اليوم الرابع و العشرون- مشروع الإحياء و التعريف بالسنن.

مشروع الإحياء و التعريف بـ 29 سنّة خلال شهر رمضان 1429 هـ

اليوم الرابع والعشرون

(هديه صلى الله عليه وسلّم في تجهيز الميّت ومايتعلّق به من أعمال الصلاة والدفن والتعزية)..



هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في تجهيز الميت:
1-كان هديه صَلى الله عَليه وسَلمْ في الجنائز أكمل هدي ، مخالفاً الهدي سائر الأُمم ، مُشتملاً على الإحسان إلى الميت وإلى أهله وأقاربه ، فأوَّل ذالك تعاهده في مرضه ، وتذكيره الآخرةً ، وأمره بالوصية والتوبة ، وأمرُ من حضره بتلقينه شهادة أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، لتكون آخر كلامه .

2-وكان صَلى الله عَليه وسَلمْ أرضى الخلق عن الله في قضائه وأعظمهم له حمداً ، وبكى لموت إبنه إبراهيم رأفةً به ، ورحمةً له ورقَّةً عليه ، والقلبُ ممتلئ بالرِّضا عن الله وشكرِه ، واللسانُ مشتغلٌ بذكره وحمده .
ويقول : " تَدْمَعُ العَيْنُ وَيَحْزَنُ القَلْبُ وَلاَ نَقُولُ إلا ما يُرْضِي الرَّبَّ " [البخاري ومسلم] .

3-ونهى صَلى الله عَليه وسَلمْ عن لطم الخُدود ، ورفع الصوت بالنياحة والنَّدب ، فعن أبي مالك الأشعري قال:قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((النياحة من أمر الجاهلية. وإن النائحة إذا ماتت ولم تتب قطع اللَّه لها ثيبا من قطران، ودرعا من لهب النار)).[صحيح البخاري].

4- وكان من هديه صَلى الله عَليه وسَلمْ الإسراع بتجهيز الميِّت إلى الله ، وتظهيره وتنظيفه وتكفينه في ثياب البياض .

5-وكان من هديه صَلى الله عَليه وسَلمْ تغطيةُ وجه الميت وبدنه ، وتغميضُ عينيه ، فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت:( - قالت: دخل رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ على أبي سلمة، وقد شق بصره، فأغمضه. ثم قال ((إن الروح إذا قبض، تبعه البصر)). [صحيح البخاري].

6- وكان صَلى الله عَليه وسَلمْ رُبما يُقَبِّلُ الميتَ ،فعن عائشة رضي الله عنها ،- قَالَت:( قبل رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ عثمان بْن مظعون وهو ميت. فكأني أنظر إلى دموعه تسيل على خديه) ،[صحيح البخاري].


7-وكان صَلى الله عَليه وسَلمْ يأمُرُ بغسلِ الميت ثلاثاً أو خمساً أو أكثر بحسب ما يراه الغاسلُ ، ويأمر بالكافور في الغسلة الأخيرة .، فعن أمّ عطيّة ،- قالت: (دخل علينا رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ ونحن نغسل ابنته أم كلثوم. فقال ((اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك، إن رأيتن ذلك، بماء وسدر. واجعلن في الآخرة كافوراً أو شيئاً من كافور. فإذا فرغتن فآذنني)) فلما آذناه. فألقى إلينا حقوه. وقال ((أشعرنها إياه)).) ،[صحيح البخاري].

8- وكان صَلى الله عَليه وسَلمْ لا يُغَسِّلُ الشهيد قتيل المعركة ، وكان ينزعُ عن الشهداء الجلود والحديد ، ويدفنهم في ثيابهم ولا يُصلي عليهم ، فعن ابن عبّاس رضي الله عنهما ، (أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أمر بقتلى أحد أن ينزع عنهم الحديد والجلود، وأن يدفنوا في ثيابهم بدمائهم) ،[صحيح البخاري].

9-وأمر صَلى الله عَليه وسَلمْ بغسل المُحْرِمِ بماءٍ وسدر ، ويُكفن في ثوب إحرامه ، ونهى عن تطييبه وتغطية رأسه .

10- وكان صَلى الله عَليه وسَلمْ يأمرُ وليَّ الميتِ أن يُحْسِنَ كفنه ويُكفنه في البياض ، ونهى عن المغالاة في الكفن ، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: - قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((خير ثيابكم البياض. فكفنوا فيها موتاكم، والبسوها))، [صحيح البخاري].
12- وكان صَلى الله عَليه وسَلمْ إذا قصَّر الكفنُ عن ستر جميع البدن غطَّى رأسه ، وجعل على رِجليه شيئاً من العُشْبِ .

13-ونهى صَلى الله عَليه وسَلمْ عن كسر عظام الميّت : فعَن عائشة رضي الله عنها قالت:- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((كسر عظم الميت ككسره حياً))، [صحيح البخاري].

أجر الصلاة على الجنازة:
عَن سعيد بْن المسيب، عَن أبي هُرَيْرَة؛ عَن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قال: ((من صلى على جنازة فله قيراط. ومن انتظر حتى يفرغ منها فله قيراطان)) قالوا: وما القيراطان؟ قال: ((مثل الجبلين)). [صحيح البخاري].
وعَن ثوبان؛- قَالَ: قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((من صلى على جنازة فله قيراط. ومن شهد دفنها فله قيراطان)) قال: فسئل النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ عَن القيراط؟ فقال ((مثل أحد)). [صحيح البخاري].


هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الصَّلاةِ على المَيِّتِ :
1-كان صَلى الله عَليه وسَلمْ يُصلِّي على الميت خارج المسجد ورُبما صلى عليه في المسجد ولكن لم يكن ذلك من هديهِ الراتب ، عَن أبي هُرَيْرَة؛ قَالَ:- قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((من صلى على جنازة في المسجد، فليس له شيء)).
وعَن عباد بْن عَبْد اللّه بْن الزبير، عَن عائشة؛- قالت: والله! ما صلى رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ على سهيل بْن بيضاء إلا في المسجد.)
قال ابن ماجه: حديث عائشة أقوى.)
[صحيح البخاري- باب ماجاء في الصلاة على الجنائز في المسجد].

2-وكان صَلى الله عَليه وسَلمْ إذا قُدِمَ عليه بميتٍ سأل : " هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ ؟ " [البخاري ومسلم] ، فإن لم يكن عليه دينٌ صلى عليه ، وإن كان عليه ديْنٌ لم يُصلِّ عليه ، وأمر أصحابه أن يُصلي عليه .
ولما فتح الله عليه كان يُصلي على المدين ويتحمَّل دينه ، ويدعُ مالهُ لورثته .

3- وكان صَلى الله عَليه وسَلمْ إذا أخذ في الصلاة كَبَّر وحمد الله وأثنى عليه ودعا ، وكان يُكبَّر أربع تكبيراتٍ وكبَّر خمساً .

4-وكان صَلى الله عَليه وسَلمْ يأمرُ بإخلاص الدُّعاءِ للميتِ ، فعَن أبي هُرَيْرَة؛ قَالَ:- سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ يقول: ((إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء))، [صحيح البخاري].،
.وعَن أبي سلمة، عَن أبي هُرَيْرَة؛ قَالَ:- كان رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ، إذا صلى على جنازة، يقول: ((اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا. اللهم! من أحييته منا فأحيه على الأسلام. ومن توفيته منا فتوفّه على الإيمان. اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده)).، [صحيح البخاري].،
وعَن واثلة بْن الأسقع؛ قَالَ:- صلى رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ على رجل من المسلمين فأسمعه يقول: ((اللهم! إن فلان بْن فلان في ذمتك، وحبل جوارك. فقه من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق. فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم))، [صحيح البخاري].،
وعَن عوف بْن مالك؛ قَالَ:- شهدت رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ صلى على رجل من الأنصار. فسمعته يقول: ((اللهم! صل عليه واغفر له وارحمه. وعافه واعف عنه. واغسله بماء وثلج وبرد. ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله. وقه فتنة القبر وعذاب النار)). [صحيح البخاري].

5- وكان صَلى الله عَليه وسَلمْ يقومُ عِند رأس الرجل ، ووسط المرأة ، فعَن سمرة بْن جندب الفزاري،(أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ صلى على امرأة ماتت في نفاسها. فقام وسطها.)، [صحيح البخاري].
وعَن همام، عَن أبي غالب؛ قَالَ:-( رأيت أَنَس بْن مَالِك صلى على جنازة رجل. فقام حيال رأسه. فجيء بجنازة أخرى، بامرأة. فقالوا: يا أبا حمزة! صل عليها فقام حيال وسط السرير. فقال له العلاء بْن زياد: يا أبا حمزة! هكذا رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ قام من الجنازة مقامك من الرجل. وقام من المرأة مقامك من المرأة؟ قال: نعم. فأقبل علينا، فقال: احفظوا)، [صحيح البخاري].

6-وكان صَلى الله عَليه وسَلمْ يُصلي على الطفل ، ولا يُصلي على من قتل نفسه ، ولا على من غلَّ من الغنيمة،
عن المغيرة بْن شعبة أنه سمع رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ يقول :((الطفل يصلى عليه))، [صحيح البخاري].
وعَن جابر بْن عَبْد اللّه؛ قَالَ: قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((إذا استهل الصبي صلى عليه وورث))، [صحيح البخاري].

7- وصلى صَلى الله عَليه وسَلمْ على المرأة الجُهنية التي رجمها .

8- وصلى صَلى الله عَليه وسَلمْ على النجاشي صلاتهُ على الميِّتِ ولم يكُن من هديهِ الصلاةُ على كلِّ ميِّتٍ غائبٍ ، فعَن سعيد بْن المسيب، عَن هُرَيْرَة؛- أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ قال: ((إن النجاشي قد مات)) فخرج رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ وأصحابه إلى البقيع. فصفنا خلفه. وتقدم رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ، فكبر أربع تكبيرات.) [صحيح البخاري].
وعَن عمران ابن الحصين؛( أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ قال: ((إن أخاكم النجاشي قد مات، فصلوا عليه)) قال فقام فصلينا خلفه. وإني لفي الصف الثاني. فصلى عليه صفين.) [صحيح البخاري].
وعَن حذيفة بْن أسيد؛-( أن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ خرج بهم فقال: ((صلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم)) قالوا: من هو؟ قال: ((النجاشي)).) [صحيح البخاري].

9- وكان مِنْ هديه صَلى الله عَليه وسَلمْ إذا فاتته الصلاةُ على الجنازة صلَّى على القبر ،فعَن أبي هُرَيْرَة؛ (أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد. ففقدها رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ. فسأل عنها بعد أيام. فقيل له: إنها ماتت. قال: ((فهلا آذنتموني)) فأتى قبرها، فصلى عليها.). [صحيح البخاري].
وعَن يزيد بْن ثابت، وكان أكبر من زيد. قَالَ:- خرجنا مع النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ. فلما ورد البقيع فإذا هو بقبر جديد. فسأل عنه. فقالوا: فلانة. قال فعرفها وقال: ((ألا آذنتموني بها)) قالوا: كنت قائلاً صائماً. فكرهنا أن نؤذيك. قال: ((فلا تفعلوا. لا أعرفن ما مات منكم ميت، ماكنت بين أظهركم، إلا آذنتموني به. فإن صلاتي عليه له رحمة)) ثم أتى القبر، فصففنا خلفه، فكبر عليه أربعاً). [صحيح البخاري].

مايقال عند الدخول للمقابر:
عَن عَبْد اللّه بْن عامر بْن ربيعة، عَن عائشة؛- قالت: فقدته ((تعني النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمْ)) فإذا هو بالبقيع. فقال ((السلام عليكم، دار قوم مؤمنين. أنتم فرط لنا وإنا بكم لاحقون. اللهم! لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم)). [صحيح البخاري].
عن سليمان بن بريدة ،عن أبيه،قال:( كان رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر. كان قائلهم يقول: السلام عليكم، أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء اللَّه بكم لاحقون. نسأل اللَّه لنا ولكم العافية). [صحيح البخاري].


هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الدفنِ وَتَوابِعِه :
1-كان صَلى الله عَليه وسَلمْ إذا صلى على الميت تَبِعَه إلى المقابر ماشياً أمامه ، وسن للراكب أن يكون وراءها ، وإن كان ماشياً يكون قريباً منها ، إمَّا خلفها أو أمامها ، أو عن يمينها أو عن شمالها ، وكان يأمُرُ بالإسراعِ بها ،فعَن أَنَس بْن مَالِك؛ قَالَ:( كان رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ وأبو بكر وعمر وعثمان يمشون أمام الجنازة).، [صحيح البخاري].

2-وكان صَلى الله عَليه وسَلمْ لا يجلس حتى تُوضع .

3-وأمر صَلى الله عَليه وسَلمْ بالقيام للجنازة لمّا مرَّت به ، وصحَّ عنه أنه قعد ،فعَن أبي سلمة، عَن أبي هُرَيْرَة؛- قَالَ: مر على النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ بجنازة. فقام، وقال ((قوموا. فإن للموت فزعاً)).
{فِي الزَوائِد: إسناده صَحِيْح، ورجاله ثقات. ،[صحيح البخاري]. }.
وعَن علي بْن أبي طالب؛ قَالَ:( قام رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ لجنازة، فقمنا. حتى جلس، فجلسنا.)، [صحيح البخاري].

4-ونهى صَلى الله عَليه وسَلمْ عن أن تتبع النساء الجنائز ، عَن أم عطية؛ قالت:( نهينا عن اتباع الجنائز، ولم يعزم علينا.)، [صحيح البخاري].

5-وكان من هديه صَلى الله عَليه وسَلمْ ألا يدفن الميت عند طُلُوع الشمس ، ولا عند غُروبها ولا حين يقوم قائم الظهيرة ،فعَن موسى بْن علي بْن رباح؛ قَالَ:- سمعت أبي يقول: سمعت عقبة بْن عامر الجهني يقول:
(ثلاث ساعات كان رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ ينهانا أن نصلي فيهن أو نقبر فيهن موتانا حين تطلع الشمس بازغة، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيف للغروب حتى تغرب.) ،[صحيح البخاري].
وعَن ابن عباس؛-( أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ أدخل رجلاً قبره ليلاً، وأسرج في قبره.) ،[صحيح البخاري].
وعَن جابر بْن عَبْد اللّه؛ قَالَ:( قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((لا تدفنوا موتاكم بالليل إلا أن تضطروا)).) ،[صحيح البخاري].

6- وكان من هديه صَلى الله عَليه وسَلمْ اللحـدُ ، وتعميقُ القبر ، وتوسيعُه عند رأسِ الميت ورجليه ، فعَن ابن عباس؛ قَالَ:
(قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((اللحد لنا، والشق لغيرنا)).) [صحيح البخاري].

7- وكان صَلى الله عَليه وسَلمْ يحثوا التراب على الميت إذا دُفِنِ من قبل رأسه ثلاثاً ، فعَن أبي سلمة، عَن أبي هُرَيْرَة؛
(أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ صلى على جنازة، ثم أتى قبر الميت. فحثى عليه من قبل رأسه ثلاثا)، [صحيح البخاري].

8-وكان صَلى الله عَليه وسَلمْ إذا فرغ من دفن الميت قام على قبره وسأل له التثبيت ، وأمر أصحابه بذلك . أبي داود .

9-ولم يكن صَلى الله عَليه وسَلمْ يجلس يقرأ على القبر ولا يُلقِّنُ الميتَ .
10-وكان من هديه صَلى الله عَليه وسَلمْ ترك نعي الميت ، بل كان ينهى عنه، عَن بلال بْن يحيى؛ قَالَ:(- كان حذيفة، إذا مات له الميت قَالَ: لا تؤذنوا به أحداً. إني أخاف أن يكون نعياً. إني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ، بإذني هاتين، ينهى عن النعي)، [صحيح البخاري].

هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في المَقَابِرِ وَالتَّعْزِيَةِ:
1-لم يكن من هديه صَلى الله عَليه وسَلمْ تعلية القبور ولا يناؤها ولا تطيينُها ، ولا بناءُ القباب عليها ، عَن القاسم بْن مخيمرة، عَن أبي سعيد؛- أن النَّبِي صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ نهى أن يبنى على القبر.
(فِي الزَوائِد: رجال إسناده صَحِيْح، ورجاله ثقات.)، [صحيح البخاري].

2-وبعث صَلى الله عَليه وسَلمْ عليَّاً إلى اليمن أن لا يدع تمثالاً إلا طَمَسَهُ ، وَلاَ قبْراً مُشرفاً إلا سواه ، فكانت سُنته تسويةُ القبور المُشرفة كُلِّلها .

3-ونهى صَلى الله عَليه وسَلمْ أن يُجصَّصَ القبر ، وأن يُبنى عليه ، وأن يُكتب عليه ، عَن جابر؛
- قَالَ: (نهى رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ عن تجصيص القبور.) [صحيح البخاري].

4-وكان صَلى الله عَليه وسَلمْ يُعلم من أراد أن يعرف قبره بصخرةٍ، عَن أَنَس بْن مَالِك؛ أن رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ أعلم قبر عثمان بْن مظعون بصخرة.
(فِي الزَوائِد: هذا إسناد حسن. وله شاهد من حديث المطلب بْن أبي وداعة، رواه أبو داود.)، [صحيح البخاري].

5-ونهى صَلى الله عَليه وسَلمْ عن اتخاذ القبور مساجد ، وإيقاد السُّرْج عليها ، ولعن فاعِلَه .

6-ونهى صَلى الله عَليه وسَلمْ عن الصلاة إليها ، ونهى أن يُتَّخَذ قبره عيداً .

7-وكان من هديه صَلى الله عَليه وسَلمْ أن لا تُهان القبور ولا تُوطأ ، ولا يُجلس عليها ، ولا يُتكأ عليها ، ولا تُعظم ،عَن أبي هُرَيْرَة؛ قَالَ:( قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((لأن يجلس أحدكم على جمرة تحرقه خير له من أن يجلس على قبر)).، [صحيح البخاري].
وعَن عقبة بْن عامر؛ قَالَ:( قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((لأن أمشي على جمرة أو سيف، أو أخصف نعلي برجلي، أحب إلي من أن أمشي على قبر مسلم. وما أبالي أوسط القبور قضيت حاجتي، أو وسط السوق)).
{فِي الزَوائِد: إسناده صَحِيْح. لأن مُحَمَّد بْن إسماعيل، شيخ ابن ماجة، وثقه أبو حاتم والنسائي وابن حبان. وباقي رجال الإسناد على شرط الشيخين.}، [صحيح البخاري].
وعَن بشير بْن الخصاصية؛ قَالَ:- بينما أنا أمشي مع رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ، فقال ((يا ابن الخصاصية! ما تنقم على الله؟ أصبحت تماشي رسول الله)) فقلت: يا رسول الله! ما أنقم على الله شيئاً. كل خير قد أتانيه الله. فمر على مقابر المسلمين. فقال: ((أدرك هؤلاء خيراً كثيراً)). ثم مر على مقابر المشركين. فقال: ((سبق هؤلاء خيراً كثيراً)) قال: فالتفت فرأى رجلاً يمشي بين المقابر في نعليه. فقال: ((يا صاحب السبتيتين! ألقهما)).
{حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشار. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن بْن مهدي؛ قَالَ: كان عَبْد اللّه بْن عثمان يقول: حديث جيد، ورجل ثقة.}. ،[صحيح البخاري].

8- وكان صَلى الله عَليه وسَلمْ يزور قبور أصحابه للدعاءِ لهم ، والاستغفار لهم ، وسَنَّ للزائر أن يقول : " السَّلامُ عَلَيْكُم أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ المؤمنينَ والمسلِمِينَ ، وإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ ، نَسْألُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ العَافِيَةَ " [مسلم].

9-وكان من هديه صَلى الله عَليه وسَلمْ تعزية أهل الميت ،ومن قوله في ذلك :"إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شئ عنده بأجل ٍ مسمّى..فلتصبر و لتحتسب" وكذلك "أعظم الله أجرك و أحسن عزاءك و غفر لميّتك"، ولم يكن من هديه أن يجتمع للعزاء ويُقرأ له القرآن ، لا عند القبر ولا غيره .

10-وكان من هديه صَلى الله عَليه وسَلمْ أن أهل الميت لا يتكلفون الطعام للناس ، بل أمر أن يصنع الناس لهم طعاماً، ، عَن عَبْد اللّه بْن جعفر؛ قَالَ:( لما جاء نعي جعفر قال رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ: ((اصنعوا لآل جعفر طعاما. فقد أتاهم ما يشغلهم، أو أمر يشغلهم)).)، [صحيح البخاري].



وكان هذا هديه صَلى الله عَليه وسَلمْ في الجنائز .

رحم الله موتانا وموتى المسلمين وغفر لهم وجعل قبورهم روضة ً من رياض الجنّة .

ملاحظة :

أخوتي وأخواتي الأعضاء نذكّر على أن من لم يشارك في استطلاع الرأي عن "تطبيق السنّة في حياتنا اليوميّة" يمكنه المشاركة على هذا الرابط http://www.rc4js.com/vb/showthread.php?t=8060

بارك الله فيكي اختي الفاضله

وجزاكي الله خير

بارك الله مروركم..

بارك الله بك

رحم الله موتانا وموتى المسلمين وغفر لهم
وجعل قبورهم روضة ً من رياض الجنّة
امين
بارك الله فيك ونفع بك

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باحث الرقية

بارك الله بك

وفيكم بارك ونفع..

أشكر مروركم الكريم..

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مكاوية

رحم الله موتانا وموتى المسلمين وغفر لهم
وجعل قبورهم روضة ً من رياض الجنّة
امين

اللهـــــــــــم آميـــــــــــــــن.

بارك الله فيك ونفع بك

وفيك بارك ونفع..

شاكرة لك مرورك ِ الكريم..

أحسن الله إليك أختي ونفع بك ..

[motr1][/motr1]