ] ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ [ يخلق كخلقي ] أي ممن ذهب خالقاً . [ فليخلقوا ذرة ] اللام للأمر ، والمراد به التحدي والتعجيز ، وهذا من باب التحدي . [ ذرة ] واحدة الذر ، وهي النمل الصغار . [ أو ليخلقوا حبة ] أو للتنويع ، أي انتقل من التحدي بخلق الحيوان ذي الروح إلى خلق الحبة التي هي أصل الزرع وليس لها روح . المعنى الإجمالي : يخبر الله تعالى في هذا الحديث القدسي على لسان نبيه محمد صل الله عليه وسلم ، أنه لا أحد أظلم من أولئك المصورين ، الذين أرادوا بتصويرهم أن يشابهوا الله في خلقه ، ثم يتحداهم عز وجل بأن يخلقوا مثل أضعف مخلوقاته ، الحبة المنظورة وهي البذرة ، أو يخلقوا مثل أضعف مخلوقاته ، وهي حبة الحنطة والشعير ، وذلك تعجيزاً لهم وتحقيراً لشأنهم ، كما قال تعالى : { إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب }الحج 73 . مناسبة الحديث للباب : حيث دلّ الحديث على تحريم التصوير ، لأن فيه مشابهة لخلق الله ، وذلك شرك مع الله في ربوبيته . ما يستفاد من الحديث : أن المصور إذا قصد بالصورة مضاهاة خلق الله فهذا شرك أكبر في باب الربوبية ، لأنه اعتقد مماثل لله في الخلق والتصوير ، وقد قال تعالى : {هل تعلم له سمياً} مريم 65 وهذا استفهام بمعنى النفي . وقال : { ولم يكن له كفواً أحد }الاخلاص . وقال : { فلا تجعلوا لله أنداداً } البقره 22. ولحديث الباب : [ أشد الناس عذاباً يوم القيامة ... ]صحيح البخاري . استدل بحديث الباب : [ فليخلقوا حبة ... ] مجاهد ومن وافقه من أهل العلم ، على أن تصوير ذوات الأرواح ـ كالجبال والشجر والزرع ـ يحرم . وذهب جمهور العلماء إلى الجواز . لِما أخرجه أبو داود والنسائي بسند جيد في حديث جبريل أنه قال للرسول صل الله عليه وسلم وقال ابن عباس لرجل استفتاه في التصوير قال : ( سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم ( يقول : كل مصور في النار ) ثم قال ابن عباس : ( إن كنت لا بد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له ) . البخاري (2225) ومسلم (2110) وهذا القول هو الراجح . وحديث : [ فليخلقوا حبة ... ] محمول على من صور ليضاهي . كيف الجمع بين قوله صل الله عليه وسلم في حديث عائشة : [ أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله ] وبين كون المشرك أشد الناس عذاباً يوم القيامة ؟ الجمع من وجوه : الوجه الأول : أن الحديث على تقدير [ من ] أي : أن من أشد الناس عذاباً يوم القيامة ، بدليل أنه قد جاء بلفظ : [ إن من أشد ... ] . الوجه الثاني : أن الأشد به لا تعني أن غيرهم لا يشاركهم ، بل يشاركهم غيرهم ، قال تعالى : { ادخلوا آل فرعون أشد العذاب } غافر 46. الوجه الثالث : أن الأشدية نسبية ، يعني : أن المصورين أشد الناس عذاباً بالنسبة للعصاة الذين لم تبلغ معصيتهم الكفر لا بالنسبة لجميع الناس . قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : ( هذا أقرب الوجوه ) . حكم التصوير : له أحوال : الحالة الأولى : تصوير ما يصنعه الآدمي ، فهذا جائز ، مثل : لو صور إنسان سيارة خطها بيده ، فهذا جائز . الحالة الثانية : أن يصور ماله ظل ، أي : ماله جسم على هيكل إنسان أو بعير أو أسد ، فهذا حرام ، بل هي من كبائر الذنوب ، لقوله صل الله عليه وسلم [ أشد الناس يوم القيامة المصورون ... ] . الحالة الثالثة : أن يصور ما لا روح فيه مما لا يخلقه إلا الله ، ولكنه فيه حياة ، إلا أنها ليست نفساً ، كتصوير الأشجار والزرع ، وما أشبه ذلك ، فجمهور أهل العلم على جوازه كما سبق . الحالة الرابعة : أن يصور الجبال والأودية والبحار مما يخلقه الله ، لكن ليس فيه حياة ، فهذا جائز بالاتفاق . مسألة : ما لا تبقى معه حياة : أي هو أساساً من ذوات الأرواح ، لكن أزيل عنه الرأس ، كصورة الإنسان مقطوع الرأس . هذه الصورة تجوز ، لحديث جبريل عند أبي داود والنسائي بسند جيد : [ فمر برأس التمثال فليقطع ] . فدل هذا على أن التمثال المقطوع الرأس جائز . ولحديث : [ إنما الصورة الرأس ] . مسألة : لو فصل الرأس عن الجسم بممر بينهما ، أو قطع خط ، هل تجوز الصورة ؟ لا تجوز الصورة ، لأن الحديث : [ فمر برأس التمثال فليقطع ] والقطع هنا بمعنى الكسر ، أما جعل ممراً أو خطاً ، فيقال : لا يزال الأمر باقياً . الصورة الممتهنة : صور ذوات الأرواح الممتهنة . هذه الصور جائزة بشرط الامتهان ، والامتهان حالاته معدودة : كأن يوطأ عليه ، أو يتكأ عليه ، أو ينام عليه ، أو يستند عليه ، لحديث النمرقة : فإن فيه تصاوير فقطعت فجعلت وسادتين وحديث جبريل وفيه : [ ومر بالستر فليقطع ويجعل منه وسادتان منبوذتان توطآن ] . الصور التي عمت بها البلوى ويشق التحرز ، منها : كالصور التي على العلب والمواد الغذائية . فهذه لا بأس بها بشروط : 1. أن تعم بها البلوى . 2. أن يشق التحرز منها . 3. أن تكون الصورة غير مقصودة من المشتري . والدليل عموم قوله تعالى : { ما جعل عليكم في الدين من حرج }الحج 78. الصور تمنع دخول الملائكة . أما الصور الممتهنة والتي عمت بها البلوى ، فهذه لا تمنع الملائكة ، وكذلك الصور التي لا روح فيها . أما صور ذوات الأرواح ، أو التي فيها مضاهاة لخلق الله ، فهذه تمنع دخول الملائكة . قال النبي صل الله عليه وسلم : [ لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة ] . قوله [ الملائكة ] هل [ ال ] للعموم ؟ فلا تدخل حتى الحفظة والرقيب ؟ أو أن المقصود بها هنا ملائكة الرحمة ؟ الصحيح الثاني . اقتناء الصور : أولاً : أن يقتنيها لتعظيم المصوَّر ، لكونه ذا سلطان أو جاه أو علم أو عبادة ، فهذا حرام بلا شك ، ولا تدخل الملائكة بيتاً فيه هذه الصورة ، لأن تعظيم ذوي السلطان باقتناء صورهم ثلم في العقيدة . ثانياً : أن يقتنيها للذكرى ، كالذين يصورون صغار أولادهم لتذكرهم حال الكبر ، فهذا حرام . عقوبة المصور كما جاء في الأحاديث : 1. أنه أشد الناس عذاباً . . 2 يجعل الله له في كل صورة روحاً يعذب بها في نار جهنم .3. يكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ . 4. أنه ملعون . 5. أنه في النار . هذا والله أعلم وأحكم .. أُخِذ هذا الدرس من كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد للإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- .. شرح الشيخ سليمان اللهيميد -حفظه الله- بالقرآن نرتقي
|
09 Jul 2014, 04:44 AM | #2 |
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
** أم عمـــر **
|
رد: فتنة التصوير
جزآكِ الله خيـر ~
|
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: 🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،، فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨ فهذا هو الخير ،،، 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87 🦋🍃 |
11 Jul 2014, 12:27 AM | #4 |
باحث جزاه الله تعالى خيرا
|
رد: فتنة التصوير
جزاكي الله خير اختي الفاضلة
|
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ» الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - خلاصة حكم المحدث: صحيح فلاتحرمونا دعائكم |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|